القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

شعر: انفلونزا البشر

 
الأحد 13 ايلول 2009


عبد الستار نورعلي

الحديقةُ
ملأى بسُكارى
يحتسونَ منْ فمِ القنينةِ
آلامَ العشبِ تحتَ مقاعدهمْ الملأى
ببقايا سرير النومِ المليءِ
بالبولْ،


يجلسونَ في فوضى عارمةٍ،
صراخُهمْ
يغيبُ في خريرِ النهرِ المنسابِ
صوبَ السدِّ .......

أمسِ مساءاً
التقيتُ رجلاً يترنحُ،
بصقَ على رصيفِ الشارعِ
دمَ قلبهِ،
ونامَ ....
على العشبِ النديِّ
برطوبةِ الخريفْ،

الحديقةُ إيوانُ القبيلةِ،
حينَ تفتحُ سجِّلَ العابرينَ
يرتفعُ دخانٌ أسودُ،
فتختنقُ النوارسُ
وهي تحلّقُ صوائحَ في الجوِّ المليءِ
بأنفاسِ الخمورِ،
وفيروساتِ انفلونزا الخنازير،

حينَ أصيبتِ الخنازيرُ بالانفلونزا
ما كانتْ تعلمُ أنها ستصبحُ
أشهرَ من الشقيقاتِ برونتي،*

هلْ نفتحُ بابَ السرِّ المغلقِ
على انفلونزا البشرْ؟

السُكارى في الحديقةِ المتراميةِ
على ضفاف النهرِ الخالدِ المتدفقِ
صوبَ السدِّ
في مدينتنا النائمةِ في حضنِ التحالفِ الاشتراكي
لا يدرونَ أنَّ المصيبةَ أعظمُ
منْ فوهةِ علبةِ البيرةِ الفاسدةِ
منْ صنعِ معاملِ يلتسينَ وتشيفرناتزا
وغورباتشوف،

في الظلمةِ الحالكةِ
في الغابةِ المجاورةِ
ترتقي الشياطينُ رأسَ الشجرةِ الكبرى
فتتساقطُ أوراقُ الخريفِ
فوق الرؤوس المائلةِ
على مقاعدِ الزمنْ،

هلْ يُدركُ السُكارى أنَّ النورَ الخافتَ
في عيونهمْ
مثلُهُ مثلُ الظلام الدامسِ
في عيونِ النهارْ؟

صرخَ أحدُهمْ:
أطفئوا الشمسَ!
لا أتحمّلُ حرارتها!
أعيدوني إلى فراشِ الحقيقةِ العاريةِ
في خلايا النومِ!

لم أجدْ مقعداً فارغاً،
فاقتعدتُ رأسي،
وغبْتُ
في دخانِ السيجارْ .......

* الشقيقات برونتي: هن الشقيقات الروائيات الانجليزيات اللواتي عشْنَ في القرن التاسع عشر وفارقْنَ ثلاثتُهن الحياة في سن مبكرة بمرض السُلّ الرئوي، وهن آن برونتي التي عاشت تسعة وعشرين عاماً، وإميلي ثلاثين عاماً، وشارلوت تسعة وثلاثين عاماً. كما أن شقيقهن باتريك أيضاً توفي بنفس المرض وهو في الواحدة والثلاثين من العمر.

عبد الستار نورعلي
صباح السبت 12 سبتمبر 2009
مكتبة مدينة اسكلستونا/ السويد

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات