«وطأة اليقين... محنة السؤل وشهوة الخيال»: الخطوة الأولى للكاتب والشاعر السوري هوشنك أوسي في عالم الرواية
التاريخ: الأربعاء 11 كانون الثاني 2017
الموضوع: القسم الثقافي



 صدر حديثاً عن "دار سؤال" في بيروت رواية "وطأة اليقين.. محنة السؤال وشهوة الخيال" للكاتب والشاعر السوري هوشنك أوسي. أتى العمل في 380 صفحة من القطع المتوسط. وأهدى الكاتب عمله الروائي الأول الى مدينة "أوستند" البلجيكيّة التي يقيم فيها، وإلى "كل من ظلم روايته هذه".
تدور أحداث الرواية عن الثورة السورية منذ انطلاقتها ولغاية 2013، بطريقة مختلفة وغير مباشرة وغير غارقة في الاحداث والتفاصيل اليومية. لا يوجد فيها بطل مركزي. كل شخصية من شخصيات الرواية، يمكن اعتبارها بطل مركزي. تجري احداثها في رقعة جغرافية واسعة ومتنوعة: بلجيكا، المغرب، سويسرا، أمريكا، تونس، مصر، إسرائيل، سورية، لبنان، تركيا، العراق، وتنتهي في بلجيكا.
 يتم في الرواية طرح الكثير من أسئلة الحياة والموت، الحب والكراهية، أسئلة الثورات والأحلام والخيبات والانكسارات. عبر تناول تجارب وسير بشر خارج وداخل الواقع السوري، والتشابكات والتعقيدات المتداخلة فيه. الهدف منها تناول التورّط الدولي والإقليمي في هذه المأساة، إلى جانب تسليط الضوء على وجود تفاعل إنساني أجنبي مع الثورة والمأساة السورية.


 

في هذا العمل، تم توظيف تقنيات، فن الرسائل، القصّ، الشعر، المسرح، التحليل السياسي، الحوارات الفكرية والعادية، المونولج...، وإيقاع الزمن او الخط البياني للزمن متعرّج وملتبس عمداً، والأولويّة في العمل هي للأمكنة، حتى تكاد ان تكون من ابطال العمل. في هذا النصّ السردي الروائي، ثمة اشتباك مع السرديات التاريخيّة، عبر اضافة احداث متخيّلة، الهدف منه؛ الطعن في الرواية الرسميّة للأحداث. تتناول الرواية حكاية معارض سوري (علوي) يساري، من عائلة متديّنة، قضى 15 سنة معتقلاً. بعد خروجه من السجن، اتجه نحو الكتابة. أصيب بحالة يأس وإحباط شديد، نتيجة فشل عملية الاصلاح من الداخل، وتسمم المجتمع السوري بالفساد واستمراء الاستبداد. اعادت له الثورة التونسية نبض الحياة والأمل. تفاعل مع هذه الثورات بوصفها ولادة جديدة له وللشعوب والاوطان. وازداد منسوب الأمل لديه، حين اندلعت الثورة السورية. تم اعتقاله في "جمعة آزادي" (20/5/2011)، لأن المظاهرات السلميّة كانت تنطلق يوم الجمعة، وكل جمعة كان له اسم خاص به. وقضى المعارض تحت التعذيب، وقتله ضابط أمن، كان أحد أبناء قريته وزملائه في الدراسة الابتدائية. تم استئصال اعضائه، وأرسلت عبر شبكات الاتجار بالاعضاء الى أوروبا. وصلت هذه الاعضاء إلى بلجيكا، وتم زرعها في أجساد ثلاث أشخاص يعيشون في هذا البلد: كونغولي، وفتاة ألمانية تعمل في بنك، وشاب إيطالي يدرس في جامعة بروكسل الحرة. هذه الاعضاء، تُحدث تغيّرات في كيمياء الأشخاص الثلاث، لجهة الاهتمامات والأمزجة والمواهب. بحيث يميلون نحو الثقافة والادب والفن، ومناصرة الثورة السورية ومتابعتها بشكل لصيق. تتراءى لهم احلام وكأنهم عاشوا في سورية. تتشكل مجموعة من الموالين للثورة، من ضمنهم هؤلاء الثلاثة. يطرح أحدهم فرضية ان تكون التغييرات التي طرأت على شخصياتهم وميولهم وأمزجتهم ناتجة عن هذه الاعضاء؟. طالما انهم الثلاثة أجروا عمليات الزرع في نفس المستشفى. وتبدأ رحلة البحث عن الـ"دي ان ايه" الخاصة بكل عضو، ويكتشفون التطابق. ثم تتفق المجموعة على ضرورة معرفة الشخص الذي تعيش أجزاء من روحه في اجساد هؤلاء الثلاثة، طالما ان العضو حين يتم استئصاله، يكون حي، يعني انه ما زال فيه جزء من روح صاحبها. وهذا الجزء من الروح، انتقلت الى جسد الشخص المستقبل، وفعلت فعلها فيه.
بعد رحلة عناء، يتم التعرّف عليه، وأن له أخ، ضابط منشق، يعيش في مخيمات اللجوء في تركيا، وأن صديقه ورفيق دربه في السجن والسياسة، كاتب سوري ارمني يعيش في السويد. يتم التواصل مع الضابط المنشق وفحص الـ"دي ان ايه" الخاص به ومقارنة النتيجة مع نتائج "دي ان ايه" الأعضاء المزروعة في اجساد الثلاثة، فيتم التأكد نهائيّاً من أن الاعضاء هي لشخص واحد.
 يتم التعرّف على جانب من سيرة هذا الشخص من شقيقه الضابط، ومن صديقه الأرمني. ذلك أن هذا المعارض، صاحب الأعضاء، كان قد ترك أربع رسائل مطبوعة لدى صديقه الارمني، وبعد الأوراق المشتركة، غير المكتملة، كانت مشروع عمل روائي مشترك بينهما. هذه الرسائل، موزّعة بالترتيب، كمحطات، ضمن سياق سرد الحكاية، من دون أن تفصح عن اسم صاحبها.
بعد ان ينتهي مارثون التعرّف على هويّة وحياة صاحب الاعضاء، تتفق المجموعة على تجميع كل هذه الاوراق، وسرد عملية البحث عنه وعن هويّته، ونشر كل ذلك في كتاب. وأثناء اصطحاب الأشخاص الثلاثة للصديق الأرمني الى مطار بروكسل، يفقد الأربع حياتهم نتيجة حادث سير، حيث تصطدم شاحنة كبيرة بسيارتهم. وتنتهي الرواية بنهاية مفتوحة وبقاء سؤال من سيكمل مشروع الكتاب؟ وسيروي هذه الحكاية؟ من دون الإشارة إلى أن حادثة السير كانت عمداً وعن سابق إصرار أم لا؟!.
 
(تجدر الإشارة إلى أن هوشنك أوسي كاتب وشاعر كردي سوري، من مواليد 1976، يكتب باللغتين العربية والكردية، ويقيم في بلجيكا. صدر له حتى الآن ستة دواوين شعرية باللغة العربية والكردية.)








أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=5885