القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

فقدان الصبر، وانعدام الإستمرارية، هو إحدى لعنات التاريخ الكردي المزمن (الفنان الكردي شفان برور نموذجاً)

 
الجمعة 24 اب 2007


 خالص مسور

في إحدى آياته القرآنية يقول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إصبروا، وصابروا، ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون). أي أن القرآن الكريم يرى، أن الصبر والإستمرارية والمرابطة وتقوى الله، أي الإخلاص للمباديء والمثل الأعلى هو سر الوصول إلى النجاح، ومفتاح مستقبل الشعوب والأفراد كافة.


ولكن هنا قد نسأل، ماعلاقة هذا الأمر بعنوان مقالتنا هذه...؟ سؤال سوف نجيب عنه بالقول: بأنه يعتقد بأن من بين ما ترمي إليه الآية الكريمة وبين خطاب الحالة الكردية، نوع من التطابق والتماثل المدهش والمثير حقاً، بل اعتبرماجاء فيها من معان ودلالات وكأنه خطاب موجه لنا نحن الكرد ذاتنا، ومن هم على شاكلتنا من المسلمين الذين لم يستفيدوا من إسلامهم شيئاً في دنياهم كما هو الحال مع إخوانهم من الترك، والفرس، والعرب الذين استفادوا أقصى حدود الإستفادة من الإسلام في بناء دول لهم وكيانات مستقلة. ورغم أن الكرد لم يتهاونوا في المطالبة بحقوقهم ألا أن ذلك جاء متأخراً بالقياس إلى الشعوب الإسلامية الأخرى، وكانوا خلالها ولازالوا يفتقدون الصبر والإستمرارية في قضاياهم المصيرية والإستيراتيجية معاً، أي بدءاً بالقضايا المتعلقة بالوطن والشعب، حتى أصغرالأمور في الحياة اليومية وأبسطها أيضاً. وكمؤشرعلى الحالة التي نحن بصددها الآن من حالات فقدان الصبر والإستمرارية لدى الكرد في أعمالهم اليومية وقضاياهم المصيرية على السواء، سنأتي بحالة الفنان الكردي الشهير شفان برور كنموذج بارز للعيان حول ما نتناوله، فهذا الفنان، وإن شئت فقل هذا المغني والثائر الشهير، قد شكل ظاهرة من ظواهر إبداعات العقل الكردي بدون منازع...! سواء في مجال الغناء الكردي الجاد والملتزم، أم في مجال السياسة، والتمرد بالكلمة والسلاح معاً.
وكما قال رسول الإسلام محمد(ص) في أحد أحاديثه الشهيرة عن واحد من صحابته الكرام: أن فلاناً هو أمة لوحده. وأنا أقول: أن شفان برور في مجال الغناء الكردي الملتزم بالقضايا الكردية، هو أمة لوحده. أي أنه مسعر حرب لوحده وثورة شاملة بامتياز...! له تفرده، وخصوصيته، واسلوبه البارع والفريد، في الغناء الثوري المثير للحماسة وشحذ الهمم، والمحفز للدفاع عن الوطن وأهله وناسه. وكما أشعل حزب العمال الكردستاني ثورة مسلحة في جبال كردستان تركية وبطائحها، فقد أشعل الفنان الكردي شفان ثورة موازية لمناصرتها والتغني بها وشحذ همم المقاتلين والشعب، وكان عمله في مجال الغناء الثوري لايقل في نتائجه وتأثيراته المعنوية عن الثورة المسلحة بأي شكل من الأشكال.
وهنا يمكننا القول: بأن شفان برور، هو الفنان، والثائرالكردي، والإعلامي الذي قل نظيره في تغنيه بأمجاد الثوار وعزة الوطن والمواطن الكردستاني باستمرار، وهو ما يمكن أن نصفه برسول الأغنية الثورية ليس في انطلاقة ثورة 15 آب من عام 1984 في كردستان تركية فحسب، بل في جميع أجزاء كردستان بدون منازع. وبعده جاءت أيضاً كوكبة من الفنانين الكرد الملتزمين، وهم لايزالوا يصدحون بأغانيهم الحماسية الجميلة والمثيرة في سبيل القضايا الوطنية هنا وهناك. ومن هنا - وكما قلنا - فقد كان شفان بمثابة وزيرالأعلام الشديد النشاط لهذه الثورة ولوطنه كردستان ككل، وكان له دور كبير وعن طريق الأغنية الحماسية، في إنماء بذرة الصحوة القومية في كردستان تركية بشكل خاص، موصلاً بغنائه الشعب الكردي هناك إلى مستويات متقدمة من الوعي السياسي والقومي، مما جعل الكرد يتعلقون ليس بأحداث الثورة فقط، بل بقضاياهم الوطنية ربما أكثر من أصوت البنادق نفسها، فغنى الرجل للثورة والثأر، ومجد شهداء الثورة بصوته الهادر وألحانه الحماسية الزائدة، وبروعة حركاته الرشيقة وآدائه الذي يجمع بين الحماسة والسلاسة والعذوبة معاً، في كل أغانيه التي باتت اليوم تتردد على كل ألسنة الكرد، كأغنية (كيمه أز) وجانى جانى وره ميدانى) و( واهاتن بيشمرجين مه) وإغنية حلبجة (هوار...هوار) وغيرها وغيرها بالعشرت والمئات، هكذا استطاع أن يدغدغ المشاعرالوطنية لدى الكرد فعشقوا أغانيه بمختلف مشاربهم وأعمارهم واتجاهتهم، في كل مكان من الوطن، حيث عرفوا المغني الثوري شفان وأحبوه حتى النخاع، فانتشرت أغانيه وسيدياته في كردستان وأوربا أيضاً، حتى كان الناس يترقبون أغانيه الجديدة بفارغ الصبر.
ولكن اليوم – ومع مزيد من الأسف- ضاع صوت شفان فجأة، انقطع هذا الصوت الثوري الهادرعن الساحة الكردستانية، ولا ادري هل ذلك هو استراحة محارب..؟ أم أنه وكما يقول الكرد إنها لاسمح الله نهاية شوط حصان أصيل...؟!
فالكرد يقولون في مأثور كلامهم لمن يفقد الصبر في عمله ولايستمر فيه يقولون له: (وكه شوحا مهينى يه)، أي أن عمله أشبه بشوط الحصان، يشد بقوة في بداية عدوه، ثم يتعب ويرتخي في مكانه.
وما نعلمه هو ما حدث في السابق ولسبب ما قطيعة بينه وبين الفضائية الكردية (Med Tv)، عندها لجأ شفان الى فضائيات كردستان العراق، ولكن لم يلبث أن انقطعت أخباره وأغانيه عنها أيضاً في هذه الفترة، وهكذا انقطع صوته كمن استلقى على قفاه و قد استبد به نوم عميق فصمت صمت القبور، وهنا تكمن المصيبة والحسرة والألم معاً...! وهنا يلح على أذهاننا ذلك السؤال الكردي المحير! هل هو ياترى لعنة التاريخ الكردي المزمن وقد الجأت شفان إلى مانراه عليه الآن...؟ أي، هل هو الطريقة الكردية في فقدان الصبر والإستمرارية والتوقف المفاجيء على طريقة الجنود ..وقوف... قف...؟ ذاك في الحقيقة سؤال محير لم نحر له اليوم جواباً..! نعم..! بهذه الوقفة الإنبطاحية ذاتها، توقف مطربنا الثائر وعراب الأغنية الثورية الكردستانية عن الغناء لشعبه وللمقاتلين فجأة ودونما توضيح للأسباب الموجبة كما يقال.
قد لانلوم في هذا شفان لوحده، وقد أتفهم أن هناك أسباباً آخرى قد تعيقعه في عمله كفنان ملتزم، ولكنه يتحمل هو المسؤولية الأكبر في هذا، ومهما كانت المواقف والأمور فعليه أن يصمد أمام كل الخلافات والمنغصات السياسية التي تتدخل في هذا الامر، إن كان هناك تدخلات أصلاً، كما صمد أمام الحكام الأتراك بأغانيه الثورية والمثيرة للغيرة والحماسة بآن. وأن يزيح عن طريقه كل العقبات والصعاب في سبيل وطنه وفنه أيضاً. ولكن يظهر في مثالنا هذا أن الشخصية الكردية مهما تثقف ووعى أمره، فإنه لايزال يعاني من هذا المرض اللعين كلعنة الفراعنة على من ينبشون قبورهم، الا وهو - وكما قلنا - مرض فقدان الصبر والتوقف عن الإستمرارية والتعب السريع كشوط الحصان. ويظهر أن السيكولوجية الكردية لم تستطع تطهير نفسها على الطريقة الأرسطية من مرضيه العضالين هذين، بالإضافة إلى مرضيه الأخريين المزمنين ألا هما الفرقة والتشتت أيضاً. هكذا وعلى الدوام يكون الكردي الذي أنهكته الرزايا والمصائب والقهر والإذلال، يحس بالضجر في عمله بسرعة مهما كان عمله إبداعياً مثيراً، ويعود من مهمته ليلقى عصا الترحال على كوخه الاثير وقد أناخت عليه السنون بكلكلها، يعود إلى أهله خالي الوفاض إلا من ذكريات تراجيو- كوميدية مفرحة مبكية في آن واحد...! يعود وهو لم ينجز سوى جزء يسير مما هو مطلوب منه..!. مثله في ذلك مثل البعض - وأؤكد على البعض - من أولئك الساسة الكرد الذين حينما لايجدون لأنفسهم مكاناً لائقاً تحت شمس السياسة الكردية، فيفقدون صبرهم ويعودون بعد طول عناء ومكابدة إلى بيوتهم ملومين محسورين، غير مأسوفين على كدهم وشقاء عمرهم السياسي، فيتخلون عنه بغمضة عين وبنفس البساطة التي جاؤا بها إلى التنظيم، وقد يدرون أولا يدرون أنهم أفنوا على هذا الطريق زهرة شبابهم، وفي سبيله عرضوا نفسهم إلى المخاطر والأهوال، ولكن – وعلى الدوام - وكأن شيئاً لم يكن بالأمس.
وبنفس المنهج يغير التاجرالكردي مهنته بالسرعة التي جاء بها ولو كان في المهنة رزقه وحياته، والكاتب الكردي - وأنا لا أقصد كاتباً بعينه - حينما يتعلم حرفين من علوم نظرية قديمة فات أوانها، وتخلى عنها أصحابها منذ زمن، يصبح هذا الكاتب بمظهر قلمه فقط، كالطاووس نافشاً ريشه بمناسبة وبدونها..! وينفق كل ما تعلمه من الثقافة والكتابة إلى المهاترات الكتابية والإساءة إلى من كانوا من بني جلدته، ناسياً قضاياه الكبرى في طرفة عين..! ولن تكون قضيته الكبرى، سوى دأبه التعبيرعن نفسه للآخرين بأنه عبيد مثقف لاغير...!. هنا نترك الكتاب وشأنهم وما يريدون، ونعود إلى مطربنا الأشهر شفان برور، لنراه كيف يفقد صبره ويكتم صوته الشجي بين عشية وضحاها بعد أن كان أمة لوحده، فراح يستبدل هذا الصوت ببضع مقابلات مع هذه الفضائية أو تلك، وكأن رسالته في الحياة قد انتهت، وأن كردستان قد تحررت وألقت عن كاهلها نير العبودية ونفضت عن عينيها غبار السنين الطوال...! وإذا ما اتعظنا بغيرنا اليوم من الشعوب المجدة، والتي حققت لها شأنا في التاريخ، فسنراها غير مانحن عليه اليوم من المهاتراتية والتشظي وفقدان الصبر، فهاهو المغني التركي الأشهر إبراهيم طاتليس وعمره الغنائي قد يكون ثلاثة أضعاف عمر شفان الغنائي ذاته، ولكنه لايزال في أوج عطائه وظهوراته البديعة جداً، وكأنه يزداد شباباً كل يوم..! فيتحف شعبه بحركاته الشبابية الرشيقة، وألحانه العذبة، وكلمات أغانيه الرقيقة، ولهذا يكن له شعبه كل الحب والتقدير. وها هو كاسترو الزعيم الكوبي وهو في أرذل العمر، لازال يتمسك بمادئه وعطاءاته لشعبه كما يقول هو نفسه. بينما ضاع شفاننا، أسكتته لعنة التاريخ الكردي المزمن، ضاع هذا الفنان العبقري القدير، وسط لجج السياسة وسطحية العقل الكردي القنوع وغير الطموح، وفؤاده الذي لم يتعلم الحب حب الكردي الآخ، ويكتفي دوماً بالقليل ويكره الإستمراية والكثير.
وهنا أقول مرة أخرى وبكل حسرة وأسى: أقول كأنني أستشف أن جل مايفعله الغالبية العظمى – وليس كلهم - من السياسيين والمثقفين الكرد في هذه الحياة هو لمصلحتهم الشخصية قبل الوطنية بالدرجة الاولى، هم يسعون في وطن مستعبد مذل ومهان، وطن غائب ومغيب تحت أثقال نير العبودية والأسر، يسعى هذا السياسي والمثقف الكردي في آن -  ودون أن تأخذهما رأفة بالوطن والشعب الأسير والمكبل بالأغلال والقيود، يسعيان وراء أمجادهما الشخصية في مملكة العبيد والفقراء من المهجرين والمجردين من الجنسية والإنسانية معاً..! في هذا الواقع المرير وفي هذا الوطن المستعبد لن نسمع سوى أصوات مهاتراتهم الشخصية، ناسين أوطانهم في ليلة ليس فيها ضوء قمر..! ولكني أطمئن هؤلاء بأنه ومهما علت منزلة أحدهم، فلن يصبح أبداً سوى واحد من وجهاء العبيد...!.
ونعود إلى مطربنا الأشهر شفان، الذي قاوم حكم الأتراك وغنى للثورة والثوار، وهاجر من وطنه كردستان تحت دياجير الظلم والإضطهاد إلى الغربة نحو الساحة الأوربية، وساهم من هناك بأغانيه الوطنية الرائعة في يقظة الوعي القومي الكردي بجدارة واستحقاق..!. ولكن غاب صوته الآن ونسي أن يصبر ويصابر ويرابط في سبيل الله والشعب والوطن، وألايفقد صبره في منتصف الطريق، بل عليه أن يعود ليغني لشعبه ويثير فيه الحماسة وحب الوطن كما كان من قبل، وأية عقبات سوف تقف في وجه من كرس نفسه في سبيل شعبه ووطنه عن جدارة واستحقاق...؟. فإن لم يستطع الغناء في الفضائيات - وأعتقد أن يستطيع ذلك ومرحب به فيها- فيمكنه نشر أغانيه وحماسياته في أشرطة التسجيل والسيديات على الأقل، وهذا هو ديدن الثوار والمناضلين والمحبين لشعوبهم وأوطانهم، فالفنان الثوري الملتزم والجاد، يريد دوماً لغنائه أن يكون لحناً وجرساً مؤثراً قوياً في نشيد الفرح والحزن الإنسانيين.
كما أحب أن أنوه هنا، بأنه لم يكن مظهر الفنان الكردي الملتزم خليل غمكين لائقاً بالدلالات الإلتزامية وسياقات الأغنية الثورية، وذلك أثناء إجراء مقابلة معه من قبل الفنان الكردي سيد خان، في يوم الأربعاء 15/8/2007م في فضائية (Roj) الكردية بمناسبة قفزة 15 آب وانطلاقة ثورة حزب العمال الكردستاني في كردستان تركية، فلم تكن خصلته الخلفية مناسبة للحدث، وهو يغني بمناسبة وطنية رصينة، فكان عليه أن يكون جاداً أكثر من هذا في مثل هذه المناسبة حتى يحظى وتحظى المناسبة بثقة الجمهورالكردي ومايتمناه منه، وهو المعهود عنه بأنه ثوري ملتزم في أغانيه الوطنية الجميلة وبإسلوبه المميز، وفي الحقيقة فقد فاجأتنا خصلة شعر خليل غمكين الخلفية غير الملتزمة بقواعد المناسبة، وكان التناقض واضحاً بين مضمون أغانيه وهذه العقصة الخلفية من شعره، ربما كان تشبهاً بالأوربيين المرفهين، بينما هو لايزال يغني لوطن محتل يكابد شعبه الأسى والغربة والعذاب على أيدي مغتصبي هذا الوطن الجريح، فلم يجسد الرجل في نفسه مقولة انطباق الشكل والمضمون أو الإنسجام بين النظرية والممارسة حسب المفاهيم العلمية، فبين العقصة الخلفية والمناسبة الثورية علاقة تناقض جدلي- مفاهيمي – قيمي- سلوكي.
فمثلاً انا لا أثق بشيخ، ولسوف لن تؤثر في نفسي خطبه مواعظه الدينية وهو يلقيها من على منبر فضائية ما، وهو مفرع الرأس حليق الذقن يلبس بنطال جينز، ومئزر قصير تظهر من تحته سرته.
والحال هنا يجب على الملتزم الثوري الا يقع في مطبات مثل هذه التناقضات المضحكة المبكية في آن، حتى تنطبق أقواله على أفعاله ويكسب ثقة الناس فيما يقول ويرشد. وفي الختام أقول أن التقلب السريع وانعدام الإستمرارية لدى الشخصية الكردية وخاصة في القضايا الكبرى، يرجع إلى حيثيات التاريخ الكردي المليء بالمآسي والقهر والعذابات النفسية، مما أدى الى خلق ونشوء عقلية قليلة التجربة والخبرة في الحياة، لاتستجيب للشروط البراغماتية والنفعية في المقاصد والغايات، وإلى سيادة النزعة الفوضوية والإبتسار في الوسائل، والتقليد في العمل، وعدم الإلمام بمسايرة كاريزمات العصر ومتطلبات الإستمرارية، يأتي هذا - وكما قلنا- بسبب الإغتراب والتغريب الناتجين عن الضغط الإستلابي المتراكم عبر التاريخ، مما أنتج عقلية كردية تخشى المستقبل، وترهب مما هو آت، وسيكولوجية متأزمة تتصف بردات الفعل السريعة، ورؤى وإستشرافات غير واضحة المعالم، وغير قادرة على الإستمرارنحو الهدف المنشود بالدقة المطلوبة.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.8
تصويتات: 10


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات