القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

حوارات: القسم الثاني من الحوار الذي أجراه الكاتب المغربي محمد الصدوق مع السيد دهام حسن في برنامجه ضيف تحت المجهر..

 
الجمعة 07 اذار 2008


التعريف بالضيف
دهام حسن .. كاتب سوري مواليد 1946 إجازة في اللغة العربية- التحق بصفوف الحزب الشيوعي السوري في سن مبكرة في عام 1960 – درس في إعدادية المعري في عامودا ويقيم الآن في مدينة القامشلي .- اعتقل عام 1962 وهو طالب في الثالث الإعدادي لأسباب حزبية سياسية ، وعلى أثر ذلك تم فصله نهائيا من المدرسة وكان آخر عهده بها- تابع دراسته خارج المدرسة ( دراسة خاصة = حرة ) .- شهد حريق سينما عامودا عام 1960 ووقف على الجثث المتفحمة .- كتب الشعر وهو في الإعدادية ، كما كتب القصة القصيرة . لكن هذه الموهبة في سنه المبكرة ، جاء وأدها نتيجة ظروفه الخاصة ومنها فصله من المدرسة.بدأ بالكتابة في الشؤون الفكرية والسياسية متأخرا ، تميز بكتاباته النقدية ومعالجاته الفكرية في تناوله لتجربة الاشتراكية السوفياتية ، وبقراءة جديدة للفكر الماركسي ، يعد كاتبا ذا ثقافة ماركسية دون تزمت منفتحا للآراء..


الأسئلة من أعضا ء منتدى سحر الشرق:

فاطمة الزهراء المرابط.. كاتبة وباحثة من المغرب
من بين أحضان أصيلة الساحرة.... أقول لك مساء عاطر بطعم الورد..
1 ـ لماذا تهتم بالمقالات السياسية أكثر من أي مجال آخر؟
2 ـ كيف تنظر الى الأحداث التي تقع الآن في لبنان و سوريا؟
4 ـ بعيدا عن عالم النت و الإبداع من هو دهام حسن؟
5 ـ كيف تنظر الى وضعية الثقافة العربية خلال الوقت الراهن؟

دهام حسن
الأخت العزيزة فاطمة لك الشكر والمودة على أسئلتك وبعد...
البيئة الاجتماعية كثيرا ما تحدد مسار اهتمامات وإبداع الكاتب ، عندما انتقلت من الريف إلى المدينة ، أشرقت الوجوه في عيني ، وتفتحت شهيتي للحياة ، فبدأت بكتابة الشعر والقصة القصيرة ،ثم خذلاني بعد أن تم فصلي من المدرسة ، فعدت ثانية إلى الريف إلى القرية القاحلة ، أفنيت فيها سنوات وهجي واشتهائي للحياة واندفاعي وشهيتي للشعر وانفعالاتي.. أسمعت مرة قصيدة من شعري لمعلم قريتنا فأطرق بعد أن سمعها وهمس بينه وبين نفسه قائلا (ياما مواهب بتموت) لقد أصاب معلم قريتنا فخمدت تلك الجذوة رغما عني..
أما عن السياسة فهي مسبحة في يد كل واحد منا ، وهي زاد كل بيت ،لكن قلما تأخذ عمقا معرفيا ، فالجدل السياسي لسان حال الجميع ، وأدركت أن السياسة ، لا يكفي أن تسمع وتنقل الخبر وتدخل في سفسطة مع الآخرين ، دون خلفية معرفية ، فالسياسة دون فكر ودون القدرة على التحليل سفسطة هراء ، لذلك عكفت على القراءة بنهم وأنا في الخمسين، لذلك فمقالاتي السياسية ترتدي طابعا فكريا ،وكثيرا ما أتحايل على النص بالهروب إلى الفكر بتضمينها آراء مبهمة لها أكثر من جانب في القراءة خوفا من عيون عسس الليل ... أخت فاطمة مقالاتك عن المرأة وعن الشباب ،مقالات سياسية بامتياز، وأنت تحملين الدولة الكثير من الأسباب في معالجاتك،أليس هذا قراءة سياسية ثقافية بخلفية معرفية،أنا لدي متابعة فيما يحدث في العراق ولبنان وفلسطين ،لكني لا أستطيع أن أفيدك بأي تعليق ، علك أدركت السبب الآن...
وأخيرا قبل أن نقف على واقع الثقافة في العالم العربي، إما بالقدح أو بالإطراء ، علينا أن نقف على واقع الإنسان العربي، كيف يعيش ؟ ما معاناته وهمومه وتطلعاته ؟ الإنسان العربي يتطلع إلى الخبز قبل الكتاب .! إلى الحرية قبل الثقافة.. كثيرا ما أبخل على نفسي من شراء كتاب لضيق ذات اليد ،شاهدي برنامج حكايات مصرية ،وآخر مماثل عن المملكة المغربية تجدي عالما آخر من كوكب آخر ،مغرقا في التخلف ، زاخرا بالسحر والأساطير والشعوذة، عالما بلا كتاب ..لازدهار الثقافة لابد من توفر شروط من أهمها ، توافر الأجواء الديمقراطية ، التنمية البشرية ، كفاية الإنسان المعيشية، عندها لا تغدو الثقافة أو الفكر ترفا...!
مع تحياتي.

ريما قاسم.. شاعرة من الأردن..
الأخ دهام...
أهلا بك بيننا هنا اليوم ضيفا تحت المجهر ... فهذا يسعدنا جميعا... لأننا سنتعرف عليك أكثر و أكثر هنا ... يا أخانا الطيب...
إليك أسئلتي...
ـ ما هو رأيك بالشبكة العنكبوتية وهل تخدم المبدع و تساعده في نشر إبداعه و تقرب المسافة بين المبدعين أم لا؟
ـ هل الإبداع في وقتنا الحاضر قادر على ترجمة الحقيقة ؟
ـ من هو دهام الإنسان؟
ـ ما هي الطقوس التي تقوم بها ككاتب قبل البدء بالكتابة أهناك طقوس معينة؟
ـ ما أحب القصائد التي كتبتها لنفسك,ولماذا تحبها؟
أتمنى أن لا أكون قد أطلت عليك بأسئلتي أخي دهام...اعتذر عن تأخري بسؤالك أخي بسبب سفري...
دمت بخير و حفظ الله... مودتي

آيات روا شدة…شاعرة من أردن..
سيدي الكريم دهام .. مساؤك دفء .. مساءٌ مطمئن .. مزهر ومعطر برائحة المسك .... مساؤك كما أردت له أن يكون ....
اسمح لي بأن أسألك بعض الأسئله ..
1_ كيف تمارس جنونك على الورق ككاتب ؟
2_ متى أو في أي حاله لا تستطيع الكتابة وتعجز عن إتمام جمله ؟
3_ ما هو المكان الذي تجد به نفسك وشخصيتك التي تحب .. هل على الأرض وفي الواقع ؟ أم عندما تحلق في السماء غير مدرك الى أين تذهب .. بل تحلق فقط دون غاية أو إدراك ؟
4_ كيف تشرب القهوة ؟
آسف لبساطة أسئلتي .. أن أحببت سأعاود السؤال أخي ....

فاطمة الجنوني ــ كاتبة من المغرب…
الأخ دهام مساء الخير
1ـ بعد رصيد مهم من الإبداع هل تحس بأنك راض عما كتبت؟
2 ـ الى آي درجة يحضر الوطن في كتاباتك؟
3 ـ بصفتك ماركسيا هل ترى الماركسية مازالت صالحة لهذا الزمن؟

دهام حسن
الأخت الحنونة ريما قاسم .شكرا لودك وابتسامتك وشكرا لأسئلتك...
الضيفة العزيزة الطارئة على سحر الشرق" آيات" أهلا بك...
سوف أجمل هنا أجوبتي وعذرا إذا كان الخطاب بلغة الغائب عندما أقدم نفسي ...
دهام إنسان جدا عادي ، متواضع في علاقاته ، بسيط في تعامله، مسالم جدا ، يشهد له بالخلق السمح ، فيه مسحة من الخجل،لاسيما مع الشخص الذي يوده ، يمتلك مشاعر رقيقة، عاطفي جدا،كثيرا ما يأخذه مشهد إنساني أخلاقي ، فتنهمر دموعه ، هادئ متزن يحترم نفسه ، تريحك شخصيته ، لم تخلع ثقافة المدينة عنه ثوبه الريفي النظيف، في البيت يلبس الجلابية ويتكئ على وسادة...متزوج وله ثلاثة أولاد هم – رشا- جوان – نوزت – زوجته مهندسة زراعية ، يعيش حياة هادئة مستورة بعيدة عن تعقيدات الحياة ....
أخت ريما .. عندما اكتشفت الطباعة في القرن الخامس عشر قال فيها مارتن لوثر الذي قاد الشقاق البروتستانتي ضد تزمت الكنيسة، قال إن الطباعة من أعظم فضائل الرب على عباده ..والإنترنيت من أرقى ما وصل إليه العقل البشري، هي تعدم المسافات،وتقرب البعيد ،وتمد جسور المحبة بين المتحاورين ،والمتعافين حديثا، (تقرب المسافة بين المبدعين) لها من الجدوى والفائدة ما لا يمكن تخيله، سلو المنعزل المهموم .لكن بالمقابل حذار من العنكبوت إذا اتخذته وسيلة للتسلية والإمتاع فقط .! فقد يسرقك من واقعك ، ويختلس منك الوقت دون أن تحس به ، ولا يدع لديك مجالا للواجبات الأخرى ومنها المطالعة لمواصلة العطاء الناضج المبدع ..إذن تكمن فضائل الشبكة في حسن التعامل معها ...
أخت ريما .. الكاتب المبدع يتناول موضوعه ، فيضفي عليه مسحة مما بداخله ، ويمضي به على مسار قناعاته ، هل هو يترجم الحقيقة ، أو يحثنا لمعرفة الطريق إليها ؟ أي مبدع مهما كان،لا يمكن أن يحتكر الحقيقة ، فقد نأخذ بجانب من موضوعه ، وندع جانبا آخر ، وإن سعى هو جادا لترجمة الحقيقة ، فالحقيقة ليست واحدة عند كل الناس..
ليست هناك طقوس للكتابة عندي فالمقالة السياسية والفكرية خاصة تتطلب الهدوء ، وراحة النفس،وقبل المباشرة بالكتابة ، أحاول أن استجمع شتات أفكاري ، وقد أقتبس وأسترجع بعض الأفكار من مدوناتي ، أو أعاود قراءة مراجع للموضوع الذي أنا بصدد كتابته ...أما الكتابة الإبداعية من شعر ونثر " خاطرة " مثلا فلها شأن آخر ، فالحالة تأتي دون استئذان ، تفرض نفسها، وهي لا تستغرق سوى فترة وجيزة تتزاحم الأفكار والأخيلة والصور فوق رأسك، وهنا تضج بأي همس في البيت ، فتنزوي لكي لا ينقشع ما حولك من سراب لتغرق في الاستمتاع بما تكتب، أو بما تملي عليك الحالة...
أخت ريما أنا لا أكتب الشعر لأصبح شاعرا كما يخطط واحدنا ، شعري يعكس حياتي الخاصة، شعري معاناتي ألمي شكواي فرحي وبكائي ، وأية قصيدة لابد أن تكون قد كتبت تحت حالة ما ، تجربة فاشلة مؤلمة ، أمارس حينها جنوني في الكتابة بتعبير الأخت آيات،كتبت الشعر العمودي " زيارة حبيب" وكتبت شعر التفعيلة كما في قصيدة " ليلى العراق " وكتبت شعر النثر " الحر" كما في قصيدة " فتاة من إفريقيا "وهي القصيدة الوحيدة اليتيمة التي كتبتها دون أن ألتزم بالوزن ... ولها عندي نكهة خاصة ولم تستغرق معي سوى دقائق قليلة تحت ضغط حالة هستيرية ، ومن وحي سحر الشرق ...!
أخت آيات عندما أكتب في السياسة والفكر أكون على الأرض ، أرض الواقع ، لكي أحسن التفكير وأجيد الربط والإقناع ، والإتيان بالحجج ، والتماسك من دون شطط، لأن المقالة من هذا النوع ، يكتبها العقل ، لا يرسمها الخيال ، أما كتابة الشعر والخاطرة فلهما طقوس أخرى ، وهنا تكون ممارسة الجنون على الورق، والتحلق في فضاءات الخيال والسباحة مع الأحلام الوردية دون إدراك في أي مرتع نرسو... العجز في الكتابة يأتي من تراكم الهموم البيت الشارع الأصدقاء الوطن..ولكن لا تحبطني تلك الحالات لأعاود ممارسة عقلي وجنوني في الكتابة..
أحب القهوة العربية المرة .. استطعمتها منذ الصغر عندما كنت وخالي نمضي خلسة في غياب جدي لنحتسي ونحتسي ، أما القهوة الحضرية مع السكر فلا ، أنا مشروبي الشاي ..وعلى سيرة القهوة في قصيدة زيارة حبيب ختمتها بقول الحبيبة:
وتسألني كعادتها تريد الشاي أم قهوة
أتمتم وهي تفهمني لعمري أنها "حلوة "

