القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: بين حبارى المغرب .... وشهداء نوروز 2008 ....!

 
الأثنين 07 نيسان 2008


  أيهم يوسف
 
المفضلة الحاسوبية التي تحمل عناوين مواقع أخبارية شتى، قد تفاجئ متصفحيها بالأخبار على مدار اليوم , و في شهر آذار ما أن يقدم أحدهم من خارج الوطن على تصفح "النت" حتى يتفاجأ بسيل من الأخبار و القصص التي ستسردها الجدات على مسامع أحفادهن في أيام و سنين مقبلة , على ألا ينساها الكردي , و تبقى تنخر في الذاكرة أنيناً مدوياً ، نسمع صداه ، كلما أقدم آذار بسيل من الدماء.


 و كي نستأنس الروح، ستبقى الجدات تسرد قصصاً عن عصفور الدوري الذي انتفض طائراً من الشجرة،عندما هز جسده الغصن المصاب برصاص نوروز في قامشلو , و رحلة طائر الحبارى الذي طار مفرداً جناحيه :
 فها هو القذافي يقرّ على أنه لا يجمعنا - نحن رؤساء العرب - في القمة العربية سوى الصالة (أي المكان) وهو ماله دلالات كبيرة، بكل تأكيد
  قوات الأمن السورية – في مدينة قامشلي- تطلق النار على مواطنيها من دون أسباب أو سابق إنذار في ليلة نوروز 2008, ثم وقوع ثلاثة شهداء ضحايا هذا الفعل الإجرامي ، ناهيك عن الجرحى المعلنين وغير المعلنين منهم ، من  دون رقابة أو محاسبة , حتى الآم ، وصولاً إلى تركيا التي بدورها لا تقل  حباً للدماء من كل الحاقدين على الكرد , حيث أقدمت عناصر أمنها في اليوم نفسه على  كسر يد شاب كردي في الخامسة عشرة من عمره، بطريقة مزرية، توخز خنجرا آخر في صدر مشاهدي اللقطة .........
 و الأغرب من هذ ا و ذاك ، حينما تذهب بك بوصلة الأخبار إلى دولة الإمارات ، مثلاً، و تقرأ خبراً في الوقت نفسه عن إطلاق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أكثر من 5000 طائر حبارى شمال أفريقية , و ذلك ضمن نطاق انتشارها الطبيعي في المغرب في منطقة تقع حوالي 300 كلم داخل صحراء المغرب الشرقية.
 أجل ـ عناوين شتى يقرؤها المرء منها ما يشده إلى المتابعة ، و منها ما يصده عن متابعتها للوهلة الأولى لما بها من دماء تهدر في الشارع , ثم قراءة سريعة لعناوين ليس لها الوقع الكبير في وقتنا الراهن لنتاجات ثقافية كردية خجلة , و عند التمعن أكثر فأكثر في تفاصيل الخبر سيجد القارئ بلا شك  متناقضات شتى :
 فمن هذا البعد الدموي اللا متناهي في الفكر السياسي العسكري الشرقي لدى بعضهم ، ثم  اللاإنساني لدى بعضهم  الآخر ، في معاملة البشر كمواطنين من الدرجات ما بعد العاشرة , و إلى ما تفرضه طباع الإنسان- في المقابل- في حالات أخرى، من معاملة مناقضة تماماً لهذا السلوك الإجرامي لدى هؤلاء, و ما تمليه عليه النفس البشرية من خصال محبة الطبيعة و الحيوان ، إزاء المفهوم السائد و الذي يقر بتدني حقوق الحيوان.
و باعتقادي أن نقطة الالتقاء التي تجمع بين  الحدثين السابقين هي: عملية الإطلاق , فالأول –أي في الإمارات- قد أطلقت الحبارى إلى سماء ربّها كي تعيش بسلام , و نشرت في المنطقة التي تبعد عنها آلاف الكيلومترات طيور جميلة تكلل المكان حباً و سلاماً , و أما الثاني في قامشلي ، فقد أطلق فيه الرصاص - من قبل حفنة من الحاقدين على الكرد آمرين ومنفذين - على صدور مواطنين أبرياء، لتشهد الرصاصة أمام ربها على طريقة تعاملها لودائع الله على الأرض .      
 وكي لا يغدو الخبر مجرد اً من المصداقية، و لا يوجد له أي أثر من الصحة في الشارع الكردي بقامشلي, ذلك حسب تصريحات السيد أحمد حاج علي نائب وزير الإعلام السوري , فلنستطلع على بعض الأدلة الاإثباتية ، و التي تقطع الشك باليقين و تضع النقاط على الحروف :
 - الدم الذي أسيل في الشارع مشكلاً خطاً مضطرباً صوب المشفى , و ما قد تتبعه من رفض قوات الأمن من  منع الشباب الكرد من التبرع بالدم للجرحى الذين تحولوا إلى شهداء- حالة الشهيد محمد محمود نموذجاً- من جراء فعلتهم النكراء تلك.
-  كاميرات التصوير التي كانت متواجدة لتوشم الذاكرة بذكرى جميلة لليلة النوروز ، خير شاهد على الوقع العظيم عندما سارعت إلى تصوير الرصاص الذي أطلق على صدر الشباب الكردي .
-  بلّلور المحال التجارية كذلك جدران البيوت و أبوابها و النوافذ التي اخترقتها قوى الشر برصاص الغدر.
- الوشم الذي طرزه الرصاص في الجسد الكردي الجريح , ثلاثة من الشباب الكرد ممن أصيبوا إصابات بليغة في الرأس و الأمعاء و الكتف, و هذا شاهد آخر لن يمحوه الزمان .
- التشييع الجماعي لجنازات الشهداء من جامع قاسمو إلى مقبرة الهلالية , التي احتضنت من قبل أشقاء المحمدين ,على حد قول زميلتنا الصحفية اللامعة لافا خالد، و هم قافلة من الشهداء في 12 آذار 2004 توزع مزارهم على عدة مقابر منها مقبرة الهلالية التي لم تعد تستوعب زوارها ، فافتتحت فرعاً جديداً في الجهة المقابلة لها من الشارع العام , و الضيف الذي حل قبل فترة وجيزة في 2/11/2007 الشهيد عيسى خليل ملا حسن في قامشلو، الذي ستظل نظرة عينيه البريئة  تلاحق  القتلة الذين لم يتحاسبوا.......؟
ترى إلى أين سيحلق طائر الحبارى و هو يسرد قصة سفره من بلاد إلى أخرى ....... كم من الفراخ الجميلة سيخرج من عشه الصغير .... كم  منها سيغفو على نسمات الربيع العليلة .... كم سيدعو للبشر بهديله الجميل .... كم سيفرح صغار البشر لرونقه و هو في الأفق يطير ........... و كم من الأدعية المصحوبة بدمع الثكالى ستنهال على قلوب قتلة محمد ، و هو في جوار ربه يشكو فظاعة البشر من نقل تعاليمه إلى أخوته البشر.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات