القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

نوروز... مازال يحلم

 
الثلاثاء 20 اذار 2007


  عمر كوجري

هي أغنية إذاً...
نسجت أنغامها .. رسمت أحلامها من الوجع الكردي ، واستعارت صورة ملامحها من الماء والهواء.. في سهوب الوطن وجباله التي ماانحنت لغاز ، ولاقاطع طريق ولامارق.
وإذا سألت أي جبل كردي: لماذا أنت غاية في العلو؟؟
من أقرع أعلى ذؤابتك ؟؟


من أبعد شجر البطم والسنديان والخوخ ليغني في حلقة راقصة منتشية ابتهالاً بقدوم الولد الجديد الذي انفطم حديثاً من حليب السباع ؟؟ من أبعده عنك ياسيدي ؟؟
إذا سألت رائحة الطيب والنقاء من بابونج وبنفسج الكرد : من نشف عروق الدم في بتلاتك أيتها الكائنات الحلوة ؟؟
عندئذ وعندئذ فقط ستستيقظ هذه الآيات السابحة في بحر الوداعة والجمال، وستقول وبكلمة واحدة: إنها- أيها الباحث عنا – أنهار المقت التي رغبت في حجم أقمار الله المستقرة في كبد السماء..
إنها النفوس التي ماطاب لعيونها القميئة ، ولشفاهها الشرهة أن ترى هذه الوجوه الكردية ضيفة عزيزة على مائدة الحضارات .. بل مساهمة فعالة في إعداد تلك المائدة .. وهي بهذا تبشر بغد أفضل لها ، وتحب الخير ، وترجوه للمحيط البشري الفسيح .
ومنذ ذلك التاريخ السحيق ..
لا الجبل يمل من حمحمته، ويخجل من قرعته.. ولا الشجر والولد المفطوم سئما أو حتى أبديا امتعاضهما أو انزعاجهما من فداحة الخسائر التي لحقت بهما. .
من جهته ذلك الوحش الذي ارتدى قناع البشر.. الذي تسلل تحت وبين الفراش الكردي، وعلى حين خيانة غرز أصابعه في بطون الأمهات الكرديات ليسكت من أحشائهن أملاً غالياً وعزيزاً.
ذلك الوحش الذي تحنى ببحر الدم ، وسبح في ذلك البحر ، وغرز أصابعه في عيون الولدان هو نفسه الذي لم يأل الحداد الكردي جهداً في حبس أنفاسه ، حيث انهال على الرأس " يبوسها"
ويلعن بلاد الفخار والضباب التي سالت منها دماء قاتمة ..
وهناك وفي أعلى ذروة الجبل الصديق .. الأخ .. والخليل
كان الرفاق جالسين بجانب الجبل الكردي ، الذي أشعل أحزانهم .. آلامهم الكثيرات
أشعل نوروزهم ... هذا الطفل الـ  مازال في ثياب الحلم .


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات