القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 337 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: خارطة الطريق للمؤتمر الوطني الكردي

 
الخميس 06 تشرين الاول 2011


صبري رسول

الكرديّ ليس إلا نقار خشبٍ لا يتوب، يحفر قساوة خشب الشجرة نهاراً، ويتألم بقية ليله من صداع فعله، وهو كرّار لعمله صيفاً وشتاءً، دون أن يرسم استراتيجية عامة تُتعِبهُ صيفاً ويستريح شتاءً، وتنقذه من الصداع والألم بقية حياته. والسياسي والقيادي الكردي الآن أشبه بنقّار الخشب، لا يفكر أبعد من تبغه ولا من يومه، ولا يرسم أبعد من غده، يطرح اليوم برنامجاً سياسياً، يصفه بالتاريخي، وبعد غدٍ ينساه إلى مدى التّاريخ، يؤسّس اليوم إطاراً، يصفه بالإنجاز الشامل، ويتخلّى عنه غداً لأنه أصبح عائقاً في طريق نضاله.
وما ينطبق على نقّار الخشب والقيادي الكردي ينطبق على المؤتمر الوطني الكردي، لأنّه تسلّم منصب القيادة بحكم الحاجة والفراغ التنظيمي والمحسوبيات، وليس بمؤهّله العلمي وحنكته السياسية، أو بقدرته التنظيمية، ومن هنا لا علاقة له بالتفكير السياسي، ولا بالنجاح التنظيمي، ولا برسم المستقبل الباهر للشعب الكردي، وهذه حال معظمهم للأسف.


لذا نرى أنّ قراءة الأحزاب للمرحلة السياسية قراءة مبتورة ومنقوصة وغير متكاملة، فعدم إدراك الأحزاب السياسية الاستحقاقات المرحلية يجعلها عاجزة في رسم استراتيجية سياسية تكون بمثابة خارطة طريق كردية. فما تطرحه الأحزاب الكردية من مواقف وسياسيات هو أقرب إلى الارتجالية وبنت اللحظة منها إلى نتاج طبيعي للتفكير الإبداعي السياسي، ومن جهة أخرى لا أعتقد أن الأحزاب الكردية تسعى إلى عمل سياسي أو تنظيمي إن لم تكن لهم مصلحة شخصية أو حزبية ضيقة تتحقّق من ذاك السعي، لأنّ المصلحة الكردية العليا الخاصة والوطنية العامة هي آخر ما تفكّر بها أحزابنا وقياداتنا.  في الأمس القريب كانت المبادرة الكردية لأحد عشر تنظيماً، والآن هي في ثلاجة الانتظار المهمَل، ولجأ آخرون إلى إطارات أخرى وطنية وسورية وصوتهم فيها خافتٌ، ودورهم في الظل.
فتأخير المؤتمر الوطني الكردي يعود إلى انعدام العامل الديناميكي في آليات العمل الفكري والتنظيمي للأحزاب الكردية. كما يمكن القول أن هذه الأحزاب كلّما خطت خطوة توجّست من خطوتها خيفةً، وقامت بمراجعة حساباتها الفلكية والرقمية في الرّبح والخسارة لمصلحتها.
ولن نظلم أحداً لو قلنا أنّ كثيراً من قيادات الأحزاب الكردية عاجزة عن إدارة جلسة ريفية لبعض الفلاحين، فكيف بهم إيجاد وابتكار خرائط مرحلية و استراتيجية في قيادة المرحلة والإعداد الجيد لمؤتمر كردي شامل يمثّل الكرد سياسياً وتنظيمياً؟ وبالتالي إيصال الصوت الكردي إلى المحافل السياسية الوطنية السورية أو الإقليمية أو الدولية.
فما تمّ إنجازه من خلال تصريحات المسؤولين الكرد لا يرتقي إلى مستوى النجاح، وخاصة ما يتعلّق بآليات العمل التنظيمي للمؤتمر.
فالمصلحة الوطنية العليا تفرض على الجميع التكاتف والتعاون لإنجاح المؤتمر الوطني الكردي، وفق آليات صحيحة تلبي الطموح الكردي في توحيد الخطاب السياسي، والطاقات الكردية في هذه المرحلة الدقيقة؛ لكن لا يمكن إنجاز مثل هذا العمل إن لم تتجاوز الأحزاب عقدة ضعفها ونقصها في البحث عن مكاسب حزبية ضيقة على حساب المصلحة القومية العامة. لأنّ البوادر الظاهرة حتى الآن تدلّ بكلّ وضوح على أنّ المؤتمر هو مؤتمرٌ للأحزاب الكردية وملحقاتها الذيلية، وليس مؤتمراً وطنياً عاماً.


 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 5


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.