ثرثرة لاجئ في حديقة من حدائق أربيل
التاريخ: الأحد 23 شباط 2014
الموضوع: القسم الثقافي



صالح بوزان

نغوص في قلق الوجود، والعصيان مأتمنا. من سيتصدق برغيف الرجاء لهذا الفجر الكسول
فقد ضيعنا العبور نحو الآخرة، والتيه المتجول هو الآخر مصدوم بذاته الرتيب.
*
هناك.. في الطرف المظلم، رتبوا أسماء الشهداء في الصحف الأولى، ختموا عليها بكف الدم، والصدى صمت الاحتضار لا يتساهل مع وجع المكان.


*
تلك المدائح المعلقة بأذن الأوحد تطحن كبرياءنا. أيها الأول والآخر، لا جديد حين نُجبر على الغفران، فالعبد لا يتقن سوى الغفران.
*
الغد المتوكل على كتف هذا الليل صنم لا يتقن الكلام. إنه إرث موبوء بالنفق المذل. لا آلهة في الطرف الآخر يا صديقي، هم مجتمعون ها هنا، يتقاسمون على الموائد غنائمهم البشرية. يستطلعون ما لا نعرفه، ويبنون الملكوت المقدس، بالكلمات التي تثقل وجودنا.
*
ولدنا..، ولدنا في ذلك النهار الذي خيطته أحلامنا. ولدنا مؤجلين في ذاكرة الآلهة العاقرة.
نحن شركاء مع آلهتنا، شركاء في هتك الجنس المقدس، والمولود السفاح مبارك بالخطيئة.
*
من قال أن الإثم لا يملك شرف الوجود؟ شرف البقاء؟ شرف التقديس؟ الإثم هو البدء
وهو الخاتمة.
*
لماذا ندعي الكذب؟ نحن هكذا خلقنا. نرضع من السماء صلواتنا. نُزهق الوقت بدعوات من الدم
وننشر على حبل الموت غسيل أعمالنا المؤجلة إلى كرنفالات الجنس المنتشي بالعصر الالكتروني.
*
أيها الوطن المسترخي في اللانهاية، لا حظوظ لك ولي في ملاجئ الأوحد. لا بر أمامك،
لا ممرات أمامي. فالمشيئات الصغيرة والكبيرة تبرم صفقتها، والاعتذارات الملونة مقصلة القرن لقطع رؤوس المصائر.
*
أيها الوطن اللاهث.. حتى العدم مشوه أمام مدخل مقابرك. اعترف معي..! أنا وأنت في فصلنا الأخير.
أنا وأنت..لا متعة لوجودنا. رفعت الأقلام وجفت الصحف.
----------------- 
14/2/2014







أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=4799