القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 295 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: على ماذا يراهن الأسد ؟

 
الأحد 20 تشرين الثاني 2011


زيور العمر
 
طلب النظام السوري إجراء ثمانية عشرة تعديلاً على برتوكول بعثة الجامعة العربية الخاصة بسوريا ، من أجل مراقبة تنفيذ النظام السوري لبنود المبادرة العربية. و يبدو واضحاً من التعديلات المقترحة و المسربة الى وسائل الإعلام ، أن النظام ما زال يعتقد أن المماطلة و التسويف، هو أفضل الطرق ، إن لم يكن السبيل الوحيد ، لإطالة أمد بقاءه ، في إنتظار إتمام التحضير للسيناريو السيئ الصيت: زج سوريا في آتون حرب أهلية، و المنطقة في إضطراب فظيع.


النظام السوري له باع طويل في تسويق و تنفيذ الخطط الجهنمية. طبق بعضها بحق شعبه على إمتداد حكمه. و نفذ  الكثير منها ايضاً ضد دول الجوار و شعوبها. فقد مرغ  النظام السوري إستقرار و سيادة و كرامة لبنان في التراب، و جعل منه حظيرة ، تعج بكل مخلفاته و قذاراته التي لم يستطع اللبنانيون التخلص منها حتى يومنا الراهن ، قبل أن ينصياع بشار الأسد للإرادة الدولية التي أجبرته على الإنسحاب من لبنان في عام 2005 ، فقتل المعارضين لسياساته من كل أطياف و ألوان العمل السياسي اللبناني ، من سياسيين و إعلاميين و فنانين..، فضلاً عن أن لبنان كان دائماً الساحة المفضلة للنظام السوري من أجل تصفية حركة التحرر الفلسطينية ، و الجرائم المسجلة بإسمه بحق الفلسطينيين لا تعد و لا تحصى ، منها في تل الزعتر و صبرا و شاتيلا و غيرها ، ناهيك عن دوره في أحداث أيلول الأسود في الأردن ، و محاولاته التي لم تتوقف من أجل زعزعة أمن و إستقرار المملكة الهاشمية الأردنية , و خطابات الأسد في هذا الشان موثوقة ، و مؤامراته ما تزال محفوظة في أرشيف أجهزة الإستخبارات الدولية. وحتى عندما كان حافظ الأسد يدعم حزب العمال الكردستاني و يسانده في صراعه مع الدولة التركية لم يكن يفعل ذلك من منطلق دعم و مساندة القضية الكردية في تركيا , و إنما كان يوظف تلك الورقة من أجل زعزعة أمن و إستقرار تركيا، و ذلك لأن حافظ الأسد كان في الوقت نفسه يضطهد كرده ، و يسلب حقوقهم ، و ينكر عليهم هويتهم ، و يمارس في حقهم كل صنوف الإنكار و الإقصاء القوميين. و حتى يوزع جرائمه على دول الجوار بإنصاف ، فإن النظام السوري لم يبخس العراقيين حقهم في تذوق طعم تلك الجرائم، قام بشار الأسد , وريث أبيه ، بعد الإحتلال الأمريكي للعراق في 2003 ، بتحويل الأراضي السورية الى محطة ترانزيت للمجموعات الإرهابية من أجل العبور الى العراق ، و إرتكاب  أفظع العمليات الإرهابية بحق المدنيين العراقيين، بهدف زعزعة الأمن و تعطيل العملية السياسية هناك.
 سرد هذه المحطات في سياسة النظام السوري كانت ضرورية ، حتى ندرك أن أهم مقدسات النظام السوري هو بقاءه و إستمراره. إذ أن بقاء الجولان منطقة هادئة لم تطلق منها رصاصة بإتجاه إسرائيل منذ إتفاق فصل القوات ، يبقى المثال الحي و الماثل الى حد الآن على عدم وطنية و أخلاقية هذا النظام .
لذا، علينا أن ندرك أن النظام السوري لن يستسلم ، وبشار الأسد لن يتنازل عن عرشه ، و إنما سيفعل كل شيئ , و سيستخدم كل إرث نظامه العنفي و الدموي من أجل الحفاظ عليه ، حتى لو تطلب الأمر منه ، حرق الأخضر و اليابس في سوريا. و حتى يزج السوريين في حرب أهلية ، فإنه سيحرص على أن تكون حرب طائفية ، مستفيداً من إمتدادتها الإقليمية ، محاولاً في الوقت نفسه تحييد بعض القطاعات و المكونات  القومية و الدينية في سوريا عنها .
بشار الأسد راهن في بداية الأزمة السورية على عامل الوقت ، و قدرة أجهزة الرعب لديه على حسم الأمور، و لما عجزت أجهزة الأمن و عصابات الشبيحة و بعض فرق الجيش عن ثني إرادة السوريين عن المطالبة بحريتهم ، بموازاة الضغط الدولي و العربي المتزايد على نظامه ، و تعززت  مع مرور الوقت فرص تدويل القضية السورية دولياً بعد دخول الجامعة العربية على الخط , فإنه لم يعد أمامه ـ أي بشار الأسد ـ سوى المراهنة على الحرب الأهلية ، بغية صرف الأنظار عن مطالب شعبه ، من أجل تصوير الأوضاع في سوريا على أنها صراع طائفي لا غير ، يستوجب حلها الحوار و التفاوض معه ، على قاعدة بقاءه مع إجراء بعض الإصلاحات في سوريا.
20/11/2011



 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.