الأخت العزيزة فاطمة الحنوني ...
أبدا أخت فاطمة لست بتمام الرضا ... أنا مقل في الكتابة ، وبدأت متأخرا ، لكن أنا مقتنع بالوجهة الفكرية عما أكتب ، ولا أكتب أبدا للموضة ، أما عن الرضا عما أكتب ، فأقول لك بصراحة ، أنا أعرف حدود إمكاناتي المتواضعة ، فأقف عندها ، وأطمع وأتطلع لعمق فكري أكبر ، وأعلم أن هذا ينقصني ..
أما عن الماركسية ، فأحيلك إلى ما كتبته في هذه الحلقة من " ضيف تحت المجهر " فسوف تجدين تناولي لهذه المسألة بشكل مسهب
.. أما عن الوطن .. فكل مقالاتي تقريبا تطرق باب الوطن ،بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، ولك أن تتطلعي على مقالتي في " منتدى سحر الشرق " بعنوان " إلى وطني " وعلى العموم أخت فاطمة ، إذا كان تعريف الوطن هو أرض وسلطة وشعب ،فلا أريد لوطني أن يمثله جهاز للقمع ، ولا أن ينظر إلى المواطنين كرعايا ،أريد وطنا لكل المواطنين ، أريد وطنا محصنا بسياج المواطنة ، ومسورا بالقانون ، ومعززا بالمؤسسات ، وطنا لي فيه أرض ودار وصوت كما يقول فولتير فالمستعبد لا وطن له فهو غريب حتى في وطنه ..
مع محبتي لك وشكري على أسئلتك..

