القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

طرق جديدة للنسيان

 
السبت 02 اب 2008


إبراهيم حسو

 (1)
قبل أن تقولي
الريح فتاكة هذا اليوم ‏
أخبريني عن طريقة غير مألوفة لنسيانك. ‏

قبل أن تقولي ‏
الطريق إلى الشعر محفوف بالضباب ‏
و موصد منذ ألف سنة ‏
أخبريني عن طريقة تقليدية للوصول إلى ثديك اليقظ ‏


قبل أن تقولي ‏
الفضاء لا يرحب بأحد منّا ‏
و الغيم كذلك ‏
و الهواء كذلك ‏
و الجبال الناهضة كذلك ‏
أخبريني عن طريقة مفيدة للطيران غير الشعر ‏

قبل أن تقولي ‏
لست بحاجة إلى نهار صغير آخر للكتابة ‏
أخبريني و لو بنظرة عن طريقة خفيفة لسرقة أشعار ‏
محمد عضيمة و شوقي أبي شقرا و اسعد الجبوري و وووو . ‏

قبل أن تقولي ‏
الفرصة غير مؤاتية للغوص في جسدينا ‏
أخبريني عن طريقة فاضحة لممارسة الضجيج مع السكون ‏
هوايتي المكروهة. ‏

( 2 ) ‏ ‏
فقط لأرى ‏
الثلج و هو يشلح ثياب الصيف جيئة و ذهابا ‏
الماء و هو يتعكر ليذوب في سكر بعيد ‏
الأرض و هي تخلف موعدها في الدوران حولك ‏
العشب الذي يستحي من خفاف السياح فيدوخ من أول دعسة ‏
الشارع الوحيد على ناصية ما ‏
الورد الذي جلبوه من برية غير موجودة في التضاريس ‏
و كتاب الأطلس ‏
فقط لأرى ‏
كم تبعد يدك عن يدي ‏
عندما يحل الشعر و ينقشع الخوف ‏
كم أقترب من ثدييك دون أن ترف أعضائي و لو بقفزة ‏
كم أضحك من القدر و هو يستولي على الفراغ الذي تعيشه كائناتي المراهقة ‏
فقط لأرى. ‏

(3 ) ‏

و أنت تغمض يدك ‏
و تخرج من البيت دون وداع ‏
لتخلق مشكلة في الوظيفة ‏
استمع إلى الشعر الذي فيك ‏
لان الشعر هو كذا و كذا . ‏

(4 ) ‏
حين تكلمت عن الفاكهة القديمة في إناء مرتبك على طاولة مرتبكة ‏
حين تكلمت و سكرت الغبار على مصراعيه في الفندق الحجري ذاك ‏
حين حطموني بالقرب من قصيدتي البكر، فصارت لي العتمة نافذة و قبر في الوقت نفسه. ‏
حين أهيئ للفتاة القرمزية، ما يجب تهيئته منذ ألف سنة، من جواهر و غيوم وورد ‏
أو ما يجب استذكاره في قمر بارد داخل علبة حياتنا نحن الاثنين. ‏
حين نجوت من يدي، فقطفتني الأزهار، إصبعا تلو إصبع، ‏
وصرت طفل الضباب الذي يسكنه أشباح من القرن الثالث أو الرابع لا فرق. ‏
حين اتهموني بأني غنيت لك في ليلة كنت غير موجودة فيها، ‏
فقطعوا عني الهواء و رموني في شعر غريب ذي طعم مقرف لا محالة . ‏
حين قلت لك ‏
إني لك . ‏
حين سمعت انك مريضة و بحاجة إلى صدري الحقيقي ‏
حين تسلقت الخريف في غرفته الشهوانية، وتكلمت بتواضع مثير عني و عنك ‏
و سررت بوجودك في أثاثات روحه و أنا لا ادري بتاتا. ‏
حين طرت بأجنحة فولاذية، على مقطع صغير من الماء، ‏
بالقرب من برية وهمية مصنوعة من قش و أوراق الريح الهادرة، ‏
حيث الشعراء و الملائكة يشربون نخب الكتابة الأولى. ‏
حين مت دون إن اعرف بأي سكين من يديك، وبأي قلب من ضلعك الضعيف، ‏
وبأية زهرة من شعرك الازوتي الملتهب ‏
حين ألقيت نفسي من القصيدة، فتحطمت كلمة كلمة. ‏
حين لم يكن لي زمن و تاريخ قتل، ‏
حين قرأت اسمي بيدي على لائحة الشعراء الإرهابيين على لوح وهمي بلا شكل أو روح. ‏
حين تشكلت من رسمي، ‏
و سورتني الريح الفضفاضة على قرب من بيت مهجور ملئ بالسعادة الأبدية . ‏
حين كنت في ارض قديمة تطلق على نفسها البراري بخطوات الماء المنفلتة نحو قدميك الطوفانيتين. ‏
حين قلت انك ملكة و إن العصفور الذي على شعرك شاعر وأمير جبان. ‏
حين نظرت من عيني الصمغيتين الصامتتين (اللتين حتما لن يأكلهما الدود) إلى مسبح جسمك، ‏
و صرت في خبر كان.
---
صحيفة تشرين -  ملف الاسبوع الثقافي - السبت 2 آب 2008


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 1
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات