المترجم الكُردي لصدّام حسين
التاريخ: الأربعاء 07 كانون الثاني 2015
الموضوع: القسم الثقافي



 ابراهيم محمود

في العديد من الأدبيات التاريخية والسّير الذاتية، كثيراً ما نتعرف على أدوار أو علاقات أو شخصيات تثير الاستغراب كردياً، أي لحظة التعرف إليها وهي تحتل مواقع متقدمة في السلطة أو لدى أولي الأمر ساسةً وذوي سلطان " مبين "، وكيف يجري تصريفها.
ثمة سؤال يُطرَح في الحال: ما الذي يدفع بالكردي لأن يرتمي في أحضان المعتبَر عدواً للكردي عموماً، أو لا يريد له خيراً وككردي طبعاً، أو يتنشط في ظله، أو يكون عاملاً باسمه، أو يكون من بطانته السيادية والأمنية والإدارية تحديداً ؟


هذا يحتاج إلى أكثر من بحث تفصيلي، وشافٍ، يتخلل كل ما كتِب عن الكرد، وعرِفوا به فيما بينهم، أو بينهم وبين الآخرين جهة العلاقات الاجتماعية والسياسية والثقافية والنفسية، بنيَّة الوقوف عند فعل" التسرب " أو " التسريب " البشري الكردي هذا، بعيداً عن ذهنية التخوين التي لا تجدي نفعاً في الحالات هذه، بقدر ما تضلل الباحث، وتحول دون معرفة حقيقة الجاري، ودون أن يعني ذلك بالمقابل، غض النظر عما حرَّك ويحرك الكردي لأن يخرج عن صفه الكردي، في حال إذا كان صفاً طبعاً؟؟!!، ويجد استقراراً له لدى الآخر: خصمه ؟
ربما يكون في مترجم صدّام حسين " 1937-2006 "، من الفرنسية إلى العربية وبالعكس، وهو سامان عبدالمجيد ، وهو من أبويين كرديين " تولد السليمانية 1945م"، ما يقرّبنا من هذا الموقع المثير على صعيد التقبل، ولكنه الطبيعي جداً على مستوى الواقع.
في الكتاب الذي يشير إليه نكاشف مثل هذه العلاقة، وهو: سنوات صدام، إعداد وتحرير كريستيان شينو وجورج مالبرونو، ترجمة: مدني قصري، المؤسسة العربية، بيروت، ط1، 2005 . 240 ص من القطع الكبير، مع صور في النهاية، ومترجم الكتاب جزائري.
لم يكن سامان هذا المترجم عن الفرنسية فحسب، وإنما عن الانكليزية أيضاً عند اللزوم ( قبل بداية الحرب ضد العراق بقليل. ص5.).
لقد عمل سامان مترجماً شخصياً لصدام لمدة خمسة عشر عاماً حتى سقوط بغداد ( نيسان 2003 )، وهو يعمل الآن في قناة الجزيرة القطرية، ومعه زوجته وأولاده، أما معدّا الكتاب فهما صحفيان وإعلاميان فرنسيان، حيث اختطفا في العراق لمدة شهر حينها، وأفرِج عنهما بعد تنظيم حملات إعلامية دولية مكثفة .
في المعترك:
لا يخفي الصحفيان مدى الصعوبة التي عاناها لبلوغه، فهو ليس كائناً عادياً، إنما ثمة ما يحمله معه، ومن يكون القريب من ذوي الشأن يكون له اعتبار آخر يتوقف شدةً أو مكانة، أو حساسية تبعاً لنوعية مهمته، وهل من اعتبارلافت ومثير للأسئلة من مترجم شخصي لصدام حسين الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بغرائبه وعجائبه في العراق والمنطقة والعالم كذلك ؟ ما حفزهم على مغامرتهما هذه ؟ ( وكان الجزء الأكبر من سيرة النظام وشخصية الرئيس ما يزال لغزاً محيراً. وكان يملك مفاتيح عديدة لذلك اللغز.ص5).
لا يخفي الصحفيان ما هما ساعيان إليه، حيث ذخيرة أسرار أو أضواء على أسرار تعنيهما وتعني العالم أجمع، أسرار تخص من حكم البلاد والعباد بسياسة استثنائية في البطش والمكر والدهاء( عبر أقواله سنكتشف صورة الدكتاتور المعقدة، سنقدذر إلى أي مدى كان يفتن ويضلل محدثيه.ص6).
الكتاب يُحال على المترجم ، فهو الذي يتكلم للصحفيين، أو يجيب على أسئلة، كما يظهر، وبناء على صيغتها تتسلسل أقواله في فصول تترى حتى سقوط بغداد وتواري صدام عن الأنظار، وفي فصول قصيرة ومتلاحقة، حيث أعمد إلى تثيبتها بغية الإحاطة بمحتواها أكثر.
في ف1 " نحو الفوضى العارمة"، وما يقوله سامان ( لقد ظللت أعمل إلى جانبه خلال الفترة التي تعقدت فيها الأزمة، وكنت أعلم أن صدام كان أقدر على التصرف بكثير من البراغماتية رغم تصوره البدوي للشرف والعزة، وكنت أعرف أيضاً، بفضل المعلومات التي كنا ننقلها إليه، أنه كان يعي خطورة الوضع.. حق الوعي.ص9).
وما يميط اللثام عن حقيقة صدام ونسَخه ( كانت وسائل الإعلام الغربية قد أفرطت كثيراً في تصور " نسخ " الرئيس، مدعية بأنه كان محاطاً بأشخاص مشابهين له، فأنا لم ألتق قط بأي واحد منهم..ص18.).
وفي ف2" نحن في حرب يا علي "، حين يشير سامان إلى السكرتير الصحفي الخاص بصدام ودور كل منهما ( كان عبدالله مثلي تماماً تقنياً في خدمة النظام. هذا الشيعي البابلي الأصل كان يعمل في الديوان منذ ثلاثين عاماً..ص23).
هنا، وحتى الآن، لا بد من دراسة نوعية الاختيار، وكيف يتم حيث يكون الشيعي إلى جانب الكردي السني طبعاً. 
لاحقاً نجد أنفسنا إزاء حقيقة مفوَّه بها بلسان سامان حين يشير إلى خاصية الخيانة، أي جهة الذين كان عليهم أن يكونوا جاهزين لنسف جسور في بغداد وإطلاق الصواريخ عليها دون مراعاة السكان الأبرياء من قبل عناصر صدام بالذات، ولم ينفذوا الأوامر(  كان هناك من خانوا صدام بعدم تفجير جسور لبغداد وعدم إطلاق صواريخ على بغداد: وكان ماهر سفيان رجلاً من رجال الظل على غرار كل قواد الرئيس... حسب الصحافة العربية،.. تسلَّم خمسة وعشرين مليون دولار مقابل الخيانة.. وقال ماهر: لم أرتكب أي خيانة، بل على العكس وفرت خسائر عراقية حين رفضت معركة غير متكافئة أمام الأميركيين.ص32).
ثم لا يتردد سامان في التعريف بمن يكون في ف3" مترجم صدام ": (  تعود أصولي الكردية بجذورها إلى السليمانية في شمال العراق، التي انحدرت منها سلالات والدي ووالدتي. في بغداد كنا نتحدث الكردية داخل البيت، لكننا لم نكن نتحدث خارجه غير العربية، اللغة السائدة، فقد كنت أتحدث بكلتا اللغتين منذ الطفولة..ص35. كنت منذ الطفولة، قد تعلمت الانجليزية بالمعهد الأميركي للغات في بغداد..ص36. وعلَّم في السعودية.ص37- وفي مؤسسات فرنسية في العراق تعلم الفرنسية..ص39.)، وتأتي اللحظة المنتظرة إذ بلِغ بأنه سيكون مترجم صدام الشخصي ( كان مستقبِله لطيف نصيف جاسم " وزير الثقافة والأعلام حينها " ليتأكد منه، بعد  أن عرَف بإتقانه للفرنسية.. وقد فرح كثيراً، ليصبح مترجماً رسمياً لدى الرئيس.ص42.).
في ف4" المعركة الأولى " ما يصدمنا بأفراد عاملين في حاشية صدام وهم من الكرد( كان مازن الزهاوي المترجم عن الانجليزية، وكان قائد أمن الرئيس صباح ميرزا: ثلاثة من الأكراد.ص49)، وهذه لفتة لا يُستخف بها، أو لا يجب الاستفزاز إزاء علاقة وطيدة أو ممارسة مسلكية سياسية وأمنية كهذه، بقدر ما يستوجب كل ذلك، كما أسلفت المزيد من إعمال الذهن لتبين أبعادها المختلفة.
 هنا، لا يهمنا جهة الإعلام أو السرد السيري الطابع لسامن ما كان يحدث في أروقة قصور صدام ومعه، إنما ما يشغلنا قبل كل شيء، حيث كان يكافأ في كل عملية ترجمة ، مكافآت مجزية تتناسب وأعطيات الرئيس .ص 52 ).
وما صرَّح به سامان، كما تجلى هذا في ف5 " كواليس الديوان ": ( كان صدام، على عكس ما كان يشاع عنه، على اطلاع على أحداث العالم...ص59.)، ثم ( كان صدام شديد الحذر، بل وكثير المظنة تجاه البعض من معاونيه.ص62-)، وما يخص ما سماها بالإطراميات ( إكراميات الرئيس متفاوتة: وأما أعلى مبلغ تلقيته فقد وصل إلى مليون دينار" حوالي 500 دولار ". وهو مبلغ هائل حيث يعادل تقريباً مرتب أستاذ جامعي لخمس سنوات أثناء الحصار.ص66.).
وما أثير في  ف6"  بجوار الرئيس"، وما يتركز على عالم داخلي وأمني لصدام (  خلال خمسة عشر عاماً لم أدخل مكتب صدام حسين سوى مرة واحدة...)، ولاحقاً، جهة طبيعة عمل صدام ( في الحقيقة كان الرئيس يتمتع بطاقة كبيرة في العمل..ص71.).ومن ثم علاقته بالمقربين منه( كان أعضاء خاصون به في القيادة الإقليمية للبعث وهم 18 . ص72-). ويذكر هنا اثنان في العلاقة الخاصة معه ( كان طارق عزيز وهدى عماش المرأة الوحيدة أكثر من يوجهون نقداً إلى خطاباته ويتقبلها، وكثيراً ما يصر على موقفه..ص73.).
وما كان يشدد عليه جهة الرشاقة الخاصة ( وكان يحرص على الوزن من باب الأناقة..ص78.).
 وفي ف7" الحرس المقرَّب" حيث تكون الحراسة خاصة جداً، وكذلك تسيير العلاقات، حيث كان ( عبد حمود الأكثر تقرباً منه.ص85-88.).
وفي 8" أخطار المهنة " ما كان يعتمده المترجم الكردي في سلوكه الوظيفي( اعتمدت المثل العربي طوال سنوات عملي إلى جانب صدام حسين: لا تكن لصاً ولا تخف من السلطان.ص95-). وكذلك ما يقوله أمنياً عن زوجته ( كانت  زوجتي " تعلم أن هاتفنا كانت تحت تنصت المخابرات.ص96.). وأيضاً ( كنت أعرف أنني كنت معرضاً للفصل بين ليلة وضحاها، لكن أصولي الكردية لم تسبب لي أي متاعب على الإطلاق. فعلى عكس ما كانت تدعيه الصحافة الدولية، لم يكن صدام يعادي الأكراد ايديولوجياً. فقد كان يقمع كل من يصبو إلى السلطة من الشيعة والسنة والأكراد، ومن الشيوعيين والإسلاميين بلا أي تمييز عرقي.ص100.) ومن ثم ( كان من الطبيعي أن أشعر بالرعب حين اكتشفت صور مجازر حلابجه عام 1988، فقد جعلني استعمال الغاز ضد المدنيين أشعر بصدمة عنيفة،غير أننس لا أظن أن هذه الحلقة المأساوية كانت الحلقة الوحيدة من نوعها، بل لقد كانت جزءاً من الحرب، كانت رعباً إضافياً في الصراع وفي تاريخ الأكراد المأساوي.ص100.).
وفي ف9" الرئيس الرومانسي "، وهو الفصل المتعلق بطبيعة صدام وميوله ذات الصلة بالأدب ومغزاها ، وما ينصبُّ على كراهيته لليهود " ص 108 "، وما تأكد لسامان هو ( أن صدام كان يعبّر فيها عن ذاته تعبيراً كاملاً.ص110.) ، ومن ثم ( وكان القارىء لا يلبث بعد قراءة بضع صفحات أن يدرك أن صدام لم يكن كاتباً جيداً، فليس كل كاتب شبيهاً بنجيب محفوظ..ص111.)، ومن المعروف أن هناك ثلاث روايات تنسًب إليه روايات:  زبيدة والملك- القلعة المحصنة- الرجال والمدينة.
واللافت والمتوقع هو تركيزه على الكتاب المشهورين ليكتبوا ما يشغل بال صدام كما في كتابة( مذكرات غزو الكويت.. بتعليماته . صص112-113 ). ومن ثم ( وكان يعطي المكافآت وإلى شعراء القادسية " أي شعراء الحرب الإيرانية- العراقية"  شعراء أم المعارك.ص114.).
وفي  ف10" من أجل مزيد من الدولارات " وهذا الفصل يواجهنا بعالم أوسع ضمن اهتمامات صدام في طريقة شراء نفوس الآخرين حتى لو كانوا رؤساء دول بالمال وغيره( نثر ملايين الدولارات على الأفارقة كحسين هبري الأوغندي.ص119-..والزامبي " غاندي الأسود " ..ص121..وزوجة الزعيم الشعبي الفرنسي جاني لوبين أو النائب العمالي البريطاني جورج غالووي..ص122..).
وفي ف11"في خدمة عُدي رغم أنفي "، ولأمر معروف طبعاً  كونه ( المعروف بنزواته العنيفة..ص133.. وكان يملك ثروة فاحشة..ص134..وكان الشبق الجنسي خطيئته الكبرى..ويحب الشرب ولعب القمار..ص137... ولقد بلغ من الجرأة إلى حد أن جعل النساء يخشين الخروج خوفاً من أن يقعن ضحية لنزواته الجريئة.ص137.).
وفي ف 12" جلسات صدام حسين المغلقة"  كما يقول ( كان له جلسات خاصة، وكما أسيء فهم الترجمة بينه وبين كوفي أنان..ص150.). 
وفي ف13 " أصدقاؤنا " الفرنسيون "، تبعاً للمصالح ( كنا نجلُّ ونزن جهود باريس لمحاولة تسوية الأزمة..ص166.).
وفي ف14" صيادو السبق الصحافي " وهذا ما يقرّبنا من طبيعة الهواجس الأمنية والمخاوف( التعامل بعنف مع من يريد مقابلة الرئيس كما الحال مع الصحافية الفرنسية كريستين أوكرنت..بدءاً من 1990ص169.)، ومن ( وكان الرئيس يجيب على اسئلة شخصية ووقحة أحياناً ويجري تزييف ذلك في الصحافة الغربية..ص172-173.)، وهنا يفصح عن مدى تقبل صدام لأسئلة الآخرين، وما يصله بهم، ليعطي عن شخصه صورة خلاف ما هو متردد عنه لديهم.
وفي ف15" حوار على الطريقة الأميركية"،  وهو المتعلق باهتمام صدام بالخارج أو المستجدات ( كان يعتني بأدق التفاصيل..ص185.). 
وف16"  مبعوثو آخر ساعة "، كما رد فعله على ما يثار حوله أو ضده ( كان ناقماً على التصريحات الخرافية لغالوي وقد أهان صدام بها..ص193-19.. مثل: إني لا أحمل صدام حسين في قلبي... الشعب هو الذي يعاني وليس صدام..- وبرماكوف الروسي كان مقرباً منه.ص199.).
وفي  ف 17 " أبو ملك بغدا" وهو يعرّفنا بشخصية صدام عن قرب أكثر (  لقد كان صدام مهووساً بأمجاد الحضارة العراقية، التي كان يدعي بعثها من جديد، ليس من أجل صالح البلاد ولكن خدمة لمجده الشخصي.ص209.).
وفي ف18 " الحياة ما بعد صدام"، وهو يتعلق بسامان وما أراد فعله( صدمته بما حصل في العراق إثر غزو أميركا وسقوط بغداد..ص220.) ، ومن ث ( كيفية نهب بغداد من قبل " عصابات علي بابا " وضمناً بيتي..ص220..و سقوط نظام صدام يجعلنا نتساءل من جديد: هل يمكن لنظام ديمقراطي أن يقوم في العراق دون أن يحدث حماماً من الدم؟ فكل أحزابنا مسلحة..ص226.) .
والخاتمة، سعي المترجم إلى النجاة بروحه وأفراد عائلته ( لم يعد يشغلني سوى مغادرة البلاد..ص227-.)، وفي المختَتم ( إن أفكاري تعود بي دوماً إلى صدام، ترى ما الذي أنجزه هذا الشخص لشعبه ؟ لقد أنتج خطباً جميلة حول تحرير فلسطين والوحدة العربية، وقد أتقن دوماً مدح الحس القومي عند العراقيين، ولكن بلا طائل دوماً !!... ها هو صدام ينتهي أخيراً ! فلم يعد يسكن ليالي كما كان. ومع ذلك، فإنني أعلم أني في حاجة لكثير من الوقت لكي أتحرر من السجن السيكولوجي الذي حاصرني أمداً طويلاً.ص228.  ) .
مكاشفة:
لم أرد أن أعلّق كثيراً، بقدر ما حاولت إيراد ما وجدته مهماً وفي الفصول كافة، للتوقف عندها ودراستها كذلك. لم أرد أن أتوقف عند كل فصل، لأن ذلك يخرجنا عن سياق المحدَّد له هنا إعلامياً في الغالب !
من جهتي، وبصدد المترجم الشخصي سامان، لا غرابة في ارتباطه بالموقع الرهيب والمهيب، إنما لا يمكن لسامان أن يخفي هو نفسه ما وراء ازدواجية شخصية صدام: في الهدوء الحذر، وفي طرق انتقامه من أقرب المقربين منه وإليه إن دعت الضرورة كما هو ممكن تتبع ذلك في الكثير من المؤلفات والمقالات ذات الصلة، ولا بد أن سامان ذاته، قد بلغ مستوى من محاولة التعريف بنفسه كما لو أنه سويٌّ، وأن علاقته في سيرورتها كانت طبيعية جداً، إذ يكشف المصرّح به أنه هو نفسه كان يسلّم نفسه لإرداة متعية، وسلطوية على مقياسه، دون السؤال عن الموقع الذي هو فيه، وما في ذلك من تناقضات، وتحديداً حين يتحدث عن طبيعة " مكرماته " ومن يكون المكرَّم، وسوء ظنونه بمن حوله، وحتى نوعية كتاباته وخطاباته، وفي الوقت نفسه، حين يتحدث عن " سجنه السيكولوجي " في النهاية، كما لو أنه يرجم ماضيه، ويريد التطهر منه نفسياً، سوى أنه تاريخ معمَّم، ومسجَّل، وحتى وصوله إلى قناة الجزيرة للعمل فيها، ليس لأنه كردي، وإنما مترجم صدام، وما يعنيه مترجم صدام على مستوى المكانة والمأمول. أتراه يرغب في الاستتابة، أم يبلّغ من له علاقة بما جرى أن الذي كان صار في عِداد الماضي من جهة، ويحذّر من يريد سلوك طريقه بسوء المآل من جهة أخرى ؟
هذا متروك أكثر لموضوع آخر، يحتاج إلى المزيد من المقاربة وتسليط الأضواء من جهات شتى .






أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=5388