القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 268 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي




























 

 
 

مقالات: الذكرى السادسة والثلاثين على رحيل البرزاني الخالدعظيم الامة الكردية

 
السبت 28 شباط 2015


"مادمت احمل بندقيتي فانا سيد نفسي"
البرزاني الخالد

اعداد المهندس: سليمان مخصو

ارتبطت الحركة التحررية الكردية باسمه لاكثر من نصف قرن,واستقطب نضاله واخلاصه حركة التحرر القومي في كافة اجزاء كردستان واستيقظت اجيال كردية عديدة على هويتها الفومية من نضال البرزاني الخالد.واصداء كفاحة الدائب من اجل حرية الشعب الكردي وتحرره من الاضطهاد وهذا السرد الملخص لسيرة حياته وتراثه النضالي الذاخر خير دليل على ذلك.


عشيرة برزان والعائلة البرزانية:
     سميت عشيرة برزان نسبة الى قرية برزان مركز المشيخة وينتسب شيوخ برزان الى سلالة امراء العمادية, حيث نزح جدهم مسعود الى قرية هفنكا القريبة من برزان واستقر هناك  وتزوج من احدى فتيات القرية فخلف ابنا وسماه "سعيد" وبقي هو الاخر هناك حتى انتقل حفيده الشيخ تاج الدين (كان عالما دينياموهوبا فالتف حوله عدد كبير من المريدين واسس تكية "برزان" وعاش فيها حتى وافته المنية فخلفه ابنه عبد الرحمن) وبعد وفات عبد الرحمن خلفه ابنه الشيخ عبد الله الذي كان اشتهر بالزهد والتقوى وارسل ابنه الشيخ عبد السلام الى مدرسة نهري لتلقي علومه الدينية على يد الشيخ الكبير سيد طه النهري وبعد وفاة والده ادار هو شؤون تكية برزان و زاد عدد مريديه ازديادا كبيرا واسس مدرسة دينية  في برزان ذاع صيتها في انحاء المنطقة فكان يتوافد عليها الطلاب .  وفي احدى زياراته للتكاية قام حضرة مولانا خالد النقشبندي بزيارة تكية برزان وجعل الشيخ عبد السلام خليفته .توفي الشيخ عبد السلام 1872 والف كتابا قيما عن الفقه الاسلامي قبل وفاته بثلاثة اعوام وبعده تسلم ابنه  الشيخ محمد المشيخة وفي عهده اصبحت تكية برزان ملجأ للمظلومين من ابناء العشائر لبرزان.ووافته المنية عام 1903 وخلف خمسة اولاد هم (الشيخ عبد السلام-الشيخ احمد- محمد صديق – بابو – الملا مصطفى).

الموقع الجغرافي لمنطقة برزان: 
     تقع منطقة برزان في اقصى الشمال من كردستان الجنوبية ضمن حدود محافظة اربيل الادارية مركزها قضاء ميركه سور وينقسم القضاء الى ثلاث نواحي (ميركه سور – برزان – شيروان) حدودها من الشرق قضاء راوندوز ومن الغرب قضاء العمادية ومن الجنوب قضاء عقرة ومن الشمال الحدود التركية.واهلها يشتغلون بالزراعة وتربية المواشي والاغنام .وعدد قراها 400 قرية وعدد سكانها (35 الف – 40 الف) نسمة حسب احصائية ثورة ايلول في اواخر الستينات.وهي منطقة جبلية وعرة صعبة العبور يشقها من الغرب نهر الذاب الكبير .وتقع قرية برزان على بعد 25 كيلو متر شمال شرق مدينة عقرا ,وكانت تركيبتهم السكانية خليط (من الكرد والاشوريين واليهود) واهم القبائل التي تتالف منها عشيرة برزان هي (الباروش- الشيروان – المزوري بالا – الهركي بناجي).

حياة الملا مصطفى البرزاني:
   ولد الملا المصطفى بن الشيخ محمد البرزاني بقرية برزان /1903-3-14/ يتيما اذ توفي والده قبل مولده بامد وجيز ,ولم يكد يحبو الى الثالثة من عمره حتى ساق الاتراك حملة تأديبية على عشيرة برزان عام /1907/  انتقاما للبرزانيين للثورة التي قادها الشيخ عبد السلام الأخ الكبير لملا مصطفى ضد العثمانين  . وسجنوا الطفل مع امه في سجن الموصل فقضيا في السجن 9 اشهر , 
    لقد لفت مصطفى البرزاني انتباه الناس لشخصه منذ الطفولة , لما تحلى به من خصال حميدة في السلوك والشجاعة والاقدام و حاز على عطف وحب شديدين من قبل الاسرة البرزانية , لقد كان منذ نعومة اظافره ميالا للعلم والمعرفة ويبذل جهده وطاقته البدنية ويصقلها في ممارسة صيد الدببة والغزلان و الحيوانات البرية الاخرى , و تعلم جمع ثمار البلوط من الاشجار العالية وعمل في حقل ابيه و تعلم الحراثة و تبع الاغنام والماعز في الجبال كأي صبي وكانت القبائل المجاورة والمحيطة بمنطقة برزان تبدي مخاوفها و امتعاضها الدائم تجاه زيادة سمعة و صيت الاخ الاكبر للملا مصطفى الشيخ احمد . و قضى الملا مصطفى 6 سنوات في تحصيله الابتدائي على يد معلمين في قرية برزان و بعدها درس الشريعة والفقه الاسلاميين في برزان لمدة اربع سنوات , وبعدها استمر اثناء نفيه في السليمانية على اكمال دراسته الفقهية الى الحد الذي اجهز فيه بالتفسير والحديث .
   وفي اواخر العشرينيات تزوج الملا مصطفى بنت عم له فولدت له ثلاثة ابناء وبنتا و هم : عبيد الله – لقمان – ادريس . و بعد زمن طويل تزوج ثانية من بنت محمود آغا الزيباري و هذا الزواج كان قد رتب لغرض سياسي الا انه لم يؤثر في ازالة العداوة بين قبيتي الزيبار و برزان و ولدت الزوجة الثانية ستة اولاد و بنتين : (مسعود – صابر – نهاد – دلشاد – سداد – وجيه ) . 

   نضال و كفاح الملا مصطفى البرزاني في سبيل تحرر الشعب الكردي :
-  دخل مبكرا في غمار الحركة التحررية الكردية حيث ساهم عام 1919 في ثورة الشيخ محمود الحفيد وقاد قوة مؤلفة من 300 مسلحا ضد الانكليز و الذين غضبو على كل من اظهر الولاء للشيخ محمود ودعمهم و كان الشيخ احمد البرزاني اول من شخصه الانكليز للقضاء عليه و على عشيرة برزان بسبب مواقفه المشرفة ضد الانكليز . 
- في عام 1920 انتدبه شقيقه الاكبر الشيخ احمد لزيارة الشيخ سعيد بيران في كوردستان تركيا للتنسيق معه حول المساهمة في ثورته . 
-  في عام 1931- 1932 قاد القوة الرئيسية للبرزانين التي انيطت بها مسؤولية الدفاع  عن محور ميركة سور – شيروان مقابل (قوة داي الانكليزي ) و لمع نجم ملا مصطفى في هذه المعركة بشكل عظيم حيث كان في الخط الامامي مع المقاتلين واثبت كفاءة عسكرية فائقة في قيادته للعمليات الدفاعية على حد سواء مما عمق ثقة المقاتلين فيه اكثر و لقي تشجيعا كبيرا من شقيقه الشيخ احمد البرزاني .
-  في عام 1934 لجأ الشيخ احمد و ملا مصطفى و العائلة البرزانية و بعض رجاله الى تركيا . وبعد مرور عام سمح للشيخ احمد بالرجوع الى الموصل و بعد ذلك لحق به اخوه الملا مصطفى والاسرة جميعها الى منطقة برزان و نتيجة المحادثات البريطانين وافقت الحكومة العراقية على الاقامة الجبرية للعائلة البرزانية في الموصل ثم تم نفيهم الى الحلة في جنوب العراق و ثم الى السليمانية و هكذا نفيت العائلة البرزانية زهاء العشر سنوات فقضت معظم الفترة في السليمانية . وصقلت حياة المنفى الكثير في شخصية البرزاني و علمته الكثير من التجارب والخبرة .
-  في عام 1936 استدعى متصرف الموصل الملا مصطفى الى دائرته وهناك دس له السم في القهوة و نجا من الموت باعجوبة و كانت اشبه بمعجزة فقد ظل يصارع الموت لمدة اسبوعين .
- ظل البرزانيون في السليمانية حتى عام 1943 و في 12- 7-1943 استغل الملا مصطفى الفرصة فهرب من السليمانية بمساعدة تنظيم (هيوا) و عناصر وطنية كردية متوجها الى الحدود الايرانية و اصطصحب معه شخصان فقط هما مصطفى عبدالله عقراوي و سليمان صورة و دخل البرزاني الاراضي الايرانية متنكرا بزي رجل دين (حيث اعلنت الحكومة العراقية مكافأة مالية قدرها 50000 دينار لمن يقبض على البرزاني حيا او ميتا ) و وصل الى منطقة شنو حيث كان فيها عدد لا باس من البرزانيين الذين كانو غادرو منطقة برزان هربا من ملاحقات الشرطة لهم . 
-  و في نفس عام 1943  توجه البرزاني مع رفاقه الى منطقة برزان وانتشر خبر وصوله بين اهالي المنطقة وعمت الفرحة كل بيت و بدأ الشباب يلتحقون به في صفوف مستمرة حتى بلغ عددهم 750 شخصا خلال اسبوعين بعضهم مسلح و بعضهم غير مسلح . وخلال شهرين بلغ عدد المسلحين اكثر من 2000 شخص . و كان يتحاشى في البداية الاصطدام مع الحكومة الى ان نظم قوته و اعدها بشكل جيد و بموجب خطة محكمة و بهجمات مباغتة و متتالية استولى على كل مخافر المنطقة عدا ( مخافر برزان و بله و ميركة سور) لكثرة عدد القوات الحكومية فيها و في خريف عام 1943 ارسلت الحكومة الوفود تلو الوفود الى البرزاني طالبا التفاوض و وقف القتال فاشترط البرزاني الدخول في مفاوضات بعودة الشيخ احمد و جميع المنفيين الى برزان , فنفذت الحكومة هذا الشرط و كان هذا منعطفا هاما في تاريخ نضال البرزاني و توقف القتال و جرت المفاوضات مع الحكومة و انتهت الى اتفاق هام تعهدت حكومة نوري سعيد بموجبه تنفيذ المطاليب التي قدمها البرزاني جميعها . 

- ثورة برزان 1943-1945:
قادها الملا مصطفى البرزاني ضد الحكومة العراقية المدعمة من قبل القوى الجوية البريطانية حيث الوضع يختلف هذه المرة عن السابق فبينما كانت انتفاضة 1931-1932 مقصورة على برزان الا انها هذه المرة كان مخططا لها لتشمل مناطق واسعة من كردستان وتضع اللبنة الاولى لثورة شاملة,يشارك فيها المثقفون والفلاحون والعشائر الوطنية.
-  تشكيل لجنة الحرية 1945: بعدسلسلة من الاجتماعات المكثفة تم فيها دراسة الوضع من كل جوانبه قرر البرزاني مع رفاقه الضباط الاحرار تشكيل (لجنة الحرية)وارتأوا ان تكون برئاسته ووضع لها منهاج احتوت على تشكيل فصائل مسلحة لتحرير كردستان والعمل من اجل مصالحة وطنية عامة, واقامة علاقات داخلية وخارجية (كردستانية – دولية)وفضح سياسات الحكومة المركزية المعادية للشعب الكردي .
-   الانسحاب الى كردستان ايران 11-5- 1945:كان غاية البرزاني تحقيق الاهداف المشروعة للشعب الكردي وبذل جهود مضنية في سبيل توحيد الشعب الكردي.وعندما لاحظ ان القتال تحول الى اقتتال داخلي بين الاكراد انفسهم وشاهدرؤساء العشائر يتقدمون الوحدات العسكرية لمقاتلة الثوار وحتى الامس القريب كان بعضهم يقف مع الثورة والبعض الاخر يتفرج وتناسوا الحلف والعهد.واصبح من الصعب جدا الاستمرار في القتال في ظل هذه الظروف لذلك اجرى البرزاني مشاورات سريعة مع لجنة الحرية وبعد اخذ رأي وموافقة الشيخ احمد البرزاني تقرر الانسحاب الى كردستان ايران قبل هطول الامطار والثلوج وانسداد الطرق وبذلك انتهت الثورة بدخول البرزانين كردستان ايران 
-  قيام جمهورية كردستان في مهاباد في 2211949:تم اعلان اول جمهورية كردية في مدينة مهاباد ودعي البرزاني الى حضور الحفل المقام بهذه المناسبة التاريخية ,وكان على يمين رئيس جمهورية كردستان قاضي محمد حين اعلان قيام جمهورية كردستان في ساحة جار جرا في مهاباد . و تم الاتفاق على ان يقوم البرزانيون بدورهم في دعم و ترسيخ الجمهورية , و اثبت البرزانيون بفضل شجاعتهم والتزامهم القومي , كفاءة عالية واصبحوا موضع ثقة قادة الجمهورية و الجماهير بشكل عام و باتت القوة التي يعتمد عليها .و تقديرا لخدمات البرزاني عين قائدا لجيش جمهورية كردستان في مهاباد ومنح رتبة الجنرال 
-  تاسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني 16-8-1946  : بات واضحا ان المرحلة الراهنة تتطلب تاسيس حزب ديمقراطي كردستاني في العراق على غرار الحزب الديمقراطي الكردستاني في ايران . فبعد دراسة مستفيضة و احتمالات المستقبل قرر البرزاني مع رفاقه الضباط الوطنين من اعضاء لجنة الحرية ضرورة تاسيس حزب يتطلع بمهام المرحلة وفق التغيرات الجديدة و تنسجم اهدافه مع تطلعات الجماهير و عقد الحزب الجديد مؤتمره التاسيسي الاول قي 16 آب من عام 1946 في بغداد و انتخب البرزاني رئيسا له و اعيد انتخابه للرئاسة في جميع مؤتمراته اللاحقة و ظل رئيسا للحزب حتى وفاته.
-  و في اواخر ايام الجمهورية لم يكن ثمة من يدافع عن العاصمة (مهاباد) سوى البرزانيين فقد تحول رؤساء العشائر الى موقف العداء العلني للجمهورية , و راحو يرسلون الرسل الى الجيش الايراني معلنين له عن ولائهم وانهم ينتظرون دخوله . و في معارك الدفاع عن الجمهورية خاض البرزاني معارك طاحنة ضد قوات نظام الشاه و كبدها خسائر فادحة . 
-  المسيرة التاريخية للبرزاني الى الاتحاد السوفياتي بعد انهيار الجمهورية اقترح رئيس الجمهورية قاضي محمد الخروج من المعركة و الاستسلام للايرانين حقنا للدماء الكردية . وحصل الشيخ أحمد على تعهد بالعفو له و للبقية من الحكومة العراقية , اما الملا مصطفى البرزاني قرر اللجوء الى الاتحاد السوفياتي مع اكثر من 500  من البيشمركة , و شق طريقه و بعد معارك طاحنة مع الجيش الايراني دخل الاراضي العراقية و الاراضي التركية و اصطدم مع قوات هذه الدول والدول الحليفة لهم امريكا و بريطانيا و في 17 – 6 – 1946 عبر نهر آراس الى الاتحاد السوفيتي , و يذكر البرزاني تلك الرحلة : سرنا اثنين و خمسين يوما في شعاب جبلية شاهقة و كان ثلج الربيع المتاخر يرتفع من ستة اقدام الى اثني عشر قدما وخضنا تسع معارك وسقط منا اربع شهداء و سبعة جرحى و دفنا الشهداء الاربعة وحملنا الجرحى السبعة معنا .
-  فترة الاتحاد السوفياتي : عملو معاملة وحشية قاسية في الفترة الستالينية بعيدة عن القيم الانسانية و اخلاق و آداب الضيافة حيث حدد لكل مجموعة قرية او بلدة و وضعوا تحت المراقبة و عملوا في مصانع و مزارع جماعية (كولخوزات) وعوملوا معاملة السجناء المحكومين بالاشغال الشاقة و منعوا من الاتصال ببعضهم البعض و لم يسمح لهم بمعرفة عناوين رفاقهم . و بعد موت ستالين 1953 بدأ عهد جديد في الاتحاد السوفياتي و كانت هذه الفترة حتى عام 1958 تمتع خلالها اللاجئون البرزانيون بالراحة و الامان و الهدوء و أفاد الشبان البرزانيون كثيرا في هذه المرحلة من الامتيازات و التسيهلات التي كانت تمنحها الدولة لطالبي العلم و التعليم , فأقبلو على دور العلم و نال عددا منهم أرفع الدرجات العلمية كالماجستير والدكتوراه و تخصصوا في عدة مسالك علمية و كل ذلك بتشجيع  ورعاية من البرزاني الذي كان يحثهم على العلم . و قد قدم نفسه مثالا رائعا حيث طلب الانتماء الى اكادمية اللغات في موسكو و هو في سن تزيد عن الخمسين عاما و تابع دراسته في اللغة الرويسة و درس الاقتصاد و الجغرافيا و العلوم السياسية و لم ينقطع عن الدراسة رغم انشغاله بامور رفاقه واتصالاته الحكومية والخارجية . 
-  عاد الى العراق بعد انتصار ثورة 14 تموز 1958  واستقبل استقبال القادة الابطال بعد ان امضى عدة ايام في القاهرة في ضيافة الرئيس جمال عبد الناصر .
-  ثورة ايلول المجيدة 1961 : على اثر خلافات بينه والنظام العراقي و تراجع قاسم عن وعوده وحملات الجيش العراقي على الشعب الكردي قاد البرزاني من جديد ثورة ايلول المجيدة في 11 ايلول عام 1961 حتى عام  1975  .
-  بيان الحادي عشر من آذار 1970 :: توصل البرزاني مع الحكومة العراقية الى اتفاق بمنح الشعب الكردي في كردستان العراق الحكم الذاتي و هو الاتفاق الذي لم تنفذه الحكومة العراقية فعليا و افرغته من محتواه .
-  محاولة اغتيال الملا مصطفى البرزاني :: جرت هذه المحاولة في ايلول 1970 عندما ذهب وفدا من رجال الدين لتحية البرزاني و مناقشة المواقف السياسية و بوصولهم الى مقر البرزاني في حاج عمران لم يسمح البرزاني لامنه بتعريض ضيوف كهؤلاء للاهانة (بالتفتيش عن السلاح ) و كان البوليس السري العراقي يدرك مدى احترام البرزاني لرجال الدين فاستغلو ذلك و اقنعو عددا منهم – و بينهم ملالي معروفون – بحمل آلات تسجيل ربطت بأجسادهم , و اخبروا بانه مهم جدا للحكومة ان تعرف ما يقول البرزاني بالضبط و اثناء اللقاء بين البرزاني و الملالي كان السائقون الذين نقلو الوفد الى حاج عمران, يتسكعون بسياراتهم في الخارج , و بعد ان جلس اعضاء الوفد في كراسيهم المقابلة للملا مصطفى الجالس خلف طاولته ضغط احدهم زرا فاخذت المواد المتفجرة المحشوة بالمسجلات التي كان يحملها الملالي بالانفجار فقتل جميع الملالي و اصيب عدد آخر من الحاضرين و رغم ان البرزاني كان قد اصيب الا انه في نفس لحظة الانفجار كان احد الخدم منحنيا على طاولة البرزاني ليصب له كأسا من الشاي قضى الرجل و تمزق لكن وجوده انقذ  البرزاني و الحكومة العرقية تنصلت من معرفتها بالحادثة و وعدت بالتحقيق فيها.
-  اتفاقية الجزائر الخيانية 6 آذار 1975 :: تم التوقيع على الاتفاقية في الجزائر بين صدام حسين و شاه ايران بمباركة الولايات المتحدة الامريكية ورعــاية الرجعية العربية والتــي بموجبــها تنـــازل العراق عن شط العرب و الجزر الثـــلاث : طنب الصغرى والكبرى و ابو موســــى لصالح ايران مقابل وقف ايران دعم الثورة الكردية .
-          وبعد نكسة ثورة ايلول عاش البرزاني في ايران تحت تعقيدات نظــــام الشــاه اصيب بمـرض عضال وتوفـــي الملا مصطفى البرزانـــــــي في مشفـــى جورج تاون في الولايــــات المتحدة في الاول من آذار 1979 و نقل جثمانه الطاهر الى قصبة آشنو في كردستــــــان ايران و تم تشيـــعه و دفنــه بحضـــور جماهيري كبـــير فاق المــائة الـــف من الكــــــرد من اجزاء كوردستــــــــــتان الاربعة ومن المنافي الاوربــــية و الامريكــــية يوم /5-3-1979/
- و في يوم 6 -10 – 1993 ::  بعد اعلان الفدرالية في اقليم كردستـــان العراق تم نقل رفاته الطاهرة و رفات نجله الشهيد ادريس الى مسقط رأسيهما في منطقة برزان و احتشد جماهير غفيرة على طرفي الطريق بالرغم من طول المسافة من قصبة آشنـــو الى منطقة بـــــرزان .
مـــواقــــف و مآثــر نضـــالية في حيـــاة البـــــرزانـــــــــي :
-  كان البرزاني يرافق قواته ويعيش معهم و يشاركهم في واجباتهم رافضا التمتع باي امتياز عليهم و كثيرا ما كان يتناوب معهم ساعات الحراسة اسوة بالاخرين و نمت بينه و بين رفاقه علاقة حميمية مبنية على الثقة والمحبة تعمقت جذورها يوما بعد آخر , فلازموه ولصقو به في احلك الظروف و اختارو الموت معه على الحياة بدونه .
-  انني لم و لن احارب الشعب العراقي , هذا الشعب الذي انتمي اليه ان نضالنا هو ضد الاستعمار وعملاؤه ضد اولئك الذين امتصو دماء شعبنا العراقي و داسو باقدامهم سيادة الوطن ومصالح الشعب 
-  كان البيشمركـــــة يغتنمــون من الجيش العراقي يوميا حوالي 50 قطعة سلاح من كل الانواع والاحجام قال البرزاني بهذا الصدد (من كل المساعدات التي تتلقاها بغداد ليس هناك من يستفيد سوانا) 
-   لاول مرة اختار البرزاني اسم (جاش بوليس) للعناصر الكردية التي كانت تتعاون مع القوات الحكومية ضد البيشمركـــــة ومنذ ذلك اليوم التسمية واشتهرت للذين خانو قضية شعبهم وما زالوا. 
-  في اول لقاء بين البرزاني و ماجد مصطفى وزير الدولة – مختص بحل المشكلة الكردية : تحول الحديث من الرسميات الى مواضيع اعتيادية ومجاملات فسأل ماجد البرزاني .. كيف اخترت اسم (جاش بوليس) للقوات الغير النظامية . فرد البرزاني :: اذا لم تكن في خدمة الشعب الكردي فسوف نسميك بـ (جاش وزير) فصاح ماجد ارجوك يا سيدي لا تفعل ذلك فضحك الجميع .. 
-  عندما انهارت جمهورية كردستان في مهاباد سئل البارزانــــي كيف انتصرت ايران عليكم فأجاب  "ايران لم تنتصر علينا وانما انتصر امريكا و بريطانيا على الاتحاد السوفياتي "..
-   عندما وصل البرزاني الى ضفة نهر آراس خلال المسيرة التاريخية الى الاتحاد السوفياتي وقف البارزاني على نهر آراس و قال : أني لم أسلم سلاحي الى ايً كان و ألقى بندقيته في نهر آراس و امتثل جميع البيشمركــــة لما فعــــله .
-  في جبهات القتال لم يكن ينام في المكان الواحد اكثر من ليلة واحدة (و كان يبدل مكان نومه يوميا ) ..
-  كان يحمل في جعبته نسخة من القرآن الكريم و نسخة من ديوان الملا الجزيري ..
-  ان اكبر خطأ ارتكبته في حياتي هو ثقتي في الولايـــات المتحدة ...
-  سئل مرة عن حدود كردســــــتـــان فأجاب ( حدود كردستان حيث يفقص طائر الحجل ) ..
-  اسرع البرزاني بتطهير حزبه من العناصر الماركسية المتطرفة في خلال فترة زمنية قصيرة حيث كان يلاحظـ وجهات نظر الشيوعيين العراقيين ومواقفهم السياسية متناقضا و آرائهم مبهمة غير قابلة للتحديد كانت تمليها عليهم طبيعة تقلبات العلاقات ما بين موسكو و بغداد ..
-  كان الملا مصطفى البرزاني المعتدل في طلباته يعرف جيدا ان ( كردستان الكبرى )هي حلم ليس ألا لذلك ظل ينفي بشدة تهمة الانفصال فيهزم ادعائات بغداد ومزاعمها و ان تحل مشاكلها الحقيقة المعقولة ضمن الاطار الوطني   ..
-  نصح الوفد العسكري العراقي قبيل حرب حزيران عام 1967 الذي ارسله اليه عبدالرحمن عارف بطلب المعونة العسكرية منه برئاسة رئيس اركان حرب الجيش ردد النصيحة مرارا للضباط القادمين باجتناب الحرب مع الاسرائيلين مهما كانت الظروف و الاحوال لانها ستكون حرب خاسرة (و صدق حدسه و تخمينه السياسي ) ...
-  في احدى لقائاته مع الرئيس السوفياتي خوروشوف طلب هذا من البرزاني ان يسرد عليه الوقائع و الاحداث التي جرت له و لرفاقه منذ دخوله اراضي الاتحاد السوفياتي حتى وصوله لموسكو فقص البرزاني عليه  بالتفصيل و ختم حديثه بقوله :: "حاربت ورفاقي سبع دول الى ان وفقت في الوصول الى موسكو " فطلب منه خورشوف المعروف بدقة الملاحظة ان يذكر له تلك الدول بالاسماء فأجاب : "امريكا ,بريطانيا , عراق, تركيا , ايران , اذربيجان , اوزباكستان " 
-  في احدى اللقائات هدد باقاروف البرزاني بوجوب قبول اقتراحاته و ألا فأنه سيتحمل مسؤولية العواقب فرد عليه البرزاني قائلا : " لم نأتي الى هنا لكي تهددنا ايها الرفيق باقاروف ولو كنا نخشى التهديدات لما كنت رأيتني هنا جئنا الى الاتحاد السوفياتي لكي نسمع شعوبه صوت شعب مظلوم الا وهو شعب كردستان , ولكي نحافظ على كرامتنا و عزة شعبنا وأرجو ان تفهم باننا لا نرضخ للتهديدات و لن نقبل اطلاقا ان نتبع شعبا لا يزيد شأنا عن شعبنا حتى لو كان هذا الشعب صديقا واخا لنا كشعب اذربيجان فنحن شعب مستقل ولسنا جزءا من اذربيجان ولن نقبل بطمس شخصية الشعب الكردي " 
-   انا لست برئيسا لاحد ولا اريد  ان اكون رئيسا لاحد ولكني ابغي ان اكون اخا وخادما لكم و ان تكون اخوة وعونا لي ..
-   التقدمية هي ان نعمل من اجل العلم والعقل و الانسانية والعفة وان نكون في خدمة هذا الشعب بصدق و اخلاص و نزاهة , ومن لايعمل بهذا الاتجاه كائنا من كان لا اعتبره تقدميا ومن يطمع في اموال و اعراض الناس ويعتدي عليهم ويظلمهم يفقد رضا الله و الناس ولا يعد من البشر ..
-  انني لن ابخل على نفسي ان اطرق اي باب كان لاستحصل منها على العون و المساعدة في سبيل حرية و سعادة شعبي ....
-  بعد أيام من موت ستالين سافر الملا مصطفى الى موسكو للذهاب الى الكريملن الذي عمل خلال فترة منفاه في مزرعة للفواكه طرق بشدة على باب الكريملن وعندما سأله أحد الحراس مما يريد أجاب البرزاني : " لست انا من طرق , انها الثورة الكردية تطرق على باب الكريملن " ..
-  موقفه من الجحوش :: كان الكثيرين يطالبون بقتل وابادة الجحوش فهو عارض ذلك لان هذه العملية سوف تقضي على الكرد و برر ذلك بقوله " فالنظام يقتلنا و اذا قمنا نحن بقتل الجحوش فسوف ينتهي الكرد " 
-   بعدما اقدمت جمهورية منغوليا على سحب  طلبها من الامم المتحدة لعرض القضية الكردية على الجمعية الاممية للامم المتحدة صرح البرزاني بهذا التحول الجذري في سياسة السوفيت :" بانه لم يكن في يوم من الايام يؤمن بامكانية نيل الــــــكــــرد حقوقهـــم بالطــــرق الدبــــلوماسيـــة , و ان العامل الوحيد الذي يمكن له ان يحدد نهاية نضالنا هو انتصارنا بقوة السلاح " .....
-  اللقاء الاخير بين البرزاني و قاضي محمد في مساء يوم 16 – 12 -1946 اخبره قاضي محمد بأنه ينوي بان يضحي بنفسه من اجل ان تحقن دمـــاء الاهالي و طلب من البرزاني ان يغادر مهاباد بأسرع وقت لتحاشي الاصطدام مع الجيش الايراني و هنا نصحه البرزاني " بأنه لا يثق بوعود الحكومة الايرانية و انه يعز عليه ان يقع اول رئيس لجمهورية كردستـــــــــــان اسيرا بيد الاعداء " فنهض قاضي محمد من مكانه باكيا و قبله وقال له :: ادعو الله ان يوفقك و يحفظك و لعل حياتي تكـــون فداء للمواطنـــين وعاملا على تجنبهم لبعض الذي سينالهم ثم اخرج من جيبه علم كـــردستـــان و سلمه اياه و اردف قائلا : " هذا هو رمز كردستان , اسلمه أياك أمانة في عنقك , لأنك في رأيي خير من يحفظه " ..
o  المصادر:
·  البرزاني والحركة التحررية الكردية :مسعود البرزاني الأجزاء الثلاثة الاولى
·  رحلة الى الرجال الشجعان في كردستان : دانا ادمز شمدت
·  في سبيل كردستان : مذكرات زنار سلوبي _اصدار رابطة كاوى للثقافة الكردية
·  الحركة الوطنية الديمقراطية في  كردستان العراق/1961 -1968 /تأليف ش.ج.أشيريان
·   اعلام الكرد :مير بصري.
·   مجلة متين العدد/6/ أذار/1992/ 
صوت الاكراد: (اعداد متفرقة) الجريدة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات