القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: مجلة العربي: حيوية مستمرة وحراك دائم «بمناسبة خمسين عاما على صدورها»

 
السبت 05 كانون الأول 2009


(كانت مجلة العربي ومازالت منارة ثقافية أضاءت بنورها دروب الوطن العربي من الخليج إلى المحيط)
                   الشيخ : نواف الأحمد الجابر الصباح سمو ولي العهد بدولة الكويت

دراسة وإعداد: إسماعيل كوسه

الكويت أولا :
يعتقد أن الكويت تغيرت تغيرا جذرياً بعد أن بدأ التصدير التجاري فيها 1946 ,ومنذ ذلك الحين شهدت الكويت ثورة اجتماعية واقتصادية وثقافية وهذا بفضل الإرادة الصلبة والنظرة الواثقة إلى المستقبل الموجودة لدى قياداتها المتعاقبة وشعبها المسالم سوية ,فقبل أن تفتح جامعتها الوطنية عام 1966كانت الحكومة تقوم بإرسال بعثات جامعية من الطلاب وخاصة إلى القاهرة ،مما أنتجت لديها نخباً ثقافية أثرت بالتالي في الحياة الاجتماعية والثقافية للكويت ولما حولها من البلدان الخليجية، ومن يرجع إلى بدايات الصحافة الكويتية يجد ذلك بصورة واضحة وجلية .


من هنا استطيع القول أن الكويت ساهمت بقوة في بلورة صورة إنسانية حديثة عن الثقافة العربية ، مما أدى بها في ان تكون رائدة في ذلك كتابة ونشراُ واستقطابا للنخب الثقافية العربية الكبيرة في هذا المجال .
يقول د0 بدر سيد الرفاعي الأمين العام للمجلس الوطني في مقدمة كتاب (إسهامات الكويت في الثقافة العربية )
( إن دور الكويت وإسهاماتها في الثقافة هو التزام حضاري ملازم لوجودها ولمستقبلها 0 ومما لاشك فيه ان بعض الظروف التاريخية أو المادية قد ساعدها على ان تكون منارة للثقافة العربية, لكن ما يجب الاتفاق بشأنه هو ان هذا الدور جاء تعبيرا عن طبيعة المجتمع الكويتي واهتماماته بالثقافة وإيمانه بدورها في التنمية الشاملة وانعكاسا لتطلعه إلى نهضة عربية جامعة , لا تكون بغير النهوض الثقافي والمعرفي )
أقامت الكويت على مر تاريخها الحديث صروحا ثقافية وعلمية واقتصادية واجتماعية كثيرة حتى أنها صارت خلفية فاعلة ومحركة للمجتمع الكويتي اليوم , مما خلق لديها هامشاً مفتوحاً من الحريات السياسية والثقافية مختلفة عن الدول العربية الأخرى 0نعم هذه هي الكويت التي أرست بنية ثقافية متينة للثقافة العربية , ربما لولاها لبقيت هذه الثقافة في الهامش الإنساني على الصعيد الكوني ,لكنها حركتها وأوصلتها بقدرتها الحيوية إلى أصقاع الأرض 0
دائما تحتفي الكويت برواد حركتها الثقافية ,وهؤلاء الرواد هم ثلاثة أشخاص اثروا كثيرا في الوعي الكويتي (عبد العزيز الرشيد  1877- 1938 ) ,وهو مؤرخ وشخصية أدبية ثقافية متميزة بكل مقاييس عصره كما يقول خليل علي حيدر, والثاني هو الفقيه والمصلح الشيخ ( يوسف ألقناعي 1878- 1973) الذي عكف على دراسة الفقه الإسلامي والعلوم الدينية وألف عدة كتب وهو أول من دون كتابا عن تاريخ الكويت
( صفحات من تاريخ الكويت ) أما الثالث فهو (عبد الرزاق البصير 1919-1999) الذي كان علما  من أعلام دولة الكويت الناهضة في مجال الأدب والثقافة كما لابد ان لا ننسي هنا الشعراء الثلاثة الذين يعتبرهم الكويتيون منارات ثقافية بالنسبة لهم ( فهد العسكر 1916-1951) ( صقر الشبيب 1896-1963) و(عبد الله سنان 1917-1951)
أما اليوم فما زالت الكويت تقدم كتابا وشعراء وباحثين في اغلب الميادين الثقافية والمعرفية , اذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ( إسماعيل فهد إسماعيل – احمد البغدادي-  احمد الربعي  رحمه الله  – سعاد الصباح – ليلى العثمان –عبد العزيز البابطين – عبدالله زكريا الانصاري – احمد السقاف – يعقوب السبيعي – خليفة الوقيان)  ... وآخرون كثر.
كما قلت سابقاً هذه هي خطة الكويت وهي المساهمة بجدية في حركة الثقافة كتابة ونشرا, ولها في مجال النشر الثقافي مساهمات كثيرة ,لا يمكن حصرها هنا ,ولكننا سنسردها بإيجاز , فصدرت فيها  ومازالت تصدر حتى الآن سلاسل ثقافية وفكرية عظيمة (سلسلة من المسرح العالمي) التي صدرت منذ عام 1969 وهي شهرية كانت في بدايتها برئاسة الدكتور محمد إسماعيل موافي ، ثم جاءت بعدها بعام واحد فقط 1970 (مجلة عالم الفكر ) الفصلية واشرف عليها لسنوات طويلة المفكر المصري الكبير(احمد أبو زيد ) ثم في العام 1978(كانت سلسلة عالم المعرفة ) والتي بحق تعتبر ثورة معرفية لأنجد لها مثيلا في المشهد الثقافي العربي بطوله وعرضه حتى اليوم فصدرت منها أمهات الكتب الأجنبية مترجمة أجمل ترجمة على الإطلاق كما صدرت عنها أروع الكتب للنخب الفكرية العربية ومازال يشرف عليها منذ بدايتها المفكر العربي الكبير فؤاد زكريا – طول الله بعمره – وله مؤلفات كثيرة في المجالات الفكرية المتعددة
وهناك أيضا دوريات مهمة كـ  (الثقافة العالمية وإبداعات عالمية ), وتصدران عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وطبعا لم تأت هذه السلاسل القيمة من فراغ وعبث لا بل كان خلفها المثقف والشاعر الكبير الراحل (احمد مشاري العدواني  1923- 1990 ) .
ولابد أيضا ان لا ننسى ( مجلة الكويت) هذه الهدية الشهرية التي تصدر عن وزارة الإعلام ويديرها المثقف الجميل علي غازي العدواني .
أما في مجال الصحافة السياسية اليومية فلدى الكويت (الرأي العام – السياسة – القبس 00وأخريات )
ويبقى ان أقول أن هذه السلاسل أضافت فعلا زادا ثقافيا ومعرفيا لا تقدر بثمن إلى المكتبة العربية ولكي تكشف عن أهمية دولة الكويت الثقافية في محيطها الخليجي والعربي معا وفي العام 1990 تعرضت الكويت للاجتياح العراقي الوحشي ، مما أثرت على الحياة الثقافية خاصة ، فتوقفت لفترة مؤقتة هذه السلاسل ثم عاودت الظهور بعد التحرير في 26- شباط 1991 ثم ازدادت حركة النشر والترجمة كثيراً وفي العام 2001 توجهت الكويت عاصمة للثقافة العربية وبدأت منذ ذلك الوقت تقدم الثقافة بصورة شبه مجانية للعالم العربي برمته ولديها جائزتين من أفضل الجوائز الثقافية العربية جائزة (سعاد الصباح) , وجائزة (البابطين ),
والكلام عن الكويت وانجازاتها تطول وتطول 0
كتبت هذه المقدمة التي لا تفي الكويت حقها وأغفلت التطرق إلى مجلة العربي التي هي موضوع هذه الدراسة 0
الطريق إلى العربي :
العربي مجلة شهرية ثقافية مصورة تصدر عن وزارة الإعلام بدولة الكويت شعارها ( يكتبها عرب ليقرأها كل العرب ) تأسست عام 1958 رأس تحريرها أربعة كتاب هم من خيرة الكتاب العرب رأس تحريرها أولا الدكتور احمد زكي من( 1958 وحتى 1975) ورأسها الأستاذ الكاتب احمد بهاء الدين من (1976 وحتى 1982) والأستاذ محمد الرميحي ( 1982 -1999) والدكتور سليمان إبراهيم العسكري(1999-....) وهي مجلة مواظبة على الصدور شهريا توقفت لعام واحد فقط من أب (1990) وحتى سبتمبر (1991) بسبب ظروف الغزو الصدامي التي تعرضت لها دولة الكويت ، هذا الغزو الغاشم الذي خلق لدى أهل الكويت ألما كبيرا لم يندمل إلا طويلا
تعريف بسيط برؤساء التحرير :
لقد جاء في كتاب العربي (المجلات الثقافية والتحديات المعاصرة – الكتاب الثالث –يوليو 1984 ) على لسان الباحث المرحوم كامل زهيري في ورقته المقدمة ( الدور الثقافي الذي قامت به مجلة العربي خلال ربع قرن  )
تحدث عن د0 احمد زكي قال ( هو من الجيل الموسوعي النادر ترجم وألف في العلم والأدب وقد نجح في ان يجعل مجلته تصل إلى أقصى البلاد العربية  وقال زهيري عن الكاتب احمد بهاء الدين ايضا  ( صحفي بارع عقلاني مشغوف بالمستقبليات محب للحرية مهموم بقضية السلطة والشرعية والحرية فسعى إلى التجديد بعد احمد زكي في روية وسماه (التجديد من خلال الاستمرار )
في حديث الشهر (589) (العربي خمسون سنة أولى) , يكتب د0 سليمان العسكري عن سلفه د0 محمد الرميحي فيقول ( في فترة رئاسته لتحرير العربي والتي امتدت سبعة عشر عاما استطاعت المجلة ان تواكب التطورات السريعة التي شهدتها مجالات الإعلام المختلفة وانطلقت الاستطلاعات المصورة إلى رحاب العالم وتحولت هدية العربي لصغارنا إلى مجلة مستقلة هي العربي الصغير ),أما ماذا أضاف العسكري نفسه عن هؤلاء فهو ذاته يقول : العربي لاشك قابلة للنمو بما يغرينا ان نحلم أحلاما ليست مستحيلة بآفاق مستقبلية لها في الحاضر أسس وجذور ومنها إصدار مجلة مستقلة للثقافة العلمية وتحويل كتاب العربي إلى إصدار شهري هو كتاب العربي الصغير كما لا ننسى إصدار العربي على اسطوانات مدمجة وأرشفة العربي كاملة في موقع على شبكة الانترنت)
لقد استطاعت العربي ومنذ العدد الأول ان تستقطب شريحة واسعة من القراء لمحتواها الفكري الرصين ثم مخاطبتها لشريحة متباينة من المجتمع العربي ، وأيضا لأناقتها الفائقة منذ بداية صدورها وحتى هذه اللحظة ومواكبتها لكل التطورات الفكرية والأدبية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها العرب ، ثم يوما بعد يوم تزداد عدد قرائها ,لم تتعب ولم تمل لحظة واحدة في نشر الوعي والثقافة والمعرفة على كل الأوساط الثقافية مبذلة من اجل ذلك الغالي والثمين لذلك يمكن القول ان القائمين على إدارة هذه المجلة هم بحق كوادر ثقافية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى ,ومن ثم تعي معنى الثقافة في العمق 0وواكبت المجلة جميع المآسي والأزمات التي مرت على المنطقة العربية من نكسة حزيران إلى الحرب الطائفية في لبنان والحرب العراقية الإيرانية إلى اجتياح الغزو الصدامي البغيض للكويت إلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وبعدها على غزة
وعلى الرغم من ذلك استقطبت العربي الناس ودخلت إلى كل البيوت ومن أوسع أبوابها ونشاهدها في كل يد هي جديرة بالاحترام فيها من المعرفة زادا كبيرا ومن المتعة ما لا نتصور,وهي مختلفة منذ البدايات وحتى الآن عن كل المجلات العربية التي صدرت قديما كـ ( الآداب والهلال والرسالة ) ومختلفة أيضا عن كل المجلات التي تصدر حديثا وما أكثرها , فهي تتغير شكلا ومضمونا وبسرعة مع كل تغير اجتماعي وسياسي وفكري وتقني ، لذلك دائما نجد القارىء مدمنا على متابعتها وانتظارها على أبواب المكتبات في أول كل شهر حتى صار بإمكان هذا القارىء – أي قارىء العربي – إنشاء مكتبة بيتية مكونة منها ومن رديفاتها ككتاب العربي والعربي الصغير ,وملحق العربي العلمي فقط 0 فالعربي ودورياتها بإمكانها ان تكون مصدر معلومات وتربية وإخبار ومعرفة عامة وتسلية لكل بيت عربي من المحيط إلى الخليج .
ماذا قالت الأقلام العربية في مجلة العربي :
هنا اسرد بعض الأفكار والآراء التي كتبتها أقلام عربية مشهورة في مجلة العربي ونشرت اغلبها على صدور صفحاتها لكي يعرف القارىء مدى أهمية هذه المطبوعة بالنسبة للنخب الثقافية والفكرية العربية ولكي يعرف أهميتها التنويرية للواقع العربي المتخلف والمظلم ,حقيقة هي مجلة أثرت كثيرا ومازالت تؤثر كذلك صارت مرجعا فكريا وعلميا ورفيق درب طويل للقارئ في البيت والمدرسة والجامعة ومكان العمل وحتى في الشارع واعتقد جازما ان العربي الذي لم يقرأ حتى الآن هذه المجلة ليس بإمكانه ان يعرف تمام المعرفة أهمية هويته العربية من ناحية والإنسانية من ناحية أخرى لأنها بالفعل شكلت هوية خاصة لا بل شديدة الخصوصة للإنسان العربي 0
في زاوية وجها لوجه مع اشرف أبو اليزيد يذهب المؤرخ والكاتب الجزائري عبد الهادي التازي وهو احد الأوائل الذين كتبوا فيها ، في العدد " 600 " يقول:  التازي  ما يثير انتباهي في مجلة العربي أنها حية يقظة تعالج الأمور حسب ما يوجد في كل لحظة , ألاحظ ان مجلة العربي تتميز بمسايرة الموكب العربي العالمي أؤكد اعتزازي لرؤية ذلك الوليد الذي رأيناه قبل نصف قرن يمشي بخطى ثابتة ومتوازنة ) .
وبمناسبة مرور أربعين عاما على صدورها نشرت العربي أراء وشهادات بعض الكتاب تباعا على صدر صفحاتها في ذلك الوقت .
يؤكد التونسي الحبيب الجنحاني " 482"  ان سببين أساسيين كانا من أسباب نجاح العربي : الأول رؤساء التحرير نجحوا في ان يجعلوا من العربي مجلة حرة مستقلة برغم صدورها عن جهة رسمية وهذا ليس يسيرا ، والثاني الهامش الواسع من الحرية الذي اشتهر به المجتمع الكويتي ،فلا يمكن ان تتصور العربي تصدر في بلد عربي يرزح تحت نير العسف والاستبداد , أما الكاتب السوري محي الدين صبحي يقول في نفس العدد ( مجلة العربي تعني أربعين عاما (وألان خمسين عاما ) .
من نشر الثقافة الحديثة المستنيرة بأسلوب مبسط كما تعني الحرص على الوصول الى القاري العربي ابتداء من التسعيرة مع الاهتمام بجودة الورق وائتلاف الألوان وانتهاء بالحرص على تنوع المواد لتلبية كل الأذواق ومطالب المثقفين وتوقعات القراء )
ويقول د 0 احمد إبراهيم الفقيه / 477/ والمقالة منقولة عن جريدة ( العربي ) المصرية  (مجلة العربي ثقافية ذات توجهات واهتمامات عامة بمعنى أنها ليست ذات تخصص دقيق وتقدم هذه المعارف في شديد التشويق والجاذبية وطباعة أنيقة فاخرة عامرة بالصور والألوان )
ويكتب الصحفي اللبناني جهاد فاضل في العدد / 488/ وهو كتاب من المجلة ايضا( رغم مضي أربعين عاما على صدور العربي وما حملته خلال هذه السنوات من أعباء وما اجتازته من صعاب وكفاح شاق ،فما زالت العربي صبية نضرة رائعة القسمات جميلة المعاشر وكأنها في العشرينات من عمرها الكويت والعربي ابنان سويان للنهضة العربية ) .
بينما المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم الثقافية د0 عبدا لعزيز التويجري يكتب في العدد /485/ يقول مفتخرا بها ( الحق ان العربي سجل للثقافة الرفيعة ومنبر للرأي الثقافي والأدبي والديني المستنير وهي بهذا الاعتبار لسان ثقافة الضاد بلا منازع ومرآة لهذه الثقافة من دون ادنى شك تتبوأ المكانة الرفيعة بين مجلات العصر ) ورئيس جامعة البنات الأردنية د0 محمود السمرة وهو الذي عمل في العربي لمدة ست سنوات يكتب في العدد /484/ ( ان الأعوام الستة التي قضيتها في مجلة العربي كانت من أجمل سني حياتي فانا قد استفدت الكثير من استأذنا الجليل احمد زكي رحمه الله ) وفي نفس العدد المفكر اللبناني علي حرب يقول ( لاشك ان لمجلة العربي مزايا تنفرد بها وتعرف من خلالها فهي شكلت مشروعا ثقافيا متعدد الوجوه والمستويات إذ ان اهتماماتها قد غطت مختلف مجالات الثقافة واللغة والأدب والنقد والتاريخ والمجتمع أن المجلة عرفت لأول مرة كيف توازن في عصر العلم بين الثقافة العلمية )
ولقد كتبت في زاوية الى ان نلتقي / العدد /496/ الكاتبة والصحفية الكويتية فاطمة حسين تقول ( العربي تحلق بنا كل شهر مرة في موقع مابين السماء والأرض نترك على الأرض خلافاتنا وما يحلق بها وما تحتويه من مشاعر سلبية تصل الى حدود الغيرة والحسد والأنانية 000الخ التي تأخذنا الى نحر الواحد منا للأخر ثم نقذف بالأمل في الفهم والتفاهم الى السماء حتى يبقى معلقا هناك لا تطاله) .
وفي زاوية هوامش يمانية  في مجلة الكويت كتب الشاعر والكاتب اليميني عبدا لعزيز المقالح عن مجلة العربي ( نحن نشعر مع مجلة العربي إننا في حضرة مجلة تختلف عن سائر المجلات التي ظهرت في الوطن العربي على مدى قرن كامل ومع العربي يحس القارىء بأنها مطبوعة حية متجددة تحقق له حالة من الارتقاء الثقافي والمتعة الروحية ).
وفي العدد /589/ كتب إبراهيم الفرغلي عن عهود العربي الأربعة قال(  إذا تبدو أعداد المجلة بمنزلة وثيقة مصورة لمرحلة من أخصب مراحل النهضة العربية الحديثة وعدا بالأمل وثيقة مدادها أقلام كتاب كبار تفيض بمزيج محسوب من المعرفة والمتعة والثقافة والفنون والشخصيات التاريخية في كل المجالات ومن أساليب الكتابة والطواف في أرجاء المعمورة شرقا وغربا)
وفي أوائل شهر ابريل عام 2008 في احتفالية مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع وزارة الإعلام الكويتية وبمناسبة مرور خمسين عاما على صدور العربي ، ألقى مدير المكتبة د0 إسماعيل سراج الدين كلمة أوضح فيها ( ان مجلة العربي لم تواكب فقط التطور الثقافي في العالم العربي في العقود الخمسة الماضية بل هي صانعة لهذا التيار الثقافي الكبير الذي نحن جميعا نفتخر بالمشاركة في روافده ).
ويتذكر الكاتب الكويتي احمد السقاف في الملف الذي خصصته المجلة بهذه المناسبة بعنوان ( مواقف وذكريات) العدد /601/ يقول عن بداية صدور العربي ( صدر العدد الأول في ديسمبر من عام 1958 كما أرادت له الطباعة الحديثة ان يصدر وتوجت الطبعة بتعيين الشباب الذين تدربوا تدريبا ممتازا رؤساء للأقسام ) 
وأعود للوقفة القصيرة  للعربي عبر ملفها الجميل ( العربي رحلة عمرها 500 شهرا ) في العدد 500 عام 2000 يكتب أمين المجلس الأعلى للثقافة في مصرد0 جابر عصفور يقول (  تؤكد العربي منزعها العقلاني بالحفاظ على التوازن والمعاصرة سواء على الحرص على فتح أفق الحوار والمواجهة أو في تقديم الأجيال الجديدة المختلفة من المفكرين والمبدعين على امتداد أقطار الوطن العربي دون تميز واخيرا الحرص على التوسع المستمر للدائرة الجغرافية للكتابة والقراءة أضافت العربي الى متعة العقل متعة العين التي ترتاح الى جماليات الإخراج تتضافر فيه المتعة الذهنية لعقل القارىء مع المتعة الجمالية لمدركاته ومشاعره) . 
أما الكاتب والصحفي محمود المراغي احد كتاب العربي لسنوات طويلة يكتب في نفس العدد ( كانت العربي علامة مضيئة في تاريخ الكويت ، فهل كان يمكن ان تكون اذا لم تكن الدولة الحاضنة مؤمنة بالثقافة وبحرية الرأي)
وكتب محمد رجب النجار ايضا يقول ( تعد مجلة العربي اكبر موسوعة مصورة في ادب الرحلات دون منافس فلقد استطاعت ان تغطي العالم برحلاتها الاستطلاعية تحقيقا لوعد قديم قطعته على نفسها بان تكون عيون قرائها على العالم وشاهدا على العصر وقد وفت بوعدها منذ صدورها ولم تزل ).
أما العربي وبمناسبة فوزها بجائزة العويس للانجاز العلمي والثقافي الدورة السابعة تكتب عن نفسها في العدد /520/ تقول ( العربي إذا تعرب عن سعادتها بالجائزة المهمة تعد قرائها بالسير في الطريق ذاته الذي اختطته وصافحتهم من خلال كل شهر  طريق المعرفة والثقافة والحرية والتنوير الى العصر والتقدم ).
وجاء في بيان المؤسسة حول فوز العربي العدد/522/ ( إن قرار المجلس بمنح مجلة العربي هذه الجائزة إنما جاء تتويجا وتكريما لمسيرة هذه المجلة التي امتدت قرابة نصف قرن من العطاء المثمر والمؤثر في الإنسان العربي على مستوياته المختلفة وعلى عملها الدءوب على تكريس منهج التفكير العقلاني والعلمي في ثقافتنا العربية المعاصرة ، لقد غطت عبر سنوات طويلة من انتظار الإصدار ، موضوعات متنوعة وشاملة غطت الكثير من القضايا العربية والعالمية والحضارات والفكر والتراث والإبداع والفنون والآداب والعلوم الطبيعية والتقنية والبيت والأسرة ).
فسحة صغيرة مع العربي :
مجلة العربي كانت ومازالت واحة واسعة ومفتوحة لكل المشاكل العربية من قضاياها القومية الى القضايا الأدبية والفنية والعلمية من أدب وسينما وتشكيل ونقد وتقنية وطب وعلوم إنسانية واجتماعية وواكب على صعيد التكنولوجيا كل الاختراعات الجديدة والاكتشافات الطبية المذهلة خلال خمسين السنة الماضية وتابعت مشاكل البيئة العربية والصحة والشباب والأسرة فاتحة صفحاتها لكل الأقلام في مناقشة كل هذه القضايا وبشرط ان يكون أسلوب الكتابة مبسطا وممتعا بحيث تصل الفكرة بسهولة ومتعة وفائدة معرفية الى القارىء هذه هي مجلة العربي التي دخلت الى شرايين كل قارىء للعربية معطية أهمية جليلة لقضية الهوية والثقافة واللغة وبانفتاح وحرية لامثيل لهما 0 وانأ تعرفت من خلالها على أقلام لم يكن بمقدوري التعرف علها بسهولة ثم وصلت الى أقاص في الأرض من خلال استطلاعاتها المصورة لم ولن استطيع الوصول إليها لاسابقا ولا حتى الآن فهي صديقتي الدائمة في المسرات وفي الملمات ولا يمكن لي الاستغناء عنها 0
 مزيداً من الحب للعربي : 
ولكي نفهم العربي بعمق أكثر ونقاربها اذ لابد ان نتابع بعض الآراء الأخرى التي قيلت فيها ، فكتب الدكتور احمد زكي في افتتاحية العدد/ 62/ بمناسبة السنة الخامسة لصدور العربي قال : (  فنحن إذ نحتفل اليوم بالعيد الخامس لميلاد العربي إنما نحتفل بتدشين جزء من هذا الميراث المكتوب ولننوه بتلك الجهود التي بذلتها  فئة كريمة من كتاب العربي لمجلة العرب في هذه السنوات الخمس المواضي ، تلك الجهود التي سجلت بعض صور الثقافة في تلك الحقبة القصيرة من الزمن : صور من الفكر وصور من الحياة الحاضرة أو انفعالات انفعل بها من جراء ذلك أصحابها وترددت أصداؤها قرائهم ).