إدريس الواغيش - قاص من المعرب
أستاذ حسن
لست أدري هل أناديك بالرفيق ، أم بالأخ ، أم بالمناضل ؟. فقد اختلطت الأوراق، وكثرت الأسماء والمسميات، وأصبح الكل رفيقا ومناضلا وأخا. قبلها لم يكن أحد يجرأ على أن ينادي بالأخ أوالرفيق. أما الآن فقد أصبح الجميع مناضلا ورفيقا ، في زمن غاب فيه النضال وأصبح الانبطاح رمزا للمرحلة، مع الاستثناء طبعا، لأن التعميم لا يجوز. لعل بدايتك لا تختلف عن بدايتي مع اختلاف قد يكون بسيطا، لكنه مفصلي. فقط لم أطرد من المدرسة، لكن كدت أن أكون في يوم من الأيام كذلك، ولنفس الأسباب. حديثك أعادني إلى التماس الأول مع الماركسية ورفاق لينين، لكنني وأنا ابن ال17 سنة، بحدس القروي المتمرس ، علمت أن طريق الشيوعية والماركسية لا يصلح لبلد مثل المغرب (عربي ، مسلم) . وأن المطرقة والمنجل يلزمهما الكثير من الوقت لتحقيق ثورة صناعية في بلد تحكمه موازين كثيرة. وبالتالي اخترت الارتماء بين أحضان الاشتراكية، التي لا زلت أومن بها نهجا للحياة. حين أتكلم عن الشيوعية والماركسية في بلاد الرفاق، أحس بالغبن الذي لحقنا كعرب ومسلمين . وأعرف كم هو الظلم الذي ألحقه بنا ستالين بكل جبروته وأعطى نموذج الاستبداد في الاتحاد السوفياتي الشيوعي اللينيني الماركسي، بعيدا عن الأسماء والمنظرين ، لأنها لا تهمني الآن. لكن ما يهمني هو الحصيلة. لو لاحظت يا أخي حسن أنه في الوقت الذي كنا نتغنى من ورائهم بأن الدين أفيون الشعوب، كان الروس يشيدون أكبر كنيسة في العالم في موسكو. وفي الوقت الذي كنا ننادي بإنصاف الفلاح والعامل ، كان إخواننا في كازاخستان وأذرابيدجان ، وتركمنستان، ...و.... وكل البلاد الإسلامية التي احتلها الرفاق ابتداء من 1900وصولا إلى أفغانستان التي كانت نقطة البداية والنهاية معا، يعانون الويلات والترحيل القسري. في الوقت الذي كنا نناضل كسياسيين بسطاء مؤمنين بالاشتراكية والديمقراطية من أجل المساواة وتكافؤ الفرص، كان رفاق ستالين يشيدون أكبر القصور على سواحل البحر الأسود. ويدعمون بلا قيود، ما تبقى من ديكتاتوريات القرن العشرين. تاريخ الاتحاد السوفياتي يا أخي أكبر أكذوبة عرفها التاريخ.انظر الآن إلى الاتحاد السوفياتي المسلم، وقارنه مع الجزء المسيحي منه : أوكرانيا ، روسيا وروسيا البيضاء ... وستعرف حينها كم هو مخادع هذا الذي كنا نرى فيه المنقذ من الضلال. وكم كان عدائيا ومنحازا، يبني هنا ويهدم هناك. أعتقد أن المسألة تحتاج إلى أكثر من وقفة و تأمل. أما الآن فدعني أسألك :
هل مازال يراودك حلم بعودة الماركسية، بعد أن غزا الهمبرغر محلات وأسواق موسكو؟
أم شهية الاشتراكية أقوى؟ وفي هذه الحالة أسأل من جديد: أي اشتراكية تريد؟
شكرا لك، وأنتظر منك أجوبة لو كنت كريما..

دهام حسن
الرفيق العزيز إدريس ... تحية من الأعماق ، وشكرا لمعرفتي بك وأرجو أن نتواصل..
أخي كنا طوباويين بامتياز ، حتى في عهد ماركس كان من يقول بإمكاننا أن نضع أيدينا في جيوبنا والاشتراكية ستتحقق قريبا مهما حاول الأعداء للحيلولة دون ذلك .. في سوريا كنا نقول – في الثلاثينيات من القرن الماضي – نريد دولة للعمال والفلاحين ، وكنا نهتف ( باريس مربط خيلنا )وفرنسا كانت تحتل سوريا،لاشيء أستطيع أن أجزم به هل الاشتراكية ستتحقق أم تبقى حلما ،سئل ماركس ذات مرة ما هو شعارك المفضل ؟ فأجاب الشك في كل شيء..إذن الشك كان يراوده في كل شيء، لكن ماركس في الوقت نفسه كان يدرس الاشتراكية كعلم ، وبأن التطور التاريخي الصاعد للمجتمعات لا يتوقف ،وبهذا يمكن أن نقول: إن الرأسمالية ليست نهاية العالم ، لانهاية لأي نظام في العالم ، هذا علميا صحيح ، وهذا ما أخذ به ماركس ،نعم الرأسمالية استطاعت أن تجدد نفسها ، وتستفيد من المستحدثات العلمية ،واستغلتها لخدمتها ، لإدامة هيمنتها ، لكن الصراع سيظل قائما ، والرأسمالية ستضطر للإصلاحات المتتالية ، تحت ضغط القوى الصاعدة ، وهذه القوى لا تتجسد في حزب ماركسي وحده ، لأن الذي يبني المستقبل ، هو الشعب ، وليس حزبا ماركسيا فحسب ، فجراء الإصلاحات المتتالية ، ونتيجة النضال السلمي ، والمشاركة السياسية ، يمكن أن يتطور البلد إلى حالة جديدة نوعية جديدة، تتجاوز الرأسمالية في مفهومها ، ويمكن أن نسميها الشيوعية ...
أخي إدريس .. روسيا أصبحت في عداد الدول الرأسمالية ،وتتأسس فيها مبادئ الديمقراطية ، ويبقى الصراع فيها قائما، والماركسيون مع القوى التاريخية الأخرى ،يمكن أن يناضلوا في النقابات ، والبرلمانات ، ومؤسسات المجتمع المدني،ليحققوا كما من الإصلاحات تفضي بالضرورة إلى حالة نوعية جديدة للنظام القائم ، هذا ما أسميه الاشتراكية حيث يصبح نظاما سائدا، ومثالا جذابا يقتدى به ، يتقدم على النظام الرأسمالي ،من حيث الوفرة ، والحريات ، والرفاه ، والاستقرار ، وتعزيز روح المواطنة وسيادة القانون ، ويمكن أن يتحقق ذلك عن طريق الانتخابات، وهذا،ما لم ينفه ماركس ولا إنجلز.، وربطا ذلك بمناخات ديمقراطية . وبتوافر المناخات الديمقراطية ستشهد الساحة العربية نزوعا نحو العلمانية وستنكفئ على نفسها الحركات الأصولية ، وستنتعش الحركات التقدمية المتطلعة لبناء مستقبل أفضل ومن ضمنها الديمقراطية الليبرالية كمرحلة أولى ، والحركات الماركسية التي ستبني على ما أنجزته الحركات السابقة لها ومنها الليبرالية ،ويبقى التاريخ مفتوحا لاحتمالات عديدة ، وما ندعيه بالعلم وبالاشتراكية ربما ظل في إطار التكهنات...لكن ما يمكن الجزم به .أن حركة التاريخ الصاعدة لن تتوقف ، وسوف تظل البشرية تنشد النظام ألأفضل، فالأفضل ..1 ولا تنسى أخي أنني رفضت أن يخلع على النظام السوفييتي بردة الشيوعية أو الاشتراكية ، وقلت أن الاشتراكية مازالت مشروعا مستقبليا ، وليس مثالا محققا يمكن الاكتفاء والتمثل به بتعبير سمير أمين...
وعندما تبدي غيرتك على الإسلام وترى الصعوبة في اختراق الماركسية لهكذا أصقاع ، أقول لك أخي العزيز أن الكنيسة لم تكن بأقل سطوة من الحركات الإسلامية ، وكان سندها القوي الإقطاعية، لكن ببزوغ البرجوازية ثم صعودها ، وانتشار حركة التنوير، والعقلانية والعلمانية ، وبروز مؤسسات المجتمع المدني أبدأ النظام الإقطاعي بالأفول ، وانزوت معه الكنيسة، ومتى تطورت بلداننا صناعيا ، وهيمنت البرجوازية، ستتوفر الديمقراطية ، لأن البرجوازية عندما تحقق هذا الإنجاز لن تحققه بمعزل عن الطبقات الدنيا التي لن تكتفي بانتصار الرأسمالية على الإقطاعية ، بل ستمضي في المطالبة بالديمقراطية وسوف تحققها، وبتحقيق الديمقراطية تنتشر العلمنة لأن الناس يأخذون بالعلم أكثر من أي شيء آخر وحينها ينكفئ الإسلام في المؤسسات الدينية، كما كان شأن الكنيسة من قبل....!

سعد البغدادي ــ إعلامي عراقي
المناضل /الإنسان/ الكاتب المبدع دهام حسن/ بعد التحية والثناء لجنابك الكريم اسمح لي أن اختلف مع زملائي في الحديث معك من اجل الوصول الى ما خفى عني وعلمه عند غيري وما ذا ك إلا جهلا مني ببواطن الأمور فعذري عند جهالتي والمأمول منك الصفح والمغفرة.
الآن أصبح الاتحاد السوفيتي لا يمثل دولة اشتراكية ؟ الآن قلنا هذا كيف : تقول
لكي أكون متسقا في ردي ، وبحدود معالجتي المتواضعة للموضوع ، سأحاول أن أجتهد في قراءاتي ، وأكون منسجما بالتالي مع قناعاتي .. أنا كإنسان ذي ثقافة ماركسية ، أنظر إلى الماركسية كمنهج علمي ذي قوانين علمية – قانون صراع الأضداد – قانون نفي النفي – قانون الكم والكيف .. وأظن أن هذه القوانين ما زالت صالحة، وتفعل فعلها في المجتمع والتاريخ ، ومن أن تطور المجتمعات عملية طبيعية تاريخية لا تتوقف؛ وفي ضوء ذلك تأتي قراءاتي وتحليلي للأحداث، وتصوري بالتالي للمستقبل ..لهذا عندما أندار إلى النظام السوفيتي السابق ، لا أرى فيه نظاما اشتراكيا، لأن الاشتراكية هي السرور والبحبوحة، وليس الفقر والقمع،
هل هذا حقا؟
الم تكن دولة الاتحاد السوفيتي دولة فقراء وجياع الم يكن السوفيتي يؤمن له كافة احتياجاته من المأكل والملبس والعمل ثم ما علاقة القمع بالدولة الاشتراكية ومن أين استقيت إن الاشتراكية لا يمكن لها أن تكون دولة؟ بمعنى إن إدارة الدولة تتطلب آليات الدفاع عن مصالح الأمن القومي؟
وإذا كان ما تؤمن به الآن ترى أين تضع الرفيق خالد بكداش وشهداء الحركة الشيوعية الذين ناضلوا من أجل إبقاء جذوة الاتحاد السوفيتي ملتهبة.
ثم تقول:
فالنظام السوفييتي كان ينفرد بنمط من الإنتاج تحتكره الدولة " الدولنة " أو ما اصطلح على تسميته تهذيبا (نمط الإنتاج السوفييتي) وأني آخذ بفكرة سمير أمين من أن الاشتراكية هدف اجتماعي لا يزال مشروعا مستقبليا ، وليس نموذجا محققا يمكن الاكتفاء والتمثل به، ..لماذا هذه القراءة والجزم بهذا الرأي ؟ وللجواب لا بد من العودة إلى الوراء، إلى البدايات ...

أتساءل فقط كيف يمكن لدولة تنهض بأعباء الفقراء لمدة سبعين عاما ثم نقول إنها لا تمثل الاشتراكية
أكد كلاسيكيا الماركسية – ماركس إنجلز- غير مرة عن استحالة بناء الشيوعية دون أن تبلغ الرأسمالية تطورا صناعيا ضخما ،كما توقعا وقوع ثورة اشتراكية في مجموعة بلدان أوربية في آن معا..،من حقوقهم ،
وهل هذا تبريرا لفكر عفوا انهزاميا ...
هذه الأسئلة الجاهلة تلح علي انا واثق ان صبرك الجميل وبساطتك الريفية ستمنحاني الصفح على هذا التطاول ولك كل الحب والتقدير

دهام حسن
المناضل العزيز ، أخي سعد..تحية حب وتقدير...
تأخذ علي قولي بأن النظام السوفييتي السابق لم يكن نظاما اشتراكيا ثم تضيف (الم تكن دولة فقراء وجياع....) ثم تعاود في موضع آخر لتقول: (كيف يمكن لدولة تنهض بأعباء الفقراء سبعين عاما ثم تقول أنها لا تمثل الاشتراكية..) أنا فعلا لهذا السبب أقول عنها بأنها ليست اشتراكية ، وهذا هو بيت القصيد، وأظن أنك سهلت علي الإجابة ، أخي بعد أكثر من سبعين عاما تقول عنها دولة الفقراء ، لماذا بعد أكثر من سبعين عاما من البناء الاشتراكي يظل بأكثرية سكانها فقراء ، هل كان بإمكان العامل السوفييتي أن يحلم بسيارة ، هل بعد أكثر من سبعين عاما من الاشتراكية كان النظام قادرا أن يحسن من مستوى العامل ليرقى إلى مستوى العامل في أية دولة أوربية ، النمور الآسيوية حققت نهوضا اقتصاديا ، وحسنت من مستوى المعيشة لشعوبها في غضون عقد أوعقدين ما لم يستطع النظام السوفييتي تحقيقه في أكثر من سبعين عاما ثم لو كان الشعب السوفييتي راضيا عن النعم التي تقاطرت على الفقراء لدافعوا عن النظام ، كان في الاتحاد السوفييتي 19 مليون شيوعي و 36 مليون شبيبي و80 مليون عامل فضلا عن الجيش الأحمر أين تبخر كل هؤلاء ، لماذا لم يدافعوا عن النظام ، لماذا تركوا الحزب ...هات ثلاثة ملايين شيوعي روسي من أصل 12 مليون عدد الشيوعيين الروس في عهد النظام السابق الاشتراكي أي ربع الشيوعيين السابقين ستجد كيف يستلمون السلطة ، كم بلغ عدد البعثيين في عهد صدام أين هم الآن مع فارق ملحوظ في المقارنة ، كم قتل ستالين من الشيوعيين ، ثم إذا كنت مثلي تحب لينين ، فلينين أول من تنبأ بعودة الرأسمالية إلى روسيا، أنا صدقته لأنه تناول الحالة علميا وليس عاطفيا ،ربما تحمّل الرأسمالية الانهيار كعادة أكثرية الرفاق الشيوعيين ، أخي عندما قامت ثورة أكتوبر كان عدد الشيوعيين لا يتجاوز 40 ألفا وهاجمت روسيا 14 دولة ومع ذلك لم يسقط النظام الذي دافع عنه ملايين السوفييت .. هناك سؤال أحاول أن أفهمه تقول فيه : (ثم ما علاقة القمع بالدولة الاشتراكية، ومن أين استقيت أن الاشتراكية لا يمكن لها أن تكون دولة ...) أخي الكريم أنا لم أقل أن الاشتراكية لا يمكن لها أن تكون دولة ،، أنا استغرب هذا التساؤل ، ما قلته بأن النظام السوفييتي لم يكن نظاما اشتراكيا أو لم تكن دولة اشتراكية هذا ربما تقصده ، وهذا ما أصر عليه ،للأسباب التي ذكرتها آنفا وما يأتي في جوابي على السؤال التالي.... أما عن القمع يكفي مثال واحد للاستشهاد به وهو حكم الحزب الواحد ومنع التعددية السياسية . هل كان بإمكان أي إنسان أن ينشط سياسيا خارج إطار الحزب الشيوعي الوحيد على سدس الكرة الأرضية ألا يعد هذا الحظر قمعا ، هل حدث تغيير للأمناء العامين للحزب فبل موتهم ما عدا خروشوف ،معظم رفاق لينين قتلهم ستالين ، لو استمر الشيوعي السوفييتي لاستمر صدام إلى اليوم...أحترم خالد بكداش وأنحني أمام نضالا ته ، كما أنحني أمام شهداء الحزب وشهداء الحركة الشيوعية وفي مقدمة هؤلاء الرفيق فرج الله الحلو والرفيق فهد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي وخلفه الرفيق سلام عادل ...ولكن يا أستاذ سعد هل تعلم أن خالد بكداش بقي أمينا عاما للحزب ثمانية وخمسين عاما حتى وفاته وكان عاجزا قبل رحيله بسنوات ولم يسلم الأمانة لأحد وتعلم بعد وفاته تسلمت قيادة الحزب زوجته ، والآن يتهيأ ابنه لتسلم القيادة وتعلم أن الحزب لم يشهد حياة داخلية ديمقراطية منذ عشرات السنين وتعلم أن الحزب هو الآن أضعف من السابق بما لا يقارن ...أخيرا تأخذ علي ما قلته مستشهدا بماركس وانجلز من ان بناء الاشتراكية يتطلب تطور البلد تطورا صناعيا ضخما ، وقيام الثورة في عدد من البلدان في تزامن ..لتنتهي بالقول هل هذا تبرير لفكر --عفوا --انهزامي ) أخي العزيز كان لينين ماركسيا وتناول مسألة الاشتراكية بأمانة علمية ، لا شك أنك تذكر ما قلته في أجوبتي للأخ الصدوقي ويبدو لي أنك قرأتها بإمعان ، أولا ... لينين لم يناصر ثورة شباط عام 1917 تمسكا بمبادئ ماركس عن الثورات كون روسيا في عداد البلدان المتخلفة ، وبالتالي فبناء الاشتراكية في بلد متخلف أمر مخالف لأفكار ومبادئ ماركس ، وعند قيام ثورة أكتوبر كان الشعب الروسي في غليان ويأس من النظام القائم فقاد لينين الثورة بنجاح ،وكان تبريره أن التاريخ مفتوح لاحتمالات عديدة ، وأن ماركس كان يثمن عاليا المبادرات الجماهيرية من أي شيء آخر ، هذا كان موقفه وأنا لم أعاتبه على موقفه هذا ،لكنه تنبه بعد ذلك بقول له ما معناه أن استلام السلطة سهل في البلدان المتخلفة لكن بناء الاشتراكية صعب ، إلى أن وصل إلى قناعة عبر عنها قبيل رحيله في عام 1924 بقوله : أننا قد فشلنا .. ولا أريد أن أكرر العبارة ، وكما قلت تنبأ بعودة الرأسمالية إلى روسيا وما نشهده اليوم على الساحة الروسية يعزز من تأكيد عبقرية لينين على نبوءته العلمية..

منال الخالدي ــ شاعرة مغربية مقيمة في إسبانيا
الأخ دهام
أصدقائي في سحر الشرق
مساء الخير جميعا.
1 ـ كيف تقارن بين الحركة الاشتراكية في العالم العربي و الغربي؟
2 ـ لماذا نحن العرب دائما نستورد أفكارا من الخارج أليس لدينا أفكار خاصة بنا؟
3 ـ كيف ترى منتديات سحر الشرق مقارنة مع المواقع الأدبية الأخرى؟

دهام حسن
الأخت العزيزة منال..يتقدم إليك أخوك دهام معزيا ومصافحا بحنو أب وبمشاركة مشاعر أخ ..ونورت المنتدى بإطلالتك ....
لن أخفيك الحقيقة أن أجوبتي على أسئلتك لن تفي بالغرض فقد أكون عاجزا عن الإغناء ..وربما لو وجهت هكذا أسئلة لمطلع على الواقعين الغربي والعربي ربما كان أوفق بالإجابة مني ، ومع هذا سوف أجتهد وأحاول...
ارتدت الحركة الاشتراكية في العالم العربي الطابع السوفييتي ، الطابع الثوروي الانقلابي دون أخذ الواقع والظروف بالحسبان، وعد أي نضال بخلاف ذلك ضربا من الإصلاحية، ووجدتنا كيف كنا نهاجم هؤلاء، حتى استهجنا أشكال الديمقراطية التي حققتها أحزاب وقوى من تلك الدول والتي عرفت بالاشتراكية الدولية، وفي ظل نظم (الاشتراكية الدولية) والنظم الديمقراطية الليبرالية تقلص دور الأحزاب الشيوعية التي نادت بالحل الجذري ،وسخرت من الأشكال الديمقراطية المحققة في تلك البلدان،فقد قامت تلك البلدان ومن ضمنها الاشتراكية الدولية بتحسين علاقات الإنتاج الرأسمالية نسبيا فطورت من قدراتها الاقتصادية، وحسنت من مستوى الطبقات الدنيا ،وكان أناسها ينعمون بقيم الديمقراطية، والنضال السياسي الحر، ودخول الانتخابات ، ناهيك أن النموذج السوفييتي قد أصاب تلك القوى المتطلعة إلى النموذج المثال الذي لم يغر أحدا أصابها الإحباط ،وأدركت تلك الأحزاب طالما أن النضال السلمي متاح لهم فلماذا مغامرة غير محمودة العواقب ، وأن شعوب تلك الدول لن تتخلى عن الطابع الديمقراطي بوعود على الشجرة مقابل ما في اليد ، ولم يعد العنف مستحبا لدى شعوب تلك البلدان، عندما مات فرانكو كان الصراع قائما بين أنصاره وبين القوى الديمقراطية وكان أمام إسبانيا حيث تقيمين أحد الخيارات، إما استخدام العنف لاستلام السلطة ، أو الاستمرار على نهج فرانكو ، أو التلاقي والمساومة والتنازلات من قبل الأطراف المتصارعة على السلطة فارتضى بالحل الأخير جميع الأطراف وكانت الديمقراطية والمنافسة على السلطة..هي لسان حال النظام الجديد
في العالم العربي حاولت القوى الراديكالية من شيوعيين ، وقوميين برداء اشتراكي تطبيق النموذج السوفييتي، فجاءت نظم ما قبل قومية ، القمع ، نظام حكم الحزب الواحد ، وأد الديمقراطية الجنينية التي خلفها الاستعمار، تعرفين أخت منال أن الدستور السوري لعام 1928 في ظل الاستعمار الفرنسي هو متطورا أكثر من دستورنا الحالي، وأكثر رحمة، واعلمي أن بعض الأفرقاء ينادون اليوم بالعودة والعمل بدستور 1950 وهو قد أنجز في ظل الديكتاتوريات كما أنه أكثر تطورا من دستور عام 1928 ..
بالإمكان الاستفادة من لمع من التراث العربي والإسلامي، لكن تراثنا أيضا من جانب آخر مليء بالارتكابات فالقريشيون حكموا أكثر من تسعة قرون.. إننا يمكن أن نستفيد من تجارب الآخرين فالحضارة هي أخذ وعطاء، لكن خطأنا إننا أخذنا الأفكار من واقع مغاير لواقعنا ثم حاولنا زرعها في واقعنا لهذا أتت النبتة بثمرة فجة غير صالحة ، فالشعب المتخلف يمارس السياسة بشكل متخلف...
أختي العزيزة لست والله من رواد المنتديات، وقد مررت على بعضها مرور العابرين ، لم أر فيها أي ضبط ولا حيوية، اصطادني الأخ عادل محمود مشكورا...لكن أقول يبقى سحر الشرق البيت المستضيف لكل نازل جديد ، مفعم بالود ، حاضن لكل من يبحث عن بيت آمن ، كما تجدين الدفء والحب والمساعدة وإسداء النصح ،من قبل فريق بدأت أتعرف عليهم واحدا إثر واحد ، وصدقيني إذا قلت لك صرت أحب الجميع ، وهيهات لي من فراق عنهم.اللهم إلا إذا تنكرت لي ضالتي وأبعدتني عن سحرها وحضنها الدافئ..

سعد البغدادي ... إعلامي عراقي
كيف حالك أيها المناضل العنيد/ أتمنى أن تكون بعافية
هذه المرة سأعود معك للنقاش حول الأممية الثانية/ اعرف رحابة صدرك ورقة إحساسك فهما من أطمعني أن أتحدث معك بشيء من التجاسر
صديقي العزيز
كررت أكثر من مرة في هذا لحوار أن لينين العظيم اعترف بفشل التجربة وقال لقد فشلنا؟ وكأنك تحمل هذا النص ما لايحتمله في فشل التجربة الاشتراكية وتنسى أو تتناسى قول المعلم لينين ومعه الأممية الثالثة (الاشتراكية يمكن أن تظهر في البلدان غير المتطورة دون أن تمر بمطهر المرحلة الرأسمالية)
كيف إذن نحمل فشل التجربة السوفيتية ؟ لأنها وحسب تعبيرك لم تمر ميكانيكا ضمن قوانين ماركس
أخي العزيز سعد ... أشكرك على فيض مشاعرك ، كما أعبر عن إعجابي بلغتك الرشيقة ...
نعم في مؤتمر الأممية الثالثة كما تفضلت تم طرح مرحلة التطور نحو الاشتراكية، دون المرور بالرأسمالية ، وقد تم هذا الطرح من قبل لينين ،وتبنى هذا المفهوم فيما بعد الحزب الشيوعي السوفييتي، كأحد أركان نضاله الفكري ،وأخذنا به جميعا،لكن جرى التخلي عنه فيما بعد ، ويمكن أن تصحح لي هذه المعلومة... بعد ثورة أكتوبر ، أصيب لينين بشيء، ربما لم يدر في خلده، بناء الاشتراكية أصعب من استلام السلطة في بلد متخلف بقوى فلاحيه زراعية ، ففي مقابلة له مع صحفي ياباني في عام 1920 أي بعد ثلاث سنوات من سلطة البلاشفة سأله الصحفي فيما إذا كانت فرص بناء الشيوعية متاحة هنا عندكم أكبر أم في الغرب ،قالها لينين دون تردد في الغرب ، ويعود سبب هذا الجزم من جانب لينين أن الغرب متطور رأسماليا وصناعيا ، وأن الغرب ذو تقاليد ديمقراطية لم تعرفها روسيا
ثم أن لينين كان يركز على الثورة في الغرب وخاصة على ثورة نوفمبر في ألمانيا عام 1918 وقد عاتبهم لينين لتأخرهم على نجدته لهذا راح يقول في عام 1921 كنا على يقين من أن انتصار الثورة البروليتارية (في روسيا) مستحيل دون مساندة الثورة العالمية)
قد أكون في كتابتي أسأت الصياغة عندما وقفت مليا بالتقيد في (ترسيمة) ماركس لم أقصد الميكانيكية في الأخذ بل ركزت على بعض المفاهيم التي كان مقتنعا بها لينين ،وازدادت قناعاته بها قبيل رحيله المبكر أي بناء الاشتراكية لا تتم إلا في دول رأسمالية متطورة صناعيا...لكن أخي الأخطاء لا تقلل من مكانة العباقرة ، لاسيما إذا هم اعترفوا بأخطائهم ... فماركس في المسألة الأيرلندية قال : لقد كنا على خطأ... وإنجلز قال : لقد أخطأنا أنا وماركس..... ولينين سخر من أولئك الذين يركزون على أخطائهم ويتناسون متعمدين أضعاف أضعاف إنجازاتهم ، وكم نحن رددنا هذه المقولة من لا يعمل لا يخطئ ... هؤلاء كبراء القوم لم يكونوا معصومين... واعلم أخي أن الطمع الزائد (مو زين)

محمد الصدوقي ــ كاتب من المغرب
في آخر يوم لهده الحلقة نتقدم بالشكر الجزيل إلى الأخ دهام حسن على تفاعله المفيد والرزين والسريع مع محاوريه،والذين نشكرهم أيضا على مشاركاتهم القيمة والتي تضمن دائما جو الحيوية والديمومة لكل الحلقات...


حوار سياسي وفكري مع السيد دهام حسن...  القسم الأول من الحوار

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات