حاورها: رستم محمود/ الاتحاد: دمشق
رجاء بن سلامة، باحثة وأستاذة جامعية تونسية مقيمة في القاهرة، تشتغل حاليا في مجال التحليل النفسي، وتشرف على موقع الأوان الإلكتروني الفكري الثقافي. وهي عضو في جمعية "فضاء التحليل النفسي للتّكوين والأبحاث الفرويديّة " بفرنسا .
كما انها عضو مؤسس لجمعية "بيان الحريات" و "رابطة العقلانيين العرب" وقد أصدرت العديد من الكتب في مجال الفكر النقدي منها "العشق والكتابة : قراءة في الموروث" وفي نقد الإنسان الجموع" و "بيان الفحولة" و " نقد الثوابت" و "صمت البيان" و" الإسلام والتحليل النفسي" . التقتها الاتحاد في دمشق وكان الحوار التالي معها ، على هامش مؤتمر نظمه المعهد الدنماركي هنا .
* موقع الأوان الالكتروني الذي تشرفون عليه، يعتبر من المواقع والمنابر النادرة في العالم العربي، والتي تنشط في الحقل الفكري النقدي، دون الحقول الأخرى . ماذا عن الأوان بصبغته هذه ؟
ـ موقع الأوان هو منبر لـ"رابطة العقلانيين العرب"، أردنا أن يكون مجاله الفكر النقدي، وهو ينشر أبحاثا ومقالات نقدية، ويطرح ملفات حول قضايا معرفية أو اجتماعية -ثقافية. وهو مفتوح لشريحة واسعة من الكتاب والمهتمين والمفكرين من كافة أنحاء العالم العربي، ومن كافة العالم لأننا ونحن ننشر الكثير من النصوص المترجمة. نحاول تعميق طرح القضايا المغيّبة عادة، ونحاول توسيع مجالات حرية التعبير، مع تجنب الإثارة االسّطحيّة، والابتعاد عن الاستعراض كأسلوب في الطرح. والمسألة الأخرى التي تميز الأوان كمنبر، هو جذبه لفئة الكتاب الشبان والكتاب غير المعروفين إعلاميا، جنبا إلى جنب مع كتاب معروفين في المشهد الثقافي المعرفي. ونحن نحكم على النصوص في حدّ ذاتها، ونحاول تقييمها جماعيّا. نعمل كفريق على أسس ديمقراطيّة، وفق آليّات عمل نحدّدها معا، ونسعى جميعا لبناء مؤسسة تضطلع بهذا العمل الفكري، ونرجو أن تبقى هذه المؤسسة بعدنا، حتى لو ذهب الفريق. وحتّى لو توقّف الموقع، سيبقى على الشبكة أرشيف مهمّ وفريد من نوعه، وسيكون متاحا لكلّ المبحرين.
* في زمن الإعلام والدعاية والإعلان، حيث ترصد ميزانيات ضخمة جدا، لهذه المؤسسات كي تصلون للقاعدة الجماهيرية الأوسع، كيف تسعون وبقدرات مالية وإعلامية متواضعة للوصول إلى تلك القاعدة ؟
ـ نحن لا ندخل في منافسة لا طاقة لنا بها. فقط كانت الفكرة الأولى أن نمكّن بعض الكتاب الممنوعين من النشر بسبب آرائهم النقدية أو الجذرية من منبر حر. وكانت الفكرة أيضا أن نتوجه إلى النخب العربية الواسعة. أنا أرى أن النخب العربية نفسها تفتقر إلى التفكير المدني السياسي، فهي عموما بعيدة جدا عن عالم حقوق الإنسان وفكرتي الحرية والمساواة. هذه النخب العربية التي طالما استقطبتها الإيديولوجيات القومية أو اليسارية الثورية نجدها تتخاذل في الأزمات وتعود للنكوص إلى مواقف عاطفية ونرجسية وشعبوية. لا أريد أن أطلق أحكاما عامّة، لكن انظر إلى ما حدث عقب مباراة مصر والجزائر، فعدد المقالات المتعقّلة النّقديّة التي كتبت في تلك الآونة، تعد على أصابع اليد الواحدة فحسب، أما في ما عدا ذلك، فقد قرأنا نصوصا عنصرية بكل معنى الكلمة، منها نصوص لكتاب مشهورين ذوي عواميد ثابتة في صحف معروفة. فعندما تشتد كلّ أزمة تنكشف الأقنعة، وينكشف الخواء الفكريّ لجزء كبير من نخبنا. أعطيك مثالا آخر : عندما حصلت حادثة الاعتداء على المهاجرين السودانيين في القاهرة عام 2005 من قبل البوليس المصري، وقتل العديد من اللاجئين الأبرياء، وجدنا الكثير من المثقفين المصريين يدافعون عن الاعتداء، لا عن المعتدى عليهم، الذين هم بشر في المقام الأول. النقطة الأهم، هي أننا نحاول التوجه إلى الشباب، وما يبهجنا هو أن الكثير من متابعي الأوان هم من شريحة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما، وهذا يدلّ على أنّ الأوان يتوجّه إلى فئات عريضة من الزّوار رغم طابع التعمق والتخصص الغالب على ما ينشره.
* الكثير من منتقدي توجهاتكم يقولون انكم تتبعون نهج النخبة الفرانكفونية، أو ما يسمى بفكرة النادي الثقافي. مجموعة من المهتمين والمثقفين يتبادلون الأفكار فيما بينهم ليس أكثر ؟
ـ لا أعتقد أنّ هذه الملاحظة صحيحة. ففي كل يوم ننشر لكتاب جدد لا نعرفهم، ولا تربطنا بهم علاقات شخصية، ولا نعرفهم إلا من خلال نصوصهم. ولو تصفحت الموقع الذي نعمل عليه لوجدت أسماء متنوعة ومختلفة ومتجددة . صحيح أنه ثمة عدد من الباحثين والمفكرين، أغلبهم من سوريا أو من تونس أو المغرب الأقصى، يمثلون نواة أساسية للموقع، وهذا أمر ضروري من أجل استمراية النشر. وجود السوريين من ناحية والمغاربة بالمعنى العام من ناحية أخرى يمثل عنصر ثراء للموقع، بحيث تتوفر خلفيات ثقافية مختلفة على أساس حذق الكتاب للانكليزية أو الفرنسية، أو غيرهما من اللغات. المغاربة مطلعون عن طريق الفرنسية على مصادر الفكر الفلسفي الحديث في فرنسا، والكثير منهم هضموا فكر دولوز وفوكو ودريدا، واطلعوا على مختلف المعارف الإنسانية. وهذا أمر إيجابيّ في حدّ ذاته. ثم هناك حوار بين هؤلاء وبين غيرهم ممن ليست لهم ثقافة فرانكوفونيّة. وعلى أيّة حال، لا أرى حدودا صريحة بين الفكر الذي يتم إنتاجه بفرنسا والفكر الذي يتم إنتاجه في بريطانيا أو أمريكا. فقضايا الفكر الحديث واحدة.
* ربما تعود هذه الملاحظة إلى أنّ الكثير من الملفات الفكرية التي تطرحونها في الأوان، كالملف الذي طرح عن ليفي شتراوس أو ملف المثلية الجنسية أو ملف ثورة مايو 68 . هي بالأساس ملفات وهموم ثقافية فرنسية بالدرجة الأولى، ولا تهم المتتبع العربي في نفس الإلحاح .
ـ لقد نشرنا في الأوان ملفات عن الداروينية وعن الأقليات وعن الرقابة وعن العنصرية وتابو البكارة وجرائم الشّرف... وهذه كلها ملفات تهم المتابع العربي. وأعتقد أن ما جرى في مايو 68 في فرنسا كان حدثا بارزا ومنعرجا في الممارسات والأدبيات اليساريّة، وعلينا أن نتذكر تلك الثورة ونعيد فهمها، كما أن كلود-لفي ستروس هو مؤسس علم الأنتروبولوجيا الحديثة، ولا أرى مانعا من أن نخصه بملف ثمّ كراس. وفي النهاية من المهمّ أن يكون المثقف العربي فرانكوفونيا أو أنجلوفونيا أو غير ذلك، أي من المهم أن يكون متمكنا من لغة أخرى. المثقف الذي لا يجيد لغة ثانية يكون عادة غير قادر على مواكبة المستجدات وعلى التعمق في طرح القضايا، بما أن الترجمة تبقى قاصرة ودون المطلوب حسب تقارير التنمية المتعلقة بالعالم العربي. وأخيرا ما معنى أن نقول عن قضية فكرية ما بأنها قضية فرنسية أو ايطالية أو عربية، القضايا الفكرية في العالم باتت قضايا كونية بمجملها. الإسلام مثلا لم يعد قضية عربية أو إسلامية، بل بات قضية كونية عالمية .
* ثمة من يرى، أن موقع الأوان نفسه، ليس منزاحا بالمطلق إلى الحيز البحثي الفكري النقدي، فهو أيضا يملك توجها أيديولوجيا وفكريا معينا يدافع عنه . بمعنى آخر، هو أيضا أحد الخنادق، فهو مثلا لا ينشر الآراء المحافظة فيما يخص قضايا المرأة والأسرة .. الخ .
ـ أعتقد أن لكلّ منبر إستراتيجية ما، أو مجموعة من الأهداف الواضحة التي يسعى إلى تحقيقها، وهي بالنسبة للأوان دعم الفكر النقدي العلماني العقلاني، وهذه الأهداف نحددها ونراجعها دوما على ضوء اجتماعات رابطة العقلانيين العرب، ثم في اجتماعات هيئة التحرير، كانعكاس لحاجات منطقتنا الفكرية والثقافية. أما بالنسبة للأيديولوجية، فنحن بالأحرى أقرب إلى النقد منا إلى الأيديولوجية. نحن لا نبرّر النظام الثقافي القائم، ولا نمدح أي سلطة سياسية، ولا ندعو إلى أفكار مكرسة، بل على العكس من ذلك نحرص على التحليل والنقد والتفكيك. نحن هامشيون، ونريد الحفاظ على هذه الهامشية المبدعة لكي نحافظ على دورنا. لذا أرى أن توجهنا يبقى نقديا وليس أيدليوجيا. أما الآراء المحافظة التي تناهض الحرية والمساواة، فلها منابر أخرى كثيرة، وهي على أية حال مسموح بالتعبير عنها داخل موقعنا في إطار التعليقات والتفاعلات الحرة مع ما ننشره. التعليقات على ما ننشر أردناها مجالا لبناء حوار متمدن بين أنصار الأفكار التي ندافع عنها ومناهضيها، وقد توصلنا فعليا إلى فتح مجال للحوار الحقيقي.
* ما هي المشاريع المستقبلية التي ستنجزونها في المستقبل القريب ؟ .
ـ المسألة متوقفة على الإمكانيات المالية، فلو توفرت هذه الأخيرة، لسعينا إلى النشر بلغات أخرى، كالفرنسية والانكليزية، وهذه المسألة مهمة لمد جسور التواصل بين المثقفين العرب ونظرائهم من المثقفين في غير مناطق من العالم، فما يكتب بالعربية من دراسات أو أبحاث نادرا ما يترجم، وهي مهمّة أيضا لاستقطاب الأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين الذين لا يجيدون العربيّة، ولهم مع ذلك اهتمام بما يجري في العالم العربيّ.
* الاهتمام الآخر من حياتك الفكرية، هو كونك تعملين في حقل التحليل النفسي . التحليل النفسي في ظل هذا العالم العربي الذي قال عنه صادق جلال العظم ( العرب هاملت القرن العشرين ). ما هو أبرز ما تعانينه كمحللة نفسية في هذا التموضع الثقافي الفكري للعالم العربي ؟
ـ أولا تنقصنا في العالم العربي المعرفة المعمقة بالتحليل النفسي، وتنقصنا معرفة أعمق بموقع المحلل النفسي ودوره، فهو لا يمكن أن يكون أبا أو أستاذا أو أما، وإن كان كذلك في مخيلة المحلل، فعليه أن لا يرتاح إلى هذا الدور ولا يتطابق معه. فهو قد يكون في خيال الفرد المعالج أبا أو أستاذا، داخل حصص المعالجة، أي داخل العلاقة التي تسمى "طرحا"، ولكن هذا الطرح يجب أن يحلل ويتم تجاوزه. والأهم من كل شيء هو أن يكون التحليل النفسي تجربة ذاتية حرّة. وقد بينت في بعض الأبحاث أن التحليل النفسي في مصر مثلا بقي أسير النموذج الأبوي والنموذج الجامعي، في حين أن التحليل النفسي يتطلب وعي المحلل بموقعه المختلف، عن موقع الطبيب وعن دور الأب أو رجل الدين. ثمّ لا بد من جمعيات حقيقية للتحليل النفسي، يكون بإمكانها الإشراف على تكوين المحللين النفسيين على نحو مقبول.
* حسب تقرير مركز البحــــوث الاجتماعيـــــة في مصر، فإنه يوجد في البلاد حوالي 300 ألف دجال ومشعوذ، ينشطون في علوم فك السحر وسحب الجن وصناعة الفال . كما أن تقرير التنمية الثقافية في العالم العربي يشير إلى أن 8 مليارات دولار في العام الواحد تصرف على قضايا الدجل في كافة أنحاء العالم العربي. في ظل هذه المعطيات، كيف يمكن لعلم التحليل النفسي، وللــــمــحــلـلــين النفســــانيين أن يحتلوا مساحة ما في عموم المشهد ؟ وكيف للدولة، التي هي جهاز لعقلنة المجتمع أن تســاعد على تعميــق البعـــــد المؤسســـــــاتي في ترسيخ مثل هذه المؤسسات العلمية ؟
ـ من الطّبيعيّ أن تنتشر أساليب التطبيب القديمة في المجتمعــــــــات التي تنتشر فيها الأمية، وبالتالي يكون مجال التفكير العلمي غير الماورائي ضيقا. لكنّ التجربة تبين أن الكثير ممن يلجأون إلى الشيوخ وإلى العلاج بالقرآن، يلجأون فيما بعد إلى الأطباء أو الأخصائيين النفسيين عندما تلح عليهم أعراضهم. وهذا يعني أن المنظومة العلاجية القديمة أصبحت غير كافية وأصبحت تتعايش مع المنظومة الحديثة، وأن الشخص الواحد يتبنى أنظمة متعدّدة للحقيقة.
إلى جانب هذه الوسائل الطبية القديمة يوجد الطب النفسي الحديث، وهو المعمول به في سائر المصحات النفسية. أما التحليل النفسي، وهو غير الطّب النفسي، وله إطار وقواعد مختلفة، فهو يبقى ممارسة نادرة في العالم العربي. على الدولة طبعا أن تنظم العلاج النفسي، وأن تحمي المواطنين من استغلال المشعوذين، لكن التحليل النفسي يجب أن يبقى بعيد عن الدولة، كما هو شأنه في فرنسا اليوم. يقول فرويد عن التحليل النفسي، إنه ممارسة يجب أن تبقى غير ممنوعة لكن غير معترف بها، لأنها تحتاج إلى معرفة من نوع خاص، وإطار من نوع خاص، ولو تدخلت الدولة لعكرت ذلك، والتبس التحليل النفسي بالطب مثلا. فالمنخرط في علم التحليل النفسي يجب أن يكون حافزه الأول الرغبة في التحليل النفسي، لا الحصول على مهنة أو دبلوم . الضامن لحسن تكوين المحللين النفسيين هو جمعيات التحليل النفسي بالأساس.
* يقول الشاعر ت . س . أليوت ( أضعنا الحياة في زحمة العيش ) . في ظل زحمة التحديث التي تغزو المجتمعات العربية، هذا التحديث غير المقترن بنظير من العقلنة الثقافية والفكرية والذهنية، حيث يمكن أن نرى من يركب أحدث السيارات ويستعمل أحدث الأجهزة الإلكترونية يراجع أحد المشعوذين في قضاياه النفسية ويؤمن بالسحر .. الخ . كيف لهذه السلوكيات أن تستمر وتصمد إلى أزمنة الحداثة الراهنة ؟
ـ التقنية لا تتناقض مع الشعوذة، ولا تتناقض مع أكثر الإيديولوجيات رجعية، والدليل على ذلك استعمال الإرهاب الديني لوسائل الاتصال الأكثر حداثة. وقد ذكرت سابقا أن الشخص الواحد يمكن أن يتبنّى أنظمة مختلفة للحقيقة، وأن يعزل هذه الأنظمة بعضها عن بعض وينتقل بينها كما ينتقل بالفرجة من قناة تلفزية إلى أخرى.
* ارتباطا بالواقع، برأيك ما هي أهم الملامح النفسية لشخصية الأصولي، هذه الشخصية التي باتت تنتشر في بشكل واسع في العالم العربي . ؟
ـ التّحليل النفسي معرفة خاصة بالخاص، لذلك لا يمكن أن نعمّم، فنتحدث هكذا عن شخصية الأصوليّ. هناك أبنية نفسية أساسية في التحليل النفسي هي غير الشخصية. فالعصابي يمكن أن يكون وسواسيا أو هستيريا مثلا. وحسب ملاحظاتي العيادية، الكثير من الأصوليين المتدينين تقترب نفسياتهم من البنية الوسواسية. فهم يكثرون من إقامة الطقوس الدينية لمداراة القلق، و يكثرون من إقامة الدليل على إيمانهم لمداراة الشك. وتلعب ثنائية النجاسة والطهارة دورا هاما عندهم، إضافة إلى تضخّم للمظاهر الشرجية. الكثير من هؤلاء افتقدوا إلى نماذج أبوية يمكن التماهي معها، لذلك بحثوا في الدين عن نماذج إيجابية، وجدوها في الأنبياء أو في قادة التنظيمات الدينية.
* هل للواقع السياسي والثقافي والاقتصادي أن يصنع نماذج معينة ومتسقة من الشخصية العمومية في أي بلد ما ؟ وفي ظل ذلك، ما هي أهم ملامح الشخصية العراقية بعيد سنوات طويلة من قهر النظام الديكتاتوري، وسنوات من عنف الإرهاب ؟
ـ من الصعب بالنسبة إلي أن أتحدث عن "شخصيّة عراقيّة" أو "مصرية" أو غير ذلك.. تعميم من هذا القبيل يمكن أن يفضي إلى عنصرية ضد الآخرين أو ضد الذات. وقد استعملت كلمة "الشخصية" مؤخرا في الخطابات العنصرية التي أشرت إليها وتم إنتاجها أثناء مباريات كرة القدم بين مصر والجزائر. هناك سمات ثقافيّة عامة، ولكن الأفراد مختلفون في كل مكان، وفي كل مجتمع . ما أقوله عن العراق هو أملي في أن يبني العراقيون ديمقراطيّة حديثة على أساس المواطنة والانتماء إلى الدولة الديمقراطية الحديثة.