كأنني
التاريخ: الأربعاء 03 ايلول 2008
الموضوع: القسم الثقافي



  إلى الشاعر المخضرم.. المعتق.. عبد المقصد الحسيني...
صاحب موسوعة «الوقائع الغريبة في غسل الشوارب ببول العقارب»

شعر: جميل داري

لا لست أعرف عني غير أحزاني * * * كأنني لعبة..... في كف شيطان
كأنني مارد..... في قعر بوتقة * * *  كأنني قزم..... في وسط ميدان
كأنني داخل.... في غور أرمدة * * *  كأنني خارج..... من عمق نيران
كأنني ورياح النفي تعصف بي.. * * *  بيت تصدع.... من أعماق أركان
كأنني شمعة محروقة..... أبدا * * *  في معبد..... مل من أصوات رهبان


كأنني ريشة في البحر.. تنهشها * * *  ريح مجوسية...... من غير إيمان
كأنني في عراء الله..... منتبذ * * *  كأنني ميت........ من غير أكفان
كأنني سائر في النوم.... متجه * * *   نحو الفراغ بلا وعي..... وعرفان
كأنني ضا ئع..... ما بين أودية  * * *  ضاعت مفاتيح روحي ضاع عنواني
كأنني" الشنفرى" في نبذ فلسفة * * *  ترسخت...... منذ أزمان وأزمان
كأنني روضة.... جفت منابعها * * *  كأنني شبح...... في شكل إنسان
كأنني بقيود الحرف... معتصم * * *  أصوغ أخيلتي...... من خلف قضبان
كأني نمر... قد عاش في قفص * * *  دهرا...... وأضحى جبانا مثل فئران
كأنني دم مقتول... أريق سدى * * *  وليس ثمة ثأر..... طوع غضبان
كأنني في كهوف الشرق مختنق * * *  يلهو به عبثا...... كرباج سجان
كأنني صدأ التاريخ..... أقرؤني * * *  أحرقت أشرعتي...... أحرقت نيراني
كأنني ملك.... من دون حاشية * * *  يدير مملكة....... ملأى بأوثان
كإنني فاتح.... في أرض أندلس * * *  أبيد سكانها....... من أجل سكاني
كأنني حجر الطاحون.. جعجعة * * *  من يأسه المترامي...... مات طحاني
                                   ***************

لا لست أذكر عني غير أحزاني * * *  وغيرقافيتي الظمأى..... وأوزاني
كأنني حارس الأحلام.. سارقها * * *  أحمي حماها......كلص جد خوان
كأنني نائم..... يجترني حلم * * *  فيه أرى شر ذئب ضيف خرفان...
كأنني شاهد.... للزور محترف * * *  فمنذ أزمنة...... كسرت ميزاني
كأنني أزمة في الأرض شائعة * * *  تقض مضجع عطشان.... وجوعان
كأنني جبل.... هزته عاصفة * * *  وأرغمته على ذل...... وإذعان
كأنني فارس.... مقطوعة يده * * *  كأنني ضفدع....... في شدق ثعبان
كأنني في خضم اليأس مروحة * * *   تخفف الحر عن قبر...... وجثمان
كأنني القلم الكذاب.... لا أحد * * *  يرى عليه سوى...... أصداء بهتان
كأنني.... وهموم النفي جاثمة * * *  تلويحة لغريب........ جد ولهان
كأنني أجرب... حلا ومرتحلا * * *  ولا مكان لروحي...... بين خلاني
كأنني طائر.. من غير أجنحة * * *  مكانه أبدا...... أغوار وديان
كأنني نغمة وردية .... سفكت * * *  على يدي مجرم...... سفاح ألحان
كأنني موجة سحرية.. سرقت * * *  فالبحر يبدو بلا موج.... وشطآن
كأنني ظل" شرمولا" على يدها * * *  قرأت سورة إنجيلي... وقرآني
كأنني الآن من عبد ومن أمة * * *  كلاهما أبد الدهر.... بلا شان
كأنني سالب المسكين لقمته .. * * *  ومانع كل ماعون.... وإحسان
كأنني والورى نهب ومنتهب * * *   نار مؤججة..... في جوف بركان
كأنني سلة.... للماء جامعة * * *   كم خيبت ظن ملهوف... وظمآن
كأنني نبع آثام مدفقة ..... * * *  فكيف أحلم أن أحظى برضوان ؟
كأنني نادل التاريخ.... أخدمه * * *  أزجي الكؤوس لفرعون.. وهامان
كأنني أرفض الدنيا... وآخرة * * *  فلامذاق لشيء.... دون عصيان
كأنني... ونجوم الحلم مطفأة * * *  أعمى يبيع العمى في سوق عميان
كأنني طعنة.... في ظهر قافية * * *  كأنني خمرة.... في رأس سكران
كأنني فائض لا لا ضرورة لي * * *  يضيق بي كل ضرطان  وخريان 
                               **********