وكتب رئيس تحريرها السابق محمد الرميحي في العدد/ 475/ مقالة بعنوان ( بين العربي والتايمز) في حديث الشهر قال فيها ( الطموح أن تقدم العربي المزيد لعشاق الثقافة العربية الجادة والملتزمة بقواعد المعرفة والجدة والابتكار وان تعمل في عصر تتقارب فيه الثقافات كجسر لربط الماضي بالحاضر ).
وعندما تسلم رئيس تحريرها الجديد الدكتور سليمان إبراهيم العسكري كتب في افتتاحيته الأولى مقاله بعنوان " سر العربي "  العدد /489/ جاء فيها (تدخل العربي الألفية الثالثة وهي تحمل وعدها لقرائها بان تحافظ على التزامها بقضاياها الثقافية الى عصر ينشد العرب فيه النهضة والرقي والرخاء والأمن والسلام وان تبقى نافذة مشرعة في الوقت ذاته على مختلف أوجه التنوع الثقافي لشعوبها وان تواكب المستجدات المعرفية والفكرية والتقنية والإبداعية لهذه القرية الكونية التي انتهت إليها صورة عالمنا المعاصر).
والشاعرة الكويتية سعاد الصباح قالت في العدد /589/ عن العربي ( لقد حققت العربي لاسمها مكانة عالية في عالم الكلمة العربية وإعطائها تنوعها الفريد نكهة خاصة بها غير مسبوقة ولا تزال تحتفظ بتفردها وخصوصيتها لتجعل النشر فيها علامة للمبدع وهدفا له في أن).
 أما أستاذ جامعة السوريون ووزير الثقافة اللبناني الأسبق د0 غسان سلامة يقول ( ان من فكر بإصدار العربي منذ نحو نصف قرن ما كان مخطئا بل كان في الواقع من حيث يدري أو لا يدري طليعيا )
بينما يقول الروائي السوري الراحل هاني الراهب عنها ( أن مجلة العربي في عهد الرميحي بدأت تقترب بحذر ولكن بثقة وتصميم من المواقع الساخنة في الحياة العربية ).
وفي شهادتها عن مجلة العربي تكتب القاصة الكويتية ليلى العثمان ما يلي ( صارت مجلة العربي منذ عددها الأول من المجلات اللصقية والصديقة التي اعتز بها واقرؤوها بشغف لأنها استطاعت باقتدار ان تكون الميدان الواسع لكل المثقفين والمفكرين والمبدعين والشعراء العرب الأوائل منهم والمحدثين ).
وماذا عن قارئ العربي ورأيه :
لابد أن نعرف رأي قارىء العربي أيضا في هذه الفسحة عن مجلته التي يحبها حبا عميقا بالإضافة الى ذلك فان العربي نفسها تعطي أهمية كبيرة لقارئها لا بل تضعه وتضع آراءه ومقترحاته عن المجلة في سلم أولوياتها لذلك سأسرد هنا أراء بعض القراء المنشورة على صفحات العربي ذاتها لكي تتوضح لنا صورة هذه المجلة وقيمتها الفكرية والثقافية والعلمية أكثر.
القارىء سهيل ناصر أستاذ جامعي من الأردن في رسالته في العدد / 591/ يقول ( العربي عنوان الإنسان العربي والعروة الوثقى بيننا ولم تتزحزح يوما عن جوهرها وأهدافها وهي كانت ومازالت تنشر العدل والإحسان والأدب والصداقة والإخوة والإخلاص ) .
القارئ علي عفيفي وصحفي أكاديمي مصري في رسالته في العدد /593/ يقول( لقد أصبحت أتلهف على مجلة العربي قبل بداية الشهر ربما قبل ظهورها في الأسواق بعشرة أيام وأظل يوميا اسأل عنها بائع الجرائد حتى ألمها فالتقطها مسرعا وأعود بها الى منزلي فأظل اقرأ واقرأ حتى أجد إنني ما تركت كلمة بها إلا وقد قرأتها سواء كانت شعرا أو قصة أو مقالاً علمياً أو أدبيا).
القارئ حواس محمود كاتب وباحث من القامشلي في رسالته في العدد/598/ يقول (لا تزال المجلة تمدنا وترفدنا بالزاد الثقافي المتنوع والتطور ونحن ننتظر الشهر بأكمله ريثما تجد العربي النور في الأسواق ، فيتجه كل من تشرب بماء الثقافة لاغتراف ألوانها ، يتجه الى حيث هذه المجلة لاقتنائها والاستفادة منها والاستمتاع بمائدتها الثمينة ).
القارئة نجاة ناصر محمد وهي أستاذة متقاعدة تكتب في رسالتها في العدد /599/ ( أن مجلة العربي عرفتنا على تاريخ مختلف الأمم وشعوبها ، أنتا شهريا نسافر كل بلد من دون جواز او تأشيرة نطوف العالم من خلال قراءة العربي وكل الحدود مفتوحة ) القارئ مصطفى هديب من الأردن يقول في رسالته في العدد /595/ ( وقد أثبتت تجربة العربي ان الأفكار الصادقة لا تموت وان القدرة على الفعل المؤثر مازالت ممكنة 00 وان الحكمة قادرة على ان تغلب النزف والطيش ).
القارىء فتح عبد الحميد المقعد من اليمن يقول في العدد /581/ ( تحمل مجلة العربي إلينا بين طياتها الكثير من العلوم في شتى المجالات ،بما ينفع ويفيد القارىء العربي وغير العربي فهي مرجع يعتمد عليه في موضوعاتها المتنوعة ، فهي منبع المعارف ومتعة القارىء تجدد الماضي وتحلل الحاضر وتبني المستقبل ).
جولة قصيرة في دوحة العربي .
شهدت العربي تغيرات كبيرة على يد رئيس تحريرها الحالي د0 سليمان إبراهيم العسكري سواء على صعيد شكل المجلة أو فنيتها أو على الصعيد مضمونها وتعمقت أكثر من ذي قبل في القضايا والأسئلة الجوهرية التي تمس الإنسان العربي وواقعة ومجتمعه وحرياته وآفاقه المستقبلية باذلة جهودا مضنية في ان تفتح له باب الخلاص من التخلف والجهل والأمية وتعيد له صياغة تاريخه بصورة صحيحة الايجابي منه والسلبي أيضا وهنا سأعرض محتويات هذه المجلة بعد خروجها الى المكتبات 0
أول ما نتصفح المجلة هناك زاوية عزيزي القارىء وهي عرض سريع ومشوق لمحتويات المجلة بقلم المحرر ثم تأتي مقالات رئيس التحرير د0 العسكري في الزاوية التي واكبت المجلة منذ بداياتها وهي"  حديث الشهر" , ويبدو ان هاجس رئيس التحرير هو التعليم والمعرفة الرقمية والمطبوعة والثقافة والاستفادة من تجارب الآخرين هذه بعض عناوين افتتاحياته "  العرب عام جديد وأسئلة قديمة " " نحن واليابان نظرة عربية جديدة الى الشرق " "  المعرفة الرقمي والمطبوع " ويقول في" النخبة والسلطة وخيار الديمقراطية " العدد"  599/ ( إن التحول الى الديمقراطية هو الحل فمجتمعاتنا العربية لا تطلب حقوقا استثنائية وإنما هي تنشد حقوقنا الطبيعية ، الحقوق التي تمنحا الأمن والحرية والاكتفاء الذاتي فتبحث عن ملامح أساسية للديمقراطية وبديهياتها التي يلتزم بها الجميع ديمقراطية تحترم دور النخب في تمهيد الطريق للمستقبل الأكثر إشراقا ).
في الحقيقة أن العسكري يطرح أسئلة الجرح والمصير العربي ,ويتنبىء بما هو قادم كمثقف شمولي ولكن هل هناك من مجيب ، هذه قضية العربي بحد ذاتها .
أما الشاعرة الكويتية سعدية مفرح فتقدم في كل عدد شاعرا  من الشعراء العرب قديمهم وحديثم في زاوية " شاعر العدد"  مع  منتخبات من قصائدهم التي  تبثها المجلة على صفحاتها, ومن الشعراء الذين قدمتهم مفرح كثيرون هذه بعضهم " نزار قباني الذي جعل القصيدة رغيف خبز " " العباس بن أحنف " " أبو البقاء الرندي " وتقول  عن الجواهري شاعر العرب ( لقد رحل الجواهري إذن بعد ان قدم لمتلقي الشعر العربي أخر الشهادات المهمة جدا والكبيرة جدا والصعب دحضها جدا على تميز البيت الكلاسيكي وجماله الحي وقدرته على شق الطرق التقليدية في مدن الشعر الحديثة "
وننتقل الى د0 احمد أبو زيد هذا العالم الانثروبولوجي الذي يكتب مقالات مدهشة في المستقبليات ، ويكتب في العربي منذ العام 2003 بصورة دائمة وصدرت له عن كتاب العربي كتابان " المعرفة وصناعة المستقبل  " الطريق الى المعرفة " يقول في مقالته في العدد / 608/ ( هل يحتاج العالم الى إيديولوجيات جديدة // ( الحقيقة الأساسية والواضحة هي ان العالم يقف الآن على مشارف اشد وأعمق مراحل التغير التي عرفتها الإنسانية وتتميز هذه المرحلة بسرعة التغيرات التكنولوجية وارتباط الإنسان بها واعتماده المتزايد عليها بشكل قد يؤدي الى نوع من التوحيد بين الإنسان والآلة بحيث قد يصعب التميز بين ما هو بيولوجي وما هو آلي .وهناك من المفكرين من يرى ان التغيرات في مجال التكنولوجيا خلال القرن الحادي والعشرين سوف تكون اكبر بألف مرة تلك التي شهدها القرن العشرون ) .
ولقد حققت العربي في استطلاعاتها في المرحلة الأخيرة تقدما واضحا من حيث شكل الكتابة والصورة في تقديم المكان وتحقق هذا التقدم على يد كوكبة من الكتاب والمصورين اذكر منهم اشرف أبو اليزيد وإبراهيم المليفي والمصوران حسين لاري وسليمان حيدر 0
وهناك زاويا كثيرة ومفيدة جدا في المجلة مثل " وجها لوجه – أوراق أدبية يكتبها د0 جابر عصفور – اللغة حياة يكتبها د0 مصطفى علي الجوزو – وقصص على الهواء الإنسان والبيئة يكتبها الكاتب العلمي احمد الشربيني -  من المكتبة العربية والأجنبية – والصفحة الأخيرة الى ان نلتقي) .
بالإضافة الى ذلك هناك صفحات مخصصة ( شعر – الشخصيات – تاريخ – قالوا – ادب – فن – معرض العربي – ملف العدد – ثقافة الكترونية – جمال العربية – منتدى الحوار – البيت العربي – ساحة ود – المسابقة الثقافية – مسابقة التصوير  الفوتوغرافي _ المفكرة الثقافية - - وعزيزي العربي ).ويكتب فيها نخبة من المثقفين الكبار والأكاديميين العرب .
وإذا استعرضنا كل زاوية على حدة، فنحتاج الى صفحات طويلة جدا على أية حال ما أجمل ان تتصفحها أنت بنفسك أيها القارىء العزيز 0
مجلة العربي : خمسين عاما من المعرفة والاستنارة ...
 في الندوة التي أقامتها في الكويت مجلة العربي وكانت بعنوان ( مجلة العربي نصف قرن من المعرفة والاستنارة ) ثم صدرت أعمال هذه الندوة الفكرية في سلسلة كتاب العربي بجزأين العددين ( 72- 73) من السلسلة ,ولقد حضرها لفيف من الكتاب والمثقفين العرب والأجانب وطرحت فيها موضوع مجلة العربي بأجمل تحليل واستعراض وبحث والقارئ من خلال قراءته لهذه الإعمال يفهم لماذا العربي وما هي العربي من بدايتها وحتى الآن .
وهنا اعرض هذه الأوراق المقدمة الى الندوة بصورة وجيزة ومختصرة قدر الإمكان لاغناء المادة الكتابية عن مجلة العربي وأيضا لأهميتها بالنسبة لقارئ العربي في أي مكان كان, لقد جاءت في ورقة الأستاذ محمد قحة رئيس جمعية العاديات في حلب وكانت بعنوان ( معالجة التراث العربي في مجلة العربي)  ما يلي ( لقد استطاعت العربي عبر مسيرة نصف قرن ان تبقى متميزة على مستوى الوطن العربي والقارئ العربي عبر العالم ويمكننا متابعة نقاط تميز العربي في الأمور التالية :
- الاستمرار الدائم .
- الانتشار الواسع في إرجاء الوطن العربي وبين أبناء الجالية العربية في المهاجر  ج – المحافظة على الحيادية والموضوعية تاريخيا وفكريا والناي عن الخلافات السياسية وغير السياسية  0
– المحافظة على أداء لغوي وثقافي رفيع ومبسط في ان معا 0
- التنوع المدروس في تقديم مادة المطالعة 0
- الإخراج الفني الرفيع للمجلة ) .
أما الشاعر المصري احمد عبد المعطي حجازي في ورقته (دور العربي في نشر الشعر وتطوير القصيدة العربية ) تحدث ( لقد احتفت العربي دائما بفن الشعر إبداعا ونقدا بوصفة أصلا للثقافة العربية وتجسيدا لقيم العرب ومثلهم العليا ووعيهم بشخصيتهم القومية لكنها فعلت ذلك في الحدود التي يفرضها عليها كونها مجلة ثقافية جامعة ولقد أعطتنا العربي قصائد المجددين وقدمتها اجمل تقديم دون ان تتعصب لشكل الذات فهي تنشر القصيدة الجديدة الموزونة وتنشر القصيدة التقليدية وتنشر قصيدة النثر ايضا )0
لكن الشاعر اللبناني المعروف محمد علي شمس الدين تحدث في ورقته التي هي بعنوان (مجلة العربي والتطور الأسلوبي في موادها الأدبية ) بما يلي ( مجلة العربي ليست مجلة أدبية بالمعنى المتخصص للأدب كما هي عليه مجلة الآداب مثلا او مجلة شعر المحتجبة ، ولكنها اقرب لمجلة الهلال المصرية التي أنشاها جرجي زيدان العربي مجلة ثقافية بالمعنى الجاحظي القديم للأدب أخذت من كل علم بطرف)
 بينما الأكاديمي اللبناني مصطفى علي الجوزو في مساهمته (  مجلة العربي 00 في تطوير الرؤية اللغوية والتعبير الأدبي ) يقول ( أن العربي ساهمت بصورة ملحوظة في تطوير الرؤية اللغوية والتعبير الأدبي العربي ,وبدا بعض أبحاثها حافزا لتحريك العقل العربي عند القارىء وعاملا على تعميم المعرفة ) .
وتذهب الأكاديمية الكويتية د 0 نورية الرومي في ورقتها المقدمة " مجلة العربي ودورها الثقافي والتنويري "  الى ابعد من ذلك تقول ( لقد غطت مجلة العربي عبر نصف قرن موضوعات متنوعة وشاملة تناولت الكثير من القضايا العربية والعالمية والحضارات والفكر والتراث والإبداع والفنون والآداب واللغات والعلوم الطبيعية والتقنية والبيت والأسرة), وفي ورقته المقدمة ( مجلة العربي ولغتها الحية ) .
يكتب الأكاديمي السوري د0 حسين جمعة ( أن مجلة العربي حققت انتشارا للثقافة العربية الجادة ولغتها الجميلة ولا تزال تعيد صياغة الوعي بهما ).
 بينما الأكاديمي د0 نواف عبدا لعزيز الحجمة في ورقته ( أوربا استكشاف الأخر في أدب الرحلة الصحفية المعاصرة ) يقول ( لم تكن أوربا في مخيلة رحالة مجلة العربي مجرد فضاء للغريب والعجيب والمدهش بل ظلت منذ ولادتها الى بداية القرن الحادي والعشرين محطة للتثاقف والإثراء الحضاري)
ويؤكد د0 خالد عزب مدير بمكتبة الإسكندرية في ورقته ( الاستطلاعات المصورة أدب الرحلات في العربي )  ما يلي (  الاستطلاع في مجلة العربي لم يكن محلا للسرد المتتالي من الراوي للرحلة ، بل كان مدرسة رسخت أقدامها عبر سنوات لتقدم للقارئ قراءة للمكان بقلم المستطلع تعكس رؤية عينه له ولكن ايضا تحليل المكان بعمق شديد بحيث إذا زاره القارىء استكشفه بعين مجلة العربي التي تقترح له أفاقا أخرى من خلال عينه ).
 ويتحدث ايضا الروائي السوري نبيل سليمان في ورقته (  أدب الرحلة في مجلة العربي ) عن انجازات واكتشافات هذه المجلة التي حققتها عبر تاريخها يقول (  غير أن انجاز مجلة العربي في أدب الرحلات لا يضاهى بحق فهي قامت بأكبر عملية اكتشاف في تاريخ الصحافة العربية ) .
 وفي الورقة التي قدمها د0 يوسف عبد الفتاح أستاذ بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية بعنوان ( مجلة العربية تعليم العربية في كوريا )تحدث عن دور هذه المجلة ومساهمتها في نشر اللغة العربية هناك قال(  بفضل وصول مجلة العربي الى كوريا استطاع دارسو العربية الحصول على مصدر مهم من مصادر العربية المعاصرة النقية التي تمده بمعين ثر من المعلومات في شتى مجالات الأدب واللغة )
ويتحدث ايضا د0 محمد حسن تبرائيان مساعد الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران في ورقته "  النهوض الثقافي في المجال الإعلامي "  ( أود ان أشير الى الدور الفريد الذي لعبته الصحافة العربية ومجلة العربي في الطليعة منها لنشر الثقافة واللغة العربية بين الشعوب غير الناطقة بها ).
 أما البروفيسو تشو وي ليه أستاذ بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية في الصين, ويقدم في أخر ورقته بعض المقترحات وهي :
- توسيع مجلة العربي الى كل أقسام اللغة العربية في الجامعات في بكين من خلال سفارة الكويت0
- زيادة إهداء مكتبة أو كتب عربية الى أقسام اللغة العربية للجامعات الصينية 0
- بحث إمكان إنشاء صندوق لتنمية اللغة العربية وتحديدا جوائز للمستعربين خصوصا للجيل الناشئ .
ولقد جاءت في ورقة د0 احمد إبراهيم رحمه الله أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية السابق في كاليكوت يقول (  نجحت المجلة في ترسيخ وجود العربية الفصحى لغة حية ومتطورة في مختلف الميادين كما نجحت في توصيل أهميتها الى علماء الدين والعربية في الهند فتغيرت الحال فيها وتقدمت حالة تعليم العربية فيها )
وكتب في ورقته " مسئولية نشر الثقافة البصرية والتشكيلية توعية نصف قرن من مجلة العربي " الفنان التشكيلي د0 اسعد عرابي المقيم في باريس حاليا يقول ( قد يكون من حسن ظن مجلة العربي وقرائها أنها لا تصبو ان تكون مجلة دراسات لا في الفن التشكيلي ولا سواه فقد استمرت عبر تاريخها في منهجها بحيث تتناول المجلة المعارف والميادين الثقافية بأبسط وسائط التعبير وهذا واضح بلاغة الصورة والتوثيق والإخراج الفني فيها )
وتأتي في ورقة محمد أبو طالب " خواطر وملاحظات حول مجلة العربي "  وهو فنان تشكيلي من مصر يقول ( كانت مجلة العربي اول مجلة ثقافية في العالم العربي تنشر الصورة الملونة من واقع الحياة الطبيعية للبلدان والمدن التي سافر إليها محرروا ومصوروا المجلة منذ نصف قرن ).
أما في مساهمته"  مجلة العربي في إحياء الثقافة العربية وبلورة أهدافها " هذه ورقة الأكاديمي المصري د0 احمد درويش يقول فيها (  أن مجلة العربي التي بدا إصدارها سنة 1958 في ظل روح الإصدارات المدعومة من المؤسسات الحكومية قد تمكنت فيما اعتقد من المحافظة على مكاسب النظامين معا,فقد ساعدها الدعم المؤسسي على تجاوز العقبات المادية والتنوع في الإصدارات والمواد المقدمة على حين تم تلافي سلبيات هذا الدعم من خلال قدر كبير من حرية الحرية والرأي قادم في ذاته من التخطيط لنمط الموضوعات المطروحة )
ولكن الأكاديمي د0 صلاح الدين بوجاه من تونس يذهب في ورقته المعنونة "  جيل مجلة العربي وصايا العروبة والعقلانية والواقعية "  يقول ( هكذا تبدو العربي منسجمة غاية الانسجام مع مجتمع المعرفة الذي تتوقف إليه البلدان العربية العاملة بأسلوب المجتمعات الرشيدة ).
وتحدث سمير فرح الإعلامي في ( bbc ) العربية لندن عن شراكة الـ (bbc ) مع العربي في مشروع " قصص على الهواء "  التي تنشرها العربي تزامنا معها يقول في ورقته " مجلة العربي والكتاب الهواة " (الحقيقة إن الفكرة الممتازة لايمكن ان تقاوم الشراكة مع مجلة كـ العربي لإنجاح فكرة كهذه لايمكن ان تقاوم يجب ألا تقاوم 000 فخلقنا الاستثناء وكرسنا مع الزملاء من العربي الفكرة )
 أما الناقد السوري د0 فايز الداية فكتب في ورقته " المعرفي والثقافي في العربي " ما يلي ( يبدو جليا لمتتبع الرحلة التي عمرت نصف قرن ان إدارات مجلة العربي المتعاقبة كانت حريصة على سمعة لا يتطور ويغنى إلا في التقنية والتحرير والرؤية ) واخيرا كتب رئيس تحرير مجلة لغة العصر في ورقته ( الكتابات العلمية في مجلة العربي والمصطلحات الحديثة) قال ( في هذا السياق تعتبر مجلة العربي حالة جيدة للدراسة فهي من حيث العراقة تأتي في صدارة المؤسسات والجهات الإعلامية العربية التي لعبت دورا مميزا في قضية الكتابات العلمية خلال رحلتها الطويلة وخصصت دوما مساحة طيبة من صفحاتها واهتماماتها للكتابات العلمية )
وفي النهاية :
اعترف إنني لم أعط هذه المجلة القيمة حقها من الدراسة والإعداد وأنا على يقين بأنها بحاجة إلى تأليف كتب تاريخية وثقافية وعلمية عنها ، واستطيع القول دون حرج ان هذه المجلة صارت أكاديمية بحد ذاتها وبإمكان الجامعات العربية من مشرقها الى مغربها ان تدرسها للطلاب ، لا بل من المفيد والضروري تدريسها, انا فخور جدا بأنني قارىء هذه المجلة منذ زمن بعيد وفخور أكثر بالكتابة عنها  وهكذا سأنتظر العدد الجديد كانتظار العاشق لعشيقته بعد غياب شهر 0
والى لقاء متجدد أيتها " العربي الجميلة "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*هوامش:
1- مجلة الكويت العدد 295- 2008
2- إسهامات الكويت في الثقافة العربية – المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - 2009
3- منارات ثقافية كويتية – المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب-  2009
4- رواد الحركة الثقافية في الكويت المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب-  2008
5- كتاب العربي العدد الثالث ( المجلات الثقافية والتحديات المعاصرة ) – 1984
6- كتاب العربي جزأين ( مجلة العربي خمسين عاماً من المعرفة والاستنارة ) - 2008
7- أعداد كثيرة من مجلة العربي 0


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 1.86
تصويتات: 23


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات