القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 427 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: تجربة الكانتونات الخالية من السكّان

 
الأثنين 13 نيسان 2015


عبدالباسط سيدا   

 الكثيرون ممن حصلوا عبر السنين - كرداً وعرباً وسرياناً وغيرهم- على حق اللجوء السياسي في البلدان الأوربية من مناطقنا، فبركوا قصصاً لإقناع الأوربيين بمنحهم هذا الحق، في حين أن المستحقين بقوا في الوطن، نتيجة ظروفهم المادية الصعبة، وعدم قدرتهم على تأمين نفقات السفر، أو عدم امتلاكهم لوثائق السفر.
ولكن المشكلة أن القسم الأكبر من هؤلاء صدّق روايته التي اختلقها بنفسه، أو بمعونة أصدقائه، وذلك لكثرة التكرار، والرغبة في اعطاء نفسه شيئاً من الأهمية، وتسويغ تركه للوطن. حتى أن بعضهم قد دخل قصته إذا صح التعبير، وبدأ يتقمص الدور الإفتراضي بحذافيره.


ما ذكّرنا بهذا الأمر هو موضوع الكانتونات التي اختلقتها سلطات الـ ب. ي. د. - سلطات الأمر الواقع- في كل من الجزيرة وكوباني وعفرين كوسيلة لضبط الأمور والتحكّم فيها- بالتنسيق الكامل مع النظام- وخلق فئة من المنتفعين مادياً أو حتى معنوياً من خلال مواقع مزعومة، وألقاب وهمية لا قيمة واقعية لها (وزير- رئيس المجلس....- قائد الأسايش، وقائد قوات...الخ) لربطهم أدوات منفذة بمشروعهم، وصوروا لأنفسهم أولاً، وللناس البسطاء من المغلوبين على أمرهم ثانياً بأنهم قد أوجدوا كانتونات تضاهي كانتونات سويسرا ماشاء الله، بل اكثر حداثة وديمقراطية منها. والأمر اللافت هذه الأيام أن هؤلاء يحاولون تسويق الأكذوبة التي صنعوها إلى العالم، وكأنها انجاز تاريخي مقدس غير مسبوق.
 وهكذا حتى وصل بهم الأمر إلى الترويج لفكرة زائفة فحواها أنه إذا زار صحفي أو سياسي أوربي لغاية تخصّه، مدينة من مدن الجزيرة أو كوباني أو عفرين، وذلك للاطلاع على واقع الأمور، فإن ذلك معناه "اعتراف أوربي"، بل "اعتراف دولي-كوني" بالتجربة الفريدة المثالية للكانتونات الخالية من السكّان. إنها التجربة ذاتها التي عانى منها الناس في البانيا أنور خوجه، وكمبوديا بول بوت وكوريا الشمالية راهناً ومستقبلاً، ولكن تجربتنا لها نكهة خاصة من جهة بدائيتها المفرطة، وتمازجها مع النزعة الطائفية المذهبية خاصة بعد وصول المدربين الإيرانيين إلى المنطقة.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 6


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات