هل كان أمير الشعراء الكردي الأصل، احمد شوقي يستبطن نزعة قومية؟
التاريخ: الأربعاء 19 ايار 2021
الموضوع: القسم الثقافي



خالص مسور

 الكورد هم أنقى الآريين وأحد أنبل الأعراق الإيرانية – الشاه محمد رضا بهلوي آخر ملوك ايران وفي هذا يقول عباس محمود العقاد بدوره: حسب بلاد الكرد شرفاً أنها أخرجت للعالم الإسلامي بطلين خالدين: صلاح الدين الأيوبي، ومحمد علي الكبير، وقد تلاقيا في النشأة الأولى، وفي النهضة بمصر، وفي نسب القلعة اليوسفية إليهما، أي قلعة صلاح الدين بالقاهرة، فهي بالبناء تنتسب إلى صلاح الدين، وبالتجديد والتدعيم تنسب إلى محمد علي الكبير". 
خرج الكرد من موطنهم كردستان إلى مصر وبعض البلدان الأخرى إما مشاركين في فتوحات القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي، أو هربا من المذابح والاضطهادات من المسلمين أنفسهم كالمذابح التي ارتكبتها تركيا وبشكل وحشي لا مثيل له في كل الدهور والعصور. وحيث استقر الكرد في الأراضي التي وصلوا إليها، واحتلوا قسما أساسيا من التاريخ الإسلامي بشكله المشرق والأصيل. 


وعائلة أمير الشعراء المصري الأشهر الكردي الأصل احمد شوقي واحدة ممن خرجوا من موطنها كردستان وعاشت في موطنها الثاني مصر، حيث يوثق التاريخ علاقة حميمة بين الشعبين المصري والكردي على مر التاريخ بدءأ من نفرتيتي وحتى اليوم حيث توجد سفارة لروج آفا في القاهرة اليوم. يتفق معظم او جميع النقاد والمؤرخون على أصول الشاعر احمد شوقي الكردية، ليس هذا فحسب بل نستطيع أن نثبت بأنه كان وخلاف ما أخذ عنه من انطباعات بأنه كان لديه ميول ولو بشكل ضمني أو صريح أحيانا كما رأينا مع القومية الكردية، ونستطيع أن نلمس ذلك في ثلاث ظواهر إن لم يكن اكثر وفيما يلي:
 1 -  لنسمعه بالذات وهو يجهر بأصله الكردي فيقول: (سمعت أبي يرد أصلنا إلى الأكراد فالعرب)،  قالها الأكراد والصق بها العرب، ، وهو يعني بأن الكرد والعرب المستعربة ربما ينتمون إلى أصول ابراهيمية واحدة لأن بعض المؤرخين يصلون نسب ابراهيم إلى الحوريين اجداد الكرد . وهذا ما يؤكد كلامه بأن له انتسابا إلى هذه الأرومة الواحدة، وإرضاء لمن يعيش بين أظهرهم من العرب.
 2– من المعروف عنه أنه كان رجل البلاط أي رجل البلاط الملكي المصري، وكانت تربطه بالعائلة المالكة علاقة حميمة، والسر في ذلك هو أن العائلة الملكية من نسل الوالي المصري الشهير محمد علي باشا منشيء النهضة المصرية، والتي هو بدوره كما أثبته المؤرخون بأنه من أصول كردية من مناطق ديار بكر في كردستان الشمالية، وأنه ولد في (قولة) في البانيا بعد هجرة عائلته إليها، واصًبح  ضابطا في الجيش العثماني في القولة كمقر لفرقته، ومن هناك ارسلت الفرقة إلى مصر وعرف بالألباني، وكان الناس لا يعلمون موطنه الحقيقي وفي عهده ظهرت رواق الأكراد في الجامع الأزهر، حتى خرجت الأبحاث الحديثة لتنسبه إل كردستان، ولذلك كان الشاعر شوقي يعلم ذلك ويستانس بالعائلة لأنها من بني جلدته.
 3 – تبدت كرديته وإن بشكل مبطن في قصيدته (ابى الزهراء) وهي قصيدة رائعة في مدح الرسول(ص) وتغنيها المطربة المصرية الأشهرام كلثوم بالحان رياض السنباطي وبشكل رائع وهي في بيتين منها.
 ابا الزهراء قد جاوزتُ قدري بمدحك بيد أن لي انتسابا      فما عرف البلاغة ذو بيان إذا لم يتخذك له كتابا 
والمشكلة التي عجز عنها المؤرخون والأدباء العرب عن حله هنا هو، ماذا يقصد شوقي بكلمة/انتسابا/ مغزاها ومعناها، فبعضهم احتار وقال كيف ينتسب إلى النبي محمد(ص) ابا الزهراء وهو كردي الأصل!؟، لكننا نقول بأن شوقي على علم أكثر من كل هؤلاء بانتمائه مع النبي محمد إلى النبي ابراهيم الذي تؤكد الوثائق بأنه ذو ثقافة حورية كردية، أو أن اصله يعود إل الحوريين اجداد الكرد، أي أن النبي ابراهيم كان حوريا ، وقد قدم الدكتور احمد الخليل عدة أدلة دامغة تؤيد ذلك منها: الدليل الأول: ورد في التوراة أن أسرة النبي إبراهيم كانت مقيمة في "أُور الكَلْدانيين"، وفسّر بعض المؤرخين أن "أُور الكَلْدانيين" هي مدينة أُور Ur السومرية، وبناءً على هذا ظُنّ أن أسرة إبراهيم كانت كَلْدانية. والصواب أن حاران (حَرّان) كانت الموطنَ الأصلي لأسرة إبراهيم، هاجرت منها إلى أُور لأسباب مجهولة، ثمّ عادت إلى موطنها حاران مرة أخرى.  وثمّة معلومتان تؤكّدان ذلك: المعلومة الأولى: أن حاران وُصفت في التوراة بأنها أرضُ إبراهيم، وأرضُ عشيرته، وبيتُ أبيه، فقد قال له الربّ: "اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ، يعني أن ابراهيم خرج من حاران أي حران نحو فلسطين. (وكانَتْ أَيَّامُ تَارَحَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسَ سِنِينَ. وَمَاتَ تَارَحُ فِي حَارَانَ" (تكوين 11: 32). علماً بأن كلمة (أرض) في التوراة تعني (موطن). المعلومة الثانية: أن إبراهيم طلب، قُبيل وفاته، من كبير عبيده ألّا يزوّج ابنَه إسحاق من بنات الكَنعانيين، وقال له: بَلْ إِلَى أَرْضِي وَإِلَى عَشِيرَتِي أي إلى حران، تَذْهَبُ وَتَأْخُذُ زَوْجَةً لابْنِي إِسْحَاقَ. وقد نفّذ كبير العبيد وصيّته. • الدليل الثاني: تقع حاران Haran (حَرّان) على بعد 44 كم جنوب شرقي أُورْفَا، قرب منابع نهر البَليخ، وهي مدينة حورية قديمة جداً، يعود تاريخها على الأقل إلى الربع الأخيرمن الألف الثالث ق.م، وذكرنا سابقاً أن الصيغة الأصلية لاسمها هو (هَاران= هُوران) نسبة إلى الهوريين (الحوريين)، ولم يكن حينذاك وجودٌ لأيّة شعوب ساميّة في تلك المنطقة، لا للآموريين، ولا للكَلْدان وللآراميين. – خليل، احمد الدكتور- تصحيح تاريخ الكورد المحرف والمسروق- 7 أبريل 2016م· هل كان -النبي إبراهيم حورياً؟ - (الجزء الثامن) - الأدلّة الجغرافية.  وسأزيد دليلا آخر قويا، قوامه أن النبي ابراهيم كان يقدس الشمس قبل أن تأفل ويزيغ عنها بل ذهب ابن عباس إلى أنه كان يعبدها بالفعل وقد استفرد هو بهذا الكلام، فقد ورد في القرآن الكريم: (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ )- الأنعام (78). فقد كان الحوريون الكرد آتذاك يقدسون الشمس حينما تبزغ، كما يفعل شعبنا الإيزيدي اليوم وخاصة قي شنكال، حيث يقبلون أول بقعة تنيرها الشمس من الجبل في الصباح. وهكذا، ومن مجمل ما ورد على مبلغ علمنا، نكون قد قد حسمنا الاختلاف بين المختصين في الأدب العربي في قضية الشاعر المصري الكردي الكبير احمد شوقي قوله الشعري : /بيد أن لي انتسايا/. فهذا هو معنى انتسابه إلى أرومة الرسول (ص) حينما عجز أدباء العربية عن الإحاطة به وتفسيره.
 ............................................. 







أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=8063