كأنني ريشة في البحر.. تنهشها * * * ريح مجوسية...... من غير إيمان
كأنني في عراء الله..... منتبذ * * * كأنني ميت........ من غير أكفان
كأنني سائر في النوم.... متجه * * * نحو الفراغ بلا وعي..... وعرفان
كأنني ضا ئع..... ما بين أودية * * * ضاعت مفاتيح روحي ضاع عنواني
كأنني" الشنفرى" في نبذ فلسفة * * * ترسخت...... منذ أزمان وأزمان
كأنني روضة.... جفت منابعها * * * كأنني شبح...... في شكل إنسان
كأنني بقيود الحرف... معتصم * * * أصوغ أخيلتي...... من خلف قضبان
كأني نمر... قد عاش في قفص * * * دهرا...... وأضحى جبانا مثل فئران
كأنني دم مقتول... أريق سدى * * * وليس ثمة ثأر..... طوع غضبان
كأنني في كهوف الشرق مختنق * * * يلهو به عبثا...... كرباج سجان
كأنني صدأ التاريخ..... أقرؤني * * * أحرقت أشرعتي...... أحرقت نيراني
كأنني ملك.... من دون حاشية * * * يدير مملكة....... ملأى بأوثان
كإنني فاتح.... في أرض أندلس * * * أبيد سكانها....... من أجل سكاني
كأنني حجر الطاحون.. جعجعة * * * من يأسه المترامي...... مات طحاني
لا لست أذكر عني غير أحزاني * * * وغيرقافيتي الظمأى..... وأوزاني
كأنني حارس الأحلام.. سارقها * * * أحمي حماها......كلص جد خوان
كأنني نائم..... يجترني حلم * * * فيه أرى شر ذئب ضيف خرفان...
كأنني شاهد.... للزور محترف * * * فمنذ أزمنة...... كسرت ميزاني
كأنني أزمة في الأرض شائعة * * * تقض مضجع عطشان.... وجوعان
كأنني جبل.... هزته عاصفة * * * وأرغمته على ذل...... وإذعان
كأنني فارس.... مقطوعة يده * * * كأنني ضفدع....... في شدق ثعبان
كأنني في خضم اليأس مروحة * * * تخفف الحر عن قبر...... وجثمان
كأنني القلم الكذاب.... لا أحد * * * يرى عليه سوى...... أصداء بهتان
كأنني.... وهموم النفي جاثمة * * * تلويحة لغريب........ جد ولهان
كأنني أجرب... حلا ومرتحلا * * * ولا مكان لروحي...... بين خلاني
كأنني طائر.. من غير أجنحة * * * مكانه أبدا...... أغوار وديان
كأنني نغمة وردية .... سفكت * * * على يدي مجرم...... سفاح ألحان
كأنني موجة سحرية.. سرقت * * * فالبحر يبدو بلا موج.... وشطآن
كأنني ظل" شرمولا" على يدها * * * قرأت سورة إنجيلي... وقرآني
كأنني الآن من عبد ومن أمة * * * كلاهما أبد الدهر.... بلا شان
كأنني سالب المسكين لقمته .. * * * ومانع كل ماعون.... وإحسان
كأنني والورى نهب ومنتهب * * * نار مؤججة..... في جوف بركان
كأنني سلة.... للماء جامعة * * * كم خيبت ظن ملهوف... وظمآن
كأنني نبع آثام مدفقة ..... * * * فكيف أحلم أن أحظى برضوان ؟
كأنني نادل التاريخ.... أخدمه * * * أزجي الكؤوس لفرعون.. وهامان
كأنني أرفض الدنيا... وآخرة * * * فلامذاق لشيء.... دون عصيان
كأنني... ونجوم الحلم مطفأة * * * أعمى يبيع العمى في سوق عميان
كأنني طعنة.... في ظهر قافية * * * كأنني خمرة.... في رأس سكران
كأنني فائض لا لا ضرورة لي * * * يضيق بي كل ضرطان وخريان
**********
خسرت كل لهيبي... كل أثفيتي * * * لا أملك الآن إلا..... طيف ألوان
لا لن أكسر مرآتي.. لأرضيكم * * * ولن أبدل وجهي.... حسب أثمان
لم أرتكب أي ذنب ضد عاطفتي * * * ولم أقبل يدي ظلم....... وطغيان
وما صفقت لتهريج... وسفسطة * * * وما سجدت لأوثان...... وسلطان
أما الخضوع لذا أو ذا فمضيعة * * * يبوء صاحبه- حتما-...... بخسران
وحدي وليس معي من مالئ قدحي * * * جمر المدى... فتعالي..... يا بنة الحان
إني أدندن للريح الهبوب.. عسى * * * أن ينبع النور.... من ديجور أوطان
لا شيء يعصمني من فيض أخيلتي * * * فمن يودعني..... في ليل هجراني؟
*********
يا قارئ الشعر.... لا تهزأ بعاطفتي * * * فالشعر أدبني..... والشعر رباني
تبارك الشعر...... أحلاما وأخيلة * * * أكرم به أبدا...... من هادم.. بان
أدمنت نزفي ...... حتى لا شفاء له * * * ولا غنى لي...... عن نزفي وإدماني
"أيشتكي الفقر غادينا..... ورائحنا * * * ونحن نمشي على ما س ومرجان؟"
الانتهازي....... ما ينفك يأكلنا * * * في كل معترك..... في كل ميدان
المبدئية..... قد صارت متاجرة * * * بكل معتقد سام ..... بأديان
لا ليس للإفك ناموس.... ولا شرف * * * اكذب لتحظى بأزلام..... وأعوان
أأهرب الآن من نفسي.. ومن زمني * * * إلى أماكن لم تدنس بأدران.....؟
حتى الطبيعة.... قد جفت مشاعرها * * * فليس يردعها...... مأساة إنسان
حتى العقارب... قد أضحت ببلهنية * * * تلهو وتمرح في عز..... وسلطان
حتى السماء تهاوت.... فوق هاوية * * * فوق الضحية يلهو. .يرقص الجاني
*************
" دع العقارب.... لا ترحل لبغيتها * * * واقعد.... فإنك أنت الكاهن الواني"
دع الصباح..... يرود الأفق مكتئبا * * * فليس فيه سوى أضغاث فنجان....
الصيف...ما عاد للأصياف نكهتها * * * غارت... كما غار في الأفق نجمان
ألم تزل في جحور الحرف مأدبة.. * * * وحق ذقنك..... لم أنعم بأذقان..؟
كل الذين مضوا في الريح مسكنهم * * * ووحدك الآن.... في أبراج نيران
تحصي النمال... وترثي كل نعنعة * * * يا كاهن الشعر.. والنعناع.. والحان
لا تكترث برحيل الوقت منكسرا... * * * فأنت أول هذا الوقت.... والثاني
وأنت نكهة أعشاب..... وأتربة * * * بعادها عن شغاف القلب... أضناني
خل القصيدة تلهو في مرابعنا. * * * وهل سواها يعيد العمر للفاني....؟