القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 516 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

حوارات: المعارض السوري الكردي إبراهيم اليوسف: لغة القتل تزيد المواطن السوري إصراراً على رحيل النظام بلا رجعة

 
الأثنين 17 تشرين الاول 2011


 
الكاتب والشاعر السوري الكردي إبراهيم اليوسف، يحظى بثقة كبيرة بين قوى الثورة السورية، حتى أنه تمّ اختياره عضواً في اثنين من مجالسها، المجلس الوطني والجمعية الوطنية السورية، في وقت واحد. وهو فخور بهذا ويقول: ثمّة حراك شعبي، واضح، ومبشّر، بحقّ، بتنا نجده في سورية عموماً، مع التباشير الفعليّة التي تلوح في الأفق، بسقوط النظام، بلا رجعة، وبزوغ فجر سوري أصيل، حيث باتت تظهر لغة جديدة هي: تنسيقيّة ـ تجمّع ـ مؤتمر ـ ملتقى.. إلخ ـ وكان منها ما هو موجود، وشكّل شرارة الثورة في كل مدينة وقرية ـ إلى جانب ظهور أخرى، على غرار نشوء نوى أحزاب جديدة لم نسمع بها، ظهرت كلّها دفعة واحدة، ما حدا ببعض الأحزاب الى محاولة أن توجد لنفسها موضع ـ تنسيقيّة ـ أو غيرها، لتضمن لنفسها التوازن، وإمكان الاستمرارية، في مرحلة ما بعد سقوط النظام، أيّاً كانت دوافع هؤلاء، إلا أن هذه الروح التي ظهرت فجأة، وخلال أسابيع فحسب، كانت بداية شرارة اندلعت، وتبعهم فرسان آخرون.


 بعد أكثر من ستة أشهر، كيف ترى الثورة السورية الآن؟


 بعد مرور نصف عام على اندلاع الثورة السورية المباركة، فيما إذا اتّخذنا تاريخ 15 آذار (مارس) الماضي موعداً لانطلاقتها، وكانت تباشيرها الأولى قد بدأت قبل ذلك، بأكثر من مرة، ومن بينها في 12 آذار (مارس) 2004، نجد أن الثورة تمكّنت أن تحقّق أشياء كثيرة، إذ إنه قبل كل شيء، استطاعت المكوّنات السورية برمّتها، أن تهدم كل تلك الحدود، ومناطق الألغام والحواجز التي اشتغل «اللا نظام اللا أمني» ـ السوري عليها، عبر عقود ـ ولا أقول «النظام» ولا «الأمن» لأن علينا استبدال المصطلحين ـ إذ بدأ كخطّ استراتيجي أول له، بتشويه صورة ?لإنسان الكردي، كي تتواصل عمليات إرساء الحواجز، في الوقت الذي أطلقت شعار «الوحدة الوطنية» الشعار الذي كان الاستبداد عدوّاً أول له، وكان غطاء لسياسة التجزئة، ضمن سقف الوطن الواحد، وكان الكردي من أوائل الذين فهموا المعادلة فباتوا يردّدون «واحد.. واحد.. واحد.. الشعب السوري واحد».

 وما هو في تقديرك أهم ما استطاعت الثورة تحقيقه حتى الآن؟

< الثورة استطاعت كسر العمق الاستراتيجي للخوف الذي جهد «اللانظام» في غرسه، في نفوس المواطنين، عبر عقود مريرة بالنسبة إلى مواطننا السوري، فقد بات العالم كلّه يرى أن الإنسان السوري حطّم مقولة الرعب المخابراتي، ولا أقول الأمني، لأن عصابات المافيا في الفروع الاستخباراتية هم من أجهزوا على كل ضروب الأمن. ومن هنا، فإن المواطن السوري بات يرى العالم كلّه معجزته، وليظهر في حقيقته أسطورة في البسالة، والشجاعة، والأخلاق، والوطنية، والإنسانية.
كما أن من بين ما حقّقته الثورة السورية، هو أنها أكّدت للعالم كلّه أن هذا الاستبداد الذي يتحكّم بمصائر العباد، قد افتضح أمره، وسقطت بسقوطه ترسانة الشعارات التي كان يتمترس خلفها، ومن بينها مزاعم المقاومة، والممانعة، وغيرها وغيرها.. من الأضاليل، والخدع، والبهلوانيّات الجوفاء، والشعوذات السياسية، لا سيما عندما بات العالم كلّه، يرى أن من حافظ على استمرارية النظام، حتى الآن، لئلا يسقط نهائياً في أول أسبوع من عمر الثورة، قيام إسرائيل بحماية هذه العصابة، لتكون حارساً «أميناً» لحدودها.
واستطاعت الثورة أن تكذّب زيف افتراضات العصابة المتحكّمة، عندما كذَّبت كل ادّعاءاتها التي لجأت إليها لتشويه صورة الثورة، بأن أبطالها سلفيّون ـ عصابات مسلّحة ـ مندسّون ـ مباعو الذمم ـ عملاء.. إلخ، وقهقه العالم كلّه من العقل الاعلامي «الغوبلزي» الهزيل في سورية، عندما ظهر على حقيقته، فبات فرسان الترّهات والأضاليل الذين أظهرتهم الفضائيات، يتوارون الواحد تلو الآخر، لائذين بجحورهم، بعد أن دمغوا جباههم بعار الجريمة، وصاروا شركاء القاتل في عدوانيّته.
 
اختيار من الداخل
 
 علمنا أنك عيّنت عضواً في المجلس الوطني السوري، كما عيّنت عضواً في الجمعية الوطنية السورية؟

 تمّ اختيار اسمي اعتماداً على ترشيحات تمّت من الداخل السوري، فعلاً لا افتراضاً، وليس على مبدأ سياسة «القرعة» أو» اليانصيب»، وهو ما يجعلني أشعر بالفخار، وأجدني مديناً لكل من رشّحني من أبطالنا في الداخل، وهم يواجهون صلف آلة الاستبداد بصدورهم العارية أو بفكرهم وأقلامهم. شخصياً، لديّ رؤية أعتمد عليها، وهي الرؤية التي سأقوم بترجمتها، سواء أكنت داخل المجلس أم خارجه، وهو امتداد لما أقوم به منذ سنوات طويلة، بحسب طبيعة المرحلة في كل مرة، ومن خلال نطق كلمة «لا» التي طالما قلتها وأقولها وسأقولها، سواء أكان عبر عملي ا?صحفي، أو من خلال مشروعي الابداعي، أو على صعيد رأيي أينما كنت.
إنني أتعامل مع الأمر كأصعب مهمّة سأقوم بها على الاطلاق، وأنا أول من سيتراجع إلى الخطوط الخلفية لأتفرّغ لمشروعي الابداعي، مع سقوط النظام الأكيد، وقد دعوت إلى وثيقة، ربما تصدر قريباً مع بعض الشباب السوري، وهي أن يكون كل من تسند إليه هكذا مهمّات، بعيداً عن تسيير الأمور مباشرة، بعد انتصار الثورة، بل أن تنتهي مهمّاتهم، وألا تتعدّى أدوارهم، كحد أقصى، في أن يكونوا أكثر من جزء من مرجعية فحسب، ليبدو رأيهم كغيرهم من الغيارى، أجل، أبناء وبنات سورية بملايينهم، ممن هم ميدانيون، لجديرون بمثل هذه المهمّة أو سواها، لأنهم ?نّاع الثورة، وهم البواسل والأشجع منا.
إن المتداعين إلى أيّ مؤتمر، أو لقاء، أو مجلس انتقالي، مطالبون لكي يكسبوا رضا الشعب عنهم، بالتوقيع على ميثاق شرف يقضي بأنهم لن يقبلوا بأيّة مسؤولية، صغرت أو كبرت، مستقبلاً، لتنصبّ الجهود على إسقاط النظام، وليتمّ خلق حالة وطنية، عالية، نظيفة، ديدنها الإيثار على النفس، الملغي في قانون الاستبداد، والوفاء لدماء شهداء سورية، الأنبل والأسمى والأشجع منّا جميعاً.

 هل كانت لديك أي شروط تخصّ القضايا الكردية لدخول المجلسين؟

 لم يحدّد أحد شرطاً علينا، بل إن الرؤية التي أدافع عنها، سبقت ترشيحي على طاولة اللجان التي كانت تضع الأسماء بمهنيّة عالية.

 هل تكثيف النظام لعمليات الاعتقال بين الأكراد سيؤثّر في التظاهرات الكردية؟

 شباب الثورة بأجمعهم، لن يثنيهم عن مواصلة مواجهة آلة الاستبداد أي ترهيب، مهما علا سقفه، وكل ما يقوم به النظام من ردود فعل هستيرية، فإن ذلك نتاج فزعه وانهياره الداخلي. وهكذا، فإن السجّان هو من يخاف السجين، والقاتل هو من يخاف القتيل، وفاق سنّة الحياة، والثورة ظافرة لا محالة.

وماذا تحب أن تتوجّه به إلى كل كردي وكل سوري؟

 لا بد لنا من الاجتماع على كلمة واحدة، ونركّز على حلقة واحدة، وهي إسقاط هذا اللانظام المجرم، وإزالة أواخر سدود الفرقة التي تركها، فما أحوجنا إلى التكاتف، والحب، كي نبني سورية الحرّة، المدنية، التعدّدية، الجميلة التي تنتظرنا، ويكون للكردي حقّه، ما دام أنه يعيش على ترابه أباً عن جد، ليجسّد بذلك معادلة «قضيّته كأرض وشعب» من دون أي تنازل، ضمن معادلة «الوطن الكبير».

 وماذا عن دور الاعلام الرسمي؟

 الاعلام السوري يعمل على جبهتين هما: التعتيم على حقيقة ما يجري سورياً، من جهة، والكذب على الثورة، وأهلها الشرفاء الوطنيين، من جهة أخرى، وكلتا الصفتين تنتميان إلى التزوير الذي يبرع ويبدع هذا الاعلام في إدارته ـ وإن كان لا يصدّقه أحد ـ ويشكّل مدرسة كبرى. بعد سقوط مدرسة مماثلة، كانت الشطر الآخر منها، فإنّ تخبّط هذا الاعلام يبدو واضحاً، وهو ما ينفي أمراً ما، حتى يأتي ويقرّبه، وهلمّ دواليك.
أيّاً كانت أساليب الاعلام السوري التضليلي، الذي يصف سواه بالتضليل، كما أنه يمارس القتل، وينعت سواه بصفته، بل بصفاته، وما أكثرها، لأنها عصيّة على الحصر.

 كيف ترى الى دور الجيش السوري في قمع الثورة؟

 العالم الحرّ برمّته بات يشجب زجّ الجيش السوري في مهمة قتل أبناء الشعب، بعيداً عن وظيفته الحقيقية في حماية الحمى. ويتمّ الحديث عن استشهاد أكثر من ألفي مواطن، ناهيك عن جرح الآلاف، واعتقال عشرات الآلاف، وتدبيج قوائم بمئات الألوف من الطلقاء المطلوبين، ما أن يغادر أحدهم، عبر بوابة حدودية، أو مطار ـ كما حدث مع أستاذي وصديقي الناشط محمد صافي الحمود ـ فكّ الله أسره. ولذلك، فإن هذا الاعلام يظهر مجموعة من الأطفال في إحدى المحافظات، وهم يقدّمون الورد لعناصر الجيش، ليعانقهم بعض الجنود، في تمثيلية مكشوفة، في اللحظة نف?ها التي يشرّد آلاف الأطفال، وييتّم الآلاف، ويتمّ قصف بعض مدننا بالقذائف عبر الدبّابات والطائرات.

 ودور الكلمة الحرّة؟

 مهما يكن، فإنه لا بد من التحرّر من عقدة الخوف، وما كنت لأذكّر بذلك لولا أننا جميعاً بحاجة إلى تراصّ الصفوف، ما دامت فرصة التعبير عن الرأي متاحة أمام الجميع ـ أي ينبغي انتزاعها ـ في هذا الفضاء الافتراضي، في أقلّ تقدير، وإن بأسماء مستعارة، وهو أضعف الإيمان الآن، لأن لؤم القاتل واضح، وعلى الكلمة أن تكون أكثر وضوحاً في مواجهته.
 
تحوّلات المثقّفين
 
نلاحظ في الفترة الأخيرة تحوّلات في مواقف بعض المثقّفين السوريين تجاه الثورة.. فما هو الموقف بين المثقّفين الكرد؟

 ليس بين صفوف كتّابنا وأدبائنا وصحفيّينا الكرد، أي أنموذج تابع للنظام، وهي حقيقة أقولها، لا مجاملة لأحد، بل وإن كنت أكثر شفافية بخصوص إخوتنا الذين أستحثّ هممهم للانخراط في لجنة الكتابة المباشرة المطلوبة، الآن، ولا سيما أن كثيرين من كتّابنا ومثقّفينا تغيب تواقيعهم عن البيانات التضامنية، مع المدن السورية المحاصرة، التي تصدر ـ وهو الحد الأدنى من العمل النضالي ـ والمؤلم أن بعضهم لا يزال يمارس حياته الكتابية بشكل اعتيادي، من دون أن تستفزّهم مناظر ضحايا الوطن.
لكن المتابع في هذه الأيام لما يكتبه كثيرون من كتّابنا، يلاحظ أن هناك نقاط التقاء كثيرة في الرؤى، لدى من لكلمتهم حضور فعلي، في متابعة ما يجري، من خلال إبداء الرأي، ومن بينهم كتّاب شجعان، أشاوس، من داخل الوطن. وإن الكاتب، وفاق هذه التوصيفات، إنما يواصل رسم صورة المثقّف العضوي التي جسّدها كل من نور الدين ظاظا وعثمان صبري وغيرهما كثيرون، أحياء وراحلين. كما يظهر الآن، تماماً، أن بعض الرموز التي تمّ إيلاؤها الثقة من قبل شارع الثورة السورية ـ وهم فئة جد قليلة ـ بات ينظر إلى هذه الثورة بعين واحدة، بعد أن كان ينظر ?ليها بكلتا عينيه، إذ راحت عينه الثانية تتابع طريقة ظهوره ـ أو هكذا ما يخيّل للمتابع ـ والظفر بثمار الثورة، وهذه لحظة ضعف، لمّا يتمّ التخلّص منها. أضراب هؤلاء وجودهم طبيعي ـ وهذا ما يعدُّ عامل وهن وتراخ لديهم، لا سيما وأن بعضهم يحاول التعكّز على نضالاته الشخصية، سواء كان عمرها سنوات من السجن، أو مجرّد أسابيع من النضال الفعلي، عملياً أو معنوياً، ليهرول إلى عقد المؤتمرات، أو الشروع بالتلويح بأن سورية القادمة، يجب أن تكون وفاق رغبته، هو، الأمر الذي سيرفضه السوريون الذين يدعون إلى دولة مدنية تعدّدية تشاركية، لئلا تحمل «فيروس» سقوطها تحت هيمنة الاستبداد، مرّة أخرى، وهناك مثال كاف، شاخص أمام الأعين، وهو ما يحدث الآن في مصر، حيث يراد حرف الثورة عن مسارها الحقيقي، ليقطف بعضهم نتائج الثورة، وكأنها ثورتهم وحدهم دون الملايين الثمانين، في هذا البلد العريق، ليتمّ استبدال مجرّد فرعون بسلسلة فراعنة جدد.

 ما هي في تصوّرك المهامّ المعلّقة على المثقّف السوري عموماً والكردي خصوصا؟

 أمام المثقّف الكردي، أمامنا جميعاً، مهمّات رئيسية، لا بدّ منها وفاق تصوّري وهي اقتراحات من جانبي للدرس والمناقشة:
1 ـ نبذ كل أسباب القطيعة التي تحول دون التواصل بيننا، لأن كل حد مرسوم إنما هو وهمي محض.
2 ـ الالتقاء على كلمة سواء، وإطلاق مشاريع ثقافية، لأنه من غير المعقول أن يتمّ استمرار المثقّف، من دون وجود أي رابط مؤسّسي ثقافي كردي، ولا أي مشروع ثقافي واضح لمهمّاته، في مرحلة ما بعد التغيير التي لا بد منها، مهما راوغ النظام، أو ناور لاستدامة لحظته الاستبدادية والالغائية التي كان للكردي النصيب الأكبر في دفع ضريبتها، وذلك على الصعد كافة، من لغة وإعلام وثقافة، وغير ذلك مما يتعلّق بالشأن الثقافي الكردي، ضمن مجال اهتمام المثقّف بشكل مباشر.
3 ـ التواصل مع المثقّفين السوريين، ضمن الاطار الوطني، ورفع الحواجز التي وضعها النظام، ما دام أن الثقافة الكردية هي ثقافة ثاني أكبر مكوّن وطني في سورية، وذلك من خلال الاستفادة ـ في الظرف الحالي ـ من الثورة.
4 ـ العمل الدؤوب على أداء المثقّف دوره الحقيقي في الشارع الوطني الكردي، كاملاً، من أجل نشر الحب والوئام، وتقريب وجهات نظر الشعب الكردي في سورية، في ما يخصّ النقاط الأكثر أهمية في هذه المرحلة الحسّاسة.
5 ـ اختلاف وجهات النظر في قضايا الرأي، يجب ألا يؤدّي إلى تفكير طرف بتخوين آخر، تكريساً لمشايعة حزبية أو أيديولوجية، وعلينا جميعاً أن نكون بالمرصاد في وجه هكذا إساءات >

المصدر: «المشاهد السياسي» ـ لندن

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.27
تصويتات: 11


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.