القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: مشعل التمّو... لأنّك الآن شهيد

 
الجمعة 07 تشرين الاول 2011


هوشنك أوسي

1
لأنّك الآن شهيد، تلاشت مساحات التباين السياسي والفكري، بينك وبين كُثرٍ ممن قاسموك الاختلاف في الرأي والموقف حيال قضايا وهموم وشجون وشؤون شعبنا. ولأنّك الآن شهيد موقفك ورأيك وقضيتك وشعبك ووطنك، لم يعد هنالك الآن، مكانٌ لأيّ تباينٍ بيننا، عدى كونك الشهيد الحرّ، ونحن العبيد التائقون للحريّة. وعليه، فأنت الأجدر، بقرينة دمكِ الذي سفكه الأوغاد، الوحوش، وأولاد القحبة.


2

لأنّك الآن شهيد، فليس بمقدورك إسكات من يودّ المتاجرة بدمك، وكيل التهم ذات اليمين وذات الشمال، دون اتقاءِ ضميرٍ، ولا صوناً لحرمةِ دمٍ، تكللت به قامشلو العشق، نهار هذه الجمعة.

3
لأنّك الآن شهيد، بتنا "نمقت" الحريّة، لأنها غالية الثمن لهذا الحدّ. وصرنا نعشق الحريّة، لأن أثمانها باهظةٌ لهذا الحدّ، لدرجة أنّك صرت الآن أحد ضحاياها.

4
لأنّك نائم، ملفوفاً بالكفن، ودمكَ المراق على الأرض، ختم البراءة من كل ما قيل فيك، وكل ما قيل عنك، وكان مجافياً الحقيقة... فكم هم حزانى، الذين اتهموك، وكم هم مجرمون، قتلة، ما صبّوا عليك رصاص حقدهم وغيّهم، لفرط ما يعتريهم من نذالة وخسّة، انعدم نظيرها.

5
قامشلو، كم هي الآن حزينة، وغاضبة، مثلنا، من هول الصدمة والفاجعة، وما من زمزمٍ، يروي غليلها التائق للاقتصاص من المجرمين.
قامشلو، كيف لها أن تهدأ، ويرقد لها جفن، هذه الليلة، ويد الغدر الفاشيّة طالتك.
لكن القتلة، نسوا بأنهم جعلوا منك المشعل يا مشعل...

6
الحريّة تأخّرت، فقررت أن تسير نحوها... ومحاكم التاريخ ومزابلها، هي أيضاً تأخّرت، فقرر القتلة السير نحوها.

8
لأنّك الآن شهيد، أنا واثق من أنك ستعفوا عن كل من انتقدك، وأنا ضمنهم، وتقبل الاعتذار...، فتقبّل الاعتذار، بشفاعة قامشلو وشهدائها وشيخهم.

بروكسل
7/9/2011

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.