القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: القيادات الكُردية والقيادة عن بُعد

 
الخميس 05 كانون الأول 2013


هيفين جعفر
 
يبدو جليّاً أن قيادات الأحزاب الكُردية في غرب كُردستان يتماشون مع لغة العصر ويواكبون التكنولوجيا المتطورة لقيادة الشعب الكُردي في هذه المرحلة الحساسة والمفصلية ، وإيماناً منهم بهذه الفرصة التاريخية السانحة، أبَوْ إلا أن يكونوا أهلاً لها، فقد قرروا وعن سبق الإصرار أن يبادروا للقيادة عبر خطة محكمة تكاد أن تلامس الجنون، خطة سهلة ممتنعة، عنوانها لغة العصر، فمنهم من يحبذ خدمة السكايب وبعضهم يفضل أن يدلي بمواعظه عبر هاتف الثريا وآخرون يستلطفون التحدث عبر الغرف الصوتية، وقسم لا بأس به، ولا بأس عليه، جعل من لغة الإشارة وسيلة للتواصل، معتمداً على الحاسة السادسة، أو كما يقال بالعامية "عالهبلّة " حيث استطاعوا وبجدارة أن يضيفوا هذه الأخيرة "الحاسة السادسة" إلى التكنولوجيا المتطورة، وهذا يُحسب لهم لأبد الآبدين.


أما الفهلويون منهم فتراهم يتسكعون على أبواب الفضائيات علّهم يحجزون لأنفسهم بضع دقائق، أو حتى إطلالة للقيادة عبر الأثير تارة، وللبروظة والجعجعة دون طحين تارةً أخرى .

الملاذ الآمن:
بعيداً عن أزيز الرصاص، وإنعدام الأمان، وقلة الخدمات من ماء وكهرباء وخبز، وتحاشياً للتوبيخ والإهانة وتعصيب الأعين، أو الإعتقال أو إحراق المزيد من مكاتبهم من قِبل شركائهم في ما تسمى بالهيئة الكُردية العليا، فإن لقيادات الحركة الأشاوس والميامين إختياراتهم لأماكن إقاماتهم، فمنهم من يجد ضالته في الفنادق الفارهة، وآخرون يميلون للشقق المفروشة بالمزايا الترفيهية الحديثة، وبعضهم إعتاد على الريف والطبيعة الخلّابة، بعيداً عن الصخب وتعكير صفو مزاجهم. 
أما عن الملذّات والأطباق الفاخرة والشحم واللحم، حكاية أخرى، فمنهم من هو متيّم بالكباب، كما تعلُّق الطفل بحليب أمه، وفي هذه الحالة سيختار حتماً مدينة السليمانية حيث الكباب السليماني الفاخر، وأما المدمنون على إلتهام الحلاوة كإدمان اليمنيين للقاط فمكانهم حتماً في العاصمة هولير ولا تستطيع قوة على وجه المعمورة زحزحتهم من هناك.
وبين التكنولوجيا والحاسة السادسة والكباب والحلاوة وأشياء أخرى، ما يزال شعبنا يذوق الأمرّين، الحرمان والفاقة والتشرد من جهة، وغياب القائد المفترض من جهة أخرى .
 وإن كان هؤلاء القادة مرتاحون لوضعهم هذا فهي مصيبة، وإن كانو خائفون من العودة للقيادة عن قرب فتلك هي المصيبة الكبرى.
ميونخ كانون الثاني 2013

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.