القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

قصة: تعرية الوطاويط

 
الأربعاء 01 كانون الأول 2021


أحمد عبدالقادر محمود  

ما ردك على التُهم المنسوبة لك أيها الثدي الطائر ؟
بهذا السؤال أفتتح قاضي الطيور محاكمة الوطواط ، وسط حضورٌ لابأس به من بقية الأنواع ، وتابع إن لم يكن لديك محامٍ للدفاع فالمحكمة ملزمة أن تعين لك محامٍ للدفاع عنك .
- ياسيدي لست بحاجة لمن يدافع عني ، فأنا لم أرتكب جرماً كي أحاكم عليه .
- أنت متهم بنشر الأمراض كالكورونا ومرض داء الكلب والأمراض الأخرى المؤذية ؟
- وما ذنبي في ذلك ! هذا تكويني لم أختره أنا ، هذا طبعي هل تريدني أُمارس التطبّع .


- إذا أنت معترف ومُقر بذلك ، ما قولك بالتهمة التالية ، أنك تعتاش على أمتصاص الدماء ؟
- أنا لا أمتص الدماء هذه تهمة باطلة ،إنما أعتاش على لعق الدماء فهذا غذائي المفضل إلى جانب الإحتيال على الحشرات كي أبقى ، فحيثما تكون الحشرات أكون .
يلتفت القاضي نحو مستشاريه ويطلب تثبت أقواله .
-حسناً ماذا تقول عن أختفائك نهارا وظهورك ليلاً على عكس طبيعة الطيور الحرة وسُنتها ؟
- للنهار عيون راصدة لا أستطيع الظهور فيها فاحتبس بالكهوف الرطبة والآسنة ، إنما كل نشاطي هو في الظلام الدامس حيث أستطيع الإعتياش والإرتزاق .
- التهمة الأخيرة ، عُرف عنك أنك تخالف الطيور في كثيرٍ من العادات والممارسات الطبيعية ،وربما هذه كما قلت بسبب الإرتزاق ولكن شوهد أنك تنام ورأسك إلى الأسفل وأطرافك إلى الأعلى ! هل ترى في هذه الحالة أنك مميز عن البقية ؟
- يا سيدي أنا أعمى ،أعمى عن كل شيئ أتتبع الصدى فقط ، إن صفّقت لي الأن أستطيع تحديد مكانك وبالتالي التعامل معك وإن رميت لي أي شيئ أستطيع الأمساك به ، فأي ضير في رقودي إن كان رأسي إلى الأسفل .
الجلسة الأن للنطق بالحكم ، هكذا نادى  المنادي
القاضي : لقد أعترفت بكل التهم الموجهة لك ، لا بل أوجدت لها التبرير أيضا ، وبناءً عليه وحسب مواد القوانين الجزائية والتي تستند عليها المحكمة ، لا يوجد قانون يُجرمك إنما بناءً على قانون التعرية و كشف المستور من الأفعال والأقوال المنافية للحقائق ، أنت مدان بتشويه وقلب الحقائق تماشيا مع أنانيتك ومصلحتك الذاتية ، لذا فأنت حر ، رفعت الجلسة .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.85
تصويتات: 7


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات