في أي عمل كتابي هناك عراقيل وصعوبات خاصة إذا كان عملا بهذا الحجم بالنسبة لكتابي فقد أخذ مني وقتا طويلا أكثر من سنة ونصف في البحث والتدقيق والمراجعة والتواصل مع الشاعرات ,أهم العراقيل كانت صعوبة التواصل مع الشاعرات في شرقي كوردستان والوصول إليهم الأمر الثاني فكما هو معلوم إن شاعرات جنوب كوردستان وشرق كوردستان يكتبون باللهجة الصورانية وبالأحرف العربية فقد كان علي إن أحول تلك الحروف إلى اللاتينية لان العمل برمته هو بالأحرف اللاتينية وهذا تطلب مني جهدا ووقتا طويلا ناهيك عن البحث ومقدمة الكتاب ومداخل الأجزاء الأربعة وأيضا قراءة في قصائد الشاعرات كل هذا كان لابد أن أتوقف عنده كثيرا حتى صدر الكتاب بالشكل الذي أردته عموما الشكر الجزيل لكل من ساعدني في إنجاح عملي هذا .
بالنسبة للعمل فهو الأول من نوعه في أرشفة وتوثيق حياة شاعرات كوردستان بأجزائه الأربعة وهو عمل مهم جدا ولكن يبقى الحكم الأخير للقراء عموما ما شاهدته في معرض ديار بكر للكتاب وتقبل الناس على شرائه كان دليلا على رضى الناس عنه و إنشاء الله سوف نعيد طباعة الديوان مرة أخرى في الخريف القادم حسب ما صرح به صاحب الدار و نزيد عدد الشاعرات كي تصبح مئة شاعرة .
خلال تجربتكم الطويلة في الكتابة باللغة الكوردية ما الصعوبات التي تقف في طريق الكاتب الذي يكتب باللغة الكوردية ولاسيما في مجال البحث وكتابة المقالة سواء سياسية أو أدبية ؟
حقيقة قليلون من يقرؤون باللغة الكوردية والأسباب كثيرة كونهم حرموا منها في التعليم وأيضا في طباعة نتاجا تهم أن كانت أدبية أو سياسية أو تاريخية أو ... ناهيك عن قلة المصادر والمراجع وأيضا غياب المؤسسات الثقافية التي تعنى بالشأن الثقافي والأدبي وأمور أخرى كثيرة لهذا يلجأ الكثير من الكتاب إلى الكتابة باللغة العربية فالقارئ الذي يقرأ مقالة باللغة الكوردية مكونة من صفحة واحدة يقرأها في خمس دقائق بينما نفس المقالة وباللغة العربية يقرأها في دقيقة واحدة ولا يجهد نفسه في القراءة الكوردية إلا إذا كان راغبا .
قمتم مؤخرا بزيارة لإقليم كوردستان العراق بدعوة رسمية من وزارة الثقافة لحضور مهرجان الشعر القومي في العاصمة هولير كيف رأيتم فعاليات المهرجان وما مدى انعكاس تلك الفعاليات على الشعر الكوردي؟
بالنسبة لمهرجان الشعر القومي استمرت فعالياته ثلاثة أيام في العاصمة هولير وقد حضر الشعر بقوة كانت هناك أسماء لامعة وكبيرة حضرت وأغنت المهرجان بقصائد رائعة مثل الدكتور بدرخان ألسندي ، شيركو بيكه س ، بركن به ره ، ناهد حسيني ، بهار حسيني ، جنار نامق ، كزال ابراهيم ، ديا جوان ، محسن قوجان ، بشير مزوري ، سلام بالاي ، دايكا داليا ، دلشا يوسف ، جنور نامق ، آويزان نوري ، هزرفان وآخرون لا تسعفني الذاكرة لذكر كل الأسماء ولكن أعتقد انه كان هناك ضعف بأداء بعض القصائد فأداء القصيدة بإحساس مرهف وبحرفية هي نصف القصيدة علينا أن نكون حريصين على أداء القصيدة ، علينا أن ندرك متى يكون التوقف عند أي كلمة ما أو أي جملة ما ومتى تكون المتابعة والاستفهام والتعجب وكل هذه الامور علينا أن نعلم لأي موسيقى تستمع القصيدة ونعذف على هذا الوتر عموماً هكذا مهرجانات يغني الشعر وهي فرصة لتبادل الآراء واغناء ها وفرصة لتعارف الكتاب والشعراء كون المدعوين من أجزاء كوردستان الأربعة .
قبل زيارتكم لإقليم كوردستان كنتم مدعوين لمهرجان جزيرة بوطان الثقافي السادس وشاركتم فيه بمحاضرة عن المرأة والشعر كيف كانت نشاطات ذلك المهرجان وهل كانت هناك أرضية أو إمكانات في شمالي كوردستان لإيجاد لغة كوردية موحدة ؟
بالنسبة لمهرجان جزيرة بوطان الثقافي السادس أستمر لمدة ثلاثة أيام وقد ألقيت محاضرتي في اليوم الثاني للمهرجان بحضور عدد كبير من المثقفين والكتاب والشعراء وأيضا أعضاء في البرلمان كانت تجربة غنية وهامة بالنسبة لي لأنها كانت المرة الأولى التي ألقي فيها محاضرة كان عنوان المحاضرة المرأة والشعر لاقى استحسانا ورضى الكثيرين من الحضور خاصة أنني كنت الوحيدة المدعوة من خارج تركيا أثاء تواجدي هناك لامست مدى رغبة الكورد وخاصة الكتاب والمثقفين في أن تكون هناك لغة موحدة في جميع أجزاء كوردستان لغة نكتب بها ونقرأ بها مع أنهم يعملون جاهدين للوصول إلى حل هذه الإشكالية في إقامة المؤتمرات بمشاركة مختصين في اللغة الكوردية من جميع أجزاء كوردستان وحتى المقيمين في أوربا وقد كان أخرها مؤتمر آمد للغة والذي شارك مختصين في اللغة الكوردية كان جل اهتمامهم هو إيجاد لغة مشتركة لجميع أجزاء كوردستان .
في ظل تشتت اللغة الكوردية هناك من يقول أن الشاعر الكوردي يكتب فقط لنفسه ما مدى تأثير تلك الأقوال على نفسية القارئ الكوردي ؟
ما قلته صحيح إلى حد ما لأن عدم وجود لغة موحدة للقراءة والكتابة يجعلنا بعيدين في التعرف على نتاج الكورد في شرق وجنوب كوردستان كونهم يكتبون بالأحرف العربية وهذا النوع من الكتابة صعبة بالنسبة لنا وللكورد في شمال كوردستان وهذه تصبح إشكالية, الأمر الذي يدفعنا إلى ترجمة اللهجة الصورانية إلى الكورمانجية وتحويل الحروف العربية إلى اللاتينية وبالعكس , ولكن في الآونة الأخيرة أصبح سعي حثيث في تدارك هذه المشكلة بالسعي لإيجاد لغة موحدة تجمع شتاتنا والعمل على استعمال الأحرف اللاتينية في بعض وسائل الإعلام في جنوب كوردستان إن كانت مرئية أو ورقية .
كيف تنظرون إلى مستقبل الشعر الكوردي ؟
الشعر الكوردي في تطور وحدائقه تزداد ألقاً وتنوعاً يوماً بعد يوم ولدينا من الشعراء والشاعرات نفتخر بهم ولهم الفضل في تطور القصيدة وتنوعها ومواكبتها روح العصر وهي أكثر أجناس الأدب تألقا وتطورا قياسا مع القصة والرواية ,بقدر ما نحبها نستطيع أن نطورها ونبدع في كتابتها وبقدر ما تمنح القصيدة أنفاسك وروحك وإحساسك وحبك وهواجسك بصدق وموضوعية ,الشعر أيضاً يمنحك ألقه وسحره وجماله وروحه التي تحملك إلى عوالم غير التي نعيشها ففيها من الأمل الشيء الكثير ومن الحب ما يجعلك أن تتمسك وتعشق الحياة بعيون وقلوب أخرى.