القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 548 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: جرأة التفكير وشجاعة التعبير....(مشعل تمو نموذجاً) ..

 
الأربعاء 12 تشرين الاول 2011


خليل كالو

 هما أمران لا بد منهما في أي عملية تغيير وحداثة وتحول على المستوى السيسيولوجي والسيكولوجي والسياسي والثقافي وبناء الشخصية وطريقة التعامل مع الواقع والحياة وكل منهج سواه غير هذا لا يؤسس إلا لنمط حياة رتيبة نمطية واجترار لماض يكرس للعبودية وللشخصية النمطية الفاشلة التي عجزت طوال المراحل السابقة في تحقيق أي كرامة للإنسان الكردي والمجتمع وفيما يسعى إليه الكرد من أهداف وما القيادات الكلاسيكية للكرد (الأنتيكا) التي اهترأت مع الزمن وأصبحت كالتماثيل تصلح للعرض في متحف عام ومن التي تعمل في الوقت بدل الضائع نموذجا لهذا المنهج المعوق والرجعي للتطور .


فعلى ضوء هذه القضية هل يمكن القول أننا نفكر وهل نمط هذا التفكير لدينا جريء  مما يجعل من نتائجه مغيرا للواقع وحل للمشاكل؟ وماذا ينتج عن تفكيرنا الراهن ؟ وبأي شيء نفكر ؟ وهل يصل بنا إلى المعرفة الحقة ؟ وهل نستطيع التفكير والتزود بقواعد التفكير (( أي المنطق )) الذي تسمى أحياناً بالتفكير العلمي . وهل تفكيرنا أصيل وعملي لإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات القائمة في الواقع المعاش. أم هو تفكير يولد نوع من أنواع الثرثرة التي لا يوصل بنا إلى شيء ولا يكشف عن الحقيقة على نحو ما هي عليه . فكثيراً مالا نفهم من الأشياء التي يدور حولها الحديث وإنما نصغي فقط . فبدلاً أن تفتح الثرثرة المشكلة أمامنا وتكشف حقيقة الأشياء فأنها تعتمها وتغلقها ولا تحقق دور الحديث الأصيل وهذا النوع من الحديث الثرثار والفارغ يضلل الناس ويسيطر عليهم ويحول هؤلاء الأفراد إلى عدم قيام بالمواجهة الأصلية مع الأشياء ذاتها وهنا تنحرف حرية التعبير عن وظيفتها الأساسية والتي وجدت من أجلها أصلاً  .

إن المعيار الذي يميز به المرء التفكير الأصيل و الوجود الحقيقي من التفكير والوجود الزائف والسطحي وعادة ما يكون التفكير المزيف والسطحي هو الذي ليس له معنى أصيل بالمقاربة والمقارنة مع الآخرين ولا يحل من المشاكل التي تعترض سبيل المرء والجماعة في حين أن التفكير الحي هو بالضبط ذلك اللون من التفكير الذي يحدد العلاقة مع الآخر ويعمل على تأكيد وجودك كشخصية قائمة بذاتها ومن خلال ذاتها بكل ما في من هذه الكلمة من معنى ويجعل من المرء امتلاك الحرية والمسؤولية واتخاذ القرار. أما الوجود والتفكير الزائف مع الآخرين هو طمس الجوانب الإنسانية والشخصية الأصيلة وكلما كانت العلاقة مع الآخرين تنطوي على ضياع الجانب الشخصي والذاتي والإنساني والخصوصية التي تميزه كفرد أو جماعة عن الآخرين ذلك يكون وجوده زائفاً ليس له معنى  فهذا يعني وبالضرورة أن تفكيره بليدا غير منتج يفقد جوهره ومقومات أركان وجوده كفرد متفرد وذاتي وأناني ومع ذلك يمكن القول بأن الوجود مع الآخرين يكون أصيلاً بمقدار ما يترك الأفراد أحراراً في فكرهم وتفكيرهم  لكي يميزوا ما في شخصياتهم من تفرد. فالجماعة الحقيقية هي التي تسمح بتنوع حقيقي في الآراء والفكر والتفكير الحر والجريء وأن الوجود الزائف مع الآخرين هو ذلك الوجود الذي يفرض على الناس التجانس باسم الوطنية والشعارات الرنانة لمصلحة الحاكم وبقائه بحيث يطمس معالم التفرد والخصوصية والتمايز فيهم .   
حتى وقت قريب لم هناك أصوات جريئة تؤسس لثقافة جديدة تتحدى الواقع بجرأة وخاصة نقد الفكر والسياسة وشكل التنظيم والتراث والتقاليد الرثة التي تعيق من عملية تقدم الكرد وجعلته في مؤخرة شعوب المنطقة. فحتى يغير الكردي نفسه ويقوم بعملية التغيير والتحديث ويصل إلى غاياته لا بد من أن يتخذ لنفسه منهج مغايرا للذي سبقه والذي جعل منه عبدا ومتسكعا في أداء واجباته القومية والوطنية . فإذا شئنا أن نكون جادون مع أنفسنا وأردنا أن نتجاوز مرحلة اجترار الماضي والتغني بالتراث المزيف وألا نبدو أمام الآخرين ضعفاء فعلينا أن نحترم عقول بعضنا ولا بد من تغيير من شكل وطبيعة منهج العمل لدينا واتخاذ الأسلوب الجريء  في التفكير والشجاعة في التعبير حتى يتم التخلص من الإرث الماضي الرث وبناء الشخصية الجديدة تتلاءم مع مستجدات المرحلة. فما يلاحظ أن تفكير النخب السياسية ومثلهم الكثير من النخب الثقافية لا يزال غير منظما ولا يبنى على مجموعة من المبادئ التي يطبقها العلم فلا زلنا أسرى التفكير البليد والنمطي الذي لا يحدث التغيير في البنى الأساسية للمجتمع وغالبا ما يكون استغراق مدة التغيير والتحديث تأخذ وقتا طويلا. كثيرون من يفكر أحياناً بجرأة  لكن يغتال نتاج تفكيره عند التعبير عنها ولا يتجرأ على طرحه للآخر خشية من أمر قد يصيبه بضرر وبذلك يخون المرء نفسه من خلال خيانته لخيالاته وهذه هي أول خطوة نحو الخيانة الحقيقية ويؤسس لثقافة التضليل وبالتالي للتأسيس لنمط شخصية قزمة وملتفة على نفسها بشكل مكثف. وأخيراً....هناك حقائق تسير أمامنا ليلاً نهاراً وبما أنها تسير في وضح النهار تمر على عامة الناس دون أن تبصرها أو نبصرها وعامة الناس تتعامى في الغالب عن رؤية الحقائق الصارخة ويتملكهم العجب إذا أكتشف أحد الناس ما يفترض على الجميع معرفته . أن آلاف المسائل القائمة حولنا بسيط وميسور الحل كضوء لمبة كهرباء في الليل ولكن قلائل جداً هم الذين نجدهم حولنا من طراز  توماس أديسون يكتشف لمبة الكهرباء .
xkalo58@gmail.com
 11.10.2011


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.