أيها الأخوة ..أيتها الأخوات ... أيها الحضور الكريم :
أهلاً ومرحباً بكم جميعاً, أفراداً وأحزاب سياسية, كتاباً, مثقفين , وإعلاميين أصحاب الكلمة الجريئة والموقف الصادق, ممثلي هيئات المجتمع المدني الحقوقية, النسوية و الطلابية والشبابية .
نحن معاً مرة أخرى مع كوجكا قامشلو الثقافية في أمسية حوارية ملؤها الحب والإخاء , نجتمع اليوم في ظل أجواء ثورة عارمة لنتحاور معاً حول عيشنا, بل مصيرنا المشترك في هذه الندوة الحوارية المعنونة بــ (مكونات مجتمع الجزيرة والعيش المشترك) لنناقشه في محاور ثلاث :
1 – التاريخ المشترك للمكونات القومية والدينية في الجزيرة وأبرز المحطات التاريخية التي تعبر عن عمق العلاقات بين هذه المكونات .
2 – ضرورة تعزيز سبل العيش المشترك بين كافة المكونات الاثنية والطائفية في الجزيرة.
3 – أهمية التنوع الثقافي والقومي والديني في رسم مستقبل المجتمع واغناء تطوره الحضاري.
آملين أن ننجح في مسعانا في نشر ثقافة الحوار والعيش المشترك بين أطياف المجتمع الجزراوي الذي ننتمي إليه جميعاً.
سيداتي سادتي الكرام :
اليوم ونحن على أعتاب مرحلة جديدة لابد أن نؤسس لمجتمع جديد ينتفي فيه كل أشكال الظلم والقهر والاستغلال , مجتمع يكون لكل أبنائه وأطيافه بعيداً عن منطق الإقصاء والإلغاء , مجتمع الحق والعدالة والقانون , قانون يحكم الجميع على قدم المساواة بغض النظر عن الجنس واللون والثقافة, فإذا كان نشر ثقافة الحوار والتفاهم والعيش المشترك مطلوباً في كل آن وحين فان هذا العمل يكتسب أهمية قصوى في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى .
وإذا كان من واجب المثقفين بناء جسور التواصل والثقة بين الشعوب فإننا بأمس الحاجة إلى هذه الجسور في هذا الظرف التاريخي الذي يمر به بلدنا.
فبغض النظر عن الظروف السياسية والتاريخية التي أدت إلى تقسيم المنطقة وفق الخارطة الجيوسياسية الحالية , والتي يمكن تفسيرها بأكثر من رأي ووجهة نظر إلا أن ما لا يختلف فيه اثنان أنه قدر لنا أن نعيش معاً في هذه البقعة الجغرافية المسماة الجزيرة , حيث أصبحنا نتشارك في المصير , فما يمس طيف جزراوي من الخير أو الشر يصيب الأطياف الأخرى مثله , ونحن إذ نتشارك هذا المصير إما أننا نعمل على دفع هذه السفينة التي تقلنا جميعنا إلى بر الأمان و نساهم في تعزيز عوامل التعايش والألفة فنساهم في تطور مجتمعنا , أو أننا نكون سبباً في جلب الويلات لمجتمعنا , ويلات قد يصعب التحرر منها لأجيال قادمة.
ولتعزيز عوامل السلم الأهلي لابد من:
1 – اعتراف كل مكون بالمكونات الأحرى واحترام خصوصيته الثقافية والقومية والدينية لكل مكون .
2 – نبذ العنف وعدم إقصاء الآخر المختلف وحل كافة المشاكل عن طريق الحوار والتفاهم .
ولكن نشر ثقافة الحوار والتفاهم ليس فقط لضرورات السلم الأهلي رغم أهميته بل يفرضه ضرورات التطور الحضاري للمجتمعات ذات الألوان المختلفة ثقافياً ودينياً وقومياً, فالتعددية كنز ثمين إذا أحسن إدارتها كما أن إظهار جمالية التعددية مرهون بإلقاء الضوء على مكوناته لإظهارها بوضوح فكما أن الشعاع الضوئي لا يظهر ألوانه إلا بعد إسقاطه على قطرة الماء التي تحلله إلى ألوان الطيف الشمسي المتعدد الألوان والذي لا يجهل أحد منا جماله الذي يبهر الأعين بجماله كذا الحال بالنسبة لألوان الطيف الاجتماعي يظهر جماله إذا ألقي الضوء عليها ليتحلل إلى ألوانه الأولية ..... ومن هذا المنطلق نحن في كوجكا قامشلوأخذنا على عاتقنا المساهمة ولو بقسط متواضع في هذا الجهد الكبير الذي يتطلب منا جميعاً المساهمة فيه وفق إمكاناته المتوفرة والمتاحة آملين أن نكون قد وفقنا في ذلك. والله ولي التوفيق .
القامشلي في 1 / 10 / 2012 م