القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 264 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: دعوة الكورد الى اللامركزية السياسية وماذا عن المركزيات الاخرى؟

 
الأربعاء 11 نيسان 2012


عبدالقادر مصطفى

اللامركزية في شرحها الاولي في الفهم السياسي والقانوني تعني تنظيم اداري من حيث الجغرافيا والوظيفية السياسية في اطارعقد تشاركي اتحادي مع الآخرين في الوطن الواحد.
بدأنا نحن الكورد نعي مخاطر المركزية السياسية عن قرب, وصرنا نستوعب مدى المعاناة التي كبدتنا خلال هذه السنين الطويلة من مآس ونكد, وبتنا نسيرفي السبيل القويم في خياراتنا السياسية نحو الانعتاق من وصايا الآخرين, والتدخل في تسيير شؤوننا الجغرافية والادارية, حيث قاومنا العثمانيين والاستعماريين والانتدابيين ورفضنا مركزياتهم وتوصياتهم السافرة في فترة من فترات التاريخ, حيث ادعينا باننا تخلصنا نهائيا والى الابد من مركزية الخارج, ولكننا وبكل اسف كبلتنا اغلال الداخل ومركزيته المقيتة.


الثورة السورية بالاضافة ما تحمل من صفات خاصة بها, وملامح لا تشبه الا نفسها, حيث انطلقت منذ بداياتها الاولى بامتدادها الافقي في الانتشار والتوسع,وانها لم تندلع نتيجة اشارة من قائد ملهم او قائد حزبي فذ, تتم توجهها كيفما يشاء, بل كانت في الاساس ثورة لا مركزية بامتياز, تعبر عن طموحات كافة المكونات السورية, وكذالك صوت الشعب السوري الواحد, كانت هذه الثورة خارجة عن تغطية الاحزاب والاطر القديمة, وتجاوزت المعارضات التقليدية بكامل اوصافها المتهالكة, واتسمت بالمصداقية التامة, لانها غير مصنعة في الاروقة السرية وفي قوالب جاهزة تحمل اجندات غير مقدسة, فلو كانت كذالك لما كان لها هذا المد والانتشار في المجتمع وعلى طول الوطن السوري, اذا, لا مركزية الثورة وقوتها وتجذرها تعودان بالاساس الى عدم وجود قيادة مركزية في تسيير شؤون الثورة وذالك طبقا لامزجتها وتقاطعاتها الحزبوية او الشخصية مع الثورة المضادة, وهنا تكمن عظمتها في حرية نسج قراراتها الميدانية اليومية على الارض, وكأن كل فرد من افراد هذه الثورة هو قائد هذه الثورة.
في المجتمع الكوردي ثمة مركزيات عديدة تفتك احكامها بالفرد الكوردي وتنتهك فضاءاته الفكرية الحرة وتكبله باغلالها القامعة لتضع حدا لتطلعاته نحو غد افضل, وبقي اسير مفاهيم مركزية صارمة تحط من قيمه الانسانية وتبقيه على ما هو ضمن هذه المركزيات الحاكمة, من عائلية, عشائرية, مناطقية, وتنظيمات حزبية محكمة المنافذ, هؤلاء الناس من معشر هذه المركزيات, يتقاسمون نفس المواصفات التي تتصف بها العقل التصنيفي او التكميمي المميت, تراهم موحدين ومتحدين في سلوكياتهم اليومية وحتى في ابتساماتهم, يكفيهم ان يفكر واحد من نخبهم فقط ولا داعي لبقية العقول الاخرى بالجهد الفكري, جميعهم في انتظار اشارة من (المايسترو) للعزف الجماعي ذات الانتماء القبلي العشائري الحزبوي, واية محاولة او خروج من هذه الطاعة سيكون مصيره الاقصاء والابعاد واللعنة.
  ولكن رياح الثورة وعواصفها العاتية باتجاه الجميع, قد دفعت بالانسان الكوردي في (غربي كوردستان) القيام ببعض العصيانات المدنية والتمردات في المجال السياسي القومي والوطني على حد سواء, في المسألة الاولى, بادر الى رفع سقفه المطلبي القومي الى اعلى درجاته منذ الشعار الاول عقب تأسيس "البارتي" عام 1957 في التحرير والتوحيد, وفي المسألة الثانية, حيث نبه الكورد, مجموع السوريين الى ثمة وجود انكسارات في الحائط الوطني السوري, وعلاقات لا وطنية تحدث في الوطن الواحد, واستطاع الكوردي وبفطرته الذكية ان يضع اصبعه على الجرح ويعلن للملأ ان ثورتنا هي ثورة لامركزية, تحررية, تشاركية, اتحادية, لا محل لها  للمركزيات المقيتة والعقلية ذات البعد الواحد والشكل الواحد واللون الواحد والسبب الواحد.
اللامركزية السياسية الكوردية قد تدخل مجددا في حال تمركزها في دوامة المركزيات الداخلية التي تعصف المجتمع الكوردي من كافة الجهات, قد تصطدم بمركزياتنا الابوية البطرياركية مرورا بمرجعياتنا الحزبية العتيدة والروحية وما غير ذالك من هذه الارواح الشريرة, اعتقد, اللامركزية السياسية تحتاج الى مجتمع لا مركزي, متفتح, مدني, قادر على الحوار والتواصل بينه اولا, وبين الآخرين ثانيا, وفي هذه الحالة علينا التحقيق في الامر وان لا نغض الطرف عن التابوهات المتجذرة في اعماقنا, وان نعمل جاهدين في تحطيم كل الحواجز المنصوبة امام لا مركزيتنا الموعودة, وان نبادر في تجفيف كل المنابع التي ترفد شرايين المركزية النتنة من الفه الى يائه, ولكي يكون الدرب سالكا لمسيرة اللامركزية وتدخل الى كل بيت كوردي من دون استئذان.
mustafa5@live.se

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 2.33
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.