خسرت كل لهيبي... كل أثفيتي * * *  لا أملك الآن إلا..... طيف ألوان
لا لن أكسر مرآتي.. لأرضيكم * * *  ولن أبدل وجهي....  حسب أثمان
لم أرتكب أي ذنب ضد عاطفتي * * *  ولم أقبل يدي ظلم.......  وطغيان
وما صفقت لتهريج... وسفسطة * * *  وما سجدت لأوثان...... وسلطان
أما الخضوع لذا أو ذا فمضيعة * * *  يبوء صاحبه- حتما-...... بخسران
وحدي وليس معي من مالئ قدحي * * *  جمر المدى... فتعالي..... يا بنة الحان
إني أدندن للريح الهبوب.. عسى  * * *   أن ينبع النور.... من ديجور أوطان
لا شيء يعصمني من فيض أخيلتي * * *  فمن يودعني..... في ليل هجراني؟
                                   *********

يا قارئ الشعر.... لا تهزأ بعاطفتي * * *  فالشعر أدبني..... والشعر رباني
تبارك الشعر...... أحلاما وأخيلة * * * أكرم به أبدا...... من هادم.. بان  
أدمنت نزفي ...... حتى لا شفاء له * * *  ولا غنى لي...... عن نزفي وإدماني
"أيشتكي الفقر غادينا..... ورائحنا * * *  ونحن نمشي على ما س ومرجان؟"
الانتهازي....... ما ينفك يأكلنا * * *   في كل معترك..... في كل ميدان
المبدئية..... قد صارت متاجرة * * *  بكل معتقد سام ..... بأديان
لا ليس للإفك ناموس.... ولا شرف * * *  اكذب لتحظى بأزلام..... وأعوان
أأهرب الآن من نفسي.. ومن زمني * * *  إلى أماكن لم تدنس بأدران.....؟
حتى الطبيعة.... قد جفت مشاعرها * * *  فليس يردعها...... مأساة إنسان
حتى العقارب... قد أضحت ببلهنية * * *  تلهو وتمرح في عز..... وسلطان
حتى السماء تهاوت.... فوق هاوية * * *  فوق الضحية يلهو. .يرقص الجاني
                              *************
" دع العقارب.... لا ترحل لبغيتها * * *  واقعد.... فإنك أنت الكاهن الواني"
دع الصباح..... يرود الأفق مكتئبا * * *  فليس فيه سوى أضغاث فنجان....
الصيف...ما عاد للأصياف نكهتها * * *  غارت... كما غار في الأفق نجمان
ألم تزل في جحور الحرف مأدبة.. * * *  وحق ذقنك..... لم أنعم بأذقان..؟
كل الذين مضوا في الريح مسكنهم * * *  ووحدك الآن.... في أبراج نيران
تحصي النمال... وترثي كل نعنعة * * *  يا كاهن الشعر.. والنعناع.. والحان
لا تكترث برحيل الوقت منكسرا... * * *  فأنت أول هذا الوقت.... والثاني
وأنت نكهة أعشاب..... وأتربة * * *  بعادها عن شغاف القلب... أضناني  
خل القصيدة تلهو في مرابعنا. * * *  وهل سواها يعيد العمر للفاني....؟ 








أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=1873