ما أمكنني من مداخلتي البارحة على قناة ARK هو إعتقادي الذي لا يمكن أن يتغير بأن زيارة وفد حكومي للنظام في دمشق إلى قامشلي برئاسة هلال هلال وفقاً للتأويلات التالية:

1- بعد سيطرة داعش على كامل منطقة كوباني, ولم يبقى منها سوى مربع لا يتجاوز 4كم مربع وكادت أن تسقط نهائياً لولا تدخل قوات التحالف و وصول البيشمركة مما أدى إلى تحريرها.. صرح العديد ممن يمثلون النظام على أن تحرير كوباني كان بدعم من النظام لقوات (YPG), وهذا ما نفاه صالح مسلم في عديد من لقاءاته و خاصة في موسكو حيث المواجهة بينه و بين الجعفري الذي أثبت ذلك الدعم بالوثائق....

2- لقاء وفد من الـ(YPG) أي وحدات حماية الشعب مع الرئيس الفرنسي في قصر يليزيه شكل نوعاً من الريبة لدى النظام تجاه مصداقية حزب الإتحاد الديمقراطي في تعامله مع النظام, والذي يحاول و يصر على أنه لا يقيم أية علاقة مع النظام لا أمنياً ولا سياسياً.

3- إرسال جهة النظام موفداً إلى القيادات الكوردية لفتح حوار جدي حول إمكانية حل القضية الكوردية, إلا أن القيادة في المجلس الوطني الكوردي رد الوفد بالرفض لطالما قوات النظام مستمرة في القتل و التدمير... و أن مصداقية النظام أصبحت مطعونة جراء ممارساته التي تؤكد على أن هذا النظام لا يمكن أن يتغير سلمياً بعد إرتكابه كل هذه الجرائم.

و مما سبق و لأسباب أمنية أخرى أراد النظام يؤكد للكورد أولاً و للمعارضة ثانياً و لمحور أمريكا و أوروبا ليس آخراً بأن المناطق الكوردية تحت السيطرة, و أن علاقات النظام مع حزب الإتحاد الديمقراطي متينة و مستمرة من خلال إرسال وفد رفيع المستوى إلى القامشلي بدون حماية أمنية , وقبلها زيارة وزير المصالحة "الوطنية" علي حيدر إلى عامودا مقر الحكومة الكانتونية!!!!؟؟؟ حيث يؤكد كل ذلك بأن "الإدارات الذاتية" القائمة ليست إلا حالة إستثنائية لتمكين حزب الإتحاد الديمقراطي السيطرة على الشارع الكوردي و إفراغ جوهر قضية قضية الشعب الكوردي في سوريا من محتواها القومي من خلال طرح شعار(العمل على تحقيق "الأمة الديمقراطية") والتي تتعارض مع خصوصية شعبنا و حقوقه القومية.

إذاً نحن أمام معادلة معقدة يجب أن لا نتجاوز الواقع المرير و موضوعية قضيتنا القومية و شرعيتها القانونية وفقاً لقرارات و مواثيق دولية والمعتمدة لدى الأمم المتحدة.. فإن لعبة النظام مع حزب الإتحاد الديمقراطي تؤكد مرة أخرى على أنها محاولة لتمييع قضيتنا و دق أسفين بيننا و بين شركائنا الحقيقيين من المعارضة والتي يجب أن نبني معاً سوريا المستقبل على أرضية بناء توافقات وطنية وسياسية.

إن محاولة النظام بشكل متكرر ليؤكد على علاقاته مع حزب الإتحاد الديمقراطي يرسل إلى العديد من الجهات رسائل مخيفة و هو يدرك مدى تأثير هذه الرسائل على مستقبل قضية شعبنا.. و أن عدم تحديد حزب الإتحاد الديمقراطي موقفه من النظام و كأنه يخفي حقيقة تلك العلاقة( مع تفهم النظام لذلك و أسبابه) يشكل لدينا حافظاً لا يمكن أن نتجاوزه على أن المناطق الكوردية تحت سيطرة النظام لطالما حزب الإتحاد متمسكاً بخطته التي ترمي إلى الإستفراد بالسيطرة على الشارع الكوردي, ورفض شركاء حقيقيين من الأحزاب الكوردية... أما الأحزاب المشاركة معه في حركة المجتمع الديمقراطي و "تأسيس الإدارات الذاتية" ليست إلا بيادق لا تملك أية إرادة فعلية ولا يمكن أن يناقشوا حقيقة تلك الإدارات إن "برأناهم من أوامر الأمن للنظام في دمشق".

إذا, الأيام القادمة هي كفيلة بأن تكشف الحقائق قد تذهل شعبنا الكوردي و حقيقة ما يجري من وراء الستار.

https://www.facebook.com/ahmad.qasim.94/posts/728812680560497