القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: أرض محرمة «No Man’s Land»: سوريا جرح مفتوح في خاصرة العالم

 
الخميس 21 كانون الثاني 2021


سربند حبيب

جسدت مقاومة المرأة الكردية في سوريا في كثير من الأعمال الفنية السينمائية وخاصة الفرنسية، منها كفيلم «بنات الشمس» للمخرجة «إيفاهوسون» وفيلم «أخوات السلاح» لمخرجة الأفلام الوثائقية «كارولين فوريست»، وأخيراً نحن أمام عمل من نوع درامي حربي تشويقي «أرض محرمة – No Man’s Land» في موسمه الأول بحلقاته الثمانية، الذي عُرض على منصة "Hulul" الرقمية في أيلول/ سبتمبر 2020م.

الطاقم:
المسلسل من إخراج: أوديد روسكين Oded Ruskin.
تأليف مشترك: أميت كوهين Amit Cohen – رون ليشيم Ron Leshem – إيتان منصوري Eitan Mansuri – ماريا فيلدمان Maria Feldman.


 بطولة: فيليكس مؤاتي Félix Moati – ميلاني تييري Mélanie Thierry – سهيلة يعقوب Souheila Yacoub – جيمس فلويد دين ريدج James Krishna Floyd...
تدور قصة العمل حول عائلة فرنسية تحزن على فقدان ابنتها «آنا» بعد سماع نبأ موتها في القاهرة بتفجير انتحاري، لكن «أنطوان» يشك في مقتلها فيستعد للبحث عن لغز اختفائها، بعد مشاهدته لقطات إخبارية من حرب سوريا، الذي يكتشف حينها امرأة في خلفية لقطة ترفع شعرها بنفس الطريقة التي اعتادت عليها آنا، فيثيره الشك والفضول لمعرفة هل يمكن أن تكون آنا على قيد الحياة؟ وماذا ستفعل آنا بقوة مقاومة الكردية في سوريا؟ فيقرر السفر إلى سوريا، الأمر الذي يثير استياء صديقته الطيارة لورين (جوليا فور)، يتسلل إلى سوريا برفقة مهرب الذي بدوره يقرر بيعه لداعش لكن صفقته لا تتم فيُنقذ من قبل دورية لوحدات حماية المرأة ويُأسر على أنه إحدى المنضمين الجدد إلى صفوف تنظيم داعش، وسرعان ما نجده ينخرط ضمن صفوف وحدات حماية المرأة، حيث ينضم إلى فرقة بقيادة سارية (سهيلة يعقوب) المقاتلة الشابة التي نشأت جزئيًا في باريس، فتربطهما اللغة ويستغرب أنطوان من انضمام الشباب إلى هذه الحرب على اختلاف جنسياتهم، بعد معاناة طويلة وأحداث مشوقة يلتقي أنطوان بأخته آنا التي تعاتبه على المجيء وتقول له: «أنا مت ولم أعد آنا التي كنتم تعرفونها»، فيعود أنطوان إلى فرنسا برفقة سارية بعد إصابتها وتخبر والديه بأن آنا قد ماتت ويقبض عليه من قبل الأمن الداخلي الفرنسي ويبقى نهاية المسلسل مفتوحاً لموسم آخر.

وفي الطرف الآخر ينضم ثلاث شباب لصفوف تنظيم داعش وهم: ناصر (جيمس كريشنا فلويد)، وإياد (جو بن عايد)، وبول (دين ريدج)، وهم من مواليد لندن، جاؤوا للقتال مع داعش في حربها المعلنة ضد الكفرة، لأنهم تعرضوا للتنمر من الفتيان ذوي الياقات الزرقاء. ولكن ناصر أيضاً متورط كـ آنا، للتجسس لصالح الموساد الإسرائيلية.

والحلقة الأقوى في المسلسل هو ستانلي (جيمس بوريفوي)، سيد الدمى الغامض الذي يلعب دور الموساد الإسرائيلي، يتحكم بطرفين من خلال عملائه (آنا وناصر) المتورطان في التجسس بدون إرادتهما.

ركز العمل كثيراً على خلفية الشخصيات والأسباب التي جعلتهم يقاتلون في بلاد لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وابتعدت كل البعد عن تفاصيل حرب سوريا، كأن المخرج يعرض عضلاته الإنتاجية دون خوض تفاصيل كثيرة عن هذه الأزمة الإنسانية.

وقد تطرق المسلسل إلى دور الموساد الإسرائيلي بشكل مباشر في تحكمه بكلا الطرفين من خلال عملائه لتصفية بعض الشخصيات الإرهابية بعد أن أصبحت سوريا مستنقع الإرهاب وساحة لتصفية الحسابات الدولية  للقوى العظمى.

يعتمد هذا العمل على تقنية فلاش باك في سير الأحداث ولربط خيوط القصة التي كانت غير حقيقية لوقائع حقيقية حيث اعتمدت على الصورة النمطية (قتل داعش على يد مقاتلة لا تخوله دخول الجنة)، وبعيداً عن السرد والحوار بقضايا جوهرية في هذه الحرب وكأن العمل مكرر لأفلام سابقة لكن مصاغة بطريقة أخرى ولم تقدم للمشاهد أي حدث هام للأزمة السورية الحقيقية عدا الإثارة والتشويق، فالعمل لا يمثل نقطة من بحر مأساة سوريا.

تم تصوير العمل في موقعين (بلجيكا والمغرب)، اللتان كانتا قريبتين جداً من تضاريس المنطقة التي جرت فيها أحداث الحرب، حيث تشبه إلى حد ما جغرافية سوريا، ولكنها كانت مبهمة وغير واضحة المعالم في سوريا من حيث التسمية. والزمان أيضاً كان مبهماً.

اللغة المستخدمة في العمل كانت عبارة عن ست لغات (الإنجليزية والفرنسية والكردية والعربية والفارسية والتركية)، علاوة على ذلك، فإن طاقم الممثلين وطاقم العمل أنفسهم ينحدرون من عشر دول مختلفة على الأقل، حيث كانت اللغة قوية وواقعية، كل شخص يتحدث بلغته حسب الدور وبالأخص العربية فقط استخدمت اللهجة السورية.

أرض محرمة المسلسل الذي طرح سؤالاً «هل يليق بمعاناة شعب عانى ويعاني بأرضه وقومياته؟» مسلسل قوي من الناحية الإخراجية، لكنه ضعيف دراماتيكياً؛ لم يسلط الضوء على المعاناة والأزمة الحقيقية لشعب ذاق الأمرّين، وما زالت سوريا جرح العصر مفتوحة.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.42
تصويتات: 7


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات