حوار مع الإعلامية والكاتبة السورية دلشا ادم
التاريخ: الخميس 03 ايلول 2020
الموضوع: القسم الثقافي



أجرى الحوار: نصر محمد 

قرأناها في سطور قليلة اخذتنا إلى مسيرة عملها. إلى أكثر من مكان.. تربعنا على حرفها الرائع. ابحرت في مجال الصحافة والإعلام ونجحت.. إعلامية تميزت بحرفها وبأسلوبها المقنع وطرحها المميز والملفت بكل ما هو حصري ومفيد حققت نجاحات متميزة في الساحة الإعلامية. وأصبحت الآن من رواد القلم والفكر وباتت كاتبة في مجال المقال  الشعر. انها الإعلامية والكاتبة والشاعرة  المبدعة دلشا ادم ضيفتنا وضيفتكم لهذا اليوم دلشا ادم . 
إعلامية كردية سورية مخضرمة من الزمن الجميل الذي افرز نخبة من المبدعين والمبدعات في كافة الفنون الأدبية. هي مسؤولة ومديرة ملتقى // نغم وحرف ولون // ومقدمة برنامج // مع المحبة // بالتعاون مع الفنان كردو بيري.


 منذ بداياتها فرضت الاحترام للمرأة المكافحة والتي اثبتت وجودها بجدارة. وبجهودها وطاقاتها التي سخرتها لمهنة الإعلام. ثم جعلتها تنعكس إيجابا عليها. وفي ظل مجتمع متعصب يرى ان الصحافة محرمة على المرأة. وانها مهنة المتاعب التي تقتصر على الرجال فقط. 

- دلشا آدم بكالوريوس صحافة وأعلام جامعة سالونيك اليونان (٢٠١٣).
اللغات : اليونانية ،الكردية ،العربية ،الألمانية.
مراسلة لمجلة نوس سوسيال في سويسرا، بالإضافة إلى العديد من المشاركات الأدبية والمقالات في بعض المواقع والمجلات الكردية والعربية كمجلة ديوار ،العربي اليوم ،مجلة السلام الدولية ، زي بوست ،صرخة شيوعي والخبر 24 .
المسؤولة ومديرة ملتقى نغم وحرف ولون .
مقدمة برنامج مع المحبة بالتعاون مع الفنان كاردو بيري.

أرحل !!

لملم حقائبك وارحلْ
املأ صدرك بالحنين
ببقايا الصور ..
فالهواء هنا عبء السنين
الوطن غربة
الغربة أماني كاذبة
والحب خيبة أمل
اسحب عطرك من أنفاسي
عتّق ضفاف الروح بنبيذ النسيان
عدّ الأقداح
وارتشف وحيداً نخب الغياب
نخب جرحك
تيمم بخمرة الأرواح
وارحل
قبل أن يستيقظ الفجر من سكرته
اشْهَرْ ما تبقى منك
قبل أن تشيع ذكراك في كفن
أخرج من جعبتك بقايا الصور
حدث العصافير عن معابر رحيلك
بأنك حدث عشق منسيٍّ
عن قلب أضنيته بالألم
بعثر حقائبك وارتد كالغصّة
يا ذاكرة النزوات
يامن خبأت عطرك لمشيئة التمنيّ
لملم حقائبك كما أنت
ومن ثم أعد رحيلك .


- الإعلامية والكاتبة دلشا ادم هل لك ان تعرفي القراء على بطاقتك، الشخصية؟

* أبنة عفرين سليلة ذاكرة تقاوم النسيان بالحب من قباب نبي هوري إلى أبعد زيتونة 
دلشا التي عشقت الشعر والرواية والموسيقى وكان الأعلام أسمى طموحاتي إذ صارعت الظروف والأقدار لتحقيقه ،طموح وحلم أخذ مني الكثير ولكن بالمقابل فتح لي الكثير من الأفاق ،حصلت على بكالوريوس في الصحافة والاعلام عام ٢٠١٣ .
لكني لم أمارس الأعلام او الكتابة لغاية ٢٠١٨ كخيار شخصي وبسبب عدم توفر الوسائل والأرضية الداعمة وكذلك الأوضاع المتردية للمنطقة ( سوريا) بشكل عام ومن ثم الهجرة وتبعاتها . 
أعشق كرديتي وانتمائي أفتخر بالمرأة الكردية وبما تواجه من صعاب وما تقدم من تضحيات لإثبات ذاتها في صراع الوجود غير المتكافئ .
أعشق الحرية بكل معانيها وسبلها ، عالمي هو طفليَّ.. الأعلام وكتبي ولا مساحة لشيء أخر  في حياتي غير ذلك . 
أحلم بأعلام كردي حر تكون للمرأة فيه مكانتها المنشودة ، بمرأة كردية معطاءة  تسير نحو الخلاص تضمن من خلالها أحلامنا البسيطة وكرامتنا المهدورة ..بعشق ينبت من رحم المستحيل لتزهر أماني تملئ الأرواح سكينة ، 
بعالم آمن رحيم لا مكان للدموع والنفاق والرصاص فيه بعالم زمردي تكون لنا بصمة في أحدى زاوياه . 

- هل الموهبة وحدها كافية ان يكون الإعلامي مميزا في عمله؟ 

* بإمكاننا القول ان الموهبة هي أحدى العوامل الأساسية الداعمة لمسيرة إعلامية مميزة ولكن الأهم من ذلك هو البنية الثقافة والمهنية والتخصص ومن ثم الحضور وإمكانية طرح المواضيع في إطار يتماشى والحدث .
ولكن اذا تطرقنا للحالة الكردية فهي تختلف نوعا ما أو كثيرا فهنا نتحدث عن مجتمع مازال يعاني الكثير من المشاكل والأزمات على جميع الاصعدة الاقتصادية والسياسية منها والتبعية الحزبية والفردية والانتماءات الطائفية الدينية والعقائدية ناهيك عن كارثة العادات والتقاليد والكبت المجتمعي وما إلى ذلك من أمور تنحصر في مجتمعنا وعلى وجه الخصوص .
هنا أتحدث عن الأعلام الكردي بشكل خاص كوني إعلامية كردية فالحقيقة وفي واقعنا الإعلامي المعاش باعتقادي الموهبة والتخصص هو اخر ما يأخذ بعين الاعتبار لذلك نجد أيضا الكثير ممن يمتهن هذه المهنة بمجرد حمله لألة تصوير أو كتابة مقال وللأسف الشديد هناك من يغرر بذلك ومرد ذلك هو عدم مقدرة هؤلاء على التقييم وانحيازهم بشكل شخصي لتلك الفئة 
والذين هم بعيدين كل البعد بعيدين عن التخصص الأكاديمي أي هواة ومغامرين 
لكن هذا لا يقلل من أهمية الموهبة في التميز والنجاح .
ففي جميع المجالات ان كنت تفتقر للموهبة لا يمكنك تحقيق الكثير أتحدث هنا عن مجتمعات ونظم تدعم التخصص الأكاديمي اولا .
   
- برأي الإعلامية دلشا ادم من هو الأقرب للنجاح في الناحية المهنية المرأة ام الرجل؟ ولماذا؟

* لان السؤال يشمل جميع المجتمعات.. سوف ابدأ الحديث عن الإعلام الكردي وهنا يمكننا القول بأن مساهمة المرأة في المجال الإعلامي ضئيلة أو تكاد تكون معدومة ويعود ذلك الى قلة وانعدام المحطات ووسائل الأعلام الداعمة والقيود المجتمعية المفروضة والسياسة المتبعة من قبل المسؤولين والانتماءات الفردية .
وللعودة الى من هو الأكثر نجاحا او تميزا بكل تأكيد هناك مجموعة عوامل وعوائق مجتمعية من كبت ومحرمات مجتمعية أسرية ودينية تمارس على المرأة لذلك فكفة الميزان تميل نحو الرجل اكثر والذي رغم كم التطورات والحريات المتاحة لم يحدث ذلك النجاح المنشود لعوامل وأسباب عدة يطول الحديث عنها .   
اما بخصوص الإعلام العربي باعتقادي أن المرأة اثبتت تميزها بجدارة وبشكل ملحوظ فهناك أسماء لمعت على الساحة الإعلامية وأثبتت وجودها بكل مهنية ونجاح وفي جميع الميادين فكانت بذلك سيدة الموقف حقيقة والحدث .

- برأيك ما الذي يمنح الإعلام حافزا للعطاء ومجالا اكبر للحضور بشكل مختلف ومميز ؟

* بكل تأكيد هي الحرية الفكرية والمجتمعية وحرية التعبير.. ومن ثم الدعم الأسري والحالة المادية والاقتصادية. بجملة أدق البيئة الأمنة والخصبة للإبداع  .

- ما مقدار الجرأة التي تمتلكها الإعلامية والكاتبة دلشا ادم في كتاباتها. وهل تحسب حسابا كبيرا للرقيب ؟

* عندما يكون الأعلام هو خيارك الشخصي وأنت القادم من الشرق المكبل بالقيود والتخلف بكل تأكيد عليك المجازفة والخوض في الممنوع والمحظور فلا بد أن تكون على قدر لابأس به من الجرأة وكثير من التضحيات لتكون بقدر طموحك وأحلامك ولكن بفهم صحيح ودقيق للحقوق والمحظورات ففي قاموسي الشخصي لايوجد مكان للمحظورات او الخطوط الحمراء أي بما معناه الجرأة هي ديناميكية الاستمرار  والإبداع   .  

- في كتابات الإعلامية دلشا ادم الكثير من الدموع .. لماذا؟ هو الحب أو العمل أو صخب الحياة؟ 

* ربما هناك بعض الالتباس في كيفية طرح السؤال أي وبما معناه بإمكاننا القول هو انعكاس لحالات نعيشها وبشكل يومي وليس بالضرورة ان تعكس آراءك او ميولك الشخصية لكنها الحالة التي تلازمنا في الفترة الأخيرة وأولها والأكثر وجعاً هو شبح الحرب والتهجير وفقداننا لوجوه وأماكن وما الى ذلك من انعكاسات على الذاكرة . فكيف لك ان تمسح من ذاكرتك دويَّ الرصاص وهو يعبث بالأرواح او نداءات الاستغاثة وهي تجول في الفراغ باحثة عن أذان صاغية ولكن عبث . عن ماذا أحدثك لأنه في حقيقة الأمر ليس هنالك ما يدعو للتفاؤل ونحن نعبر جسور الألم والفراق بأرواح مهمشة باحثين عن ملاذ آمن وأمال معلقة علّها تنقذ فينا ما تبقى للاستمرار .  لكن أسمح لي هنا بأن لا اتفق معك و تعبير (الكثير من الدموع) ربما كان الأصح ان نقول رومانسية بملامح شرقية أو البحث عن المستحيل في قاموس لحياة مختلفة المشارب عما كان في شرقنا .

- للأستاذة دلشا ادم تجارب كثيرة في الكتابة الإعلامية  والثقافية والأدبية. هل كتبت في السياسة ؟ ولماذا هذا البعد عن السياسة علما انها من صميم العمل الإعلامي؟

* كما تعلم الأعلام لا ينحصر في السياسة فقط ورغم ذلك كانت السياسة ولاتزال من الأمور التي لا أحبذ الكتابة عنها او الخوض في دهاليزها المعتمة وعالمها المليء بالمؤامرات والمنافسات والدماء ومصطلحاتها المملة . ولكن رغم ذلك ونظرا لأن السياسة لها الكلمة الأولى في أعلامنا وأوضاع المنطقة التي تفرض علينا الحالة بدأت في الفترة الأخيرة بمشاركة بعض التقارير والمقالات في مجلة نوس سوسيال على وجه الخصوص حول الوضع السياسي وما إلى ذلك من أمور تهم وضع المنطقة السياسي ولا أخفيك  أن الخوض في هذا المجال كان فيه الكثير من الأثارة والمتابعة والتحديات .  

- في البلاد العربية الكثير من الصحفيين تركوا اخلاق المهنة وبدلا من أن يكشفوا الحقائق يحاولون طمس معالمها من أجل إرضاء الطبقات الحاكمة او جهة ما. كيف تفسرين  هذه الظاهرة باعتبارك صحفية؟ وهل أثر ذلك على بقية الصحفيين؟

* بأعتقادي انها ليست بظاهرة جديدة فكانت حاضرة في جميع المجتمعات وستبقى . اما بخصوص الشرق فلا يوجد أي سبب يمنع من ظهور وتفاقم هكذا ظاهرة في مجتمع بني على أسس من التبعية والرضوخ للسلطة السياسية ( الحاكمة) والحكام و السلطة المجتمعية وما الى ذلك . اما بخصوص الأثر الذي تركته مثل هكذا ممارسات على الإعلاميين بشكل خاص والأعلام بشكل عام بأعتقادي أن لكل أعلامي خطه الخاص به ومبادئه والبيئة التي يمثلها ومن هذا المنطلق لا يمكننا الجزم في مثل هكذا امور .     

- ماهي الأسماء المميزة التي لها مكانة خاصة في الذاكرة  وكان لها أثر كبير في حياة الإعلامية دلشا ادم المهنية. حدثتينا عنها؟

* حقيقة لا أريد التطرق إلى وذكر الأسماء التي يأتي على ذكرها  الكثيرون للتباهي بمستواهم الثقافي والطبقي لكنني هنا اود التوجه بالشكر والامتنان  لصديقين جميلين شاءت الاقدار أن تجمعنا وكان لوجودهم في حياتي ومازال دوراً حاسما ومصيرياً بالنسبة لدلشا الانسانة قبل اي شئ وللصحوة المؤجلة اذا أمكنني القول  .  

- غالبا تهتم المبدعات بقضية المرأة. هل عبرت الإعلامية والكاتبة دلشا ادم عن المرأة في أعمالها. مع ذكر نص او مقال بهذا الخصوص؟ 

* كامراة شرقية مطلعة على ما تعانيه نساء الشرق من كبت مجتمعي وديني وثقافي في مجتمع ذكوري بحت المرأة كانت وماتزال من أولى أولوياتي في الكتابة والنقد ولدي العديد من المقالات والنصوص المنشورة وغير المنشورة في هذا المجال ك ( لماذا أنا) والذي سلطت فيه الضوء على ظاهرة (غسل العار) المنتشرة وبكثرة في مجتمعنا حيث يكون الجاني فخورا وهو يسلب روح بريئة تكون في أغلب الأحيان هي الضحية ، أيضا ظاهرة زواج القاصرات في عصر العولمة  أمراً لا يجب السكوت عنه بتاتا فهي حقيقة كارثة مجتمعية وانسانية في ظل ظروف الحرب والهجرة وما الى ذلك ، وأيضا تطرقت لظاهرة الطلاق و مواضيع أخرى تهم المرأة والمجتمع بشكل عام .

- هل حققت المرأة السورية المبدعة بشكل عام و الكردية شكل خاص كل ما تريده. ام مايزال ينقصها الكثير. وماذا تقولين للذين يدعون إلى تحجيم دور المرأة في المجتمع ؟

* باعتقادي أنه لابد من التطرق للنجاحات التي حققتها المرأة في السنوات الأخيرة وفي الكثير من المجالات الحياتية على سبيل المثال الفنانات التشكيليات الأديبات الإعلاميات وغيرهن الكثيرات لكن رغم النجاحات مازلنا بحاجة للكثير من المثابرة لإثبات ذاتنا وتواجدنا كعنصر فعال في هذا العصر لنلامس للحظات بريق الحضارة بمعناه الحقيقي ونقف بمحاذات سيدات أثبتوا وبجدارة معنى الارتقاء الثقافي والمهني والحضاري وقبل كل شيء الإنساني.

- نقرأ للأستاذة دلشا ادم الكثير من القصائد على الفيس هل لديك تجارب في كتابة الشعر وهل هناك لك إصدارات شعرية.

* يمكنني القول انني مقصرة في هذا المجال ربما لأسباب شخصية بحتة وباعتبار الشاشة الزرقاء ووسائل التواصل الاجتماعي هي الأكثر تداولا في الفترة الاخيرة من كتاب مطبوع حيث يصل المنشور او المقالة والقصيدة الى اكبر عدد من القراء وخلال ثوان قليلة . لكن هذا لا يلغي فكرة اصدار كتاب من خططي المستقبلية القريبة .

- لا يمكن لأحد أن ينكر ما وصلت إليه قصيدة النثر من قوة وانتشار اثبتت نفسها كنوع مميز قادر على التجديد والتجدد ولا يمكن أن ننكر دورها في تطور الشعر. مع ذلك هناك من يرفضها ويقول انها لا تنتمي إلى الشعر. ما رأيك بهذا القول ؟

* بالتأكيد تعددت المدارس والمذاهب في الأدب وأنا برأيي أنها مسألة شخصية بالدرجة الأولى وكذلك مسألة تذوق هناك من يحبذ النثر وهناك من يفضل شعر التفعيلة وأخرون العمودي أو الكلاسيكي ولكن بالنهاية تبقى قصيدة النثر هي ذاك الفضاء الأرحب كونها تخلت عن القيود والقولبة .







أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=7489