القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: أمسية كانونية

 
الأربعاء 02 كانون الأول 2020


عمران علي

العازف في تلك الليلة الكانونية كان يتفقد أصابعه والصبية الواقفة بالقرب منه كانت مذهولة بدفء تنويعاته ومستغرقة في الأداء، كان صديقي القصي عني في الساحة وبمعطفه السميك منهمكاً بالحميمية، يترنح على ايقاع صوتها غافلاً عن المشهد وعن كينونة اللحن فثمة أوتارٍ كان يرتأيها وترتج في دوامة مخيلته، كان منتشياً وفاقداً لصواب الخطو، يتأرجح كالإنارات فيتناثر كالظلال في المكان فتتهجاه إضاءاتها. 
في الساحة تلك وفي ثنائية تشاركية حيث كانت تلك الواقفة تقلّد المؤدي انصاتها وتبهره بمقطوعات وقوفه وبمحاذاة المشهد كانت النقوش المنفلتة من أحجار الكاتدرائية والطافحة بالبخور والمهرة تستولي بأحقيتها على زخرفة من تبقى وتسترعي على فائض الدهشة.


أحتسيت جلوساً بعناد أزلية المكان وأدعيت الأصغاء والتصفيق كي أبرر للمشهد ولعي وحتمية المثابرة فيما صديقي يجوب الزوايا في البحث عني غير مدرك بما تولاني فينصاع كلانا للأخر وبتنا كمن يطوف حول رخاوة المناسك وصعود مدّعيها، ترنحنا معاً عائمين على صفحات الشوارع وهي تفسح المزيد من الوجوه ، نتبدى لها على هيئة متسكعين يستحوذان على جمهرة نقدية بإزدراء الواجهات، نتباعد قليلاً فتسعفنا الجرعات في الأمتثال لجاذبية الوجهة، صديقي ذو المعطف السميك والمندرج على لائحة البدواة يصرُّ على الدوام في غرز قراه على لاحات الأمكنة فيما أنا أحمل عنه أوتاد وجعه في كل تفصيلة واستمر عاجزاً في تنصيب شعائرها .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 1
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات