القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 285 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: في ذكراه السنوية الاولى: الشهيد مشعل تمو- سيرة فكر ووطن وبراءة.

 
الجمعة 28 ايلول 2012


عبدالقادر مصطفى

الاغتيال- سياسي, المكان - قامشلو, الزمان- الثورة.  
الفعل والمكان والزمان خير شهود على قول الحقيقة وتقديم الادلة الدامغة عن المتورطين في فعل جريمتهم النكراء, الفعل, اقدم على اغتيال رجل سياسي مميز, قد خرج لتوه من اقبية الاستبداد وهو ما يزال يعاني امراضها وذكرياتها الاليمة, يشهد المكان (قامشلو)على انتماءه, حيث مدينة سكناه التي اختارها بملئ حريته واحبها بملئ جوانحه واستطاع ان يشيد قلعة في احدى حاراتها المتواضعة, وقد سألته يوما لما هذا البيت الجميل في هذا المكان الفقير؟ اجابني متحديا جغرافية القدر وكله ثقة وتفائل: اود العيش بجانب اهلي واحبتي من آهالي العنترية والمحطة وجرنك وجمعاية, حينما اراهم يعبرون المدى باتجاه المدينة تزداد فرحتي واشتياقي لهم.


 وكأنه كان على علم مسبق بان ابناء الفقراء والبيوت الطينية واصحاب العربات ذات الدفع البشري في اسواق الهال والتجمعات الشعبية سيكونون يوما ما وقودا للثورة والتغيير, والعبور من خلالهم الى الحياة الجديدة الموعودة, ويشهد الزمان ايضا وثورته بانه كان السباق الاول في حمل روحه على راحتيه قربانا لنا جميعا وظل وقودا ابديا في ديمومتها واستمرارها الى الابد.

هذه الشهود الازلية تقر بان الشهيد مشعل تمو, اغتيل بفعل فاعل جبان, ولم يكن مطلقا نتيجة قصف جوي او مدفعي او قنص من احدى الزوايا الميتة من مكان ما, ولم يكن جراء حرب اهلية او مواجهات بين ابناء المنطقة الواحدة او نتيجة عراك مذهبي او عشائري او قبلي, ام على خلفية ثأر او انتقام شخصي من هنا او هناك.
الكل يعلم, بان الاغتيالات السياسية التي حدثت في التاريخ لم تأت من العدم ولم تنفذ بحق اي كان من الناس, بل كانت تستهدف دائما العقول النيرة وشخصيات نادرة بالذكاء والقيادة والصدق والامان والجرأة والتضحية.
استشهاده لم يأت من الفراغ او وليد اللحظة, بل كان سببا في انتماءه الى مدرسة وطنية و قومية يشهد لها الكل بنضالها السياسي والثقافي عبر عقود عديدة, حيث صرف جل شبابه في اعلاء شأنها, والتي اصرت منذ الستينات من القرن المنصرم على الوجود الكوردي في غربي كوردستان كشعب اصيل يعيش على ارضه التاريخية وله كامل الحرية في اختيار تقرير مصيره اسوة بالشعوب الاخرى على هذه الكرة الارضية.
شهيدنا من اجمل شهداء الثورة السورية منذ انطلاقتها, قاد ربيع الكورد بجانب ربيع دمشق وادار المنتديات الفكرية والثقافية بكل جدارة ورسم مساحة واسعة من الحوارات والنقاشات في الساحة الكوردية ووضع الحجر الاساس ايذانا في دك عروش الاحزاب المتكلسة وتعريتهم للرأي العام الكوردي, همه الوحيد تنشئة الشباب وتأهيلهم على استلام المرحلة القادمة, ودعوته للمتطفلين على الحركة السياسية بالاذعان الى مستحقات الجيل الناشئ والاقرار في انتهاء مرحلة وبداية انطلاقة مرحلة جديدة.
وظلت الاغتيالات تباعا والخطف على قدم وساق, والحشود تتسابق الى الموت عبر البحار والمعابر الملغومة باليأس والقلق هربا من الجوع والخوف, وكأننا نعيش اليوم في عصر حبال الشنق وبكل اسف سيزداد القلق تحت سماء كوردستاننا الصغيرة والرضيعة, الزمن في هذه المدن متوقفة والحياة فيها تسير وكأنها مركب من دون طاقم, الصمت يلهو والقدر يقرع الابواب وتأخذ الحياة والامل, وفي لحظات المواجهة وفي غرفة التحقيق يتحول الوطن الى جحيم.
ذات يوم سيشهد الفجر مسيرة اليوم العظيم, موكب قوافل الشهداء ومن خلفهم المعتقلين والجياع ودموع الابناء وصرخة الامهات والمخطوفين ومعهم كل الجموع من البشر والحجر والشجر وقد القوا القبض على ناصية الملثمين, هؤلاء الذين لا وجه لهم ولا ضمير.
في هذه الحالة, علينا فقط ان نشعر باننا على الطريق الصحيح, فالامان ليس بالضرورة ان ينال المجرم عقوبته وانما ان لا نستسلم نحن الاحرار, اذا كنا حقا ندعي باننا من انصار واصدقاء الشهيد مشعل تمو.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات