بئس ذاكرتنا الجرداء .... يا شاعر الكرد الأكبر ...!!!
التاريخ: السبت 22 تشرين الاول 2011
الموضوع: القسم الثقافي



خليل كالو

  كم من مثقف وكاتب ومن لك فضل عليه فردا وجمعا سوف يتذكرك هذه الأيام يا رسول الشعر والأدب والقومية الكردية  في ذكرى رحيلك عنا وأصبحت نجما في سماء الكرد اهتدى بك التائهين وأنرت قلوب العاشقين بالحرف واللغة والقصيدة وحب للحياة وهو الآن في العلا و ربما عند سدرة المنتهى مع الرسل الآخرين أنه الشاعر الكبير جكرخوين   Cegerxwîn. لقد أشغلت يا معلمي الكرد بثورة ثقافية وفكرية إلى أن أصبحت في مصاف مشاهير الكرد  في مجال الثقافة واللغة الكردية والأدب والصحوة القومية وبهذه المناسبة ننحي بهاماتنا إجلالا واحتراما لهذه الشخصية الكبيرة ونعلم بأننا مدينون له إلى ما شاء الله ولن نوفي هذا الدين بالكلمات مهما كتبنا في ذكرى يوم رحيله مقابل ما بذله من جهد رائع ومبدع ومضني ونتاج أدبي راق بمقاييس زمانه بالرغم من ظروف حياته القاسية.


 فقد كان نبع غزير وعطاءه لا ينضب. قليلون ممن سعوا إلى المجد من أمثاله والأقل منهم نالوه. فكان بمثابة هدية ونعمة للشعب الكردي في وقت حرج وكان بأمس الحاجة لأمثاله في ظروف كانت تحيط به من فكر وثقافة سلفية بالية وجهل وأمية في مسائل الكردايتي وسيطرة النخب الاجتماعية الحاكمة الكردية التابعة على مصير الناس بالتعاون مع القوى المغتصبة لكردستان. عندما كبر ووعى تمرد على الواقع المظلم  فكان خير قائد للمتردين على الفكر الرجعي والموروث الثقافي الرث وخاض غمار الحرب بمفرده وانتصر وأسس لنواة نهضة ثقافية كردوارية عصرية من حيث الفكر والثقافة واللغة والمفاهيم وترك إرثا أدبيا كبيرا وكاد أن يصبح رسول القومية الكردية في زمانه. لقد حاربه قومه من ذوي الفكر والثقافة المجردة ومازال البعض لم يفهم رسالته بعد ولكن لم ينالوا منه سوى الخيبة والفشل وبقي شامخا شموخ هلكرد وسيبان وجودي وخلد في سجل أعلام الكرد العظماء. لقد فرض ذاته على الجميع كونهم وجدوا فيه نزعة المثقف المتمرد فتقبله أغلب الكرد على مضض بسبب جرأته وشجاعته في التفكير والتعبير الحر بالرغم من سيادة الثقافة الرديئة والفكر المغترب على وجدان وحقيقة الكرد وهويتهم كمتحد .إلى أن أصبح على كل لسان وركن في وجدان كل كردي أصيل.
 
    لقد كنت مكتشفا كبيرا وسبرت أغوار الفكر والتفكير والثقافة لدى الكرد وحقيقة اغترابهم عن ذاتهم واندهشت عندما اصطدمت بجبال من ثقافة التخلف ولم تتراجع ولكنك زدت إصرارا  في مضي البحث وتابعت طريق كفاحك وأنت مدرك الصعاب والأحوال وقد بلغت مسعاك واكتشفت الحقيقة لهذا أصبحت جكرخوين. لقد قيل أن لاشيء جديد تحت الشمس وإنما هناك اكتشاف لهذا الشيء ويدعى هذا المكتشف بالعبقري أو الفيلسوف أو المبدع وما قمت به يا سيدا Seyda  والمعلم المتنور والمستنير هو شيء من هذا القبيل بل هو الشيء ذاته , فعندما احتدم الصراع في ذاته بين فلسفتين وثقافتين متناقضتين قديم متهالك وجديد حيوي. إحداها غريبة وغازية تدعو إلى العبودية والاستسلام والتبعية وسبب بقاء الظلم مما يجعل من المرء العمل من أجل غريزة ضالة بسلوك أناني ورفض شخصية الكاهن الدجال وأبى الارتزاق على آلام وبؤس الناس باسم ثقافة التدين والعبادة فأنكر ذلك السلوك والمنهج جملة وتفصيلا لأنه وجد فيه أسباب وجذور الشقاء وبذور العبودية لشعبه والثانية هي ثقافة وفلسفة الأم ذات جذور تاريخية وبهوية متحد قديم قدم التاريخ فأراد أن يحييها وتحديثها فأخرجها إلى الوجود بحلة كردوارية بعد طمسها وغياب طويل ليبث في هيكل الأمة المشلول من جديد عناصر هوية ثقافية متمايزة وبشر بحياة جيدة في أشعاره وأجاد اختيار الحل للغد الجديد وأعلن عن مبادئه وعقيدته لإنهاء الصراع بين الفلسفتين وعدم التوافق بينهما فكان الطلاق بائنة بينونة كبرى وثار على نفسه وبذلك امتلك أول صفات المبدعين في زمانه وتوصل إلى حقيقة فلسفية مفادها "لا تغيير وتحول في أي وضع سائد ما دامت الشخصية تعيش نمطيتها وذاتها القديمة" وأكد على حقيقة أخرى بأن التاريخ لم يثبت أن تغييرا أو تطورا قد حصل بأساليب وثقافة وفكر قديم بل كان التطور والحداثة دوما من خلال نتاج فكر المبدعين والثقافة المنتجة من خلال شخصيات مبدعة وجريئة وقد أدرك الشاعر جكرخوين تلك الحقيقة جيدا وتحدى كل ثقافة بالية في زمانه وانتصر على ذاته ونجح. لقد رحلت يا سيدي وأديت الرسالة ولم يملأ الفراغ الذي تركته خلفك ونحن نعلم أن الإبداع والعبقرية لا يظهران حسب أهواء الناس عندما يريدون بل حينما ترخص الطبيعة لذلك وتجد أن الحالة الاجتماعية والاجتماع في حاجة إلى التغيير والتطوير حينئذ لابد أن يجد رياح التغيير لنفسها من مسار خلال مبدع  آخر.
  22/10/2011
Xkalo58@gmail.com
  







أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=3661