القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: موسيقى بلاد الكورد الفيليون

 
الثلاثاء 14 حزيران 2022


ا . د . قاسم المندلاوي     

 هناك عدد كبير من الباحثين يؤكدون على ان موسيقى بلاد الرافدين" ميسوبوتاميا " جاء من بلاد الكورد الفيليين استنادا على ما كشفت من آثار في مدينة " سوسه " عاصمة المملكة الايلامية " العيلامية "  وهي العاصمة التاريخية لبلاد الكورد الفيلية او لورستان ، حيث تم اكتشاف الموطن الاصلي " للعود " على اشكال منقوشة على التماثيل المصنوعة من الطين ومنها عود بشكل بيضوي له رقبة فيها ثقبان و منحوتات للعود على الاواني و الادوات الفخارية و المعدنية تعود لاكثر من الف عام قبل الميلاد ترجع نسبتها الى المملكة الايلامية ، وتم العثورعلى "عود " آخر عثر في لورستان مصنوعة من البرونز - النحاس " وكشف ايضا " اناء فضي " نقش عليه " عود " يرجع تاريخه للعصر الساساني وهو محفوظ في المتحف البريطاني " 


ومن خلال ما تم اكتشافه من اثار في المملكة الايلامية  و حضارة السومريين يظهر ان " العود " آلة  موسيقية اصيلة في هذه المنطقة  " مؤيد عبد الستار - موسيقى بلاد الرافدين  " العود " هل جاء من بلاد الكرد الفيليين  25 / شباط / 2009 - موقع كلكامش للدراسات و البحوث الكوردية " ، ومن خلال الاعمال الاثرية من قبل علماء الاثار و المستشرقين في مدينة " سوسة " تم العثورعلى اقدم تاليف موسيقي كوردي محفوظ حتى الوقت الحاضرهو الاناشيد الزرادشتية وهي اشعار الموسيقى الفيلية لها ايقاع خاص و مؤلف بطريقة موسيقية " احمد ياري الفيلي - تاريخ الموسيقى الكوردية - جريدة التاخي  بغداد 7 / 7 / 2014  " وجاء في كتب التاريخ ان الاناشيد الدينية من كتاب " الافستا لزرادشت " كانت ترتل مع الموسيقى في بهو طاق كسرى قبل الاسلام " مؤيد عبد الستار - اللهجة العامية .. اصل الكلمات و جذورها 29 / 9 / 2021  صوت كوردستان " اما بالنسبة لبعض الدراسات و الابحاث التي تناولت الموسيقى و الغناء الكوردي ، قدم الموسيقار الارمني " كوميداس " بحثا  بعنوان " دراسة في الموسيقى الكوردية " وهي اطروحة جامعية نال عليها " درجة الدكتوراه " في الموسيقى الكوردية من جامعة برلين بالمانيا عام 1899 عندما كان طالبا في تلك الجامعة ، و الجدير بالاشارة يعد " كوميداس " واحدا من عظماء الارمن الذي ترك بصمات واضحة عبر التاريخ الانساني " برزو محمود - جريدة التاخي  18 / 9 / 2011  بغداد "  يقول  نور الدين الصالحي - مجلة شمس كوردستان 1973 " الموسيقى الكوردية مرتبطة بالكلمة وشكل الغناء ومن اقدم اجزاء الادب الكوردي و في الشعر و اللحن ايضا ، وتعد اغنية " الحصاد " من اقدم اغاني الكوردية ، تؤدى في موسم الحصاد بصورة جماعية لمجموعة من الفلاحين ، كما ان الاغاني و التراويح الدينية و التواشيح للدراويش بنفس الاسلوب ، وكذلك اغاني الرعاة التي تعزف بالمزمار مع مرافقة الطبل في حفلات الزفاف و الاعراس ، فالاغاني الكوردية " كوراني "  شائعة في جميع انحاء شرق كوردستان ، اما اغاني " حه يران " فتغنى على الاكثر في منطقة اربيل و المناطق المحاذية بها ، اما النماذج الاخرى فهي شائعة في جميع انحاء كوردستان وفي ارمينيا " ، اما بالنسبة للباحث عبدالله جمال اشرف الذي قدم رسالة ماجستير بعنوان " عناصر الاغاني الفلكلورية في العراق - كلية الفنون الجميلة -  بغداد 1998 " يقول أن الطبيعة الجبلية لكوردستان فرضت على أن تاخذ الاغاني الكوردية الطبقات الصوتية العالية و يتفق جميع المستشرقين المختصين بالدراسات الكوردية على أن تراث الشعب الكوردي و الفلكلورعلى جانب كبير من أثراء و أن هذا الشعب قد حافظ على لغته و عاداته الاصيلة و أن الاغاني الفلكلورية الكوردية التي تمتد جذورها الى الماضي البعيد  لم تسجل في معضمها ، و لكن حيويتها ما زالت على عهدها من حيث قوة التعبير ، شدة الامتاع و استمرار تداولها في الحياة  اليومية للمجتمع الكوردي على نطاق في جميع ارجاء كوردستان أنما هو دليل آخرعلى أصالتها ، وفي جانب آخر من الرساله  اشارالباحث الى تقسيم مراحل تاريخ الموسيقى الكوردية الى : 1 - مرحلة الديانة الزردشتية الى نهاية الحكم الساساني  2 -  مرحلة الديانة المسيحية و ديانتي الايزيدية و الكلدانية  3  - مرحلة الديانة الاسلامية  4  - مرحلة الامارات الكوردية الى نهاية الحرب العالمية الاولى  5 - المرحلة المعاصرة والى يومنا هذا ، واستنتج الباحث ايضا ان الاغاني الكوردية ينتسب الى الموسيقى الشرقية ، أي موسيقى  الشعوب الاسلامية  مثل العرب و الفرس و الترك ، فمن الجهة الشرقية ينافسه الفن الغنائي و الموسيقي الفارسي العريق الذي يكاد يشبه نوع ما فنه الغنائي والموسيقي ، و كان وما يزال تنافس شديد بينهما على المواصلة في الاداء الجيد و الرصين ، كما ان هناك و بسبب الجوار و التفاعل بين الكورد في العراق و سوريا و تركيا وايران  فضلا عن  الكورد الذين يعيشون في ارمينيا و روسيا و باكستان  وافغانستان شرقا ، وفي لبنان و الاردن  ومصر غربا وغيرها ، اثرت كثيرا على التزاوج بين الالات الموسيقية وبعض الطبائع و العادات سيما بالنسبة لاشكال  الالات الايقاعية  التقليدية .. الخ  .. ان السرعة المستخدمة في الاغاني و الفلكلور الكوردي تدل على وجود نشاط حيوية و طابع الفرح فيها من جانب و ارتباطها بالرقصات الكوردية المختلفة و المتنوعة من جانب آخر .. انتهى الاقتباس " و يذكر باقر محمد حمه " تاريخ الموسيقى الكوردية - 1996 مطبعة شهر كر" ... ان الدلائل التاريخية تثبت بان الموسيقى الكوردية في فترة الامارات الكوردية في العصور الوسطى تطورت و ازدهرت اكثر من اي فترة اخرى و ذلك نتيجة الاستقرار و الهدوء السياسي لهذه الامارات ، كان الاهتمام بالموسيقى و الغناء لدى الامارات الكوردية بشكل ليس له مثيل في عصرهم ..."  ونشر الاديب الكوردي احمد الحمد المندلاوي - على موقع فيسبوك و تحت عنوان " الهوره الغناء الكوردي الاصيل - 28 / 5 / 2021 "  الهورة : من الانشاء الشعبي الرائع الموروث لدى الكورد الفيليين في كل مكان و زمان ، ويعتبرهذا الطور " الهوره " من التراث الغنائي الشعبي المتوارث عند الشعب الكوردي الاصيل ، يتوارثونه جيلا عن جيل شفاهيا  و الهوره هي النواة الاولى في قراءة الشعر الكوردي واناشيده الانسانية النابعة من اعماق العاطفة و الوجدان بعفوية وتلقائية  عجيبة ، هذه الطريقة في الاداء الغنائي لها سمات خاصة بها ، فهي لا تعتمد على الاوزان الشعرية الاعتيادية ، ولا توجد فيها عبارات قصيرة ، فالمغني هو الذي يبدع بذوقه باداء هذه الاغنية ، فيقرأ البيت الاول بلحن معين و البيت الثاني بلحن  آخر وهكذا فترد اكثر مسائل الحياة في " الهوره " مثل  السلم والحرب والفرح و الحزن والفراق والام و القلوب العاشقة و الحنين و اوجاع الغربة .. ثم يضيف هذا الكاتب و الاديب : وهذا النوع من الغناء الكلاسيكي ليس حصرا بالرجال فقط بل هناك نساء مغنيات لهذا النوع ايضا .. انتهى الاقتباس " يقول الدكتور " احمد خليل  " تاريخ الموسيقى الكوردية  13 / 4 / 2015 عن ويكيبيديا الموسوعة الحرة " الموسيقى سواء كانت منفردة ام مصحوبة بالغناء عميقة الجذور في الميثولوجيا الكردية ، ولا يمكن لك ان تستمع الى الموسيقى الكوردية دون ان تلحظ ارتباطها بالحزن والالم ، ومثلما جبال كرد تحميهم ، وهي عامل حاسم في بقائهم في هذا الوجود كي لا ينقرضوا ، فان الموسيقى و الغناء عاملان لهما اهميتهما في الحفاظ على وجودهم وتراثهم وثقافتهم الخاصة بهم .. انتهى الاقتباس "  ..  يقول الكاتب الارمني " خ  أبو فيان " عن مكسيم كوركي -  الاكراد  1975 بيروت " أن واقع تقبل الارمن للغناء الكوردي بكل تقدير و احترام يؤكد بصورة بليغة الجاذبية الشديدة في الشعر الشعبيي الكوردي و يضيف ايضا ، لقد تطور القصائد الكوردية الشعبية و الفولكلورية و الغنائية كثيرا حتى بلغت حدود الكمال وأن كل كوردي رجلا أكان أم أمرأة  شاعر بفطرته ... انتهى الاقتباس "  وقال البروفيسور و العالم الكردي الايزيدي " قناتي كردو  1909 -1985 " الذي كرس حياته في خدمة اللغة و الثقافة و الادب الكوردي في الاتحاد السوفيتي سابقا  " لا يمكن ان تكون كرديا ان لم تعشق الموسيقى و الغناء .." ، ويعزو الرحالة و العلماء جودة الاغاني الكوردية  و سموها الى الصفات الفروسية التي يتحلى بها الكورد انفسهم " مينورسكي - مجلة الكوران 1943 موسكو " .. و أكد " بلو " نقلا عن مكسيم  كوركي - الاكراد 1975 بيروت " الذي تعمق في دراسة كوردستان في الشمال الشرقي في عرض مميزات الاغاني الكوردية وابرازأهميتها الكبرى في الحياة الكوردية فيقول بأن أغلب الاغاني و القصائد تنشد عن وقائع الحرب و ذكريات الابطال و عن الحب و الالم و الفراق ...   يقول " لايار في مؤلفه " الكرد وكردستان " ترجمة احمد محمود خليل 2012  " لم أسمع قط غناء ابعث على الحزن و أجمل ، لقد كانت أنغام المزمار تتمزج بعذوبة مع أصوات النساء و الرجال و الرقص .."  ويذكر حسين جلبي سعيد " الرقص الشعبي الكوردي " مجلة التراث الشعبي 1979 بغداد " أن الاغاني التي عند تأدية الرقص هي أغاني تتماشى بطبيعة الحال مع حركة الرقص و سرعتها الايقاعية بغض النظرعن الموضوع الذي تتحدث عنه الاغنية ...انتهى الاقتباس " ، هناك من يصنفون الاغاني الفلكلورية الكوردية أنطلاقا من تنوع الاداء للاغاني ضمن سياقها الاجتماعي  كما أشار الى ذلك  توفيق نبز " الالعاب الفلكلورية الكوردية "  1984  بغداد ، وقد اشار الكاتب الروسي " ميلنيكن " في بحثه " الحياة البدائية للكورد 1956 موسكو " الى الفلكلور والموسيقى و الغناء الكوردي و كيف أن الشباب و الشابات قمن بالدبكات مع الانغام الموسيقية الجميلة ، وان الرجال الاكراد فرحين بالدبكات مع نساء جميلات  " ، و يقول " مارتلا . ن  " سان بطرس برج 1911 " أن الشعب الكوردي مثل بقية الشعوب الحية يملك تراثا غزيرا بالفولكلور، و قال " كلوديوس جيمس ريج - رحلة ريج - المقيم البريطاني في بغداد 1820 " الذي زار مدينة السليمانية  " أن الكورد ميالون الى الموسيقى ميلا شديدا وأغلب موسيقاهم حزينة . يقول الباحث التونسي الدكتور عادل بالكحلة  - عن شيرزاد عفريني - كوكل  8 / 11 / 2011 " لم اكن اعرف شيء عن الشعب الكردي الا عندما قمت في البحث عن الموسيقى الشرقية وتطورها وعندما اطلعت على مخطوطات الموسيقي الكردي المعروف " زرياب " رغم تمكنه من اللغة العربية الا انه استخدم اغلب المصطلحات الموسيقية باللغة الكردية ناهيك عن اسماء المقامات الموسيقية التركيبية و فروعها .. انتهى الاقتباس "  .. الخلاصة : ما جاءت  من معلومات تاريخية واثرية تؤكد ان جذور ومنبع موسيقى بلاد الرافدين جاء من بلاد الكورد الفيليين وان هذا الفن العريق يمثل احد اهم جوانب حضارات الكورد القديمة ، وقد استخدم موسيقيون الكورد الات موسيقية وترية متنوعة مثل : الطمبور و البزق و القيتارة والناي والمزمار و العود والكمنجه والطبل وانواع ادوات الايقاع النحاسية والعاجية و اشتهروا بالراقصين و الرقصات الفولكلورية و بالزي  التراثي الجميل خلال المناسبات الوطنية و الشعبية : كالاعياد والاعراس و الحفلات و غيرها  .. 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4
تصويتات: 12


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات