القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 543 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: عندما تكون مأساة الشنكَالي بورصة للأحزاب الكُردية

 
الأربعاء 13 اب 2014


 ابراهيم محمود

 أسوأ ما في السياسة أن تكون حفّارة قبرها بيديها، وأسوأ الأسوأ هو في اعتبار ذلك تعبيراً عن مصلحة من يعنيها أمر من تهتم بهم. ولعل تفاؤلاً قد يتلبس المرء لحظة الاعتقاد أنها قد تتحرر من سيطرة هذه الفكرة، وتنفتح على الحياة، إلا أن هذا التفاؤل ربما يزيد في تمادي السياسة هذه، ربما- أيضاً - إخلاصاً لتصور" من شب على شيء، شاب عليه ". إزاء مأساة الشنكالي، بدأت هذه السياسة، كما يظهر، بإشهار دمغتها التحزبية الكردية ومن خلال شهود عيانها، وفي " روج آفا " في معسكر " نوروز " بجلاء، ومن خلال المتابعة المباشرة لأهل المكان ومكاشفيه، كما لو أن تراجيديا الشنكالي: الكردي الإيزيدي لم تكفِه، ليكون هناك نوع من التسابق بين معنيين بهذه الأحزاب، بـ: استغلالها، إعلاء من شأن شعاراتها أو " كتالوكاتها " التحزبية، تأكيداً على ارتباطها بماضيها المحمول بهذه العلامة.


 أو ليست عملية الاستفادة من الظروف حلالاً أو مجالاً مشروعاً لرفع الراية الإيديولوجية، وليعلم من لم يعلم بعد، ما معنى أن ليس في الإمكان اعتبار أي شيء استثناء في لعبة " التباري " في التنافس التحزبي، دون إيلاء أي اعتبار لفاجعة المنكوب، أي بجعل مأساة الشنكالي بورصة مضاربات .

هكذا يردد متابعو مشهد فاجعة الشنكالي، وهو منهوك القوى، مثقَلا بفظائع المرئي والمسموع، إذ يصل إلى مشارف المعسكر أقرب إلى الميت، ليجد من يسرع إلى نجدته، وتقديم ما يلزم، على سبيل الإسعافات الأولية، إنما " إنما " ليحمل كل ما يقدّم له، على أنه من جهة هذا الحزب أو ذاك، حتى يأخذ المنكوب علماً، وهو بالكاد يسمع ويرى ويحسن التفكير جرّاء الجرح العميق في جسده إنما في روحه أكثر، أن كل شيء بالمقابل، رغم أنف الكردايتي ووحدة الكردية . هذا يوسّع دائرة محنة الكردي في حزبه غالباً، ويستثير الذاكرة المكانية والزمانية، كما لو أن الماضي آخذ بتلابيب الحاضر ويتهدد الآتي، وأن ليس من عاطفة كردية، أو كرامة كردي، أو  غاية كردية، إلا وتمريرها في خُرم إبرة متحزب كردي، ليسهل تحويلها، كما يظهر، إلى ما يشبه الخيط المشمَّع ورفأ خرَق رايته المستهلكة .
أترانا مبالغين، متجنين، متحاملين على هذه الأحزاب التي لا تتردد في الإقدام على ممارسة مثل هذه التصرفات المريعة، وفي وضح النهار، وأمام الملأ، دون أي اعتبار لمن يراقب أو يصور أو يسجل ما يجري، لتأكيد هذه السمسرة البغيضة ذات العلامة القوموية- الشعبوية، الكردوية ، في أرواح عاشت رعباً استثنائياً ؟ أترانا مبالغين، متجنين، متحاملين على هذه الأحزاب، إن ذكّرنا بالذين باتوا في الجهات الأربع من العالم على وقع الحدث السوري، وفي أمكنة مرفهة، وتحت الأضواء، وتحررت ألسنتهم من عقدتها المحلية، وهم بالمئات " أكثر من ملاك برلمان دولة بالكامل "، وقد أعطيت امتيازات وفيَز للانتقال عبر حدود دول، وهي تسمى من خلال هؤلاء، ولكل منهم زاوية نظر وراية، والجميع يتقاسمون المأساة الوطنية، الشعبية، القومية، الكردية، كما لو أن من المستحيل بروز ممثل حزب أو أكثر دون ظهور آخر أو أكثر بالجوار، أو في إثره في الحال، تأكيداً على أن الكردية لها ديمقراطية خاصة بها، وأنها استناداً إلى تاريخها الانقسامي، وتراكم مشاكلها وتعقدها، ليس في وسع أشخاص محددين، محل ثقة، وفوق دمغة أو وشم الإيديولوجيا الكردوية، تمثيلها، والقيام بواجباتها، ليكون لدينا هذا الجمع الغفير، لأن الكرد استثناء الجغرافيا والتاريخ، لهذا لا غرابة أن نلمح ومن خلال المتابعة، وبطرق شتى، هذه السمنة التي أصابت غالبيتهم، وثخنت رقابهم، وتوسعت ربطات أعناقهم، وعرضت وهي تغطي كروشاً تغذيها مطاعم بمواصفات عالمية، وعلى حساب آلام الشعب، وقصرت تلك الربطات بشكل لافت .. ولا ندري كيف سيكون مآلها في القريب العاجل، إذا استمر الحال هكذا ..
يا سادة الأحزاب الكردية، ومن في حكم تمثيلها: إنها آلام شعب منكوب منكوب منكوب، ونزيف أرواح، اخجلوا ولو لمرة واحدة في التاريخ، من أنفسكم، وممن حولكم، حتى لا تنخسف بكم أرض، سمّيت كردستان، وتختفي بسببكم كلياً، كما الحال مع عاد وثمود !  

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.