القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: سعيد عقل.. تداعيات ذاتية

 
الأحد 30 تشرين الثاني 2014


إبراهيم اليوسف

رغم أن طبيعة هذا العمود الصحفي، لا تتحمل كثيراً استخدام الضمير الذاتي، المنفصل، أو المتصل، لاسيما في صيغتيهما الفرديتين، إلا أن رحيل الشاعر الكبير سعيد عقل، صباح أمس بعدأن عاش أكثر من قرن طافح بالأحداث، بدءاً من أواخر العصر العثماني، ومروراً بالانتداب الفرنسي، ومن ثم الوطني، والانشطار عن التوأم السوري، إلى أن وصلنا إلى "الزمن الداعشي" البغيض، استحضر في ذاتي، كمتابع للشأن الثقافي، بل ومساهم فيه، منذ ثلاثة عقود ونيف، ضمن حدود معينة، صورة الرجل في أذهان جيلي، لاسيما نتيجة صدمة تصريحاته الاستفزازية، بل وغور الأنا، والمتعرجات المؤدية إليها، وهو ما كان عليه أن يربأ بنفسه عنه،


 وهو الاسم الذي يجده متابع الخريطة الإبداعية، لافتاً، أنى استقرأ ملامح خريطة الإبداع المعاصر، كاملاً، لاسيما من خلال قصيدته التي تم التعرف عليها، من قبل أجيال عديدة، خلال العقود الماضية، بعد أن طرقت سفيرة الغناءالفيروزي بصوتها العذب، أبواب مستمعيها، وهي تحيل ببعض أغانيها التي صدحت بها حنجرتها إلى توقيع الشاعر سعيد عقل، من بين تواقيع عدد من أكبر الشعراء المعاصرين الذين اختارت قصائدهم، وغنتها. ولعل في مقدمة ما ينعت-هنا- بالصدى الذاتي- أو التعبير الذاتي، في مقام الشاعر الراحل عقل ، هو ما أثاره لدي، من رغبة في حواره، حول بعض القضايا التي تحيل إليه، لاسيما وأن ثمة تناقضاً هائلاً بين بعض المواقف الصادرة عنه، وبين ما تركه من إبداع، وكان هناك إحساس دائم أستشعره، من خلال روح الصحفي، والمتابع الأدبي، في محاولة استجرار الرجل للتراجع عما لا يناسب قامته، من أقوال بدرت عنه في وقت سابق، لاسيما في ما يخص ثنائية "القاتل/ الضحية" أياً كانا، وإن كنت ممن يتفهمون طبيعة دواعي الرجل لاتخاذ الموقف الأكثرتشدداً-هنا-بما أثار إلى وقت طويل موجة من ردود الفعل ليس من قبل إنتلجنسيا مسقط رأسه، لبنان، وحده، بل الإنتلجنسيا العربية، بعامة، إلى تلك الدرجة التي لايمكن فيها المرافعة عن أحد أبرز مانسب إليه، في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وسط سيل الدماء الجارية، وما كان يرافقها من ألم وعويل. ناهيك عن داع مهم، وهو محاولة استقراء غلو الاعتداد بالذات لديه، من خلال اللقاء المباشر به..!؟
ومؤكد، أن الشاعر الذي تعد روحه أحد المنابع الجمالية، الاستلهامية، ويقدم لمتلقيه خطاباً فنياً، على هامش ما هو إعلامي، غير متساوق مع ملكة الإبداع لديه، بما يمكنه من التأثير في أوساط جد واسعة، عبر هذا الأنموذج الجمالي، فإن من حقه على متلقيه، أن يحاوره، بعيداً عن لغة العنف، حتى وإن استخدمها، هو الآخر، وهو ما يمكن استقراؤه في مسقط رأس الشاعر، في تلك الفترة الزمنية التي تلوثت الأجواء، بل اتسع محيط مستنقع الدم، والقتل، والدمار، نتيجة العبث بمعادلة المكان، وأهله، من الدخلاء.
من هنا، أتذكر، أني خططت أكثر من مرة، لإجراء حوار صحفي مع الشاعر، منطلقاً من خصيصة سبر رأي حتى من هو مختلف، في الرأي، في هذه المفردة أو تلك من التفاصيل الرؤيوية، أو الحياتية، بيد أن ذلك ارتطم ببعض الموانع، ولعل آخرها كانت قبل أسابيع عندما علمت أن الشاعر الذي كان ذاكرة بلد كامل، بات يفتقد ذاكرته. وها هو رحيله، يستجرني-هنا- لمحاورة، بعض الخطوط القليلة من فضاء تجربته الشسيعة، كعلم كبير، أمثولة، عمن قد نتفق معه هنا، وهو يكتب في مجال الإبداع، و قد نختلف معه هنا في ما يخص رد الفعل العابر من لدنه.
إبراهيم اليوسف
مقالي المنشور اليوم في جريدة الخليج-سهوا عن سعيد عقل باسم زميلي رئيس القسم يوسف أبولوز وسيتم التنويه لذلك غداً" إضافة إلى آخر "بلا توقيع" سعيد عقل هل هو متنبي العصر؟

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 12


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات