القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

المجتمع مَنْ يكون؟

 
الجمعة 28 تموز 2006

نارين عمر

كثيراً ما نتحدّثُ عن المجتمع وكأنّه وحشٌ كاسرٌ يسعى لافتراسنا في أيّة لحظةٍ كانت, والغدر بنا دون رحمةٍ أو شفقة.
لكننا ربّما لا نملكُ الشّجاعة الكافية للسّؤال عن هذا الكائن العجيب الغريب الذي يدكّ أمننا وأماننا متى يشاء, ومن أيّ كوكبٍ أسطوريّ قد جاءنا, وما الطين التي هجنته؟!ومَن الذي يزوّده بلقاحاتِ الغطرسةِ والجبروت؟
ومن ثمّ الغوص في أعماقه نسبرُ أغوارها لعلنا نجدُ ما الذي يكنّه لنا نحن البشر؟ وما الذي يودّ أن يفعله بنا؟


نعم نتجاهلُ عمداً التطرّقَ إلى مثل هذه الأسئلةِ والاستفسارات, وطرحها على أنفسنا, لأنّنا ندركُ تماماً مَنْ يكون هذا المجتمع الذي هو عبارة عن تجمّع من الكائنات الحيّة المالكة لزمام العقل والإدراك, والمتعايشة على أسس ومفاهيم مشتركة, وهم تحديداً( أنا وأنتَ وأنتِ وهو وهي............) وهذه الضمائر هي مَنْ تشكلُ( نحن وأنتم وأولئك وهؤلاء........) وهذه بدورها تؤسسُ اللبنات الأولى للكلّ المكوّن من هذه الأجزاء المجتمعة, المتلاحمة, والتي يتمخّضُ عنها ما نسمّيه  /المجتمع/.
إذاً كلّ منّا يخافُ من نفسه وشخصه, وترهبه كينونته وصيرورته على اعتبار أنّ كلاً منّا يشكل جزءاً من المجتمع الذي ننعته بشتى النعوتِ السّلبيةِ والنّابية. وهذا
يعني أنّنا نسبّ أنفسنا, ونلعنُ وجودنا, ونوبّخُ بقاءنا سرّاً وعلانية. مشكلةُ كلّ منا الحقيقية تكمنُ في قوقعة الرّهبة التي صنعها بإتقان ووضعَ نفسه بكلّ ما تحتوي وقلبه بكلّ ما يزخر به فيها, وسيّجها بحصون منيعة من العاداتِ والتقاليد والأعرافِ التي تحوّلت وخلال العقود المعقدة من الدّهر إلى وحوش ضارية لا يملكُ الجرأة في مواجهتها أو صدّها, أو على الأقلّ هو مَنْ يودّ لنفسه كذلك كي ينفي عنها ما يطلقه هو والآخرون من طلقات اللفظ والمعنى كالتخاذل والجبن والخنوع. وهو إذ يفعلُ ذلك لئلا يكون هو البادئ في التصدّي لتلك الوحوش الجشعة وبالتالي يكون هو الضّحية الأولى, فيغادرَ هذه الدّنيا بروحه وجسده, وربّما بروحه ويظلّ الجسد يتلقى الطعنة تلو الأخرى.
والمشكلة الأخرى التي تتمخترُ وتتبختر في ساحةِ تفكيرنا وإدراكنا, وتغزو نفوسنا وقلوبنا هي مبالغتنا المبالغ فيها في تضخيم مشاكلنا, وعملقةِ ظروفنا وتصويرها على
أنّها عويصة على الحلّ والفكّ مع أنها قد تبدو في غاية البساطة والسّهولة.
فما المشكلة إذا بدأ كلّ منا بإصلاح نفسه أوّلاً, وتطهيرها من كلّ الشّوائب التي كانت تعكرُ صفوها,ومن ثمّ يبدأ بباقي أفراد أسرته أو الذين يترعرعون في حِماه
وأظنّ أنْ لاداعي لأن نتوقف عند/ثالثاً/ لأنّ النفس والقريبين إلى النفس إذا استقاموا فإنّ المجتمع المؤلف منهم سوف يستقيمُ كذلك, وبذلك نجنّبُ أنفسنا من الإصابة
بآفة/دونكيشوت/المتمثلة في محاربة طواحين ذلك الكائن العجيب الذي نعلقُ عليه كلّ همومنا ومشاكلنا...../المجتــــــــــــــــــــــــــمع/.


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات