القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

شعر: كيف طاوعتُ النهار؟

 
الجمعة 25 كانون الأول 2020


فراس حج محمد/ فلسطين

في الأرضِ غربةٌ أخرى
ظلامٌ دامسٌ وجنوح شيءٍ غامضٍ
يُدعى الهوسْ
في الروح أيضاً غربتانِ واحدتانِ 
واغترابٌ جامعٌ نعْقَ الغرابْ
وأشلاءٌ من النجوى تنزُّ في خسرانها العاتي
وتستبقي العذابْ


أيّتها النفس الأليمةُ
فلتكفّي واكتفي
ما عدتُ أحملُ وقتَ موتي
فلتكفّي وانتهي
أنهي عذابَ الانتظارْ
ما زلتُ أحمل أنّتي في كلّ سطرٍ من غبارْ
متثاقلاً يأتي الصباحُ
ولا يأتي أحدْ
والشمسُ تحمل خطوها
يتمطّى في تثاؤبه الكسولِ يستلقي على الجدرانْ
وفراشي باردٌ مثل أحشائي وأنفاسي بطيئةْ
غائراتُ الحلم في الغربةْ
كنّا هناكَ
الليلُ أوسعُ من حنين زائلٍ
وكان الفجر تحت الأغشيةْ
يكمل طقسَه الضوئيَّ فينا
يا ليت أنّ الليل طال طويلاً واستطالْ
ولم نخرج إلى ذاك النهارْ
أبكيتُها وبكتْ على ذات السريرْ 
وأبكتني حرارتُها بدفءِ راحةِ كفّها
وبجسمها الممتدِّ حقلاً من جمانْ
ثمرٌ شتائيّ ووردٌ
زهرتانِ نضوجتان بجلنارْ
بقبلتها وشهوتها
ودار فينا الكأسُ شعشع في المدارْ
وقاومتُ انهزامي
وصرتُ أحمل دمعتين ثقيلتين
في كلّ أفق دونها وَهْمٌ ونارْ
كيف طاوعتُ النهارْ
وانغمستُ بحلكة الطرق الطويلةْ؟
يا ليتها أبقت ظلالي دون مدّْ
وظَلّ ظِلي ناعماً دون احتضارْ
يا ليتني ما متُّ في ذاك النهارْ
كانون الأول 2020

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات