القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

الثقافة الكردية في مواجهة العولمة

 
الثلاثاء 13 تشرين الثاني 2007


هوزان المرعي ــ ديرك

يشهد المجتمع الدولي منذ زمن تحولا في الوضعية القائمة ارتكز على اتساع الاندماج والتفاعل الواسع والمتعدد المظاهر بين دول الكرة الارضية , ولذلك فإن الكثير من أنماط السلوك والتفكير وأساليب الحياة والرؤى والقيم والعادات التي سادت في المرحلة الماضية مرشحة لتبدلات ربما يكون بعضها جذريا . وقد تجسدت هذه المتغيرات في ما يسمى ((العولمة)), لنجد أنفسنا اليوم إزاء حدث كوني ندخل معه في العصر الكوكبي بآفاقه ومجالاته , بثوراته وتحولاته . هذا العصر تختصره أربعة عناوين كبرى لفتوحات وقدرات وتكتلات وابتكارات تؤثر في حياة البشر وتهيمن على مقدراتهم ومصائرهم وهي : الاقتصاد الالكتروني , والمجتمع الإعلامي, والمجال التلفزيوني أو البصري , والفضاء السبراني الذي يعني القدرة على السمع والرؤية واللمس والمراقبة والتحكم من على بعد.


فهي بحق الظاهرة التاريخية لنهاية القرن العشرين أو لبداية القرن الواحد والعشرين , مثلما كانت القوميات في الاقتصاد والسياسة والثقافة هي الظاهرة لنهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين . إن العولمة تحاول إزالة التنافر الثقافي بين الاقليميات والقوميات والعرقيات المختلفة وتحاول أن تقرب الجميع إلى نمط عالمي منفتح من الثقافة الكونية المتفاعلة مع أحداث كونية متأثرة بها سلبا أو إيجابا .. ذلك أنه لا توجد ثقافة بمعزل عن التأثير بغيرها من الثقافات إيجابا أو سلبا لأن تحصين ثقافة أي أمة أو انغلاقها يعني تقوقعها وتشرنقها بحيث تغزل نسيجها من ذاتها فتغدو كالمياه الراكدة اي انها تنبت بذور فنائها بذاتها لأن الثقافة الحية أو التي تريد ان تظل حية هي التي تظل متواصلة متلاقحة مع كل الثقافات بما يمكنها من مواكبة المرحلة التي فيها . وإن شعورنا بغزو ثقافي هو عقدة نقص يحملها شعور المغلوب المهزوم , أمام تفوق الغالب المنتصر المتفوق , فالغرب وثقافته وأفكاره ليس كلها مهتمة بالشرور والأمتهان للآخرين , بل فيها الوجه المشرق والحضاري على صعيد المعرفة والعلوم الطبيعية والانسانية والعقلانية والنسبية التي حذقت شعوب أخرى بإستثمارها والاستفادة منها ووظفتها في نهضة بلدانها , كما فعلت اليابان ودول النمور الآسيوية ,حيث رفعت شعار : (( أخلاق شرقية ...... وعلوم غربية)) هذا ما فعلته اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية وماليزيا حيث تمثلت الجانب المعرفي والعلمي والعملي للحضارة الغربية وهضمته وأضافت إليه الجديد .
 إن التفاعل الثقافي بين الشعوب ليس مطلوبا فقط , بل هو واجب تمليه المصالح الوطنية والقومية والحضارية والإنسانية , لذا يجب أن نفتح عقولنا وحدودنا لشمس المعرفة العلمية التي هي عصارة الفكر الإنساني دون شعور بالنقص أو القصور , مهما كان مصدر هذه الثقافة أو تلك المعرفة , غربية كانت أم شرقية ,وإن إندماج بلد ما / وخاصة ذاك الذي يشكو من خمول بل شلل ثقافي /في الثقافة العالمية يشكل نوعية وتوعية ثقافية . ورب العزة في كتابه الكريم يقول : (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ........). هذا الاندماج يعلم كيفية الارتقاء بآليات التأقلم الإيجابي مع خطر العولمة وبالتالي كيفية الإسراع لردم الهوة من خلال التنافس الفكري سواء على الصعيد الفردي أو المجتمعاتي ككل . مما يؤدي إلى تحقيق مكاسب عديدة له أولها تعزيز ودعم وحماية خصوصية المجتمع الثقافية , ما يعني صموده أو بالأحرى تقدمه وتطوره لأن التطور يعني مقاومة الخطر أولا وأخيرا .......... نهاية ليس بمقدور أي إنسان أن ينأى عن تأثير العولمة وإلا بقي في عزلة أبدية من التهميش والتبعية ليس محليا فقط بل عالميا ايضا . وعليه فإي بلد عليه إما التأقلم الايجابي مع العولمة أو التعرض السلبي لتهديدياته فثقافة العولمة ضرورة لمواجهة عولمة الثقافة.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.85
تصويتات: 7


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات