القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: فاقد الشيء

 
الأثنين 01 اب 2011


غسان جان كير

 " قالوا للجمل : زَمَّر , قال : لا شفايف ملمومة و لا أيادي مفرودة "
   مَثل شعبي

في العمل الإعلامي ثمة أسسٌ وضوابط تحكمُه , ينبغي على مُمتهن هذا العمل أن يَلُمّ بها ويهتدي بسبلها و ألّا يحيد عنها حتى يضمن أن مُتلقي الرسالة الإعلامية سيتفاعل معها .
و مِن هذه الأسس أن القائم بالاتصال حتى يكون مُؤثرا في المُتلقي عليه أن يجمع بين ثلاث صفات هي : (المصداقية – الجاذبية – السلطة أو النفوذ) والأسس هذه يمكن تشبيهها بالقوائم الثلاث للمنضدة التي يمكن تشبيهها أيضا بالعملية الاتصالية التي تنهار بفقدان إحدى الأسس أو القوائم .


لدينا من الهموم المعيشية ما يكفي ألّا نكون من الناصحين لِمَن يُفترضُ بهم أن يلتزموا بأخلاقيات المهنة الإعلامية وهم في غُرفهم المُكيّفة ينتعشون , ورغم ذلك نُسارع إلى النُصح , ولسنا نطمح أن يُكافؤننا جِمالا تِطبّعت بطبعهم في التخبط والهيجان والعشواء , لدينا مَيلٌ شديد إلى التأسي ونتقبّل العُذر سريعا فَلِمَ لا يُسارعون إلى مواساتنا بخبرٍ صادق , أو بتقليل ابتساماتهم الصفراء في هذا الجو الجنائزي , ننام على صور القتل لنصحو مذعورين من كوابيسٍ لا تنجح الليالي الملاح (المُصطنعة قسراً) في محوها مِن ذاكرتنا ؛ التي أبتّ مُحولاتهم استزراع ثقافة التفاهة فيها بأن نُدير ظهورنا لآلام غيرنا .
 يُخيّل لإعلاميينا (الفطاحل) أنهم خُلقوا كاملين و لا يطمحون إلى الكمال , فتراهم يتغاضون عن أن العملية الاتصالية هي ذات اتجاهين تتمثل في إرسال المعلومة من جهة , وتلقّي صداها من الجهة المُقابلة , أوليس عجباً أن يرى هؤلاء المؤامرات الخارجية , فيما لا تراه الجموع الثائرة , فإن وجدوا في أنفسهم مُكرهين على الاستجابة لبعض الحقيقة حصّروا المُتظاهرين بالعشرات أو بضعها دون تناسي دسّ المُندسين بينهم , وتراهم راضيين مُرضيين على الواقع المُعاش مُجَنْدين كلّ طاقاتهم (الدعائية) في تكذيب تقارير المُنظمات الحقوقية .
والأمر الذي يستحيل تآلفهم معه , أنّ مِن حقّ المُتلقي تنوّع مصادر معلوماته التي تُتيح له الوقوف على الحقيقة من كافة جوانبها , وأنّ عليهم واجب تبنّي اتجاهات الجمهور في مُجابهة السلطة و ليس العكس . وأنّ الرسالة الإعلامية التي تنافي الواقع و تتعمّد إغفال حاجات المُتلقي ستدفعه إلى تجنّب تلك الرسالة .
لسنا في فراغٍ مِن البال حتى نتصيّد هفوات غيرنا فنكون مِن الشامتين , غير أننا و بكبسة زر نتحوّل عن كُل وجه قبيح يُمارس استغباء المُتلقّي .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات