يا ابنَ الفراتين...
التاريخ: الأربعاء 28 تموز 2021
الموضوع: القسم الثقافي



عبد الستار نورعلي

في قصيدتهِ "في وداع أم نجاح" يرثي شاعرُ العربِ الأكبرُ (الجواهريُّ) زوجتَه آمنة (أمونة) جعفر الجواهريّ (أم نجاح)، التي انتقلت الى رحمة الله عام 1992 ، والتي ترقد بجانبه في مقبرة الغرباء بالسيدة زينب في سوريا. القصيدة مكتوبة على شاهد قبرها. يقول في مطلعها:

ها نحنُ ، أمونةً ، ننأى ونفترقُ
والليلُ يمكثُ والتسهيدُ والحُرَقُ


وقد كتبْتُ حينَها بضعةَ أبياتٍ، أخاطبُه فيها، إذ قلْتُ:

يا ابنَ الفراتينِ ، لنْ تنأى بكَ القدَمُ
لا الليلُ يمكثُ، لا التسهيدُ لا الحُرَقُ

يا ابنَ الفراتينِ، فالدنيا إلى صِغَرٍ
حربُ المسافاتِ في أيامِنا رَشَقُ

الجمعُ يمضي، ويأتي الغيرُ يوصلُهُ
عِرقـاً فعِرقـاً ، و نارُ الحرفِ تأتلِـقُ

والصـابرون على البلوى شِـتاتُهمو
جمعٌ، وإنْ حُشِّدَتْ في حربِهمْ فِرَقُ

يا ابنَ الفراتينِ ، ما زادَتْ و لا نقصَتْ
تلكَ الأمانيْ، لها في القلبِ مُحتَرَقُ

قد حمَّلتْنا صـواريها مُنـازلـةً
ما بينَ أمواجها طوْقٌ ومُخْترَقُ

أنْ نستفيقَ وهُوجُ الريحِ راحلةٌ
وأنْ نُصبِّحَ في الآفاقِ ننطلـقُ

وأنْ نُمسّيَ ، والأقمارُ في كَبِـدٍ،
وفي الكؤوسِ خمورُ الحبِّ تندلِقُ

عبد الستار نورعلي







أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=8174