العدالة بين الأمس و اليـوم ..
التاريخ: الأحد 23 ايلول 2012
الموضوع: القسم الثقافي



بقلم المحـــــامي محمـد ملا رشـــيد

العدالة هو نفس المفهوم في القديم و الحديث و لكن قد تتغير النظرة إليها من خلال آراء و نظريات و شرائع علمانية أو دينية إن نفذت على أرض الواقع فسيكون لها الأثر الإيجابي في تحقيق العدل و نشر الخير و اقتلاع جذور الشر فالخير مطلق بمفهومه و الشر نسبي عارض ، و العدالة لا يتحقق بدون عادل حكيم كمــا يقـــول العالم و الفيلسوف و الشاعر الكردي المـلا أحمد الجزري في ديوانه :


      كس بدادا مه نه پرست گله ئو دادي چكه ت

                                       ته نه بت دادي رسك بيهوده فريادي چكه ت
      فاعلك لازمه دا فعـــل أثـــر پيـــدا ببت
                                      گه ر تو حدادي نه بت كورئي حدادي چكه ت
(دادا: العدالة – دادي رس : العادل )
أي لا يسأل أحد عن العدالة فلا يستفاد من الشكوى أو الإدعــاء مهما حاول الإنسان الوصول إلى تحقيق العدل و الإنصاف .. فإذا لم يكن هناك حاكم عــادل ذو ضمــير حي و يقظ لا يخاف في الله لومة لائم... و في البيت الثاني يذكر بأن لكل فعل أو أثر لا بد أن يكون له من فاعل و مؤثر فما الفائدة من كور الحــداد إذا لم يكن هناك من حداد ....إنها لحكم بليغة في معنى العدالة  .. و يقول أميـر شعراء الكــــرد أحمـــد الخاني في ضرورة وجود حاكم عادل يحقق العـدل و المســـاواة و يساعد في رفع الغبن عن الفقراء و اليتـــامى  :
گه ر دي هـه بووا مه پاديشـــاهه ك
لائيـــــق بــديا خــوه دي كولاهــه ك
غــه مخـــواري دكــــر لمه يتيمــــان
دئيناينـــه د ه رى ژ ده سـت له ئيمان
و يذكر التاريخ حكماء و ملوك أكراد اشتهروا بالعدالة و الإنصاف من بينهم الملك عبد الكريم خــان الزند مؤســس المملكة الزنــدية الكردية و صلاح الدين الأيــوبي مؤسس الدولة الأيوبية و محرر القدس عاش في عهده جميع القوميات و الشعوب من أكراد و عرب و أقباط... متساويين في الحقوق و الواجبات و أنعموا في ظلها
بالرخاء و الاستقرار و قد شهد لصلاح الدين الأعداء قبل الأصدقاء على شجاعته و حنـــكتـه و عـــدالتـــه و تســـامحـــه ....
   وإذا رجعنا إلى مفهوم العدالة في القديم سنتذكرشريعة حمورابي التي تعد أم الحضارات منذ ما يقارب عن ألفي سنة قبل الميلاد فكان اللبنة الأولى للقوانين و الشرائع و هي أول شريعة مكتوبة في التاريخ و هي يتميز بأنها شريعة علمانية و إن كان صديقاً للآلهة فكان حمورابي ( الأمير الذي يخاف الله) ملكاً و مشرعاً عادلاً و عظيماً جل همه خدمة شعبه و تحقيق العدالة و الخير و تأسيس نظام قوي و إنتاج حضارة قانونية و اقتصادية و مجتمع متحد منظم يسوده الخير و النصر ...فقد سن قوانين ركزت على الجريمة و العقاب و حقوق الطفل و المرأة و الأسرة و تناولت مواضيع الحدود في جرائم السرقة و القتل و الإصابات ....و لم يزعم حمورابي أنه من الآلهة بل وصف نفسه بصديق أو خليل الآلــهة و أنه أُمِــــرَ بإقامــة العـــدل في الأرض و اقتلاع جذور الشر حتى لا يضطهد القوي الضعيف و يهب الأرض نوراً على نور..لقد كان شريعة حمورابي يقوم على مبدأ العدالة و الإنصاف فقد منح المرأة أهلية التصرف و سواها بالرجل من حيث الحقوق و الواجبات و الإرث و ركز هذه الشريعة على حماية الضعفاء من العمال و الفلاحين و الطبقات الفقيرة المسكينة و رفض تعدد الزوجات إلا في حالة مرض الزوجة أو العقم على أن يأخذ موافقتها في التزوج بأخرى و أقام قواعد العقوبة العادلة على المبدأ (( العين بالعين و السن بالسن و الأنف بالأنف و القتل بالقتل ..)) فقد أتى بالمؤسسات الحقوقية و المبادئ القانونية المتقدمة رغم عصره السحيق و الغابر ..فأراد حمورابي تحقيق العدالة من خلال شريعة قوية ذو مبادئ و نظم قانونية تكفل حقوق شعبه ليعيش حياة حرة كريمة ..  و بظهور الشرائع السماوية لاحت في الأفق تعاليم زرادشت النبي المرسل و معه الكتاب السماوي (آفستا ) وتعتبر الديانة الزردشتية من أهم الديانات الشرقية القديمة حيث ظهر زردشت النبي حسب ما أشار إليه بعض المؤرخين إلى عام (1000 ) قبل الميلاد ويجعله آخرون معاصرا لبوذا وكونفوشيوس أما الإغريق يرجعوه إلى  ( 5500) قبل الميلاد وهو لديهم ذو مكانة عظيمة في فكرهم ويسمونه ( زرئوشتره ) أي الطاهر المقدس 0 ويرجعه بعض المؤرخين إلى (258 ) قبل حياة الإسكندر وعلى هذا الرأي يمكن تثبت مدة حياته ما بين (628-551) قبل الميلاد ) ، وأورد ابن الأثير ألجزري إحدى آيات الآفستا في كتابه الكامل ويرجح ورود تلك الآية إلى احد الأسباب التي أدت إلى الحرب بين المسلمون وبين الفرس يقول زردشت  (آمنوا بكتابي هذا إلى أن يظهر لكم صاحب الجمل الأحمر ) ويقصد بذلك النبي ( محمد ص ) وذلك على رأس (أي بعد ) ألف وستمائة عام ) وعلى هذا فإذا كانت بعثة الرسول محمد ( ص ) عام ( 612 – 613 ) م فان ولادة زردشت ترجــع إلى عام 1000 ق 0 م 0 على أن الشاعر والمؤرخ الكوردي ( جكر خوين ) يوضح معنى اسم زردشت ( صاحب الجمل الأصفر ) فكلمة (زر ) تعني بالكوردية اللون الأصفر ودشت فسرها على أنها الجمل ( الديانة الزردشتية هي الديانة الرسمية للإمبراطورية الميدية ) ودعا زرادشت إلى التوحيد ونبذ كل الآلهة الأخرى "فلا إله سوى أهورا مزدا"و هوالإله المطلق في الزرادشتية ( اهورامزدا ) خالق الكون طيب مقدس أبدع الكون بالفكرة خالق السموات والأرض والأفلاك جسده هو النور والجلالة الملكية حاضر في كل مكان وهو الخالق الواحد الكبير , هو الذات الذي لا بداية له ولا نهاية هو الروح الرمانية والقدرة الربانية المسبب الأول لكل الموجودات واحد أحد لا يشاركه احد في شيء وليس له جسم مادي ( اشتا ) أو ( اسنا اسناه )، ( القوتين التي عليها مدار الفكر الزردشتي والمادة الأكثر تواجدا في التعاليم الزردشتية أي النفس الطاهرة القديسة ) فقوة الخير والحياة وما يدخل تحت هذين المسميين وهو أيضاً من باب اللزوم أب لقوة الشر القوة المتناقضة مع سابقتها قوة ( أهريمن ) ، ( في البداية كان الجوهران توأمان في الفكر والقول والعمل إفترقا بين الأفضل والأسوأ ,اختار ذوو الفكر الخير والصدق ,لا ذوو الفكر السيئ ) وهاتين القوتين غير مجسدتين للإنسان أو ظاهرتين للعيان فهما النفس البشرية والصراع الدائر بينهما منذ الأزل وستكون القوة المنتصرة هي قوة العقل والتعلم والإدراك القويم السوي لذلك ترى لدى الإنسان في نفسه المنقسمة نوعاً من التمادي فيها التي تفيض عنه ..إذاً فهي إحدى الظواهر الآهورامزدية أي إن كل تصرف للإنسان من خير وشر تفيض من آهورا مزدا باعتباره الخالق لكل شيء إذا فان التصور القائم على أساس الهين احدهم للخير والأخر للشر غير موجودة في الفكر الزردشتي و لا تعتمد على التقابل بين قطبين خالقين الهي مستقلتين كل بنفسه ندين احدهما للأخر إن ما جاءت به الزردشتية من تعاليم تقترب إلى الكثير من الديانات الأخرى وتكاد تكونان متطابقة معها و دعا إلى الخير و قول الحق و تحقيق العدل بين كافة الطبقات الفقيرة و الغنية الارستقراطية و الأسياد و العبيد و اتسمت تعاليم زرادشت بالميل نحو المحبة و السماح و العفو عند المقدرة ... فتعاليم زرادشت تظهر مدى النضوج الفكري بإحياء الجانب الخير في النفس البشرية ومحاربة الشر بداخله والدعوى إلى فناء الأنا في الكل من خلال الحث على المعرفة ( إن قوة اهرين هي الجهل والسياسة والظلمة)،(التغلب عليها بالعلم والعمل والواجب الديني ) وفرض الزكاة على الأغنياء الى المحتاجين من أتباع الزردشتية حصرا وإقامة الجسور والمدارس وشق الطرقات وسائر الخدمات العامة ... ومن الجانب الأخلاقي فتظهر ذروته في تأسيس الأسرة والحفاظ عليها من تحريم الزنا والخمر والسرقة بإيجاد نظام جزائي لردع الفاعل ومعاقبته ( كالسارق فيدفع قيمة المسروق وتثقب أذنه ) والحث على العمل والاستفادة من الخطيئة للتغلب على قوة الشر ( أهريمن ) و سنتطرق إلى نظرة فلاسفة اليونان إلى مفهوم العدالة فيقول الفيلسوف اليوناني بوليمارخس بن سفالس عن العدالة :(( هي أن يرد للإنسان ما هو له )) له أو حقه و يمكن أن أراد بها حق التملك و عنده أن طبيعة الحق تتوقف على طبيعة العلاقة بين المتعاملين و عليه جعل العدالة (نفع الأصحاب و مضرة الأعداء ) ثم قال بوليمارخس بتعديل موقفه و أفرغ نظرية سيمونيدس بهذا القالب:(( العدالة هي مساعدة الأصحاب الأمناء و مضرة الأعداء الأشرار)) فبرهن سقراط في رده على أن الإضرار بالانسان يجعله أكثر شراً و أقل عدالة فكيف يمكن أن يصف الانسان العادل بعدالته عدالة الآخرين نحو سـيمـونيـدس حسب التعديل الأخير غير صحيح و قد تعرض تراسيماخس لهذا الموضوع و قال بالنتيجة ((العدالة هي مصلحة الأقوى ..)) و قد رد سقراط بأن الحكومة قد تخطئ في سنها شرائع مضرة بمصلحتها و العدالة في رأي تراسيماخس توجب على الرعية إبطال الشريعة في كل حال و أثبت سقراط في رده أن كل فن و بالجملة فن الحكم لا يتناول مصلحة أربابه أو الأعلى بل مصلحة المحكوم أو الأدنى و اقتضب ترايماخس الكلام محولاً الموضوع إلى أن الحكام يعاملون الشعـــب معامــلة الراعي لقطيعه فإنه يرعــاه و يسمنه لمصلحته و لذلك فالتعدي أفضل و أنفع كثيراً من العدالة و ينتج من ذلك أن العادل حكيم و صالح و المتعدي شرير و جاهل و أفاد سقراط بأن التعدي يولد النزاع و الانقسام أما العدالة فيؤدي إلى الإتساق و الوئام و التعدي يقضي على كل ميل للإتحاد في العمل عند الأفراد و الجماعات لذا كان التعدي عنصر ضعف لا قوة  ...و قد أشار أرسطو في ((أخلاقياته)) إلى ما أسماه ((العدل التوزيعي)) الذي يعني بتوزيع الألقاب و المكافئات من قبل الدولة على الأفراد وفقاً لكفاءتهم و أهليتهم ، و قد عبر الإمبراطور الروماني ((جوستنيان)) عن هذه الفكرة في التقنين الروماني المعروف باسمه حيث يقول :(( إن العدل هو إعطاء كل شخص ما يستحقه))..و من هنا لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن العدل هو فكرة نظام عقلاني متماسك فهو يعمل كمبدأ أصولي أو إجرائي و بالرغم أن مقياس المساواة يدور في مدار العدل الصرف كمبدأ شكلي و منطقي إلا أنها ليست قيمة نهائية على المجتمع أن يسترشد بها و يوجه نحوها مع أنه يعتبر العدل الشكلي كوسيلة للحكم العادل بين إنسان و آخر ، و من هنا لا بد أن مفهوم العدل أوسع من مفهوم القانون و يمكن أن يطبق حيثما وجد تقنين للقواعد سواء كان قانونياً أو غير قانوني مع أن مفهوم العدل الشكلي اشتق من مفهوم القانون نفسه أو صنع على شاكلته ، و هناك تداخل بين القانون و الأخلاق و يمكن أن نقول أن الأخلاق مشتقة من القواعد القانونية و نرى التأثير الكبير الذي يمارسه المفهوم القانوني على أنماط الفكر الأخلاقي من حيث توفير إطار أتاح للمفهوم الأخلاقي للعدل أن يتطور من خلاله مبتعداً عن البناء الشكلي للنظام القانوني مع الاحتفاظ بصلة وثيقة معه ، ولكن قد يعتور في القانون الظلم و قد يظهر الظلم القانوني في قضية بشكل يخالف ما نص عليه القانون فإذا أصدرت المحكمة حكماً لصالح المدعي خلافاً للقانون القائم فإن هذا القرار حتى لو كان عادلاً من الناحية الأخلاقية فإنه ظالم من الناحية القانونية فالأنظمة القانونية كثيرة و حيث أنها مليئة بالأمور الغامضة تجاه تفسيرها الصحيح في العديد من الحالات ، كما أن القانون لا يطبق بروح النزاهة التي يستلزمها فإذا وجدت المحكمة حقائق ووقائع لمصلحة أحد المتداعين – و هو متنفذ- و أصدرت قرارها لا عن قناعة بل لأنها تريد أن تظهر محاباة لهذا الخصم المتنفذ كخوف من نتائج القرار المعاكس أو بناء على رشوة أو على أمل على كسب منفعة أو مصلحة في المستقبل فقد قال الفيلسوف ((هوبز)) )):  إن المعيار الوحيد للعدل هو القانون ذاته بحيث أن أية قاعدة يضعها القانون يجب كأمر واقع أن تكون عادلة في ذاتها )) فسعى من خلال هذا التعريف إلى معاملة جميع القوانين بأنها عادلة في التعريف بالقانون و لكن هذا غير صحيح فهناك بعض القوانين جائرة و غير منصفة في تطبيقها على الآخرين فلا بد من عدل موضوعي لا شكلي فقط فلا بد من قيم أخرى للمجتمع يتحول إلى قانون يتسم بالعدالة و الإنصاف ...ويقول جمال الدين الأفغاني في كتابه الخاطرات ص 401: ( عليكم أن تخضعوا لسطوة العدل ، فالعدل أساس الكون و به قوامه ، و لا نجاح لقوم يزدرون العدل بينهم ) و يقول :( و العدل قوام الاجتماع الانساني و به حياة الأمم و كل قوة لا للعدل تخضع فمصيرها إلى الزوال ) ، و يقول رفاعة الطهطاوي في تعريف العدل :( و هو وضع الأشياء في مواضعها و إعطاء كل ذي حق حقه و المساواة في الانصاف بميزان القوانين ) أي أنه يرى العدالة في المساواة أمام القانون ..كما يقول أيضاً : ( من أدى واجباته واستوفى حقه من غيره و كان دأبه ذلك ، اتصف بصفة العدل     و العدل صفة تبعث الانسان على الاستقامة في اقواله و أفعاله و أن يتنصف لنفسه و لغيره حتى جعله بعض الحكماء فضيلة قاعدة لجميع الفضائل و أنه أساس الجمعية التأنسية و العمران و التمدن ..) فالعدل أساس المجتمع الانساني و أساس الحكم    و العدل بعكس الظلم الذي هو سبب إنهيار الملك و السلطة و التفاوت بين الطبقات الاجتماعية  و قد يستغل هذا المفهوم لمصالح طبقة أو شريحة من الشرائح فيكون أفيوناً و شراً وبيلاً و يفرغ العدالة من مفهومه الحقيقي ليصبح ستاراً يتستر أو يتقنع بها هؤلاء و يقنعوا بها الآخرين ...و العدل إن وجد فهو نسبي إضافي لا كلي حقيقي .. فمن سرجـون الأكادي منذ ألفين و ثلاثمائة سنة قبل الميلاد و أوروناموا ملك مدينة أور إلى حمورابي و فلاسفة اليونان كسقراط و أفلاطون ..إلى تعاليم زرادشت الدينية ..و جمشيد ..و انتشارالشرائع السماوية الابراهيمية و المسيحية و اليهودية و الاسلامية .. وكان لهذه الشرائع السماوية المفهوم الواحد و الهدف المبتغى منه هو نشر الخير و المحبة و التسامح وتحقيق العدالة و الابتعاد عن الشر و أن هناك إلهاً واحداً الواجب المعبود المتصف بصفات القوة و الوحدانية و الخير المطلق و العدالة اللامتناهية و الرحمة الواسعة الذي يخضع لملكه جميع الكائنات في الأرض و السماء و قد ورد في القرآن الكريم :( إن الله يأمركم بالعدل و الإحسان ) و في آية ( و نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين ) القصص /5/ و قد ورد في حديث قدسي ( لقد حرمت الظلم على نفسي و على عبادي فلا تظالموا ) ...و قال عمر بن الخطاب :  ( متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ) كما قال الإمام علي كرم الله وجهه: (إن الغنى في الغربة وطن ، و الفقر في الوطن غربة و الفقر يخرس الفطن عن حجته و المقل غريب في بلدته... ) و الشمولية الاسلامية تستهدف تحقيق المقصد الأول و هو العدل أي أنها الشمولية التي لا تترك الضعفاء ليفترسهم الأقوياء و هذه الشمولية تعبر عنها أبي بكر الصديق: (القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه ..و الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له ) ، و الحرية بالمعنى الفردي و الجماعي من أهم الضرورات التي تحقق إنسانية الانسان فاهتم الإسلام بالتحرير التدريجي للأرقاء في المجتمع الذي ظهر فيه فأغلق كل المصادر و الروافد التي تمد (( نهر الرقيق)) بالمزيد و الجديد من الأرقاء .. و العدل اسم من أسماء الله الحسنى و صفة من صفاته سبحانه و تعالى و في حديث للرسول (ص) الذي عرف به الوسطية بالعدل و العدل بالوسطية عندما قال: ( الوسطية : العدل ، جعلناكم أمة وسطاً) و اذا كان العدل هو الحق فإن مجاورة الحق هو الجور و الظلم و اذا وقع هذا الظلم بالعقيدة كان شركاً أو كفراً: (( إن الشرك لظلم عظيم )) فالظلم مفسد لشؤون الدين و الدنيا ...ثم ظهر الفكر الاشتراكي و من أبرز المفكرين هيجل و ماركس و لينين و حاولوا من خلال هذه الأفكار إيجاد نوع من العدالة بين الطبقات بالتساوي بينها و التركيز على الطبقة العاملة و توزيع الثروة توزيعاً عادلاً بين كافة شرائح المجتمع ... بعد ذلك ظهر الديمقراطية و هي تعني حكم الشعب نفسه بنفسه .....(( لقد ورد في المادة 3 من الفقرة 1 في إعلان الأمم المتحدة العالمي لمبادئ التسامح"التسامح هو المسؤولية التي تدعم حقوق الإنسان، التعددية ( من ضمنها التعددية الثقافية)، الديمقراطية و سيادة القانون. و تتضمن أيضا رفض الدوغمائية و الإطلاق و تؤكد المعايير المستخدمة في آليات حقوق الإنسان العالمية)) ".







أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=4200