القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: لمحة عن جائزة أوصمان صبري للصداقة بين الشعوب

 
الخميس 10 كانون الأول 2020


حيدر عمر

رغم مضي اثنين وعشرين عاماً على تأسيس هذه الجائزة، و بهذا الاسم و العنوان، و رغم أنها حتى الآن مُنِحَت لخمسة أشخاص من أصدقاء الشعب الكوردي، و رغم أن اللجنة اعتادت أن تنشر بيانين في كل مرة يمنحها شخصيةً ما، تعلن في البيان الأول عن اختيار الشخصية، و تعلن في البيان الثاني تاريخ و مكان إقامة مراسم التتويج، تبيَّن من خلال تواصل كثير من المثقفين و الشخصيات الكوردية مع بعض أعضاء اللجنة، أنهم مازالوا يجهلون هذه الجائزة، و منهم من لم يسمع بها. وهذا ما دعاني إلى عرض لمحة عنها.


التأسيس.
كان ذلك في عام 1998، في نهاية ندوة أقيمت في دار الراحل أوصمان صبري في دمشق، احتفالاً بالذكرى الثالثة والتسعين لميلاده، ومن خلال النقاشات حول موضوع الندوة، اقترح كل من الدكتور عبدالمجيد شيخو و دلاور زنكي و أنا، تأسيس جائزة باسمه. لاقى الاقتراح استحسان كل الموجودين، وكان عددهم يتجاوز الأربعين شخصاً، حضروا من مختلف المناطق الكوردية في سوريا. ثم تباحثوا في تشكيل لجنة تتولى الإشراف عليها، مع الإصرار على حيادية الجائزة و حيادية اللجنة، بمعنى أن لا تكون مرتبطة بأية جهة ساسياسية أو حزبية، و وقع الاختيار علينا نحن الثلاثة، الكاتب و الباحث الدكتور عبد المجيد شيخو و الكاتب و الشاعر دلاور زنكي، و أنا.

لوغو الجائزة. أُعتُمِد بدءاً من الدورة الخامسة

 اللجنة.  
في اجتماع بيننا نحن الثلاثة، اتفقنا على شكل معين للجائزة، وآلية منحها، اتفقنا أن نتواصل مع البروفيسور جمال نبز، من جنوب كوردستان، يقيم في ألمانيا، على أن يكون رئيساً للجنة، كما اقترحنا انضمام الصيدلاني هوشنك أوصمان صبري و الشاعرة ديا جوان عضوين آخرين، و عرضنا عليهم تصورنا لاسمها و شكلها و آلية منحها و نفقاتها، التي ستكون على عاتق أعضاء اللجنة. فاستحسنوا المُقترَح، و وافقوا عليه. 
في أول لقاء لنا، البروفيسور جمال نبز والدكتور عبد المجيد شيخو و هوشنك صبري و أنا، في برلين عام 2000، عرض عضو اللجنة هوشنك صبري انسحابه منها، لكونه ابن المرحوم، و اقترح انضمام محمد ملا أحمد إليها، باعتباره كان مقرَّباً من أبيه، و عمل معه في الميدان السياسي، كما أن رئيس اللجنة البروفيسور جمال نبز اقترح انضمام مامد جمو المقيم في باريس / فرنسا، إليها. إلا أنه لم يستمر طويلاً، بل انسحب بسبب انشغاله.
بعد وفاة محمد ملا أحمد، اقترحتُ انضمام الباحث الاجتماعي الدكتور محمد زينو إلى اللجنة، فوافق الأعضاء جميعاً. وبعد وفاة البروفيسور جمال نبز، الذي كان يشغل موقع رئاسة اللجنة، اقترح الأعضاء عليَّ أن أشغل هذا الموقع. وبذلك أصبح عدد أعضاء اللجنة بمن فيه الرئيس، خمسة أشخاص. ومازال عددهم هو نفسه.

 الجائزة و شكلها.
منذ البداية، تناقشنا، الدكتور عبد المجيد شيخو و دلاور زنكي و أنا، حول الجائزة و شكلها و آلية منحها، فاتفقنا أن تكون تحت اسم "جائزة أوصمان صبري للصداقة بين الشعوب"، و يكون شكلها وثيقة تقدير و ميدالية ذهبية دائرية الشكل، وزنها يتراوح بين عشرين و خمسة و عشرين غراماً من الذهب الخالص، يُنقَش عليها اسم اللجنة و اسم الشخصية الممنوحة لها، و صورة أوصمان صبري، على أن يتحمَّل الأعضاء بأنفسهم نفقاتها. أما نفقات السفر إلى حيث الشخصية الممنوحة لها، لتقديمها إليه، فيتحمَّل العضو أو الأعضاء المشتركون في الوفد المسافر. و قد وافق الأعضاء جميعاً على هذا المقتَرَح. بالإضافة إلى شكل الجائزة، و وثيقة التقدير. 

نموذج الجائزة

نموذج وثيقة التقدير
           
آلية اختيار الشخصية الممنوحة لها ومنحها.
يُشتَرط في مَن يُختار لمنحه هذه الجائزة أن يكون من أصدقاء الشعب الكوردي من غير الكورد، مؤمناً بعدالة القضية الكوردية ومدافعاً عنها، له أو لها مواقف إيجابية تُجاه الشعب الكورد، سواء في كتاباته أو تصريحاته أو في اشتراكه في المحافل الإقليمية أو الدولية المناصرة للقضية الكوردية. 
تُمنَح هذه الجائزة كل ثلاث سنوات مرة واحدة. أما آلية الاختيار، فيتم ترشيح شخصية من قِبل أحد الأعضاء، أو من غير الأعضاء، و قد يكون المرشحون أكثر من شخصية واحدة، و ذلك دون عِلم تلك الشخصيات المرَشَّحة. عندئذ يتناقش الأعضاء حولهم، على ضوء الشرط السابق، فيختارون واحداً منهم. ثم يتواصلون معه/معها، و يُعلمونه باختياره، و حين يوافق على ذلك، تنشر اللجنة بياناً حوله، تقدِّمه فيه للمجتمع الكوردي، و تشير إلى أعماله أو مواقفه تجاه الشعب الكوردي و مناصرته لقضيته. ثم تُصدر بياناً آخر حول زمان و مكان إقامة مراسم التتويج.

 الدورات.
الدورة الأولى عام 2000. وقع اختيار الأعضاء على عالم الاجتماع الدكتور التركي اسماعيل بيشكجي، الذي اقترحه عضوا اللجنة الدكتور عبدالمجيد شيخو و أنا، و هو أول شخصية منحناها الجائزة عام 1999، و كان حينها معتقلاً لدى السلطات التركية بسبب تأييده و مناصرته للشعب الكوردي و قضيته العادلة، و بعد الإفراج عنه عام 2000، سافر زميلنا دلاور زنكي، عضو اللجنة، إلى تركيا، و قدَّم له الجائزة في استانبول في احتفالية ضمَّت بعض المثقفين و الكُتَّاب الكورد في شمال كوردستان و تركيا.

الزميل دلاور زنكي عضو اللجنة يقدم الجائزة و وثيقة التقدير لعالم الاجتماع التركي إسماعيل بيشكجي.

الدورة الثانية عام 2004. باقتراح مني في أواخر عام 2003، وافق أعضاء اللجنة جميعاً على أن تُمنَح الشخصية الفرنسية السيدة دانيال ميتران، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران، هذه الجائزة، لِما كان لها من دور مشرِّف في نُصرة القضية الكوردية، و لدورها في تقديم كل المساعدات الممكنة أثناء الهجرة المليونية في جنوب كوردستان عام 1991، حتى صارت تُعرَف بين الكورد ب(أم الكورد). تواصل رئيس اللجنة البروفيسور المرحوم جمال نبز مع مكتبها لهذا الأمر، وتواصلتُ أنا مع الدكتور كندال نزان، رئيس المعهد الكوردي في باريس، بغية إقامة مراسم التتويج في إحدى قاعات المعهد عام 2004.    

عضو اللجنة ديا جوان تقدم الجائزة للسيدة دانيال ميتيران، و يظهر في الصورة الدكتور كندال نزان رئيس المعهد الكوردي في باريس

 الدورة الثالثة عام 2009. في أواخر عام 2008، تداولنا نحن أعضاء اللجنة بعض الأسماء ممن لهم مواقف إيجابية تجاه الشعب الكوردي و قضيته العادلة، فاقترحتُ عليهم اسم الشخصية القانونية العراقية الدكتور منذر الفضل، و قدمتُ للجنة المعلومات المتوفرة لديَّ عنه و عن نشاطاته و كتاباته عن الكورد و قضيتهم، فوافقوا عليه، ثم تواصلتُ معه، عبر البريد الإلكتروني، و أخبرته باختياره لمنحه جائزة أوصمان صبري للصداقة بين الشعوب. جرت مراسم التتويج في قاعة المكتبة الكوردية في استوكهولم عاصمة السويد عام 2009. 


 حيدر عمر يقدم جائزة أوصمان صبري للصداقة بين الشعوب و وثيقة التقدير للدكتور منذر الفضل في استوكهولم

الدورة الرابعة عام 2017. في مستهلِّ هذا العام، اقترحتُ على الزملاء أعضاء اللجنة اسم الشاعرة الأمازيغية المغربية مليكة مزَّان، مرشَّحة لنيل الجائزة في هذه الدورة الرابعة، فتناقشوا حولها وحول مواقفها التي تبديها في شعرها لنصرة القضية الكوردية. و تمت الموافقة عليها. و تمت دعوتها إلى ألمانيا، حيث كانت في زيارة إحدى بناتها المقيمة في مملكة النروج، و جرت مراسم التتويج في مدينة هام الألمانية. و قد لعبت الجائزة بهذا الاختيار دوراً كبيراً في اكتساب مثقفين أمازيغ في المغرب، و ظهر ذلك في كتاباتهم في الصحف المغربية، و خاصة الأمازيغية، و في منشوراتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. 

(الشاعرة الأمازيغية مليكة مزَّان تتوسط عضوَيْ اللجنة الدكتور محمد زينو و حيدر عمر. و يظهر في الصورة الإعلامي عنايت ديكو الذي قدَّم فقرات حفل التتويج)

الدورة الخامسة عام 2020. 
في أوائل هذا العام 2020، تباحث أعضاء اللجنة، عبر وسائل التواصل اجتماعي، حول الدورة الخامسة، فوقع الاختيار على مصر لمكانتها الاقليمية والدولية في الشرق الأوسط، وامتداد علاقاتها مع الكورد إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، عبر تحالف وعلاقات المصاهرة بين أسلاف الكور الميتانيين و فراعنة مصر، و استمرار هذه العلاقات عبر محطات ثقافية كثيرة و متتالية إلى الآن. ثم فوضوا رئيس اللجنة للتواصل مع الأوساط الثقافية والأدبية في مصر، وتقديم شخصية تتوفر فيها المعايير التي تختار اللجنة مرشَّحيها على ضوئها، فاختار الكاتب الصحفي سيد عبدالفتاح السيد، لِما له من مواقف إيجابية و مناصرة للشعب الكوردي و قضيته العادلة، و قدَّمه للجنة، التي وافقت عليه. فأصدر رئيس اللجنة بتاريخ 15. 09. 2020، بياناً باللغتين الكوردية و العربية، قدَّم فيه هذه الشخصية المختارة إلى لمجتمع الكوردي، و ذكر فيه مواقفه تجاه الشعب الكوردي و قضيته العادلة. و بتكليف من اللجنة سافر رئيسها إلى القاهرة، حيث جرت مراسم تقليد الكاتب الصحفي المصري سيد عبدالفتاح السيد بالجائزة، بحضور بعض الشخصيات الثقافية و الأدبية المصرية في مبني مركز القاهرة للدراسات الكوردية و دار نشر نفرتيتي في القاهرة يوم الأربعاء 04. 11. 2020. 
كان لهذا الحدث الثقافي الكوردي صدى واسع في الصحافة المصرية، حيث نشر بعضها إعلاناً عن الحدث و تاريخه و مكان إجرائه، و بعضها الآخر نشر ما كتبه مراسلوها عن الحدث، و أبدت إعجابها به لدرجة أن بعض الشخصيات الثقافية في مصر وصفت الجائزة بأنها (كوردية دولية). هذا و قد بثَّت قناة جودي 4 الإكترونية في ألمانيا وقائع حفل التتويج على الهواء مباشرة عبر مراسلها في القاهرة، كما تحدثت فضائية روداو الكوردية عن هذه الدورة من خلال إحدى نشرات الأخبار. 

(حيدر عمر يقدم الجائزة و وثيقة التقدير للكاتب الصحفي المصري سيد عبدالفتاح السيد. و يظهر في الصورة الأستاذ السيد محمد علي كامل رئيس مركز الدولي للإعلام  في القاهرة)

من المؤسف جداً، أن وسائل الإعلام الكوردية لم تعِرْ هذه اللجنة و فعالياتها ما يليق بها من اهتمام باستثناء تأسيسها، فقد أجرى حينذاك القسم الكوردي في إذاعة صوت أمريكا في واشنطن حواراً مع رئيس اللجنة البروفيسور جمال نبز، و حول دورتها الأولى، أجرت بعض الصحف الكوردية حوارات مع عضو اللجنة الزميل دلاور زنكي.و عن الدورة الثالثة نشر الموقع الإليكتروني رزكاري أونلين ربورتاجاً عن وقائع حفل التتويج، و عن الدورة الرابعة نشرالموقع الإليكتروني لمنظمة حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا / يكيتي، وكذلك نشر الكاتب أمين هوزان مقالةً في جريدة التآخي في اقليم كوردستان و موقع (سما كرد) الإلكتروني، أما الدورة الثانية، فلم تتحدث عنها الصحافة الكوردية، مقروءة كانت أم مسموعة رغم كثرة أعدادها، و تنوُّعها بين الورقية و الإلكترونية و المسموعة و القنوات الفضائية. وأخيراً جدير بالذكر أن السياسي الكوردي أحمد سليمان، القيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا اتصل هاتفياً من قاميشلو مع رئيس اللجنة في ألمانيا، مشيداً بنشاط لجنة الجائزة، وحسن اختيارها، كما أن منظمة الحزب نفسه في فرنسا نشرت كتابات عديدة عن فعاليات اللجنة. أما المثقفون والكُتَّاب الكورد، أفراداً واتحاداتٍ أو جمعياتٍ، فلم يكتبوا عن جميع تأسيس ودورات هذه الجائزة شيئاً، لكأنها لا تعنيهم، رغم أن المُسمَّى الجائزة باسمه، و كذلك أعضاء اللجنة أديب أو شاعر أو باحث. 
يتبيَّن مما سبق أن الصحافة المصرية أولت هذه الجائزة اهتماماً أكثر مما أولاها الإعلام الكوردي، إلى حدِّ تسميتها بجائزة (كوردية دولية).   
 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.4
تصويتات: 5


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات