القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

شعر: كالمساء ، كالصباح ، كالوداع*

 
الأثنين 07 نيسان 2008


فتح الله حسيني

وأكلل مساءك بأغنية مريم خان
لتبدين
حلوةً
كوطن يشتاق لزقاقه رجالٌ دراويش
كشهيدٍ يلهو فيه
أصدقاء يكتبون ما يحلو لهم
ليلاً
نهاراً
في المقاهي والحانات
لتبدين
كداليةٍ
كعيشيشان ..


وأمكث هنا ، لأخبرك بحضورك لا بغيابك ، أني دخان هذا الزمن المفصح عن ملكوته ، وأنت غَبَشُ الليل، حيث تمضين وتمتطين آخرك، لتؤكدي – ربما الآن – ليّ لأتوقك إلى ما تُزَفين إليه وداعاً فوداعاً
كالصباح .
وأنا في مجدي الأوحد ، موصدٌ بالحرائق
حيث أبدية وحشتي ..
ألمح ما يشبه تفاصيل وجه صديقة أحنّ إليها
في أماسيّ القاتلة والصاخبة بلا قتلى
وأنا أرتشف
فنجان قهوتي في حضرة أطواق هدوءٍ
مرمي على أوجه الصباح
كظلٍ
يتاخم
راحةَ ظله
أصحوا على قبلات نسوةٍ
يسدلنني قرباناً
لأماسيهن المودعة نفسها
عندما أتيتُ في منتصف الليل ، بعد وجبات تعب ٍ ، ما تيقنت أن الأصدقاء سيتأخرون تباعاً ،
وإنني سأحتضن أربع نسوةٍ حضنة واحدة بلا تروٍ وكلام .. أصدقاءٌ
يأتون بعجلة مفرطة ويغادرون
وداعتي المستاءة متروكة لهواكِ الضاج مني ،
وأنا مدفون في صغرى الخطايا
يأكلني الصدأ كما يأكل باباً من هواءٍ
تتغامزني أعين من لا أعرفهن
ويتهربن من مشاكساتي مَنْ كُنّ أمساً ، يدللن همساتي
في الحديقة
وفي الشارع
وفي الغرفة المطلة على الشارع والحديقة
تشوش الخسارة خسارتي
تشوش خسارتي الخسارة
موحشٌ هذا المساء
موحشٌ هذا الصباح
جدران العالم
مسكونة بنفثات جنيات عابثات بوحدتي
ترفسني
وتراقصني

والمدينة الملونة بأطيافها ، على هدوءها تفاصل
وحشة هذه الوحدة
ووحشة هذه الثرثرة .
* قصيدة من مجموعة بعنوان "امبراطورية الخديعة" ستصدر قريباً عن دار آرس للنشر في عاصمة اقليم كوردستان.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات