القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 490 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: بين سلام الثوار وسلام «البازار»

 
الجمعة 14 شباط 2014


صلاح بدرالدين

  هناك أوساط واسعة من جماعات وتيارات وأفراد في الخندق الوطني مدنيين وعسكريين من المشاركين بالثورة ميدانيا أو الداعمين لها ماديا ومعنويا والواقفين الى جانبها سياسيا وثقافيا بالداخل والخارج اما رافضين  مبدأ الحوار والتفاوض مع النظام باعتبار ذلك حسب اجتهادهم الصائب يتناقض وأهداف وشعارات الثورة التي راحت عشرات آلاف الشهداء تحت ظلها وثمنا لها حتى الآن ناهيك عن المعتقلين والنازحين وحجم الدمار الذي لحق بممتلكات المواطنين أو معترضين على نهج الوفد المفاوض ليس من حيث إشكالية التمثيل والتفويض فحسب بل كونه وفي ظل موازين القوى الراهنة يرتضي بالابقاء على النظام الحاكم في المدى المنظور كما هو بذريعة مضللة وهي (الحفاظ على وحدة الدولة) وبحجة الاستجابة للارادتين الإقليمية والدولية وكأن الثورة السورية قامت بناء على تلك الإرادة أصلا ! .


    ان – الرافضين والمعترضين – الذين يعبرون عن رؤى قطاع هام وأساسي واسع من قوى الثورة والوطنيين السوريين لايستهان به ليسوا مع القتال من أجل القتال وليسوا ضد السلام والاستقرار بل آمنوا بالثورة وناصروها كوسيلة وليس هدفا ليتوصلوا الى تحقيق السلام للشعب ووقف عملية ابادته ومن أجل اسعاده واستعادة كرامته في ظل الحرية والديموقراطية التعددية لأنه معدوم في ظل الاستبداد فكيف يمكن بهذه الحالة قبول نظام يحجب السلام عن الشعب اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا منذ حوالي نصف قرن بل يعلن عليه الحرب بكل أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا بما فيها الكيمياوية منذ ثلاثة أعوام أو التشارك معه في حكومة ائتلافية تنطلق من مصالحه وتقاد من دوائره الأمنية – العسكرية – البعثية – الفئوية ؟ .

  ان – الرافضين والمعترضين – محقون تماما عندما يثيرون الشكوك حول شرعية وطبيعة وفد – الائتلاف – المفاوض الذي يفتقر أولا الى أدنى درجات الديموقراطية في حياته الداخلية – التنظيمية كما أظهرت ذلك اجتماعاته الأخيرة في استانبول وانسحاب أكثر من أربعين من أعضائه وعدم اكتمال النصاب القانوني لاصدار القرارات وخاصة حول مسألة المشاركة في جنيف2 وبذلك لن يكون النموذج البديل الأفضل للاستبداد ولن ينجح في نيل الشرعية الثورية– المستعارة -  حتى اذا نجح في استحضار أفراد من ضباط الجيش الحر ليضمهم الى وفده الذي لايعبر على أية حال عن الوجه الحقيقي لسوريا الثورة والنضال .
  لقد تابع السورييون مسارات تجارب ثورات الربيع في بلدان سبقت ثورتهم وكيف تمكنت قوى الثورة المضادة من الأحزاب والتيارات السياسية التقليدية من اختطافها في منتصف الطريق وحرفها عن الأهداف الحقيقية والاكتفاء اما بسيطرة حزب أو تيار على مقاليد السلطة كما كانت من دون تفكيكها أو اعتبار إزاحة رئيس مع الإبقاء على بنية النظام وكل دعائمه ومؤسساته بمثابة نهاية مطاف الثورة نعم لقد سرقت القوى التقليدية ثورة الشباب في جميع بلدان الربيع بشكل أو بآخر وبدعم واسناد وتدخل مباشر من القوى الخارجية الإقليمية والدولية حيث تلتقي المواقف السياسية والمصالح كما يظهر الآن وفي أكثر من مكان كيف أستطاعت القوى التقليدية التي لم تشارك الثورة ولم تكن في أولوياتها وبرامجها أن تستثمر تضحيات الشباب وتستغل طاقاتهم الخلاقة وابداعاتهم في الكفاح ضد الاستبداد ومواجهة أجهزة القمع بفعالية وشجاعة ثم الانقلاب عليهم ووأد طموحاتهم وتطلعاتهم المشروعة ووقف اندفاعتهم العفوية تجاه غد أفضل وبناء المستقبل الزاهر .
  كيف لايخاف السورييون على ثورتهم وهم يتابعون بقلق تصرفات – المعارضات – وهي بكليتها من التيارات التقليدية بمافيها الاخوان المسلمون وجماعات الإسلام السياسي وغالبيتها من نتاج تربية وثقافة النظام البعثي المستبد عندما تعتبر أنها الوصية على الثورة والناطقة باسمها كيف لايتحذرون وهم يعلمون علم اليقين أن السقف الأقصى لموقف أعضاء وفد – الائتلاف – لايتعدى حكومة انتقالية مؤتلفة وشراكة مع مكونات ومؤسسات وقادة هذا النظام الجائر بالذات كيف لايقلقون عندما يلحظون أن ثوارهم وحراكهم وتنسيقيات شبابهم مبعدون عن مركز قرار المصير والسلم والحرب والحوار بل وأصبح ذلك القرار بأيدي مراكز إقليمية – عبر عدد من الوكلاء - ليست حريصة لا على انتصار الثورة ولاعلى عملية اسقاط النظام واجراء التغيير الديموقراطي ووحدة البلاد .
 الثورة تسعى الى سلام حقيقي في ظل الحرية وليس السلام – الملغوم - في بازار التفاوض مع النظام الجائر .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.